بشرى أيلول.

إذا لم يكن إلا أبٌ وابنُه يكفي فكيف إذا ما الشعبُ صفٌّ على صفِّ!! وكيف وقد فاضت قلوبٌ بحِمْلها من الحبِّ، والأشواقُ أرْبَتْ على السّقْفِ!! وأقوى العُرَا طَيُّ الضلوعِ على الرِّضى وأوثقُ منها صفْقةُ القلبِ والكفِّ شَدَتْ من أَجَا للقَهْر أبواقُ فرحةٍ ومن شاطئ المرجان للشاطئ النّصْفي بيارقُ رفَّّتْ عن يمينٍ ويَسْرةٍ وأوشحةٌ خُضْرٌ أماماً ومن خلْفِ فيا جاحداً أبْصِر ْويا راقداً أفِقْ ويا شاتماً أقْصِرْ ويا ألْسُناً كُفّي وما مَطْلعُ الميزان إلا عقيدةٌ مُبجَّلةُ المعنى مُجلَّلةُ الوصْفِ وبشَّرنا أيلولُ خيرَ بشارةٍ بشهْمٍ بثوب المُلْكِ والمجدِ ملتفِّ نُلقِّبُه صقرَ الجزيرة إنما على الصقر مِن زاهي محاسنه يُضْفي تَـرَسّمَ خَطْوَ الشمـــــس حتـــــى كأنمـــا تُحدِّثُنا عن سَيْره سورةُ الكهفِ بدا عَلَمُ التوحيد فاشتدّ نحْوَه وسَمْعُ الورى يُصْغي لأغنية الزّحْفِ ولاحتْ بِوَادي التِّيْهِ رايةُ فتنةٍ فلما دنا منها تلا آية النّسْفِ أزاح عن الأفكار صاعينِ فُرْقةً وأضفى على الأرواح كِفلين من إلْفِ فكان لأرضٍ مُرْتَجـــى السّفـــحِ والرُّبَــــا وكان لقومٍ مُشْتهَى العين والأنفِ براحته خَطّان؛ طبٌّ ومِنْحةٌ فمن فاقةٍُ تُغني ومن وجَعٍ تَشْفي تراقبُه الآفاقُ ملهوفةَ الحَشَا ومخطوفةَ الألباب مشدوهةَ الطَّرْفِ تجلَّى لها فانزاحَ ما كان دونه وهل صارخُ الألوان كالباهت المَطْفي؟! هي البذرةُ الأولى وتنشأ دوحةٌ من الوعْي تستعصي على القطْع والقطْفِ يميل إليها من يجود بروحه ويجفل عنها من يَوَدُّ على حرْفِ ومن لم يكن من أوّلِ الشوط هادراً أتَمَّ على عجْزٍ ووافى على ضعْفِ