نعمة الوحدة الوطنية.

هل سألنا أنفسنا لماذا اخترع العالم يوماً اسمه اليوم الوطني؟ ولماذا يرقى لمستوى الأعياد احتفائياً؟ ولمستوى الأعياد الموسمية الفلكلورية مثل نهاية الحصاد , عودة البحارة في حياة معظم الشعوب والدول لا أخفي أنني في طفولتي كنت أتساءل سؤالاً معاكساً لماذا لا يكون عندنا يوماً وطنياً نحتفي به في المدرسة ونزين فيه الفصول والشوارع بالبيارق وننشد فيه أناشيد تتغنى بالوطن؟ قبل أن تتخذ الدولة قراراً باعتماد هذا اليوم مناسبة رسمية ومن بين السؤالين سأستل إجابتي.. يحمل اليوم الوطني كمطلقٍ عام و كمخترٍعٍ ولد بشكله المتبع عالمياً من ولادة الدول المعاصرة ، عدة قيم منها قيمة الإنتماء إلى حدود أرض معينة وجعل قيمة هذه الأرض تعادل قيمة الروح (روحي وما ملكت يداي فداه) وقيمة الهوية أي الإنتماء ليس فقط للأرض كجغرافيا بل وأيضا الإنتماء لتاريخ وثقافة هذه الأرض ولنسيجها الإجتماعي في مشترك مصيري يربط المكان بالزمن أي الماضي والحاضر والمستقبل قيمة السلم الأهلي ضمن منظومة التجانس والتعدد وقيمة المساواة والعدالة الإجتماعية وكفالة الحريات أمام القانون بنص دستوري واضح وقيمة الأمن السياسي والعسكري الداخلي والخارجي داخل إطار العقد الاجتماعي بين الدولة والمجتمع بما يحدد ويكفل الحقوق والواجبات بينهما وأخيراً إن تعزيز كل تلك المنظومات والأطر لقيمة الوحدة والإستقلال والشراكة الوطنية ومن هذه القيم العامة لمعنى اليوم الوطني جاء الاحتفاء باليوم الوطني عالمياً . بالنسبة ليومنا الوطني السعودي ممكن فهم إحساس المجتمع العظيم به من منطلقات قريبة من القيم المذكورة فالمملكة أسست على أرض الجزيرة العربية كدولة عصرية موحدة على أرض جغرافية شاسعة تتميز بالتنوع الجغرافي وبالتعدد المناطقي وبالتنوع والتعدد معا الثقافي والحضاري ، ونحن حين نحتفي باليوم الوطني نحتفي بنعمة الوحدة الوطنية وبنعمة الأمن وبنعمة التعليم والمساواة في الحقوق وبنعمة السلم الاجتماعي والسلام الخارجي وبنعمة ما لا يحصى من المنجزات الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية كما نحتفي بحبنا لهذه الأرض وبنشيدها الوطني الذي يختم بقول عاش المليك ولا يكتفي بل يقول عاش المليك للعلم والوطن بما في ذلك من معنى رمزي كبير.