المحررون
ليست هذه المرة الأولى التي تطلق فيها المملكة مشروعا للتواصل الحضاري مع العالم، غير أن برنامج “سلام للتواصل الحضاري” يمثل خطوة جديدة ومميزة في هذا الاتجاه، إذ يهدف إلى إعداد كوادر وطنية مؤهلة لتمثيل المملكة في المحافل الدولية والتفاعل مع الثقافات المختلفة برؤية منفتحة. ونتابع في صفحات “الوطن” استقبال صاحب السمو الملكي الامير تركي الفيصل لمتدربي البرنامج. وكان لافتا أن سموه استشهد خلال اللقاء بالكلمات الخالدة للأمير خالد الفيصل، حفظه الله، عن الحضارة التي وصفها بـ”شجرة تمتد جذورها في أعماق التاريخ. وساقها ظاهرة فوق الأرض، وفروعها تنمو فرعًا بعد آخر. تمثّل الثقافات المختلفة التي تستمد قيمها ومبادئها من الجذور ذاتها”. وفي حديث الكتب نتابع سيرة رجل استثنائي من رجالات الوطن وهو “مستشار الملوك صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز” كما رواها الكتاب الجديد للمؤرخ فايز البدراني الحربي. ومن الكتب المهمة التي نسلط الضوء عليها في هذا العدد، يقدم تركي بن أسامة السديري قراءة في كتاب الأمير فيصل بن سلمان “إيران والسعودية والخليج.. سياسة القوة في مرحلة انتقالية”، وهو كتاب ينظر إلى الأهداف الإيرانية في سياق تفاعل بين الطموحات والأجواء الإقليمية والدولية. ونطل على سيرة أخرى تمثل صفحة مضيئة من تاريخ العمل الاجتماعي في المملكة وهي سيرة الأميرة نورة بنت محمد الرائدة الاجتماعية الوطنية التي وثقت الكاتبة عزيزة المانع جهودها في الكتاب الجديد “عند الرهان تعرف السوابق”.. ويتحدث عبدالله الوابلي في مقاله الاسبوعي عن “العلم قنطرة السلام وبوابة التنمية”. ويقدم محمد القشعمي “علمه” الجديد: صفية بن زقر.. الريشة التي رصدت الحياة التقليدية. أما موضوع الغلاف لهذا الأسبوع فنخصصه للمأساة السودانية التي تشهدها مدينة “الفاشر”، والتي تتفاقم يوما بعد آخر، حيث تمارس قوات الدعم السريع المارقة أبشع صور العنف ضد المدنيين العزّل، في مشاهد مروّعة من القتل والاغتصاب وسفك الدماء. إنها حرب يقتل فيها الأخ أخاه، ويغيب فيها صوت الإنسانية أمام ضجيج المصالح المتصارعة، فيما يبقى الإنسان السوداني الضحية الأولى والأخيرة لكل تلك الأيادي التي تعبث بوطنٍ أنهكته الفوضى والمؤامرات وملف يضم عددنا هذا الاسبوع ملحق شرفات الثقافي الشهري وفيه باقة مميزة من المواد الثقافية والأدبية، من بينها حوار غير منشور مع الكاتب الراحل جبير المليحان، وملفا عن الشاعر ومؤسس المهرجانات أحمد الملا يتضمن حوارا معه وشهادات حول مسيرته الشعرية والثقافية. ويتضمن الملحق مقالات وقراءات نقدية ونصوص أدبية متنوعة. ونختتم العدد بـ” الكلام الأخير” الذي يكتب فيه أحمد السبيهين تحت عنوان طريف: “الله بالخير”.