الموت في غزّة.

للموتِ أجنحةٌ .. يطيرُ بها إلى من لا يشاء .. ومن يشاءُ من الضحايا.. في الطريق إلى التي كانت تُشاكِسهُ.. فتُنجِبُ كلَّ عام ٍ.. حَطَّ حيثُ رأى صغاراً يكبرونْ وفي بيوت مدينةٍ كانتْ تكاثرتْ القبورْ.. وتطلَّعًَ الموتى إليها.. ليسَ من بابٍ سيُغلقُ دونَ من جاؤا إليها .. رَحِمٌ ثريٌ منذُ أن كانتْ تَجمَّعَ حولها وطنٌ جميلُ للموت سطوتهُ ولكنَّ الحياةْ أقوى إذا اشتبكا لماذا .. لَمْ تَعُدْ تتواصلُ الأشجارُ.. مُذْ غطىّ الرمادُ.. الأرضَ وانتشرَ الدمُ.. الجوعُ .. افترى أنشودةّ سوداءَ.. واختارَ الصبايا الحالماتْ.. عرائساً والأمهاتْ.. يُطعمنَ من وشلٍ .. جموعَ الجائعين ْ اختفت البيوت .. وغادرَ الخبزُ المدينةَ.. ضيَّعَ الطُرقَ التي كانت ، إلى الناس .. العجينْ الجمرُ في الأرحامِ .. يخرجُ مُستَفَزاً.. مَنْ سيأخذهُ إلى مشفى ؟! وقد هدمَ المغيرون المشافي .. ما كان من شجَرٍ يُطلُّ من الحقولِ.. ذَوى.. ولمَّ ثيابهُ .. ومضى وأبقى في التراب وللترابِ.. رسالةً للقادمين ْ ستعودُ غزَّ ةُ مرةً أخرى إليها.. تقرأ الآتي .. ستعرفُ .. أن من قُتلوا.. مضوا.. لكنَّ غزَّة سوف لا تمضي.. كما كانت .. تظلُّ هناكَ.. في هذا الخراب ومهرجان الجوع والخوفِ.. استعادت ما تسلل من طقوس الموت.. في أوراقها الأولى .. وبادلت الحكايات القديمةَ .. بالذي يأتي كأن الموت صيّادٌ جبانٌ يقنصُ الأفراخ.. في أعشاشها .. ويَفرُّ حينَ يرى الصقورْ وطنٌ وقورْ مذ كان تخرجُ من فيوض يديه .. أو دمه المهور ْ أهيَ النذور ؟ ما كان َ من عصفٍ يعيدُ إلى مواسمها.. أقاويل العصورْ هذا الفُجورْ من أين جاء إليكِ.. مَنْ فتحَ الطريقَ له ..؟ أما أيقنتِ . . إن الموتَ يكمنُ في دعاوى العاجزين وإن من كذبوا عليكِ.. سيكذبون عليكِ ثانيةً وثالثةً.. سأرجِئُ ما أريد القولَ.. لستُ معاتباً.. وأخافُ من زلل اللسانِ.. يا أنت ِيا امرأةً حَصان ْ كيف استباح َ حِماكِ.. أوغادٌ.. يبيعون الكلام ْ للموت أجنحةٌ.. وأنت قريبة منها .. ومنهُ قد تُطيلين الإقامة.. بين مقبرةٍ وأخرى.. تُدخلينَ شواهدَ الموتى.. إلى ما يحفظ التاريخ منها. ٢٠٢٥/٧/٢٨