سعود العتيبي يودعنا بعد أكثر من 40 عاما في العمل الصحفي ..

رحيل الصوت الهادئ والقلب النبيل.

شكّل رحيل الزميل سعود بن عبدالعزيز العتيبي، الصحافي في صحيفة «الرياض» مدير التحرير السابق في مجلة «اليمامة»، خسارة كبيرة للوسط الإعلامي، حيث فقد أحد أبرز أسمائه على الصعيدين المهني والأخلاقي. وعلى امتداد أكثر من أربعة عقود، ترك الفقيد بصمته في العمل الصحفي وأسهم في تكوين جيل من الإعلاميين الذين استفادوا من خبراته. انضم إلى صحيفة «الرياض» في ثمانينيات القرن الماضي، وعُرف بدقته وحرصه على جودة المادة الصحفية وبأسلوبه الهادئ البعيد عن الانفعال. وتدرّج في مناصب عدة داخل مؤسسة «اليمامة»، وتولى إدارة تحرير مجلة اليمامة لسنوات، فكان له دور في تطوير خط المجلة وبناء هويتها التحريرية. إلى جانب المناصب التي شغلها، تميز الراحل بتواضعه وحرصه على دعم زملائه وتقديم خبرته لمن تتلمذوا على يديه. وفي المجال الرياضي، حافظ على نهج متوازن بعيدًا عن التعصب، فحظي صوته باحترام المتابعين لموضوعيته ومسؤوليته. برحيله خسر المشهد الإعلامي السعودي اسمًا بارزًا ترك أثرًا مهنيًا وإنسانيًا، وعُرف بالتزامه وصدقه وابتعاده عن الأضواء. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وزملاءه ومحبيه الصبر والسلوان. الكلمات تودع الفقيد وقد كان لرحيله أثر واسع في الوسطين الإعلامي والرياضي، حيث عبّر عدد من زملائه وأصدقائه عن تقديرهم الكبير لسيرته وذكرياتهم معه، مستحضرين محطاتٍ من عطائه ومواقف من إنسانيته. وفيما يلي بعض المقتطفات مما دوّنه زملاؤه ومحبيه عنه: عاش قريبا من القلوب -أُشهد الله جل وعلا أنك التواضع كُله، ولين الجانب كله، ونقاء السريرة كله، وطيب القلب كله، وصدق المعشر كله. ‏أشهد الله أنك عشت بيننا قريبًا من القلوب، بعيدًا عن الأذى، رحيمًا بالناس، محبًّا للخير، زاهداً بهذه الدنيا الفانية. خالد الفهد العريفي. رجل بشوش وعشرة طيبة -تزاملنا طويلاً في مجلة اليمامة وكان رجلاً بشوشاً وله ضحكة مجلجلة وعشرة طيبة ، يحبه كل من عرفه ويغار منه كل من عرف مهارته الكتابية وسلاسة قلمه ادريس الدريس ذو موقف مهني مقدر -فقد الإعلام الرياضي خبيرا قديرا.. برحيل الفقيد، الذي كان له موقفا مهنيا مقدرا في رفض الظهور والمشاركة في برامج ومنصات معظم القنوات الرياضية المرئية لكونها منصات لبث وترويج التعصب و تسطيح قضايانا وهمومنا الرياضية.. تركي الناصر السديري بسيط ونبيل -صديقي وجاري في مكتبي بمجلة اليمامة خلال عقد التسعينات، الغالي سعود العتيبي، لقد امتلك حسًّا صحفيًّا عميقًا، وهو أحد أقرب الأحبة إليَّ أثناء اشتغالي الصحفي، لا يمكن أن أنسى بساطته ومواقفه النبيلة مع الكل. يوسف المحيميد صوته جزء من الحكاية -رحل سعود، وبقيت الكلمة شاهدة على حضوره، وبقي الأثر شاهدًا على مسيرته. جمعنا الكيان الصحفي من اليمامة إلى الرياض، فكان صوته جزءًا من الحكاية، وروحه جزءًا من المسيرة. كتب وأبدع، وترك خلفه من الصدق ما يخلّد اسمه، ومن الوفاء ما يثبت حضوره في الذاكرة. نوال الجبر أحد طلابي الموهوبين -عرفته قبل أكثر من أربعة عقود طالباً عندي في ثانوية اليرموك الشاملة. كان بارزاً في دراسته ،، موهوباً في فن الصحافة ،، وقد رحل عن دنيانا اليوم بكل هدوء ، أحمد العلولا عبر الحياة بخطى خفيفة -اكتب عنه بوصفي عاشقا لفكرة “النبل”، وقد تجسدت فيه. لقد كان ابو طلال من أولئك الذين عبروا الحياة خفيفي الخطى، عظام الأثر. رجل لم يكن بحاجة الى صراخ أو ادعاء. إنما كان حضوره حديثا صامتا عن الأخلاق. لم أره يوما يخاصم أحدا ولا يتصدر مشهدا، ومع دلك كانت له الصدارة في المحبة والمكانة في القلوب. ناصر الحميدي كلامه خلاصة أدبه -رحل من كان موقفه وفاءه .. ‏وسلوكه شيمته .. ‏وكلامه خلاصة أدبه .. ‏رحل من كان أعظم أثاره ( إيثاره ) .. ‏وأصدق سلوكه فعله .. ‏رحل من كان يبذل بـ محبة .. ويعطي بـ سخاء .. ويتجاوز بـ عفة كريم .. ‏بسيط عجز الضوء عن تفكيكه .. اشبه بـ خام أصيل تزيده الأيام ألقاً وجمالاً .. ‏راهن على سمو روحه فـ كسبه كل من عرفه .. ‏كل مافي الدنيا من مغريات رخيصة أمام ( قيِمه السامية ) .. عبدالرحمن حمد أثره أعمق من أن يُنسى -كان دائمًا الصحفي الذي يفرّق بين ما يُكتب وما يُترك.. ‏بين ما يخدم الحقيقة وما يضيف عليها ضجيجًا بلا طائل.! ‏من بين -جريدة الرياض‬- و -مجلة اليمامة‬- كان سعود يمشي بخطى متسارعة وواثقة.. ‏يحمل الخبر كما يجب أن يُحمل ويزن المعلومة بميزان العدل ويعطي كل ذي حق حقه. ‏لم يكن يبحث عن بريق زائل، بل عن أثر يبقى..! ‏وكان أثره فينا وفي المهنة أعمق من أن يُنسى. خالد الباتلي