بتــول*
* في رثاء حرم الشاعر، السيدة بتول العوامي تمضين وحدك؟ هَدِّيْ الوَخْذَ، واتَّئدي تَلَفَّتي؛ وانظريني حاملاً كبدي. وراء نعشك أشلاءً مُبَعْتَرَةً وهيكلي طيفُ شُلْوِ.. واهنٌ جَلَدي. هذي يدِي منكِ جَدًّا، والوريد خَلٍ والعين عميا، وها ذاك الوَتيْنُ صَدِي مدي يديك، خذيني، فالحياة سُدَىً بعد انكسار جناحي، والتوا عضدي؟ ما نفع عيشي؟ بلا نجواك تؤنسني ما نفع بيتي بلا ظلِّ ولا عمد؟ خمس وستون عشناها مخبَّأةً عن العيون، فما يدري بها رصدي. خمس وستون عشنا زَهْو فَرْحَتِها ما إن أبوح بها حتى إلى خلدي. أخشى تقولين - يهواني - لجارتنا فَيَنْتَشِي أمرُنا للسِّيْف، والوَهَد. وأنت لي عُوذةٌ في الصدر غافية حرزٌ يقيني أذى الحساد والحسد هذا مصلاك ينعى قدس ربته هل لا أقمت به ما شاء من مُدَد؟ الله يا خيمةً عاشت تظللني في لهبة القيظ ألقى عندها رشدي الله ،يا حُضنَ أمّ كان ملتحفي وكان دفئي، وريحاني، ومبتردي يا ضَرْعَ غاديةٍ دامت على أفقي فيها نراوح من سعد إلى رغد. الآن ترحل عني غير آبهة بمحنتي ومعاناتي.. ولا نكدي الآن ترحل عني، أي فاجعةٍ تؤزُّني؟ أي يوم فادحٍ رَبِد بتول؟ عمرك ما أبديت لي ضجراً ولا تَبَرمت من طيشي، ولا حردي. قاسيت ناري كإبراهيم صابرةً «وكنت أحدبَ من أم على ولد» مدي يديك، فإني متخمٌ وجعًا وليس يبرئ جرحي غير ملتحدي ما كنت أحسب يومًا أن تمزقني مُدَىْ رحيلك قبلي، دون أن تعدي لكنه قدحٌ لا بد شاربه ما في يديك به شأن، ولا بيدي. يا ويح يومك، ما زالت نوازله تضجُّ في أضلعي، مغتالة أوَدي لا طول الله عمري بعد فاتنتي أو أن أكابد أيامي مُدى كمدي لا شأن لي في حياة لا يؤانسني الا الظلام أقاسي «ردحَه الأبدي» * أُمَّ الرجال، خذيني، لست مقتدرا على البقاء لوحدي، بعد معتمدي * ما دمت سوف أذوق الموت ثانية ومنجل الموت لا يبقي على أحد فما بقائي في الدنيا على وجعي إلا إقامة مذبوح بلا قَوَد