سؤال وجواب

س: ما حقّ الوالدين؟ ج: قال الله تعالى﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ (النساء: 36). وقال تعالى﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ (لقمان: 14). فحقّ الوالدين مقترن بحقّ الله في الآيتين؛ دلالةً على عظم منزلتهما ووجوب برّهما، فبرهما بعد حق الله بالتوحيد الخالص، وشكرهما مقرونًا بشكر الله عزوجل. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألتُ النبي ﷺ: أيُّ العمل أحبّ إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتها. قلت: ثم أيّ؟ قال: برّ الوالدين. قلت: ثم أيّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله)) [البخاري 527، مسلم 85]. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رجلًا أتى النبي ﷺ فقال: أُجاهد؟ قال: «ألك والدان؟» قال: نعم «ففيهما فجاهد» [البخاري 3004، مسلم 2549]. ففي الحديثين بيان أن برّ الوالدين بعد فريضة الصلوات المفروضات، وأنه مقدم على كثير من شعائر الدين مما يدل على عظم حقهما في الإسلام. قال النووي (ت676هـ) - رحمه الله - في شرح صحيح مسلم (2/82) «أجمع العلماء على وجوب برّ الوالدين، وطاعتهما في غير معصية، وبرّهما من أعظم القربات.» وفي العصر الحديث أكدت المواثيق الدولية احترام الوالدين وضمان حقوقهما، خصوصًا عند كِبَر سنهما؛ فقد صدرت مبادئ الأمم المتحدة لكبار السن سنة 1991م، وتضمنت خمسة محاور رئيسة في الحقوق: الاستقلالية، والمشاركة، والرعاية، وتحقيق الذات، والكرامة. وفي المملكة العربية السعودية - حرسها الله - جاءت الأنظمة مؤكدة لحقوق الوالدين، ومنها نظام الأحوال الشخصية حيث نصت المادة ٦٢ منها على وجوب نفقة الوالدين غير الموسرين على أولادهم الموسرين، كما نصّت الفقرة (11) من قرار النائب العام رقم (1) بتاريخ 1 / 2 / 1442هـ بناءً على المادة (112) من نظام الإجراءات الجزائية على أن الاعتداء على أحد الوالدين بالضرب من الجرائم الكبرى الموجبة لتوقيف. رحم الله والدينا وولاة أمرنا والمسلمين أجمعين - آمين -.