
تعتبر الأديبة بهية بوسبيت أول امرأة أحسائية تصدر رواية أدبية بعنوان (درة من الأحساء)، وأعد في أعمالها رسائل ماجستير ودكتوراه، وكتب عنها في أكثر من إحدى وثمانين معجمًا وموسوعة أدبية في الحوار الذي أجرته معه مجلة (اليمامة) فتحت ذاكرتها عن كتابات المرأة السعودية في بداياتها . ذكرت أنها طبعت أول كتاب مقالات عام 1409 هجرية، ولاقى صدى كبيرًا وانتشارًا واسعًا، وبيعت نسخ منه في مقاصف المدارس على أن يكون لمقصف المدرسة نسبة من المبيعات، وذكرت أنها بصدد كتابة رواية عن مشروع (نيوم) هل تستذكرين ظروف صدور أول رواية لك (درة من الأحساء) وكيف تم تلقيها من قبل المجتمع؟ وهل واجهت أي صعوبة بنشر عملك باسمك حينها؟ -كان صدور روايتي الأولى (درة من الأحساء) في ظروف مناسبة وسهلة، حيث تم طباعتها في مطابع جريدة الجزيرة التي كنت أعمل فيها، وجاءت طباعتها بعد أن عرف اسمي ككاتبة قصة ومقالات في صحف ومجلات مختلفة، (كاليوم والجزيرة ومجلة المنهل والمجلة العربية ومجلة اليمامة وغيرها، وحين واتتني فكرة الطباعة اتصلت بمديرعام مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة/الأستاذ صالح العجروش- رحمه الله-، لتطبع في مطابع الجريدة رحب بالفكرة بل شجعني على ذلك، لما حققته من إنتاج وانتشار واسع، وكان أول مقال لي في صحيفة اليوم باسم ( بهية عبد الرحمن)، وبعد نشره طلب المحرر مني الاستمرار في الكتابة، كتـبت مقـالات باســـم (أمل صابر) وأحيانًا باسم أمل صلاح، وكان بينها مقالات أدبية، وبتشجيع أيضًا من المحرر في الاستمرار بالكتابة لإعجابه بأسلوبي وبتشجيع من صديقة مصرية لي نشرت ثاني قصة قصيرة باسمي وكانت بعنوان (الخوف الذي كان سعادة )، ثم قصة (الفيديو) بعد صدور الكتاب وتوزيعه، وبعد بعث نسخ من هذه الرواية لعدة كتاب وأدباء ونقاد وغيرهم، لاقت الرواية صدىً طيبًا من المجتمع باعتبارها قصة اجتماعية واقعية وإنسانية نسبة الخيال قليل في أحداثها وبعض من أحداثها يعيشها أفراد المجتمع، وباعتباره أول كتاب يصدر لكاتبة أحسائية. بعد أربع سنوات من طباعته، حمل لي البريد رسالة من أستاذ سوداني كان يقيم في المملكة يعمل في إذاعة لندن معد لبرنامج أدبي في القسم العربي ، أخبرني أنه قرأ روايتي وأعجبه الأسلوب والفكرة، وبعد أسابيع وصلني شريط كاست يتحدث فيه عن الرواية في برنامجه، بعد فترة أخبرني أنه وجد ناشرًا أجنبيًا موثوقًا، وتم الاتفاق معه شفويًا على طباعتها باللغة الإنجليزية، لكن لم يتم المراد بسبب غزو العراق للكويت . كيف كان حضور أدب المرأة في الثمانينات؟ في الثمانينات كان حضور المرأة قليل، وكانت الكاتبات يعدن على الأصابع ، والبعض منهن كانت ظهور كتابتهن لتغربهن عن الوطن بسبب ظروف وظائف الآباء كالسفراء والملحقين الثقافيين، أو بسبب إكمال الأب تعليمه في الخارج وتعودهن على حياة تختلف عن حياتهن في السعودية حين ذاك، كان عدد الكاتبات والصحفيات قليل، أنا من الأحساء، وكانت هناك أسماء الهاشم عملت في نشر الأخبار لفترة، وقماشة العليان من الدمام، ومن جدة سهيلة زين العابدين وسميرة خاشقجي، ومن مكة وفاء منو، فاتنة أمين شاكر، أمل شطا ومن الرياض سلطانة السديري، جهير المساعد وفوزية بو خالد، ومن المدينة بثينة أدريس، نجوى هاشم جازان هؤلاء على ما أذكر. بصفتك تربوية هل كتبتي القصة لإيصال رسائل تربوية؟ نعم وكان ذلك بقصة (أكره معلمتي)،وهي قصة واقعية بالفعل حدثت لإحدى الطالبات في إحدى المدارس، وبعد فترة من نشرها اتصل مسئول من إدارة تعليم الرياض، وكان من قسم الكتب والبحوث والنشر مشيدًا بالقصة، بالإضافة إلى أني طبعت أول كتاب مقالات عام 1409هجرية، كان يحوي قسم خاص بالمقالات الاجتماعية والأسرية وآخر بالطالبات وما يواجهن من مشاكل مع المعلمات وآخر عن المعلمات الجدد .. ولاقى صدىً كبيرًا وانتشارًا واسعًا، وبعدها بفترة طلبت من مدير تعليم الأحساء الأستاذ / علي الألمعي الموافقة على بيع نسخ من هذا الكتاب بالإضافة الى نسخ من روايتي الأولى (درة من الأحساء، ومجموعتي القصصية الأولى في مقاصف المدارس خاصة الثانوية والمتوسطة لإفادة الطالبات، على أن يكون لمقصف المدرسة نسبة من المبيعات، تمت الموافقة وانتشر الكتاب بين الطالبات والمعلمات. هل لديك تواصل مع مايننتجه جيل الأديبات الشابات ومن هم أبرز كتاب القصة في الاحساء برأيك؟ لا ..مع الأسف الشديد في الفترات الأخيرة، انشغلت بأشياء كثيرة لم تترك لي وقتًا للمتابعة إلا القليل، في السابق ٌقرأت قصصًا ل حسين العلي و شمس الحمد رحمها الله، وهي الوحيدة التي قرأت مجموعتها كاملة والأديب صلاح بن هندي، ورواية للكاتبة: ندى عبد الرحمن، والقاصة بلقيس الملحم، وحسن البطران وغيرهم.. ولا أستطيع تزكية أحد معين لأني لم أقرأ للجميع او بمعنى آخر لم أقرا سوى قصة لقاص واحد، أو قاصة بسبب ضيق الوقت.. يعيش مجتمعنا تحولًا اجتماعيًا هل فكرتي بالكتابة ورصد هذا التحول قصصيًا؟ بالفعل فكرت بتأليف رواية عن مشروع (نيوم) بعد متابعتي لما كان يكتب عنه، وجمعت ما يساعدني في ذلك، لكن ظهرت أعمال أشغلتني، لاتزال الفكرة موجودة، ومعظم قصصي ورواياتي كتبتها من عمق المحيط الاجتماعي السعودي سواء في شرقيتنا أو بعض مناطق مملكتنا، سواء كانت روايات أو مجموعات قصصية هي بالفعل واقعية جسدتها بقلم الكاتب وصورتها بإبداع الأديب وعين الشاعر المرهف، إلا رواية واحدة هي (رواية عفاف والدكتور صالح) الخيال فيها أكثر من الواقعية. أما باقي المجموعات القصصية والروايات فأغلبها واقعية ، كروايتي (رباب) التي وقعت أحداثها في محافظة القطيف ورواية الرحيل التي جمعتها في كتاب واحد مع رواية رباب (بعنوان خفايا الزمن) وقعت أحداثها في الأحساء، وفزت بها في مسابقة نادي القصيم الأدبي بالمرتبة الثانية، أيضًا رواية (عالم فارس الخاص- اليتيم ) هل أخذت أعمالك حقها من الدراسات النقدية وأنصفها الإعلام؟ نعم أخذت أعمالي حظها من الدراسات النقدية وأنصفيني الإعلام، خاصة في بداياتي الكتابية، حيث كانت تصلني خطابات طلب المشاركة الكتابية في عدد من المجلات الهامة والمعروفة والدوريات الأدبية التي تصدر عن طريق النوادي الأدبية، حيث كنت في تلك الفترة المرأة الأحسائية الوحيدة التي كانت تكتب في مختلف الأشكال الأدبية. حيث كتبتالحرس الوطني والشقائق التي تغير إسمها الى المتميزة فيما بعد، ثم مجلة الواحة والجيل التابعة لجمعية الثقافية والفنون وكان رئيسها الأستاذ / أحمد الشدي رحمه الله، هذا بالإضافة الى عمل حوارات مشتركة مع عدد مع الكتاب والنقاد والشعراء، كما كان في مجلة الكلمة وغيرها. وكتب عن مؤلفاتي ، وأعد فيها رسائل ماجستير ودكتوراه وكتب عني في أكثر من إحدى وثمانين معجم وموسوعة أدبية وكتاب، هذا غير الكتب التي سمعت عنها ولم أحصل عليها، مثال كتاب معجم الأدباء والكتاب، معجم أسبار للنساء السعوديات، الموسوعة السعودية للأدب السعودي، أنطولوجيا القصة القصيرة في المملكة، الرواية العربية السعودية من خلال رؤية مغربية دراسات في أدب المرأة السعودية: ليلى محمد صالح معاجم أعلام النساء في المملكة العربية السعودية، للأديبة غريد الشيخ. الخ كما كتب عني أدباء ونقاد وكتاب من سوريا والأردن ومصر وبعض دول العربية والخليجية .