رحلة معرفية يقدمها الأستاذ يحيى الكندري بإدارة د. الوليعي ..
جهود علماء ومؤرخي الجزيرة العربية في التأليف حول الخيل العربية وأنسابها .

تناول الأستاذ يحيى الكندري جهود علماء ومؤرخي الجزيرة العربية في التأليف حول الخيل وأنسابها مركزًا على ما وصل مخطوطا ومطبوعا وأشار إلى أن أقدم ما وصل مخطوطا من تأليف هو كتاب “اليعسوب في الصيد والخيل” لابن الحائك الهمداني منوهًا إلى أن هذه المؤلفات بدأت في القرن السادس الهجري، وذكر أن هناك روايات تتحدث عن كتب متقدمة لعرب سابقين، وأكد أن أقدم كتاب وقف عليه مخطوطًا هو كتاب “المعارف الجامع لصفات الخيل” للقاضي أحمد بن عمران ابن الفضل اليامي الهمداني، ونسخة كتابه المختصرة تحتفظ به جامعة لايدن، وقال إن كثيرا من علماء اليمن نقلوا من هذا الكتاب ومنهم الأمير عبدالله الحمزي في كتابه “الياقوت المعظم” ثم سرد التسلسل التاريخي لهذه المؤلفات الصادرة عن علماء الجزيرة العربية وصولاً إلى أعظم مؤلفات شاملة في هذا المجال كانت للشيخ حمد الجاسر في كتابيه “معجم أسماء الخيل” و”أصول الخيل العربية الحديثة”. جاء ذلك في محاضرة قدمها بمركز حمد الجاسر الثقافي وأدارها الأستاذ الدكتور عبدالله الوليعي ضحى السبت الماضي. وأشار المحاضر إلى أن أقدم كتاب وقف عليه في القرن السابع هو كتاب “الأرجوزة المنصورية” للمنصور عبدالله بن حمزة بن سليمان الحمزي أحد كبار الأمراء الحمزيين في عام 614هـ وقد بدأ باليمن بمنظومة في الخيل وتميزت اليمن بأن ينظم الأب ويشرحها الابن من بعده، ثم تحدث عن كتاب “المغني في البيطرة” للملك الأشرف عمر بن يوسف الرسولي المتوفي سنة 696هـ وبلغت نسخه الخطية 10 نسخ في العالم. وذكر كتاب “الأقوال الكافية والفصول الشافية” للملك المجاهد علي بن داوود الرسولي المتوفي سنة 764هـ وبلغت نسخه الخطية 9 نسخ في العالم وقال إن أهم فصول الكتاب هو ما ذكره لخيل أسرته الملوك الرسوليين وصلاتهم بقبائل اليمن؛ ثم ذكر ما وصل من القرن التاسع وقد ظهر فيه كتاب “الياقوت المعظم” المفوّف بعقد عقيان الحكم في آداب الحروب ومحاسن الشيم للأمير صلاح الدين عبدالله بن المطهر بن محمد الحمزي المتوفى عام 895 للهجرة وهو شرح على نظم لأبيه في الفروسية والخيل وبلغت نسخه 6 نسخ في العالم وفيه نصوص نادرة عن الخيل النجدية وصلات اليمن بنجد، وفي القرن العاشر بدأت بالظهور مؤلفات الحجازيين والمكيين ومنهم كتاب “مناهج السرور والرشاد في الرمي والسباق والصيد والجهاد لعبدالقادر بن أحمد الفكاهي المكي المتوفي سنة 998هـ، وله ثلاث نسخ خطية، ثم ظهر في القرن الحادي عشر كتاب “فوائد النيل بفضائل الخيل” للعلامة علي بن عبدالقادر بن محمد الطبري المتوفي سنة 1070هـ، ثم ذكر كتاب “نجوم الليل الطالعة على غرر الخيل” لشرف الدين حسن بن أحمد بن صالح الحيمي المتوفي سنة 1071هـ وذكر أن له نسختان خطيتان. وفي القرن الثاني عشر ظهر كتاب “نزهة الملوك والسادات بالطيور الجوارح والجياد الصافنات” للقاضي محمد السعيد بن إسماعيل الحنفي ألفه سنة 1110هـ، ثم ذكر ملاحظاته على النسخة المتواجدة منه في ليبيا، كما استعرض كتاب “أنموذج لطيف ومنتقى ظريف” لمحمد بن السيد محب الدين الحسيني ألفه سنة 1144هـ وذكر وجود نسخة وحيدة بالعالم تحتفظ بها مكتبة جوته في ألمانيا، وذكر كتاب “الميدان لأرباب السيف والسنان” لمؤلف يمني مجهول ألفه قبل 1189هـ ويوجد منه نسخة تحتفظ به مكتبة رامبو في الهند وقال إنه كتاب في غاية الأهمية إذ يوثق لطرائق التدريب في الجزيرة العربية ويسميها الطرائق البدوية وينقل فيها عن الأعراب أهل الخيم كيف يربون الجياد العربية. وفي القرن الثالث عشر ظهرت بعض الكتب التي ألفها علماء نجد والأحساء وعلى رأسها كتاب “سهيل فيما جاء في ذكر الخيل” للشيخ المؤرخ عثمان بن عبدالله بن بشر المتوفى سنة 1290هـ منه عدة نسخ خطية في دارة الملك عبدالعزيز ويتميز الكتاب بذكر الأرسان وتعليلات تسميتها، وألفه للإمام فيصل بن تركي آل سعود، وصدر منه طبعة عن دارة الملك عبدالعزيز بتحقيق الدكتور عبدالله عسيلان، وذكر أيضًا كتاب “رسالة في أنساب الخيل” للعلامة عبدالرحمن بن عبداللطيف آل مبارك المتوفى سنة 1310هـ ألفها بطلب من الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، وتوجد منه نسختان الأولى بمكتبة الشيخ يوسف بن راشد آل مبارك، والثانية بالمتحف الوطني بالبحرين. وفي القرن الرابع عشر ظهرت بعض الكتب مثل “الجواهر المنظمة في الخيل المسومة” للشيخ سالم بن حمود بن شامس السيابي المتوفي 1412هـ في عمان، ثم ظهر كتاب “الخيل عند العرب” للأديب محمد صالح آل إبراهيم المتوفي سنة 1441هـ وهو من أدباء الكويت. ثم ختم محاضرته بالجهود التي بذلها الشيخ حمد الجاسر في التأليف حول الخيل وبدأها بكتاب “معجم خيل العرب وفرسانها” وقد قسم الشيخ عمله إلى قسمين: الأول حول الخيل القديمة وهي بمعنى الخيل التي ينسبها الناس إلى الخيل الأعوجية، والقسم الثاني التي أطلق عليها الخيل الحديثة التي تنسب إلى الكحيلة والأرسان الخمسة، وقال إن عمل الشيخ عمل ضخم وكان مسبوقًا إليه في منهجيته وهو ترتيب الخيل على الحروف الأبجدية وجمعها من المصادر الشفهية والمعاجم ولم يبلغ أحد مبلغه في عدد الجياد حيث ذكر 900 جواد وقد توسع توسعا كبيرا معتمدا على كتب الأدب وشروح الدواوين وشروح المعاجم والتراجم، وقال أنه ذكر قسما خاصا لأيام العرب وحدد أماكنها وما قيل فيها من الأشعار. ثم فُتح المجال للمداخلات التي أثرت الموضوع والأسئلة التي تفضل بالرد عليها.