يا أعذبَ النّاسِ

كيف الغناءُ وهذا البحرُ من وجمي لا اللحنُ لحني ولا الأوتارُ من نغمي وهل لي اليوم من تلويحةٍ أخرى للشمسِ إذ غربت في أفق مبتسمي يا أعذبَ النّاسِ ما كانت ملامتنا! حين استفقنا على الأوجاعِ والألمِ كنّا ابتدرنا من الأيّام أوَّلَها شُحًّا على الضوءِ لا شُحًّا على الظُّلَمِ قم واسألِ الليل هل بات الذي أَرِقَا ينتابه الخوفُ في الإسهادِ والحُلُمِ يقتاته الوقتُ في أعطافهِ دَخَنٌ خيطٌ من الحزنِ لا خيطاً من العَتَمِ قم واسألِ العمرَ عمّا كان في يدنا من الوفاء كعذقٍ داحَ في العدمِ واسأل معاشرنا عن حالِ صحبتنا إذا الطريقُ مضى أكدى على القدمِ يا أعذبَ النّاسِ ما في اليمِّ من عتبٍ ولا نجاة لنا في لجَّةِ التُّهمِ مهما عطِشنا فلن تُروى لهم كبدٌ ولن ترانا عيونُ الشكِّ في الدِّيَمِ غرقى، ولكن حبال الله في يدنا ومن لديه حبالُ الله يلتزمِ نمضي غريبان لا نلوي على أحدٍ وزادنا الصبرُ في ظُلَلٍ من الشِّيَمِ ماذا عسايَ إذا الشيطانُ حدَّثني عن الكرامةِ والإنسانِ والقيَمِ أنْ خُذْ مكانك لا تركنْ لموعظةٍ تُدمي يديك فما الأصفادُ كالنَّقَمِ وأنت حربٌ على الأيَّامِ أعرفها تذكى الأوارَ ولا تُروى بغير دمِ يا أعذبَ النّاسِ ما في الأمسِ من عَنَدٍ نحظى به اليومَ، ما في الغدِّ من نَدَمِ إنَّ الوصالَ إذا ضاقت بها السُّبلُ تدنيك منها خصالُ اليُمْنِ في الذِّمَمِ ما يفعلُ الفأسُ في أصلٍ تجذَّرَ في روحٍ من الله لا تبلى مع الرِّمَمِ قد يعتبُ النّاسُ، قد يُعفى على أثري قد يؤخذُ المرءُ في مكرٍ وفي جُرُمِ قد يُخفي القومُ أسراراً أحاط بها ربٌّ عليمٌ يَفُتُّ الصَّخرَ في الجُشَمِ كنتُ الترابَ ولستُ الآن منتظراً شيئاً يواري معي صيرورةَ الهرم كنت المدادَ ولستُ الآن منتظراً شيئاً يواري معي ما خطَّهُ قلمي حسبي حياةٌ ولا أخلو أودّعها إلا وفي النفّسِ ما يربو على سَأمي