
صدر عن منشورات ضفة في المملكة العربية السعودية، كتاب (تيم – سنة حب كاملة) للشاعر عبداللطيف بن يوسف، ويعد هذا العمل نقلة نوعية في تجربة بن يوسف شكلاً ومضموناً، ومشروعاً أدبياً يقدمه الشاعر الذي عرف عنه استعداده وانفتاحه على التجريب في نصه الشعري، ويعتمد في سرديته على الحب كثيمة عامة يناقش من خلالها القضايا الإنسانية المتعلقة بها من الغيرة إلى الشوق والانتظار.. الخ وكذلك يتكئ فيه على التراث مستحضراً منذ العتبة (الإفصاح) شخصيات التاريخ القديم والحديث والمعاصر التي علّمها الحب وأثرت المواقف في شعرها وفنها ليعيد من خلالها تعريف الحب والتعرف إليه. أما من حيث الشكل فقد فتح حضور الرسائل كشكل سردي المجال لتناوب الأصوات بين «هي» و»هو» و»الراوي» في بناء سرد متعدد الأبعاد. عن الكتاب قال محرره الشاعر محمد أ. الجبوري: «نصّ فريد يتنقّل بين الشعر (العمودي والتفعيلة وتجربة أولى لعبداللطيف في قصيدة النثر) وأدب الرسائل، ويؤسس لكتابة يمكن أن تُقرأ كرواية شعرية، أو كمغامرة في الميتاشعر والميتاسرد. لا تكمن قوّته في الفقرات المفردة فحسب، بل في البنية الكاملة؛ إذ يتجاوَر المتن الكلاسيكي مع الهامش الحداثي الذي يتنفس بلغة عصره. هذه المفارقة لم تكن تزييناً شكلياً، بل هي جوهر التجربة: كتابة تعيدنا إلى زمن الرسائل، لكنها في الوقت نفسه تمتحن صلاحية هذا القالب في التعبير عن قلق الإنسان المعاصر. استعان عبد اللطيف بالرمز التاريخي واستحضر ابن حزم الأندلسي وقصة جبران ومي ليصنع أفقاً أسطورياً للحب، يرفعه من حدود الذات إلى تجربة كونية، ثم يعيده إلى الأرض عبر التفاصيل اليومية، حيث هشاشة المعنى وضياع الوعود. في كل رسالة كان ثمّة صراع بين الأسطورة والواقع، بين ما يَعِد به النص وما يفلت منه. كانت تجربة ممتعة ومختلفة عن روتين عملي كمحرر في سهرات ومراسلات قضيتها مع صديقي الشاعر الجميل وأبطال قصته حتى خرج العمل اليوم وأتمنى أن يلاقي النجاح وأتوقع أن يكون فاتحة تحول في تجربة عبد اللطيف بن يوسف الشعرية» كما جاء في كلمة ناشره محمد الشثري مدير منشورات ضفة: «عرفت الصديق عبداللطيف بن يوسف شاعرًا، وأعجبت بما يكتب من ديوانه الأول. لكني انطربت كثيرًا وأنا أقرأ نثره! جعلني في حالة ذهول وصراع تفضيل كما صنع محمود درويش بمحبيه؛ هل شعره أقرب لك أم نثره؟ تجربة أولى لعبداللطيف في قصيدة النثر، وتنقل بين الشعر (العمودي والتفعيلة) وأدب الرسائل.. يجعلك تقرأ الكتاب -غير منفصل عن أول الخيط وآخره- كرواية وسيرة شعرية متماسكة تيم.. سنة حب كاملة تجد فيه استدعاء للأسطورة، واستعانة بالرموز التاريخية؛ فحمامة ابن حزم الأندلسي حاضرة، وما بين الرسائل تجد جبران خليل ومي زيادة، ليقدم عبداللطيف تجربة مختلفة في قراءة الحب؛ بمفهومه الأسطوري والواقعي في آنٍ واحد.» جاء الكتاب في 147 صفحة من القطع المتوسط وحمل الغلاف توقيع الفنان عبد الرحمن الفايز وهو العمل الرابع للشاعر بعد ثلاثة دواوين شعرية كان آخرها «خطبة الجاهلي الجديد» وسيكون متوفراً في معرض الرياض الدولي للكتاب.