محمد السيف.. «مجمع» بذاته. 

 لا ريب في أهمية رحلة الاستاذ محمد بن عبدالله السيف، من محرر صحافي في إيلاف أول صحيفة الكترونية عربية، فرئيسًا للقسم الثقافي بجريدة الاقتصادية السعودية، إلى رئاسة تحرير إحدى أهم المجلات الثقافية العربية “المجلة العربية” بجانب تأسيس وإدارة شركة “جداول للنشر والترجمة والتوزيع” أهم دور النشر العربية ببيروت. التي تشكل سفارة ومنارة سعودية مهمة ترفد الفضاء الثقافي بالإصدارات النوعية عن مختلف الأفكار من مختلف الأقطار. وتراه هو شخصيًا، كيف بسُفنٍ وأسفار مجلدة عن تاريخ المملكة العربية السعودية، يمخر عباب التاريخ المعاصر بتدوين سير عطرة في: الإدارة والوزارة، التعليم، الدبلوماسية، النفط والفكر والإعلام.. مشهرًا “سيف الإنصاف” لمن ارتبطوا عمليًا ووجدانيًا بالسعودية؛ فَيعي التاريخ في صدره ويضيف أعمارًا إلى عمره، عمن كتب “سيرتهم” من الطفولة حتى الكهولة. بخبرة صحافية واستقصائية شغوفة، ينقب في الصخور، يسبح في الرمال، يقتلع الأشواك لكي يغدق على المكتبة العربية ويملأ رفوفها بحيوات وآثار من كتبَ عنهم ونوّه بهم موثقًا جهودهم الجبارة أثناء أدوار وأطوار دول، معارك عسكرية وسياسية، سجالات صحافية وأدبية، مطارحات عنيفة وردود ملتهبة بـ”ضربة مرفق”. فضلًا عما يتمتع به من بصيرة منفتحة وجدية خلاقة تعلوها قدرة فائقة على إدارة الوقت لكي يستمر في الإنجاز والإنتاج والإضافة، فتتحدث عنه أعماله. محمد بن عبدالله السيف بذاته مجمع سير وتاريخ، وعلم جدير بكل تكريم. وجدير بنا ها هنا شكر المجلة الرائدة “اليمامة” على مبادرة تكريم من كرم بقلمه الأوائل. هنيئًا لكم تكريمه. *كاتب ومستشار إعلامي يمني