المبدع والإنسان !
أحمد الملا من الأسماء المهمّة التي يقف أمامها الكاتب محتارًا في الكتابة عنها ، فلا يعلم أيكتب عن الشاعر الذي أخلص للكتابة الشعرية،أم عن السينمائي الرائد في السينما السعودية، أم يكتب عن التجربة الناجحة للإدارة الثقافية في تاريخ أحمد الملا ؟! كلها أشياء مهمّة في نظر الكاتب ، ولكنها أكثر أهميّة للمكتوب عنه . سأكون واقعيًا في الكتابة، فأكتفي بمقتطفات عن مبدع وإنسان تابعته، وتعرّفت عليه، وحاورته صحفيًا، واستضفته مع زملاء آخرين في نشاط ثقافي في رجال ألمع . • في جمعية الثقافة والفنون في الدمام أدار أحمد الملا خمسة مهرجانات في العام الواحد،كان المؤسس لمهرجان أفلام السعودية،ومهرجان بيت الشعر، والداعم لمهرجان الدمام المسرحي،ومهرجان الطفل المسرحي، ومهرجان الطفل والعائلة، إلى جوار العديد من الفعاليات الأخرى التي تنفّذ خارج إطار هذه المهرجانات ! ما يميز أحمد الملا عن غيره ممن عملوا في إدارة العمل الثقافي أنّه لم يركن إلى المقارنات،ولا استسلم للواقع المحبط ، فقد انفتح على التجارب المختلفة ، ولم تكسر مجاديفه النماذج المحبطة،كان باب الاستفادة من كل التجارب ممكنًا بالنسبة له ، وكلّ انتقاد بنّاء مأخوذ به، ومستفاد منه . قبل انتشار الثقافة بمفهومها العام والواسع كان أحمد الملا يؤاخي في الدمام بين الأدب والفن،فقد آمن بالفعل أنّ الساحة شاسعة، وأنّ المجال يتسع لأكثر من جهة للعمل وتعويض المفقود ! • في حواري الصحفي معه كان أحمد الملا واحدًا من أصدق الأدباء والمثقفين الذين حاورتهم، لم يتصنّع،ولم يعاتب،ولم يرفض سؤالاً ،ولم ينتقص من نقد،ولم يشعرني أنّ الحوار بالنسبة له مجرد ظهور، بل كان رسالة،وعملاً، واعترافًا بالبحث عن الأجمل والأفضل ! • كتب كثيرون عن شعر أحمد الملا، وهو في نظر هؤلاء كان واحدًا من أكثر شعراء قصيدة النثر إخلاصًا لها ،لا يكتفي بالعمل وإنتاج الأفكار ، ولا يستسلم لكثرة الأعمال في حياته اليوميّة ، والدليل أنّه لم ينس الشعر، فهو مسكون به ، ومنتج له في الوقت ذاته . لا يلفت نظرك في تجربة أحمد الملا الطريقة التي يقدّم بها شعره ، ولا الاستمرار في الكتابة فقط ،بل تلفت الانتباه أكثر العناوين والأغلفة والمضامين الإنسانيّة التي يقدّم بها نفسه وإبداعه : “ قتلتنا البنات “ و “ تمارين الوحش “ و “ الهواء طويل وقصيرة هي الأرض “ و “ سهم يهمس باسمي “ و “ إياك أن يموت قبلك “ و “ يوشك أن يحدث “ و “ مرآة النائم “ . • أما أحمد الملا الإنسان فلا أظنّ أنّ هناك شخصًا اقترب منه ونسي أن يسأل عنه ، أو يذكره مع صديق ، أو يقرأ له ، أو يشاهد لقاء له في قناة تلفزيونية أو صحيفة أو موقع !