محمد الدّميني يصدر ديوانه الجديد «طائرٌ تُخطئه الطلقات».

صدر حديثاً، عن «منشورات المتوسط – السعودية»، ديوان جديد للشاعر محمد الدّميني بعنوان “طائرٌ تُخطئه الطلقات”. وهو عمل شعري يضيف لبنة جديدة إلى تجربة ممتدة منذ أكثر من أربعة عقود، ويأتي محمّلاً بالأسئلة التي أثقلت هذا الزمن، وبالمتخيَّل الشعري الذي يصرّ على الاحتفاء بالحياة حتى في أكثر لحظاتها قسوة. الكتاب ينفتحُ على ثيمات أساسية مثل العزلة، والذاكرة، والفقد، والطفولة، والزمن، والموت، لكنّها لا تُقدَّم بصفة مباشرة، بل عبر صور ورموز ومجازات، تجعل النصوص أقرب إلى تأملات وجودية تشتبك مع اليومي وتحوّله إلى شعر. ففي كل قصيدة يطل الطائر باعتباره رمزاً للشعر والحرية والنجاة، كائناً خفيفاً ينجو من الطلقات، تماماً كما ينجو الشعر من محاولات الخنق والإسكات. القصائد متنوّعة العناوين والإيقاعات، من «عُزلة» و«خِدر عنيزة» و«قصيدة الموتى» إلى «زيتون» و«قصيدتي المنهوبة» و«حارس المرمى» و«قمر منسي» و«قصيدة العطر». وفي كلّها نلمس حضور تفاصيل يومية بسيطة (البيت، الجيران، العصافير، المقبرة، الحقائب...) تتحوّل إلى مشاهد عابرة تضيء أسئلة كبرى عن معنى البقاء والزمن والحرية. يمثّل الديوان استمراراً لمشروع شاعر من أبرز أصوات جيل الثمانينيات في المملكة، عُرف بقدرته على المزاوجة بين الحساسية الحديثة والعمق الإنساني. وهو يأتي بعد ثلاث مجموعات شعرية سابقة: أنقاض الغبطة (1989)، سنابل في منحدر (1994)، وأيام لم يدّخرها أحد (2014)، تُرجمت مختارات منها إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية. “طائرٌ تُخطئه الطلقات” صدر في 88 صفحة من القطع المتوسط، وهو ليس مجرد عنوان لمجموعة شعرية، بل هو استعارة عن الشعر ذاته: الكائن الذي يُصرّ على التحليق فوق الخراب، بعيداً عن مرمى الطلقات، ليمنح القارئ ومضة أمل ومعنى جديداً للنجاة. ومن أجواء الديوان نقتطف: فكّر في «التَّعب» الذي تسرّبَ من شُقوق ثوب شاعر كان يرْمي بنبَالهِ في الوادي ليصطادَ طيْف امرأة ويتهيّأُ للحُب الذي بدا دائماً كطائرٍ تُخْطئهُ الطّلَقات.