المثقف الذي خرج من عباءة التنظير .

علاقتي الشخصية مع الكاتب والصحفي محمد السيف لها عدة أوجه جميلة وايجابية، فقد التقيت الاخ محمد السيف في فطوراً رمضانيا منذ سنوات عديدة في بيت صديق عزيزا، تفرقت بين الطرق والسنين ولكن ظللت اتابع كتابات ابو عبدالله الصحفية في جريدة الاقتصادية في مرحلة ملتهبة من المعارك الفكرية والسياسية في بلادنا والعالم العربية ، كنت اجد مقالات ومشاركات السيف في تلك الفترة لها تابع التوثيق والخصوصية بعيداً عن الغالب في الصحافة وقد شدنا في مشاركاته تركيزه على ادوار وسير مختصرة لمفكرين وسياسيين من الرعيل الأول في بناء الدولة السعودية الحديثة وخاصة حول الرجال والمستشارين من العرب والسعوديين الذين عملوا مع جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن سعود يرحمه الله. الصديق محمد السيف طور وعمل تلك “البروفايلات” الصحفية الي مشروع ثقافي مستمر على نفس النهج عن طريق العمل بمجال النشر “دار جداول” التي اعتبرها رائدة في مجال كتب السير والغالب عليها لرواد في مجالات عدة في بداية التأسيس ولقد ولازال العزيز محمد السيف يمدني بالهدايا الثقافية من هذه المطبوعات القيمة البعض من تأليفه والغالبية من منشورات دار جداول والتي بدون مبالغة أغنتني عن الكثير من البحث عن الكتب القيمة ، العلاقة الإنسانية والشخصية مع السيف اساسها ابعاد واهتمامات مشتركة وهو مرجع وثقة في اية معلومة احتاجها في مجال كتابة الصحفية ، وهو الآن يقود مشروع ثقافي دسم برئاسته لتحرير المجلة العربية وهي مجلة ثقافية جامعة وجادة من أهم المجلات الثقافية العربية في وقتنا الحاضر رغم مقولات ان الصحافة الورقية قد تلاشت فكيف بالمجلات الأسبوعية والشهرية والمتخصصة فحمد السيف بعلاقاته الثقافية المحلية والعربية والعالمية مع المثقفين والمبدعين من كل الأطياف والتوجهات تجد خلاصة أعمالهم في اعداد المجلة العربية وازعم ان بعد رئيس تحريرها الصديق محمد السيف ج عن الإقصاء والانفتاح على كل التيارات والمفكرين من كل الاتجاهات كانت من عوامل وتميز ونجاح المجلة العربية ومشروع دار جداول . منّ الإصدارات التي إهدائها لي الصديق محمد السيف واستمتعت بها وهي من منشورات دار جداول كتاب فيم للدكتورة دلال بنت مخلد الحربي بعنوان “امرأة في مسار البناء “ عن الأميرة نورة بنت عبدالرحمن شقيقة الملك عبدالعزيز يرحمها الله ودورها وسيرتها في تاريخ وبناء المملكة العربية السعودية وعلاقتها الوثيقة والعملية مع المؤسس كما تحدث عن ذلك الغربيين والعرب . قبل فترة وجيزة قرأت احد اصدارات دار جداول وهو من تأليف محمد السيف كتاباً بعنوان (بين السفارة والوزارة) وهو سيرة لعشرة من رواد السياسة والدبلوماسية والإدارة في بلادنا ، السيف له السبق في تأليف كتب عن شخصيات مهمة في تاريخ دولتنا في مجالات عديدة واتذكر منها كتاب عن وزير النفط الاول في المملكة عبدالله الطريقي ودره ومسيرته العلمية والعملية في هذا المجال . الكتب عديدة التي يفاجئنا فيها السيف من فترة لأخرى سواء من تأليفه او عن طريق دار جداول واتذكر كتاب عن سيرة الاديب والمترجم والناقد والمهتم بالسينما نجيب المانع في كتاب ماتع ارسله لي السيف عندما كنت في بريطانيا قبل ثلاث سنوات وكانت مفاجأة جميلة وعشت مع هذا الكتاب متعة عظيمة. محمد السيف يكسر الصورة النمطية عن المثقف المتهم بالتنظير في الادارة الثقافية خاصة فالسيف يملك القدرة على الكتابة والتأليف والإدارة بدار جداول وفي المسؤليات التي تسنمها في مواقع في وزارة الاعلام وفي وزارة الثقافة . * كاتب صحفي