«للأحلام رائحة الشعر» في خيمة المتنبي ..

حوراء الهميلي توقع ديوانها الجديد.

أقام نادي خيمة المتنبي حفل تدشين نخبوي كثيف وتوقيع لديوان (وصحوتُ.. للأحلام رائحة) للشاعرة حوراء الهميلي، وذلك مساء يوم السبت ٩-٨-٢٠٢٥م بالأحساء، الديوان الذي صدر عن خيمة المتنبي بالتعاون مع دار تشكيل للنشر والتوزيع. بدأ مدير الأمسية الشاعر عدنان المناوس بحديث أدبي احتفائي بالشاعرة حوراء الهميلي وبتجربتها الشعرية المتميزة. كانت فاتحة الأمسية كلمة رئيس خيمة المتنبي الشاعر جاسم الصحيح، والذي رحب بالجميع، ومما قاله: كنتم تحلون ضيوفا علينا واليوم نحن ضيوف على الشاعرة، متحدثا عن تنامي تجربة هذا الصوت النسائي الأحسائي المتفرد، وهي التي تفهم لغة الضوء وفقه الإشارة وأحاديث الإحساس في مسند المشاعر، وما زالت تشق طريق الشعر بقوة وتنامٍ. وها نحن نجتمع على مائدة شعرها حيث المعنى الأشهى، ثم قام باستعراض بعض الملامح الجمالية والفنية التي تميز هذا الإصدار الجديد عبر الاستشهاد ببعض نصوص الديوان. ثم كانت الفقرة المركزية في الحفل، وهي فقرة الشاعرة المحتفى بها حوراء الهميلي، بدأتها بحكايتها مع الشعر منذ بدايتها وحتى الاحتفاء بها وبشعرها في هذه الأمسية الدافئة، خاتمةً كلمتها بنهر من الشكر لخيمة المتنبي واهتمامها، ولجميع الحضور، لا سيما عائلتها ووالدتها التي آلت على نفسها إلا أن تكون في مقدمة الحضور. ثم ألقت نصين مختارين من الديوان الجديد، أولهما (حلم يلعب الغميضة)، الذي أهدته لابنيها إلياس ورضا، ومنه: تتساقطُ الأحلامُ مِن جفنيهما فوقَ الوسادةِ مثلما اليرقات أجمعُها بصندوقٍ زجاجيٍّ وأُمعنُ في التأملِ كيف للحلمِ التشكلُ؟ وردةً نهرًا وضوءًا نافذًا للروحِ من عينيهِما مَن علَّم الأطفالَ أنْ يتحرروا مِن صبغةِ الأجسادِ عبرَ سباحةِ الأجفانِ للأعلى؟ مَن علَّم الأطفالَ أنَّ جفونَهم بوابةٌ للحلمِ، معراجُ القصائدِ نفحةُ الملكوتِ أنَّ مسافةَ الأحلامِ مقياسُ اتصالِ الأرضِ بالعُلْويِّ وهْي دليلُنا أنَّ امتزاجَ معارفِ الماضي بيومِ غدٍ نبوءتُنا لكي نعتاشَ حلمًا ممكنًا والنص الآخر بعنوان (أسورة في معصم نازك)، ومنه: الصبايا رُحنَ عن ساقيةِ الشِّعر مشتْ (عاشقةُ الليلِ)* وفي خابيةِ الوقتِ غناءٌ سومريٌّ سالَ مِن وحي الجداولْ بابلٌ مِن خلفِها تمشي وفي الكفَّيْنِ شتلاتُ فسائلْ وتغني: يا نهارًا جهةَ النهر تعرَّى تتحرَّاه الأيائلْ وأدارت رأسَها نحوي: انظري ما تصنعُ الشطآنُ للأنثى! -وهل أسطيعُ صبرا؟! قلت في سرِّي ولكنْ لم تجبني! غمستْ ساقيْنِ مِن مرمرَ يا نازكُ تصطادين في الأنهارِ موجًا فالتًا مِن قبضةِ التيارِ؟ أم أغنيةً مِن أعينِ السيَّابِ أزجتْ مطرا؟! ربما حنَّت له بنتُ الشناشيلِ وأدنتْ خدَّها المنتظَرا لم تجبني! سلكتْ كفَّيْنِ بيضاوينِ في جيبيَ فاندست نبوءاتٌ، كشفنَ الحُجْبَ عن عيني فَـبَانتْ لي بروجٌ ومنازلْ (ما الذي، شاعرةَ الحَيْرةِ، يُغْري)* بالسماواتِ؟ رياحٌ لم تعد مِن موعدِ الفردوسِ؟ نايٌ أنكرتْ أنسابَه الأشجارُ؟ بحرٌ لم تجفِّفْه السواحلْ؟! بعد هذه الجولة الشعرية كان الدور لكلمة الشاعر عبدالله الهميلي -شقيق الشاعرة- والذي تحدث عن تجربة حوراء الشعرية وقصتها مع الشعر التي عايشها عن قرب، ثم تحدث عن ثلاث ثيمات تميز هذه المجموعة الشعرية الجديدة، وهي: المنظور الشعري والمنظور الفلسفي والمنظور العصبي، إضافة إلى ملامح جمالية وفنية أخرى. بعدها كانت شهادة شعرية للشاعرة تهاني الصبيح، التي تحدثت عن التجربة الشخصية والشعرية التي جمعتها بحوراء، متحدثة بعد ذلك في وقفة نقدية أدبية عن عتبات فنية جمالية تميز هذه المجموعة الشعرية الجديدة. قبل الختام، كانت كلمة ارتجالية وشهادة شعرية للشاعر الدكتور هاني الملحم، الذي احتفى بكلمته بحوراء وشاعريتها، داعيا أن تنافس الشاعرات الأحسائيات الشعراء الرجال، وأن يكون للصوت الشعري النسائي الأحسائي حضور أكبر عبر استحداث نادي أدبي خاص بهن بعنوان( خيمة الخنساء). في ختام الأمسية تجمع حضور للأمسية الكثيف والنوعي أمام الشاعرة لتوقيع نسخهم التي اقتنوها من الديوان.