فخر بهويتنا الوطنية .

في مطلع الثالث والعشرين من شهر سبتمبر تحتفل المملكة العربية السعودية سنوياً باليوم الوطني السعودي، وهذا العام توج ب 95 عاماً من المجد، والرخاء، والأمن والسلام. وهي مناسبة عزيزة وغالية على كل سعودي وعظيمة لذكرى توحيد المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد، وتلك مناسبة تستدعي أن نسترجع معها أمجاد هذا اليوم الوطني. الاحتفال باليوم الوطني السعودي على مدار السنوات ليس مجرد احتفالات وأهازيج... بل يرمي من ورائه إلى تغذية مشاعرنا الوطنية، والتأكيد على لحمتنا الوطنية، وكذلك إلى تعريف أبناؤنا وبناتنا بتاريخ الأجداد وتراثهم، والاعتزاز بتاريخ وحضارة المملكة العربية السعودية الذي لم يأتِ من فراغ. فقد استطاع الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل – رحمه الله- من استعادة نفوذ آبائه وأجداده واكمال توحيد كل أقاليم المملكة في دولة واحدة في مدة لم تتجاوز ثلاثين عاماً. بعد اكتمال مسيرة توحيد أقاليم المملكة صدر المرسوم الملكي بتحويل اسم (مملكة نجد والحجاز وملحقاتها)، إلى (المملكة العربية السعودية)، واختير يوم الخميس 21 جمادى الأولى سنة1351هـ / 23 سبتمبر سنة1932م الموافق الأول من برج الميزان يوماً وطنياً للمملكة العربية السعودية، يوماً مباركاً لإعلان توحيد المملكة العربية السعودية تحت حكم آل سعود، يحكمون المملكة وفق تعاليم الشريعة الإسلامية وتحت راية واحدة. وهذه المناسبة الوطنية تؤكد على أصالة جذور الوطن، وقوة ترابط وتلاحم شعب المملكة، واعتزازه بجذوره، بدليل أن شعار هذا العام يحمل هوية جديدة هي: “عزّنا بطبعنا”، الذي يروج فكرة الاعتزاز بطباعنا والافتخار بهويتنا الوطنية السعودية التي تأصلت فينا على مدى العقود الماضية وتمسكنا بها رغم مغريات الحياة وتطوراتها حتى وقتنا الحاضر. فلا حاضر دون ماضي، ولا مستقبل دون حاضر، سلسلة مستمرة وقاعدة ثابتة لاستمرار الحياة وترابط الأجيال. فالثالث والعشرين من سبتمبر احتفال وتأكيد على العمق التاريخي الأصيل، والجذور الراسخة المتينة للمملكة العربية السعودية. وفيه نجدد العهد لبلادنا وحكامنا، ونعتز بوحدتنا وهويتنا. وأخيراً نسأل المولى أن يعم الأمن والسلام على الأمة الإسلامية ويحفظ بلاد المسلمين. *أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل aljkhaldi@iau.edu.sa