السعودية والصين..

شراكة استراتيجية تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية علاقات تاريخية و متطورة تقوم على التعاون والتفاهم المشترك في مختلف المجالات بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين. وبدأت العلاقات بين البلدين التي تمتد جذورها لقرابة 75 عامًا، شملت مختلف أوجه التعاون والتطور ، في شكل علاقات تجارية بسيطة واستقبال الحجاج الصينيين وصولاً إلى شكلها الرسمي عام 1990 بعد اتفاق البلدين على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما وتبادل السفراء وتنظيم اجتماعات على المستويات السياسية والاقتصادية والشبابية وغيرها. وشهدت العلاقات السعودية الصينية تميزاً كبيراً انعكس إيجابًا على تعزيز التعاون بين البلدين. لم تعد العلاقات الدولية تقتصر على التحالفات التقليدية، بل أصبحت الشراكات الاستراتيجية القائمة على المنفعة المتبادلة هي سيدة الموقف. وفي هذا السياق، برزت العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية كنموذج فريد يتخطى التعاون الاقتصادي ليشمل آفاقاً سياسية وأمنية وثقافية واسعة. من بوابة رؤية 2030 الطموحة، ومن خلال مبادرة الحزام والطريق، تسير الرياض وبكين بخطى ثابتة نحو تعزيز شراكة شاملة تُعيد رسم خريطة التوازنات الإقليمية والدولية. من التبادل التجاري إلى التحالف الاستراتيجي مسار متصاعد شهدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قفزة نوعية حقيقية، خاصة مع تزامن النهضة الاقتصادية الصينية وإطلاق رؤية السعودية 2030. الزيارات التاريخية: مثلت زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز للصين عام 2017، وتلتها الزيارات المتعددة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بما فيها الزيارة التاريخية في ديسمبر 2022، نقاط تحول فارقة. هذه الزيارات أسست لحوار استراتيجي رفيع المستوى ووقعت خلالها عشرات الاتفاقيات بمليارات الدولارات. . الارتقاء إلى شراكة استراتيجية شاملة: تم إعلان ترقية العلاقات إلى “شراكة استراتيجية شاملة” في عام 2022، مما يعكس الإرادة السياسية العليا من الجانبين لتعزيز التعاون في جميع المجالات. وفي المقابل زار الرئيس الصيني المملكة العربية السعودية ثلاث مرات وكانت كل زيارة مثمرة وغنية بالنتائج، مما عمق العلاقة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. 1. فبراير 2009 - زار الرئيس الصيني المملكة العربية السعودية، حيث وقع البلدان سلسلة من الاتفاقيات التعاونية، مما دفع التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار إلى مستوى جديد. 2. يناير 2016 - قام الرئيس الصيني بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، حيث اتفق الجانبان على رفع العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة، مما فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الصين والسعودية. 3. ديسمبر 2022 - زار الرئيس الصيني المملكة العربية السعودية مرة أخرى، حيث حضر القمة الصينية العربية الأولى والقمة الصينية الخليجية، وعقد مباحثات مع القادة السعوديين، مما دفع التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار والطاقة الجديدة وغيرها إلى مستوى أعمق. كانت هذه الزيارات ناجحة بشكل كبير، حيث عززت العلاقات الودية التقليدية بين الصين والسعودية، وعمقت التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار والبنية التحتية وغيرها، كما عززت التبادل والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، مما أسهم إسهاما إيجابيا في السلام والتنمية في المنطقة والعالم. التعاون في مجالي الاقتصاد و الطاقة تعد الصين الشريك التجاري الأول للمملكة، حيث تستورد أكثر من 25% من احتياجاتها النفطية من السعودية، بينما تستورد السعودية سلعاً وتقنيات صينية متنوعة. يشهد التعاون الاستثماري قفزات هائلة، أبرزها: استثمارات صينية في رؤية 2030: شركات صينية كبرى تشارك في مشاريع نيوم، والقدية، ومدينة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للصناعات (واسط)، وغيرها من المشاريع العملاقة. وفي المقابل هناك استثمارات سعودية في الصين: استثمارات صندوق الاستثمارات العامة السعودي في قطاعات التكنولوجيا والخدمات في الصين، واستحواذ شركة “أرامكو” السعودية على حصص في مصافي تكرير وبتروكيماويات صينية. و يتجه التعاون من مجرد بيع وشراء النفط الخام إلى التكامل في سلاسل القيمة، عبر مشاريع مشتركة في مجال التكرير، والبتروكيماويات، والطاقة المتجددة، وتقنيات الـ5G والذكاء الاصطناعي.