أكبرتُ مجدَكِ تيّاهًا على الشُّهُبِ.

تتوالى المناسبات الغالية على بلادنا ـ أدامها الله ـ فبالأمس كان اليوم الوطني، واليوم نعيش الذكرى الحادية عشرة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، التي توافق الثالث من ربيع الآخر من كل عام هجري. إنها لحظات مشرقة يتجدد فيها الولاء لقائدٍ جمع بين الحكمة والحزم، وأرسى دعائم الأمن والاستقرار حتى غدت المملكة واحةً آمنة وسط عالم يموج بالاضطرابات. الأمن والأمان في هذا العهد الزاهر المبارك واقعٌ يعيشه المواطن والمقيم في تفاصيل حياتهما اليومية، وهما الأساس الذي انطلقت منه مسيرة البناء والنماء. فانفتحت الأبواب أمام التعليم والصحة والاقتصاد، وامتدت النهضة إلى الثقافة والرياضة وسائر ميادين الحياة، لتتحول بلادنا ـ رعاها الله ـ إلى ورشة عمل كبرى تنبض بالحركة والطموح وتواصل مسيرتها دون انقطاع. ولطالما كانت شخصية الملك سلمان، المثقف والمؤرخ الفذ، محط إعجاب واعتزاز. فهو القائد الذي خبر دهاليز السياسة منذ عقود، وأثبت في كل موقع تقلده أن القيادة مسؤولية ورؤية. كلماته في مختلف المناسبات التي نتابعها، ويتردد صداها في وسائل الإعلام والتواصل الحديثة، تؤكد دومًا على وحدة الصف، وتستحضر دور الأجداد والآباء في بناء الوطن، كما تحفّز الشباب على أن يكونوا عماد المستقبل، متمسكين بهويتهم الأصيلة ومنفتحين على آفاق العصر. وهنا تتجلى حكمته في مخاطبة مختلف شرائح المجتمع، فهو قريب من الناس، حاضر في وجدانهم، وملهم في توجيهاته. أما في السياق الثقافي، فقد شهدت المملكة في عهده نهضة واسعة تترجمها الشواهد، وتجسدها المهرجانات والمعارض والملتقيات التي جعلت الثقافة جسرًا للتواصل وحوار الحضارات، كما رسّخت حضورها كأحد أعمدة التنمية. وترن في ذاكرتي الآن الكلمات التي شدا بها فنان العرب محمد عبده من شعر الشاعر سعيد الهندي: أكبرتُ مجدَكِ تيّاهًا على الشُّهُبِ يا موطِنَ الصَّقرِ من أبطالهِ العَرَبِ أكبرتُ فجرَكِ مُخضَلًّا بما نَدِيَتْ به البساتينُ من زهرٍ ومن حَبَبِ كلمات شجيّة امتزج فيها البُعد الشعري بالفنّي، فأبدع الفنان محمد عبده في أدائها. حفظ الله بلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وأدام لنا هذه المناسبات الغالية التي تُجسّد أسمى معاني اللحمة والوفاء.