
يواصل معرض “سيفين ونخلة: أرشيف الشعار السعودي” في متحف قصر المصمك بالرياض استقبال زواره حيث يستمر المعرض في تقديم رحلة شاملة حول الشعار الوطني السعودي من عام 1932 حتى صيغته الحالية. ويضم المعرض 245 قطعة مختارة بعناية من أصل أكثر من 3000 وثيقة جاءت من مصادر متنوعة بينها مجموعات أرشيفية خاصة، مزادات، ومقتنيات تم توثيقها وجمعها خلال أربع سنوات من البحث. من بين هذه القطع، أول ظهور رسمي للشعار في جواز السفر السعودي، وصحن من المائدة الملكية الخاصة بالملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ، إضافة إلى مقتنيات ذات بعد دولي مثل كتاب للمعماري كينزو تانغه وبروشور يوثق مشاركة السعودية في إكسبو 1970 أوساكا، اليابان. أربع سنوات من البحث يقول عبد الله الكناني القيم الفني على المعرض : أن المعرض كان نتيجة لأربع سنوات من البحث المكثف، حيث قام بجهود كبيرة مع صديقه محمد الرويس لجمع الوثائق والمقتنيات التي تروي قصة الشعار الوطني السعودي. يشعر الكناني بالفخر والفرح بمشاركة هذا البحث مع الزوار، خاصة في مكان مهم مثل قصر المصمك. مقتنيات نادرة يضيف الكناني أن هناك مقتنيات معينة أثارت مشاعره، مثل الوثائق الأقدم للشعار التي تُعرض نادرًا. أحد هذه الوثائق هو جواز سفر يعود لمملكة الحجاز ونجد وملحقاتها في منتصف العشرينات الميلادية، والذي يحمل رمزًا مهمًا قد يكون أسهم في غرس بذرة ظهور شعار السيفين والنخلة. دعم وزارة الثقافة كما يشكر الكناني وزارة الثقافة على دعمها لنشر مقدمة شاملة عن الأرشيف في قصر المصمك، الذي يُعد أهم موقع مرتبط بقصة الشعار وتوحيد المملكة. يقول الكناني إن هذه الرحلة كانت مهمة جدًا في حياة أرشيف السيفين والنخلة، حيث تمكنوا من مشاركة قصة وطنهم مع الزوار. وعن تجربة الزوار يضيف الكناني أن الزوار يشعرون بسعادة حقيقية عند زيارة المعرض، حيث يمكنهم رؤية المقتنيات النادرة والتعرف على قصة الشعار الوطني السعودي، ويشعر الكناني أن المعرض يُعد تجربة غامرة ومؤثرة، حيث يجد الزوار أنفسهم جزءًا من هذه القصة قصر المصمك “ رمزية وطنية “ اختير قصر المصمك لاستضافة المعرض نظرًا لرمزيته الوطنية العميقة بوصفه نقطة انطلاق لتوحيد المملكة. يضيف القصر قيمة للمعرض بكونه شاهدًا على مرحلة التأسيس، مما يعزز حضور المعرض كامتداد لذاكرة المكان. ويساهم المعرض في تعزيز الوعي بالهوية الوطنية من خلال عرض الشعار عبر مراحله المتعددة، و كيف ساهم الشعار في صياغة صورة المملكة أمام نفسها وأمام العالم. وهو بذلك يفتح نافذة على أهمية الأرشفة كجزء من بناء الهوية، حين يتحول حفظ الوثائق والرموز البصرية إلى فعل وطني يعزز الوعي بتاريخنا ويمنح الأجيال القادمة أدوات لفهم هويتها واستشراف مستقبلها. خطط مستقبلية في هذا يضيف الكناني هناك خطط لتطوير المعرض في المستقبل، تحويل المشروع إلى كتاب وموقع إلكتروني تفاعلي، وهناك نية للتنقل بالمعرض إلى مدن أخرى. يذكر أن هيئة المتاحف افتتحت معرض «سيفين ونخلة: أرشيف الشعار السعودي» في متحف قصر المصمك بالرياض مساء السبت 23 أغسطس 2025 ويستمر المعرض حتى 21 نوفمبر 2025، مقدّماً للزوار رحلة شاملة تتتبع مسيرة الشعار الوطني منذ عام 1932, وحتى صيغته الحالية، في إطار يجمع بين الأصالة والمعاصرة. ويأتي اختيار متحف قصر المصمك لاستضافة المعرض لما يحمله من رمزية استثنائية في التاريخ السعودي، إذ ارتبط اسمه بواقعة استرداد الرياض عام 1902 على يد الملك عبدالعزيز، وهي اللحظة التي شكلت نقطة التحول الكبرى في مسيرة توحيد المملكة، حيث تحول في العقود الأخيرة إلى متحف وطني يستقبل الزوار من داخل المملكة وخارجها ليعرض عبر قاعاته ومقتنياته سيرة تأسيس الدولة السعودية الحديثة. المعرض لا يقدّم الشعار الوطني في بعده الشكلي فحسب، بل يتعامل معه بوصفه نصًا بصريًا مفتوحًا، تتقاطع فيه دلالات الهوية ورموز الانتماء. فمنذ اعتماد أول صيغة له عام 1932م وحتى شكله الراهن، ظل الشعار بما يحمله من أيقونة السيفين المتقاطعين تحت نخلة باسقة مرآةً لمسيرة الدولة السعودية، واستعارةً بصرية تجمع بين العزيمة والخصب، بين القوة والرخاء. وتكشف الوثائق الأصلية والقطع الأرشيفية النادرة المعروضة، إلى جانب الأعمال الفنية المعاصرة، عن التحولات التي رافقت هذا الرمز عبر العقود، بينما تتيح العروض التفاعلية والأفلام التحريكية للزائرين فرصة تأمل جمالياته المتجددة، بوصفها انعكاسًا لقدرة الهوية الوطنية على التكيّف مع المتغيرات دون أن تفقد جوهرها. ويستند معرض «سيفين ونخلة» إلى بحوث دقيقة بالتعاون مع خبراء ومختصين في مجالات التاريخ والتصميم، ليقدّم قراءة متعمقة للشعار الوطني، ليس بوصفه مجرد عنصر بصري يزيّن الوثائق الرسمية، بل كرمز متجذر في الوجدان الجمعي، يعكس دلالات الهوية الوطنية والإرث الثقافي السعودي. ويعرض المعرض مجموعة مختارة من الوثائق الأصلية والقطع الأرشيفية النادرة، إلى جانب أعمال فنية وتصميمية تُظهر التحولات التي مرّ بها الشعار عبر العقود. وتشمل التجربة التفاعلية للمعرض عروضاً بصرية وأفلاماً تحريكية، تتيح للزوار تأمل تطور الشعار الوطني ورصد جمالياته المتجددة، بما يعكس قدرته على التكيف مع التحولات الاجتماعية والثقافية، وفي الوقت نفسه ترسيخ حضوره كأيقونة جامعة تمثل قيم المملكة ووحدتها. وأكدت هيئة المتاحف أن تنظيم المعرض يأتي ضمن جهودها لحفظ الإرث الثقافي وتعزيز الوعي العام بأهمية الهوية الوطنية، مشيرة إلى أن الشعار الوطني، بما يحمله من رمزية السيفين والنخلة، لا يمثل شكلاً بصرياً ثابتاً فحسب، بل هو سجل حي يعكس مسيرة الدولة وتطلعاتها عبر الأجيال.