تأسست عام 1433هـ ويرأس خادم الحرمين الشريفين مجلسها الفخري ..

جائزة الأميرة صيتة.. ترسيخ قيم التكافل.

تواصل مؤسسة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي دورها الرائد في تعزيز ثقافة التنافس الإيجابي بين الأفراد والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، من خلال استدعاء الأفكار الخلاقة والمبادرات الوطنية التي تترجم قيم التكافل والترابط بين جميع شرائح المجتمع. وقد كرمت الجائزة 35 فائزًا بجوائزها الاجتماعية لعام 2025م، في حفل أقيم بالرياض يوم السابع من سبتمبر الجاري، برعاية معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس أمناء المؤسسة المهندس أحمد الراجحي، وبحضور سمو الأمير سعود بن فهد بن عبدالله نائب رئيس اللجنة التنفيذية، وعدد من أصحاب السمو والمعالي ونخبة من قادة المجتمع والمهتمين بالعمل الاجتماعي والإنساني. كما أعلنت المؤسسة عن فتح باب الترشح للجائزة الكبرى في دورتها الثالثة عشرة تحت عنوان: “الذكاء الاجتماعي في خدمة الإنسانية”. تأسست “مؤسسة جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي” بموجب الأمر السامي رقم أ/109 وتاريخ 20/5/1433هـ، حيث نص النظام الأساسي على أن خادم الحرمين الشريفين هو الرئيس الفخري للمجلس. والجائزة ذات شخصية اعتبارية مستقلة، غير هادفة للربح، ويديرها مجلس أمناء لمدة أربع سنوات، مع مقر رئيس في الرياض وإمكانية إنشاء فروع أو مكاتب في مختلف مدن المملكة. انطلقت الدورة الأولى للجائزة عام 1434هـ (2013م)، ومنذ ذلك الحين تواصل دعمها للتميز في العمل الاجتماعي. أهداف الجائزة تسعى الجائزة إلى ترسيخ ثقافة العمل الاجتماعي والخيري والإنساني، وتعزيز قيمه النبيلة، وتطوير العمل المؤسسي الاجتماعي، وتقدير المتميزين من الجنسين، وتحفيز الجهات الحكومية والأهلية على الابتكار في العمل الاجتماعي، ودعم الوقف الإسلامي، وإبراز المبادرات المتميزة، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات، وبناء إرث وطني في مجال العمل الاجتماعي. وتنقسم الجائزة إلى ستة فروع: الإنجاز الوطني للجهات، التميز في الوقف الإسلامي للجهات، التميز في برامج العمل الاجتماعي للجهات غير الربحية، التميز لرواد العمل الاجتماعي للأفراد، فرع المسؤولية الاجتماعية للشركات الربحية، وفرع الاستدامة البيئية للجهات والأفراد. أم الجود ونبع الخير ولدت صاحبة السمو الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود بالرياض في كنف والدها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود، والدتها الأميرة فهدة بنت العاصي آل شريم من قبيلة شمر، ولها من الأشقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، وصاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت عبدالعزيز رحمها الله. ترعرعت في قصر الحكم بالرياض، واكتسبت ثقافتها من مدرسة والدها الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه، وكان لذلك أثر كبير في بناء شخصيتها التي استمدت أسسها من تعاليم الدين الإسلامي من واقع تعلمها القرآن الكريم والسنة النبوية. تزوجت الأميرة صيتة من صاحب السمو الأمير عبد الله بن محمد بن سعود (الكبير) بن عبد العزيز آل سعود، ولها ثلاثة أبناء وهم أصحاب السمو الأمراء فهد وبندر وتركي، وابنتان هما الأميرتان نورة ونوف. توفيت الأميرة صيتة بالرياض في العاشر من جمادى الأولى عام 1432هـ الموافق 13 أبريل 2011م، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته. حب الخير والمبادرة لمساعدة المحتاجين عرفت الأميرة صيتة بحبها للعمل الخيري ولقبت بـ “أم الجود” و”نبع الخير”، وقد حباها الله سبحانه وتعالى بشخصية ذات طابع محافظ تتسم بتمسكها بدينها والحفاظ على كل ما يأمر به، واعتزازها الشديد بوطنها وحبها للمواطن، وحبها الشديد للخير وإغاثة المحتاج، والكرم والتقدير والاحترام للصغير والكبير، وحبها للوقوف مع الحق والدفاع عنه بكل الوسائل، ورجاحة العقل ودعمه بالهدوء والصبر، وحبها للتعليم والمعرفة، وتواضعها الجم واختلاطها بكل فئات المجتمع، ومبادراتها السريعة لكل من قصد مساعدتها. اشتهرت رحمها الله بالورع والتقى وحبها للخير ورجاحة العقل، حتى أنها في أمور كثيرة تخص الوطن والمواطن أو أحد أفراد عائلتها تقوم بالاجتماع بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمهم الله والبحث معهم ومناقشتهم حولها لأهميتها وخصوصيتها، وكانت تحرص على جمع شمل أسرتها والتواصل معهم والاستماع لمشاكلهم، وأسست لذلك صندوق الوئام برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت فهد بن عبدالعزيز رحمها الله، ومنها انتقلت رئاسة صندوق الوئام إلى صاحبة السمو الأميرة فهدة بنت عبدالله بن محمد حفظها الله، وكانت الأميرة صيتة رحمها الله قد سنت عادة حميدة بجمع نساء عائلة آل سعود بمختلف فروعها في لقاء عائلي سنوي بمنزلها لتضيف مزيدًا من الترابط بين الأسرة، واستمر هذا اللقاء السنوي حتى بعد وفاتها رحمها الله استمرارية لحرصها على لمّ شمل عائلتها. وكانت الأميرة صيتة تحرص كل الحرص على فتح منزلها لكل فئات الشعب السعودي والاجتماع بهم والاستماع لمشاكلهم ومحاولة إيجاد حلول لها، إما بمتابعتها لإجراءات معاملاتهم، أو مساعدتهم ماليًا، أو رفع معاناتهم لولاة الأمر لحلها إذا استعصى عليها ذلك، ووظفت رحمها الله مختصين ومتابعين لشبكات التواصل الاجتماعي لمعرفة معاناة المواطن، وما يتردد أحيانًا من شائعات لا تخدم الوطن والتحري عن حقيقتها وعرضها على المسؤولين، وبدورها توضح للمواطن حقيقة المشكلة بالأدلة والبراهين. ولتأصيل منهج الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز وتخليدًا لذكراها أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى أمره السامي الكريم بإنشاء مؤسسة جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي، وكان رحمه الله الرئيس الفخري للجائزة والداعم لها، وقد حصلت مؤسسة الأميرة صيتة على جائزة وتهنئة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لكونها أفضل داعم وراعٍ للأسر المنتجة على مستوى الدول العربية لعام 2015م. أعمالها التطوعية تعددت الأعمال التطوعية للأميرة صيتة رحمها الله، وفي مجالات مختلفة ومن ذلك ترميم بعض المنازل المتضررة من جراء السيول في مكة المكرمة، ومساعدة بعض الأسر المتضررة في منطقة تبوك، وتأمين ملابس ومؤونة الشتاء للأسر المحتاجة في شمال المملكة والليث وجيزان والطائف عن طريق اللجان الأهلية لرعاية المحتاجين، وكانت رحمها الله أول من لفت الأنظار للتبرع للجان رعاية السجناء في المناطق النائية من خلال تبرعها السخي لها، وعرف عنها اهتمامها بالإفراج عن النساء الموقوفات في حقوق مالية في المحافظات الصغيرة والمناطق النائية، وهذا يكشف جزءًا من شخصيتها الإنسانية رحمها الله في البحث عن المعوز الحقيقي ومد يد العون له. ومن أعمالها التطوعية أيضًا رعاية المتخلى عنهن من السجينات المفرج عنهن تعليميًا أو مهنيًا حتى تتمكن المرأة من خوض غمار الحياة متسلحة بمهنة أو بمؤهل، واهتمامها بالتمكين بدلًا من الدعم الوقتي، واشتراطها رحمها الله في جميع المشاريع التي أوجدتها تشغيل الأيتام القادرين في هذه المشاريع، وقد تكفلت الأميرة صيتة بمشروع برنامج تطبيقي يتيح عرض وبيع سلع الأسر المنتجة لتمكينها من العيش كعناصر فاعلة منتجة في المجتمع. وعرف عنها رحمها الله تقديم مساعدات مالية للجهات القائمة على رعاية الأيتام في مختلف مناطق المملكة، وتبرعها لإنشاء دار لرعاية المعنّفات التابع لبرنامج الأمان الأسري الوطني، وكانت الداعمة الرئيسة للكثير من الجمعيات الخيرية والأوقاف والهيئات التي ترعى أسر السجناء والمرضى. كما اهتمت الأميرة صيتة بإعمار المساجد وحفر الآبار، واحتضان ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة بالتدريب والتعليم على نفقتها الخاصة، ودعم الباحثات في الجامعات بالأبحاث والدراسات التي تحقق تطوير العمل الخيري في المملكة. وكان لسموها مشاريع تحمل اسمها مثل مشروع الأميرة صيتة للإطعام الخيري لحجاج بيت الله الحرام، ومشروع الأميرة صيتة لسقيا حجاج بيت الله الحرام، ومركز الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز لتنمية الأسرة بالوسقة بمحافظة الليث. ملتقى نساء آل سعود أنشأت الأميرة صيتة هذا الملتقى بتاريخ 29 صفر 1424هـ الموافق 1 مايو 2003م، وهو مكون من بنات العائلة المالكة برئاستها وبإشرافها المباشر للعمل على إيجاد حلول لمشاكل المحتاجين، وحتى بعد مماتها لا زال الملتقى يعمل على نهجها برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة الفيصل حفظها الله. وكانت الأميرة صيتة رحمها الله رئيسة برنامج الأمان الأسري الوطني، وساهمت في إنشاء وقف ابن تيمية، كما كانت عضو فخري للجمعية السعودية التاريخية، ورئيسة مشروع سعفة الخير. منحت الأميرة صيتة جائزة الشخصية المميزة للأعمال الخيرية خلال فعاليات المهرجان الخليجي الثاني لدول مجلس التعاون للعمل الاجتماعي عام 2010م، ونالت شكر وتقدير من مركز الكويت للتوحد لرعايتها الكريمة لملتقى رائدات العطاء في الوطن العربي “تجربتي سر عطائي” عام 2009م، وإهداء من مركز الأمل للرعاية النهارية بجدة من ملتقى رائدات العطاء لرعايتها للملتقى الأول في مجال الإعاقة بالعالم العربي عام 2009م. تكريم 35 فائزًا لعام 2025 تلعب الجوائز الاجتماعية الست (المواطنة المسؤولة، أم الجود، تنسيق، تحفيز، صيتاثون، امتنان) دورًا بارزًا في تحفيز وتكريم الأفراد والمؤسسات المتميزة في العمل الاجتماعي وتعزيز ثقافة العمل الاجتماعي المستدام، وإسهامها في دعم النسيج الوطني عبر مبادرات نوعية ومبتكرة. وخلال حفل تكريم الفائزين، أكد عضو مجلس أمناء الجائزة نائب رئيس اللجنة التنفيذية صاحب السمو الأمير سعود بن فهد بن عبدالله أن الجوائز الاجتماعية تمثل رسالة وفاء وتقدير لكل من جعل خدمة المجتمع نهجًا ثابتًا في مسيرته، ودليلًا على ما توليه المملكة من عناية خاصة لدعم المبادرات الرَّائدة التي تعزز جودة الحياة وتكرّس قيم التعاون والتكافل، مضيفًا أنها جاءت ثمرة جهد مؤسسي منظّم، يحرص على وضوح الرؤية ودقة العمل، ويقيس أثر المبادرات لضمان استدامتها، بما يدعم مكانة وطننا في ريادة العمل الاجتماعي. من جانبه، أشار الأمين العام للجائزة الدكتور فهد بن حمد المغلوث إلى أن الجوائز الاجتماعية ولدت لتواكب رؤية المملكة 2030 ومستهدفات الوطن، ولتحفيز الإبداع، وتكريم المبادرات التي ترتقي بالإنسان وتحتفي بالقيم وتخدم الوطن. وقدّم الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة على دعمها المستمر والمتواصل لبرامج المؤسسة ومبادراتها، مؤكدًا أن الجائزة تفخر بتكريم 35 فائزًا يُمثلون نماذج مضيئة للإبداع المجتمعي، من مختلف الفئات والأعمار، كلٌّ في مجاله، ممن أضافوا لمسيرة العطاء صفحات مشرقة، معبرًا عن تهنئته للفائزين، وشكره لكل من أسهم في إنجاح هذه المسيرة الخيّرة والوطنية، وواصل العطاء وصناعة المبادرات التي تلامس حاجات مجتمعنا وتستشرف مستقبله وتسهم في رُقيّه. وفي ختام كلمته، أعلن الدكتور المغلوث عن فتح باب الترشح للجائزة الكبرى في دورتها الثالثة عشرة لعام 2025 تحت عنوان “الذكاء الاجتماعي في خدمة الإنسانية”.