طلال مداح في حوار يمامي عمره 35 عاماً..

اللحن الأصيل لن ينتهي وهو مازال موجوداً بيننا.

قبل خمسة وثلاثين عاماً، وفي ذروة عطائه الفني، استقبلت «اليمامة» عملاق الأغنية السعودية طلال مداح في حوار نادر يكشف عن مفاصل حاسمة في مسيرته. كان اللقاء أشبه بمحطة تقييم صادقة لإنجاز فني حمل الأغنية السعودية إلى آفاق غير مسبوقة، لكنه أيضاً حمل أسئلة حرجة عن التحولات التي بدأت تلامس مشروعه الغنائي. في هذا الحوار كشف طلال مداح عن وجهه الأقل شهرة: الملحن الخبير الذي يشرح بمنهجية علمية الفروق بين المقامات الشرقية والإيقاعات الغربية، والفنان الذي كان يدرك مبكراً مخاطر العولمة الموسيقية قبل أن تصبح ظاهرة. نعيد اليوم نشر هذا الحوار الذي أحراه يحيى مفرح زريقان مناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الفنان الكبير، ليس للحنين إلى الماضي، بل لأن إجابات طلال مداح ما زالت تشكل مرآة نقدية لمشهدنا الفني الحالي. فما كان يصفه عام 1413هـ، بـ»الفوضى العجيبة» في الأغنية، يبدو اليوم بمثابة نبوءة تحققت! • هل ما قدمته في السنوات الأخيرة يليق ويتفق مع تجربتك الفنية الكبيرة وسنيك التي قضيتها في هذا جال مما حمل الأغنية السعودية للنجاح الجماهيري وجعل طلال مداح يعيش حالة من التفوق استمرت طويلا الى وقت قريب. - إن الفن السعودي أو الأغنية سعودية تعد في ظاهر الأمر بالنسبة للمستمع اجتهادات فردية بينما الواقع يقول ان هناك وسائل مسببة للانتشار دفعت بالفن السعودي للأمام في الفترة الماضية. العمل الفني في الوقت الحاضر من ناحية فنية أفضل بكثير مما كان عليه فى السابق. الأسوأ في الأمر هو عدم إظهار هذه النواحي في وقت وصلت فيه الأغنية لمرحلة متقدمة وباتت أفضل لكن السبب في عدم ظهور هذا لتميز يعود الى انه كان يوجد سابقا تبادل برامجي بين وزارة الاعلام هنا ونظيراتها في الوطن العربي وبخاصة ما يتعلق بالفن والثقافة وهذا التبادل اتاح لنا فرصة للاطلاع على فنون لم نعرفها سوى بالقراءة وكذلك هم أيضاً اطلعوا على فنوننا والواننا التراثية المختلفة. بجانب ذلك كانت كبريات المناسبات الفنية منقولة اذاعياً وتلفزيونياً. فمثلاً حفلات صوت العرب السنوية التي نقام بمشاركة عدد كبير وبارز من المطربين العرب كانت تنقل إذاعيا للجماهير في الوطن العربي من المحيط الى الخليج. ويحدث أن يقدم مطرب أغنية وتنجح بلون معين مما يحقق نبوغ وذيوع هذا اللون لغنائي وهذا المطرب وهذا ما حدث للمطرب احمد حمزة المطرب التونسي الذي قدم أغنية من التراث التونسي في احدى حفلات صوت العرب وبعدها عرف اللون التونسي وذلك بفضل اقامة هذه المناسبات وبثها على الهواء عبر وسائل الاعلام. وكذلك هي فرصة جيدة لاطلاع المستمع العربي على فنون هذا الوطن الكبير ببث كافة المشاركات من قبل المطربين المشاركين في حفلات صوت العرب لكن في الوقت الراهن اختلفت طبيعة حفلات صوت العرب وباتت تقتصر على الموجودين بينما كان في السابق يتم دعوة المطرب رسميا عبر مخاطبة الجهة المختصة في بلده. وأرجع واقول إنه لا لوم على المطربين أبدا وأنا لا أتحدث عن الكل بل اتحدث عن الملومين في هذا الشأن وكان بودي ان توجه هذا السؤال للمسئولين في وزارة الاعلام حول ما يقدمونه من أجل الفن ورعايته والاهتمام به وحول جهودهم في نشر فنون بلادنا بالشكل المطلوب ووفق المستوى الجيد وإبراز مستوانا الفني للعالم الخارجي والتطور الذي بلغه الفن لدينا. إن مرآة المجتمع في أي بلد هي فنونه التي تعد أحد مظاهر الرقي للأمم والدول. ووزارة الاعلام لدينا تشتري أعمالاً فنية مختلفة لكنها لا تقدم فنوننا للآخرين. وهنا يحضرني شيء. هو أن زميلي محمد عبده يقوم بإهداء وزارات الاعلام أشرطته التي تحمل انتاجه الغنائي المتعدد بينما أنا لا أستطيع لأني لا أملك ما يجعلني أنتج أعمالي وأقدمها للآخرين. وانتاجي أقدمه للشركة التي تقوم بتسويق اعمالي ولها طرقها في تقديم اعمالها للجهات الإعلامية. • اليمامة: شكراً أبا عبدالله لكونك طرحت نقطة جديرة بالاهتمام، ولكن ليس هذا ما أعنيه. السؤال أبا عبدالله كما يلي: هل ما قدمته في السنوات الأخيرة من عطاء يتفق مع الصورة الجميلة للغناء التي قدمتموها في السنوات الماضية مما جعلك محل اهتمام ومتابعة الكثيرين لتميزك في تقديم صورة غنائية محببة للجميع.. -بل إنه نفس السبب لو قمت بتقديم سيمفونية موسيقية وظللت أغنيها في بيتي هل بالإمكان أن تخرج للناس بدون وسيلة اتصال. إنني أقدم عملاً جيداً وبما أن لوزارة الاعلام رسالة هي الحفظ والاهتمام بتراث وفنون بلادنا عليها أن تعنى بي وبما أقدمه وتبرزه في الإطار المناسب من منطلق عملها في رعاية الفن والثقافة. *سأعيد لك السؤال مرة ثالثة.. ما قدمته في السنوات الأخيرة مختلف تماماً عما كنا نسمعه من قبل. ⁃يختلف للأفضل وليس للأسوأ. *هل ما قدمته مؤخراً يعد إضافة لما قدمته من قبل؟ ⁃يعتبر العمل الفني متقدماً في طريقه الاظهار والتعريف فالصحافة تتناول الانتاج الفني قبل نزوله للأسواق. والفنون لا تكتفي بالقراءة، بل من سماعها حتى يتبين لك إذا كان هذا العمل مقبولا أو مرفوضاً وهذا أسلوب يخدم العمل الفني ولكن بعد نزول العمل للجماهير واطلاعهم. وإذا رأى الجمهور أن العمل متدن يبقى اللوم علي وعلى زملائي *إن ما تقدمه من أعمال غنائية بعد أقل بكثير من امكاناتك الفنية ولا يمثل طبيعة طلال مداح الفنان. ⁃لم أفهم ما تعنيه لسبب أنني مقتنع بما قدمت والذي يعتبر في نظري فضل بكثير مما كنت أقدمه في السابق فإذا كنت تقصد ضعف النصوص الغنائية ففي هذه الحالة يبقى عتبك على الشعراء وإذا كان هناك ضعف في الإطار اللحني الموسيقي فيقع عتبك علي في هذه المسألة لأني أساهم في اختيار اللحن وفي رأيي الفني فإن اللحن الذي أقوم بأدائه يعد جيداً من الناحية الفنية. وحكاية النصوص يا أخي لا أستطيع أن أطلب من الشاعر أن يقدم لي نصاً أفضل مما قدمه لي سابقاً. *طيب يا أستاذ طلال كنت تؤدي نصوصاً لإبراهيم خفاجي وأحمد صادق من أجمل النصوص والصور الغنائية. ⁃اسأل ابراهيم خفاجي عطاؤه قل كثيراً لماذا. وليس أنا من يوجه له هذا السؤال. *طيب يا أستاذ طلال اسمح لي أن أعيد لك السؤال بصورة دقيقة. أنت كمطرب كنت موفقاً الى حد كبير في اختيار النص الملائم لك والذي تبرز من خلاله بما وهبك اللّٰه من مواصفات جيدة. وكنت تغني لإبراهيم خفاجي والمنتظر ومحمد طلعت وبدر بن عبد المحسن وخالد الفيصل واحمد صادق وخالد زارع نصوصاً فى غاية الروعة. لقد فقدت القدرة على اختيار النص الجيد. كذلك أنت كملحن لم تعد كما كنت فطلال الملحن في الوقت الحاضر ليس هو طلال الذي نعرفه. ⁃اعتدل في جلسته واعتذر عن الاجابة ثم تدارك أنه يكاد أن ينفعل فأطلق ضحكة جميلة لامتصاص ثورته. (تصرف ذكي). * ما هي الخفايا الجمالية غير البارزة في الموسيقى؟ - للموسيقى خفايا جمالية غير بارزة تتضح كثيرا عند ممارسة الاستماع وبالنسبة لي يصعب علي أن أعلم المستمع طريقة الاستماع، ولكن بالإمكان أن أوضح الطريقة السليمة للاستماع حيث يتحكم في هذا الأمر الميول عند المستمع تجاه الآلة الموسيقية المفضلة فمنهم من يفضل العود والكمان والقانون ومنهم من يفضل سماع الآلات الموسيقية الغليظة مثل الكونتر باص والتشيلوا والأكورديون. ومنهم من يفضل سماع الآلات الكهربائية مثل الأورج والجيتار والبيانو. وتوجد أعمال موسيقية تتوفر فيها كل هذه الآلات في جمل موسيقية وفي هذه الحالة على المستمع أن يسمع أداء كل آلة ليكتشف المتعة الجمالية في سماعه لهذه الأعمال الموسيقية وعندما يتوصل لدور كل آلة في المقطوعة الموسيقية وأدائها في المقامات العالية والهادئة يتبلور لديه الإطار الفني العام لهذه المقطوعة عندها تجده لم يعد يهمه الغناء وهناك على الشعراء أن لا يغضبوا من المستمع. • يلاحظ اتجاهك مؤخراً لغناء نصوص لشعراء من الكويت ما السر في ذلك؟ - إن الشعراء في المملكة من أفضل الشعراء في الجزيرة العربية وأقدرهم على تقديم كلمة متميزة. وما قدمته مؤخراً ليس بالكامل هويته كويتية هناك نصوص لشعراء محليين. ولكن لظروف سفري المتواصل لم ألتق بإبراهيم خفاجي منذ فترة طويلة وكذلك سمو الأمير بدر بن عبد المحسن الذي يصادف عندما أكون متواجداً في المملكة يكون هو مسافر والعكس كذلك عندما أكون مسافرا يكون هو موجوداً. *لماذا تغني نصوصاً ضعيفة للشاعر بدر بن عبد المحسن في السنوات الأخيرة. هل هو الذي يقدمها لك أم أنك تختارها بنفسك بخلاف ما يقدمه لزملائك من نصوص جيدة. ⁃ما عمري طلبت نص من بدر ورفض لا والله. ولكن على ما يبدو أنه يكتب النصوص مفصلة على من سيؤديها بمعنى عندما يقدم لي نصا يرى هو من وجهة نظره أن هذا النص مناسب لطبيعة وظروف وأسلوب طلال مداح في الغناء وكذلك بالنسبة لمحمد عبده. مع أنني أحيانا أستحسن ما يقدمه لمحمد عبده واطلبه منه فأجده قد قدمه لمحمد عبده. *ما سر انقطاعك عن التعاون مع الشاعر محمد العبد اللّه الفيصل الذي طال كثيراً. ⁃كثير من جمهوري في الوطن العربي يرتاح لأسلوب الأمير محمد العبد اللّه الفيصل ولكني لم ألتق به منذ سنوات لظروفي العملية وارتباطاتي الفنية *هل هناك خلاف بينكما؟ ⁃لا أبدأ حتى أنه في آخر لقاء قبل ٥ سنوات في باريس لم يكن لديه نص جاهز وطلبت منه أن يقدم لي نصاً، ولكني لم أره منذ تلك الفترة. كذلك تواجده في الرياض باستمرار وانقطاعه في فترة من الفترات عن الكتابة قد يكون سبباً في عدم لقائي به. *إنه توقف فترة قليلة وعاد من جديد وقدم عدداً من النصوص لزملائك فاستغرب جمهورك عدم تعاونكما من جديد. -مازال الحب والود يحكماننا ببعض وسنلتقي مجدداً في واحد من أجمل الأعمال الغنائية لنعيد صورة التعاون الجميل الذي كنا نقدمه جمهور الأغنية وعرفنا به سوياً. *ألم يعاودك الحنين لنصوص ابراهيم خفاجي؟ ⁃أتمنى أن ألتقي به من جديد فإبراهيم خفاجي أحد رواد الحركة الفنية في بلادنا وكل مطرب يتمنى أن يحصل على نص منه ليغنيه ويسعدني جدا أن نلتقي مع بعض من جديد *بماذا يتميز ابراهيم خفاجي كشاعر؟ - بالالتزام والكرم. إذ لم يطلب منه مطرب يوما ما نصا ورفض وإبراهيم يعد من المتواجدين في الساحة شعراً. حتى عندما تلتقي به في مناسبة وتطلب منه نصاً يقدمه لك. ومشكلتي أنني لا أتواجد بجانب ابراهيم باستمرار. • ولماذا برز ابراهيم خفاجي مع محمد عبده هل لأنه يفضل محمد عبده. - لا ليس كذلك بل لأن محمد عبده متواصل مع ابراهيم خفاجي أفضل مني. وأتمنى أن أحصل منه على نصوص في القريب العاجل إن شاء الله. • ما هي المدارس الموسيقية المتوفرة لدينا كملحنين لديهم القدرة على تقديم العمل اللحني الأجود؟ ⁃سراج عمر له وزنه وكيانه وفنه العريق وأي مطرب يتمنى أن يتعاون مع سراج عمر موسيقياً. غازي علي كذلك طارق عبد الحكيم وعبد الله محمد شقاه اللّٰه وعمر كدرس وجميل محمود هؤلاء متمكنون في عملهم الفني. *ما سبب رفضك لآخر الحان عبد اللّه محمد التي قدمها لك. مع أنك عملت معه من قبل وحققت نجاحاً باهراً للغاية؟ ⁃السبب ضاع الشريط المسجل عليه الألحان وإلا كان نفذت من زمان وهذه هي الحقيقة. *ولماذا لم تعد المحاولة تقديراً لفترة تعاونك معه في أجمل أعمالك ⁃عبد اللّه محمد ملحن متمكن ومميز وله أرتام مشهور بها لا يقولها إلا هو ويسعدني أن التقي به لتجديد التعاون بيننا خاصة بعد أن أصبح رب أسرة بودي أعرف هل عبداللّه محمد مازال هو أو اختلف عن قبل. * تعيش الأغنية لدينا حالياً فوضى عجيبة. ايقاعات صاخبة، حشو موسيقي، زخرفة فنية في التنفيذ الفني للعمل مما أفقد الأغنية نكهتها وطابعها الأصيل ما ردك. -في السابق لم توجد مدارس موسيقية ولذلك كانت الألحان الفطرية متسيدة الساحة كل جيل وما لديه. جيلنا عندما بدأ اتبع طريقة من سبقوه واللحن الفطري مازال موجودا في صوت المغني فبمجرد الاستغناء عن الموسيقى يتضح لك ذلك. في الوقت الحاضر اختلف الوضع حيث يوجد الأسلوب العلمي في الموسيقى وهو ما حدا بنا في الوقت الحاضر لاستغلال ألواننا والأذواق الفنية المتعددة وتنفيذها بأسلوب علمي. ومن سبقونا لو توفرت لهم الامكانات الحالية من آلات وأساليب فنية متعددة لقدموا أفضل مما قدموه في تلك الفترة. واللحن الأصيل لا ينتهي مهما كانت الأحوال وهو مازال موجوداً بيننا. *إن الأغنية بأسلوبها الحديث وبكل ما تتميز به من سمات من أرتام وايقاعات وسرعة وتنفيذ غربي لا يمت بصلة للأغنية المتعارف عليها. ما رأيك؟ - يوجد فرق كبير بين الأسلوب الموسيقي الشرقي والأسلوب الموسيقي الغربي. فالرتم الغربي له ايقاعات مختلفة ومسافات محددة لا يمكن أن نقوم بعملها نحن لسبب أنه لا يتفق مع طبيعتنا الفنية ما نقول هو الأسلوب الشرقي الأصيل والجمهور عندما يطلق على أغنية أن رتمها غربي أصلا هو لا يعرف الأسلوب الغربي ولذلك سأقوم بغناء لحن غربي لأوضح للمستمع الفرق الأسلوب الشرقي والعربي. وكذلك لأخوض تجربة الغناء بأسلوب غربي دقيق للغاية والأسلوب الغربي له ضغوط كلامية محددة وله نهايات زمنية محددة وله أكوورات موسيقية محددة وله أرتام مختلفة كلية عما يوجد لدينا ونقوم بغنائه. فيما تبقى المقامات الغنائية. الغرب اقتبس هذه المقامات من الشرق مثلا عندهم مقام غنائي يدعى ماجير هو أصلاً موجود لدينا ومتعارف عليه باسم العجمي ولكنهم وظفوه بما يتفق وطبيعة البيئة في الغرب وهي متعددة ومتنوعة. * الأسلوب الشرقي الأصيل تعرض لهجمة موسيقية وافدة مما تسبب في ضياع الأسلوب الشرقي في العمل الفني المتعارف عليه كأبعاد، كمراحل، كمحطات. لِمَ كل هذا؟ - أود أن أوضح نقطة هامة هي أن النغمة الموجودة في الأغنية شرقية وكذلك اللحن شرقي. الفارق الوحيد هو الآلات الغربية المستخدمة في العمل الفني الشرقي. وهي هنا نستخدم بأسلوب شرقي وليست بأسلوب غربي ولا أرى في ذلك مانعاً طالما أن الساكسفون يعطيني ما يقدمه لي الناي. وبالمناسبة الساكسفون الغربي الصحيح لا يمكن يعطيك جملة موسيقية شرقية إلا إذا كان هناك عازف ماهر مثل سمير سرور الذي رافق المطرب عبد الحليم حافظ واستطاع بمهارة أن يتلاعب بشفايفه في العرف ونجح في تقديم صولوهات موسيقية خطيرة لاقت نجاحاً جيداً. وفي الوقت الحاضر الآلات الموسيقية المصنعة في الغرب يخيرونك إذا أردت أن تصنفها موسيقيا شرقية أو غربية. * وهل هذا يعد فنياً أمرأ جيداً وهو في صالح العمل الفني كأغنية أو كلحن. - سؤال جيد. هناك نقطة هامة في الموضوع هي من يستخدم هذه الآلات؟ إذا استخدمها بشكل سليم ووضع كل آلة في مكانها المناسب في العمل الفني فهذا أمر جيد وإذا لم يحدث غير ذلك فقل على العمل السلام وشوف الخبص. ويتحكم في الموضوع جودة الاختيار. إذا كان موفقاً فإن الآلة تعطيك ما تريد. إذا أسيء الاختيار تعتبر الآلة هنا دخيلة لأنها تجلب لك النفور من العمل. *من أمهر من يتعامل مع الآلات ممن تعاونت معهم؟ ⁃كل ومزاجه لأن المسألة خاضعة للمزاج . *من صاحب أفضل مزاج أقرب للآلة الموسيقية؟ - يختلف الوضع لسبب أن هناك مطرباً وملحناً ومنفذاً وكل واحد من هؤلاء يفضل أن يتعامل مع الأفضل من العازفين على الآلات ولاسيما الجيل الجديد من المطربين بعد ظهور بعض الآلات الموسيقية التي تحتوي كل الأصوات. *لمن ترتاح من المنفذين الموسيقيين؟ - أنور عبد الله .. بمشاركة أنور الحريري. *ما الفرق بين من ذكرتهم وميشيل المصري الذي تعاونت معه. ⁃ميشيل منفذ موسيقي بارع ولكنه لم يعد كما كان لأنه بدلا من أن ينفذ مقطوعة في ثلاثة أيام أصبح ينفذ ٦ مقطوعات في اليوم. *وماذا عن رابح صقر المنفذ الموسيقي. ⁃رابح صقر يأكل اللحن وهذا أسلوب في التوزيع هو يرتاح له. *وهل ارتياحه لهذا الأسلوب يعني ارتياحك أيضا أم أنه كمنفذ يختلف في أسلوبه عما تريده أنت. ⁃في الأعمال الحماسية فقط *عودة طارق عبد الحكيم وعمر كدرس للبحث عنك من جديد كمغن وهم رفقاء درب لك منذ سنين طويلة ما هي مسببات تلك العودة؟ ⁃في البدايات ومرحلة الانطلاق تعاونت كثيراً مع الزملاء الذين ذكرت ومن ثم قاموا بتقديم أعمالهم لمحمد عبده والآن نلتقي من جديد. بعد غياب طويل طويل فعمر كدرس لم يلحن لي منذ فترة طويلة. وتعاوني معهم من جديد لأنهم ملحنون جيدون. *أين طلال مداح ذلك الملحن الرائع؟ ⁃موجود ومازال يقدم ويعطي ولديه استعداد للتعامل مع مختلف النصوص موسيقيا. *طلال أنت لم تعد تستطيع أن تؤدي الموال كما كنت؟ ⁃الموال هو الكنز الذي يتميز به المطرب. *إذن مازلت تملك القدرة على أداء الموال كما ينبغي وأنك سيد الموال. ⁃نعم مازلت مقتدرا كما كنت ولكني لست سيد الموال. وديع الصافي هو سيد الموال في الشرق كله خدها مني كلمة. *وماذا قدمت لعبد الوهاب الذي احتضنك وشجعك في يوم من الأيام خاصة وأنك تتوفر لديك الرغبة في اعادة تسجيل الأعمال التي قدمها لك من جديد بأسلوب حديث. -التنسيق جارٍ في هذا الأمر بين الشركة المنتجة لأعمالي والطرف الآخر في الموضوع. *وماذا عن جديدك الذي ينتظره جمهورك؟ ⁃هناك عدد كبير من الأعمال أبرزها شريط كامل من ألحان طارق عبد الحكيم وعمر كدرس وغازي علي وعبد اللّه محمد وألحاني بجانب عدد من الأعمال سيسمعها الجمهور تباعا وفق برنامج زمني تعده الشركة المنتجة لأعمالي. *وفي الختام: ماذا تريد أن تقول؟ ⁃تحياتي للجمهور الحبيب وطلال مازال معكم كما أنتم معه. ولا يسعني إلا أن أشكر الجمهور الغالي الذي طالما وقف معي وساندني وأرجو أن أكون عند حسن الظن.