المملكة في إكسبو أوساكا..

ثقافتنا تضيء .

سجلت المملكة العربية السعودية مشاركة تاريخية في إكسبو 2025 أوساكا الذي تنظمه اليابان، حيث حقق جناح المملكة رقمًا تاريخيًا متمثلًا في استقبال أكثر من مليون زائر، مطلع شهر يوليو الجاري. ومنذ أن افتتحه في 13 أبريل الماضي، صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس اللجنة التوجيهية لمشاركة المملكة في معارض إكسبو الدولية، قدّم الجناح أكثر من (1137) فعالية؛ منها (1021) فعالية نُظّمت داخل الجناح، و(116) فعالية ضمن موقع إكسبو 2025 أوساكا بشكلٍ عام. وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان والمفوض العام لجناح المملكة الدكتور غازي بن فيصل بن زقر لوكالة الأنباء السعودية (واس) أن هذا الإنجاز يؤكّد التزام المملكة بعرض رحلتها التحولية في إطار رؤية المملكة 2030، ودعوة العالم للاطلاع على تراثها، وتعزيز التبادل الثقافي، وتُترجم مشاركة المملكة في إكسبو 2025 أوساكا التزامها بالتعاون العالمي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، إلى جانب ما تُتيحه المشاركة من خلق فرص كبيرة للتعاون الدولي والاستفادة من التجارب العالمية لبناء عالم أفضل للجميع. وبدأت علاقة المملكة بمعرض إكسبو منذ العام 1958 حين شاركت في إكسبو بروكسل، وتسعى خلال مشاركتها في «إكسبو اليابان 2025 أوساكا، كانساي»، إلى مواصلة النجاح الذي حققته في الدورة السابقة لإكسبو والتي أقيمت في دبي، حيث اجتذب الجناح السعودي ما يزيد على 4.9 مليون زائر، حاصدًا عدة جوائز من بينها جائزة «أفضل جناح» من فئة «الأجنحة الكبيرة» من قِبل مجلة إكزيبتور (Exhibitor)، وجائزة «أفضل تصميم داخلي» و»أفضل عرض». إضافةً إلى فوزه بالشهادة البلاتينية في «لييد» المقدمة من «ذا يو إس قرين بلدينغ كاونسل» (USGBC)، وسجل ثلاثة أرقام قياسية في موسوعة «غينيس» للأرقام العالمية، وهي «أكبر أرضية مضيئة تفاعلية»، و»أطول ستارة مائية تفاعلية» بطول 32 متراً، و»أكبر مرآة شاشة رقمية تفاعلية». ثاني أكبر جناح بعد الدولة المضيفة صُمّم جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا ليكون ثاني أكبر جناح بعد الدولة المستضيفة اليابان؛ ويعرض تراث المملكة، وثقافتها الغنيّة، ويظهر أهدافها الداعمة لقيام مجتمعات مستدامة وممكّنة، ويقدم تصميم الجناح المصنوع من الحجر السعودي خفيف الوزن تجربةً مكانيةً تدعو الزوار إلى استكشاف المدن من مختلف أنحاء المملكة، وتعكس التراث الثقافي العميق للبلاد، ويُثري الجناح تجربة الزائر من خلال رحلةٍ تفاعليةٍ مشوقة عبر سبع غرف، وصالات عرض غامرة تدفعه إلى استكشاف موضوعات متنوعة، التي تشمل المدن المتطورة، والبحار المستدامة، والقدرات البشرية غير المحدودة، وقمة الابتكار، مما يتيح للجميع مشاهدة الأثر العالمي المتنامي للمملكة عن كثب. ويقدّم الجناح السعودي تجربةً متعددة الحواس تستعرض رحلة المملكة التحولية في إطار رؤية المملكة 2030، لتسليط الضوء على التزامها بتعزيز جودة الحياة من خلال الابتكار والحداثة التقنية. ويستضيف جناح المملكة العربية السعودية أكثر من 700 فعالية من خلال برنامج إكسبو تشتمل على العروض الحيّة، وفنون الأداء التقليدية، وغيرها من التجارب الثقافية والتراثية والفنية السعودية، ومن أبرزها «أهلًا وسهلًا»، و»نحن المملكة العربية السعودية»، وتجربة الواقع المعزز «عالِم النباتات»، والعروض الموسيقية والفنية في «الأستوديوهات الثقافية»، والفعاليات المميزة التي تحتفي بأهم المعالم السعودية، واليوم الوطني في 23 سبتمبر المقبل. ذهبية جائزة نيويورك للتصميم المعماري يأتي وصول جناح المملكة المشارك في إكسبو 2025 أوساكا إلى أكثر من مليون زائر امتدادًا للنجاحات الكبيرة التي حققها الجناح، وكان آخرها حصوله على جائزة ذهبية في فئة «العمارة الثقافية - المساحات التفاعلية والتجريبية»، ضمن جوائز نيويورك للتصميم المعماري لعام 2025 تقديرًا لابتكاره وأسلوبه وتأثيره. وقادت هيئة فنون العمارة والتصميم مسار تصميم الجناح ممثلة بالرئيس التنفيذي الدكتورة سمية السليمان، ومدير المشروع فاطمة الدوخي، وتم تصميم الجناح من قبل الشركة المعمارية العالمية Foster + Partners، مقدّمًا تجربة حسيّة متكاملة تبدأ من ساحة أمامية تقود إلى قلب الجناح (الساحة الداخلية)؛ لتوجد فرصة للتأمل تنسجم مع مختلف الطوابع الثقافية لمدن ومناطق المملكة، وتتحول الساحة إلى مركز نابض بالحياة لإقامة الفعاليات والعروض المتنوعة طوال فترة مشاركة الجناح على مدى ستة أشهر. ويعزز الجناح في تصميمه روح الاكتشاف من خلال محاكاة المدن والقرى السعودية كمصدر للإلهام، مسلطًا الضوء على الثقافة السعودية وتطورها الحضاري، موضحًا نقاط التشابه واللقاء بين الثقافتين السعودية واليابانية. ويأتي توزيع الكتل المكوّنة للجناح لتعزيز حركة الرياح خلال فصل الصيف، مما يُسهم في تحقيق استدامة المبنى، كما تم تصميمه مستهدفًا أعلى معايير الاستدامة العالمية واليابانية عبر استخدام مواد منخفضة الكربون، وأنظمة إضاءة موفرة للطاقة، وتقنيات توليد الطاقة عبر الألواح الشمسية. ويهدف تصميم الجناح إلى تقديم تجربة شمولية، مراعيًا كافة فئات المجتمع متضمنًا المسارات المناسبة لذوي الإعاقة، ولغة برايل للمكفوفين وغيرها؛ لتمكين جميع الزوار من التفاعل مع التجربة والاستفادة منها. برنامج التبادل الثقافي مع أجنحة الدول المشاركة أعلن جناح المملكة المشارك في إكسبو 2025 أوساكا في 17 يوليو الجاري، عن إطلاق برنامج التبادل الثقافي، وهو برنامجٌ رائد يهدف إلى توفير فرص متميزة للتطوير المهني والشخصي بين موظّفي الأجنحة المشاركة في إكسبو 2025 أوساكا، ويفتح آفاقًا جديدة لمشاركة التراث الثقافي الغني للمملكة وتأثيرها العالمي مع مجموعةٍ جديدة من أعضاء الفريق. وأكّد مدير جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا، المهندس عادل الفايز، أن برنامج التبادل الثقافي يحتفي بالوحدة من خلال التنوّع، وعبر تعاون الأجنحة المشاركة في إكسبو 2025 أوساكا فيما بينها لتبادل القصص، وتكوين صداقاتٍ جديدة، وبناء جسورٍ تمتدّ إلى ما هو أبعد من حدود الجناح. وزارة الثقافة تقيم أسبوعًا ثقافيًا أقامت وزارة الثقافة فعاليات الأسبوع الثقافي السعودي، في مدينة أوساكا اليابانية، الذي أُقيم خلال الفترة من 12 إلى 15 يوليو 2025م، في معرض إكسبو 2025، وشهد حضورًا لافتًا من الزوّار اليابانيين والدوليين، خلال فعاليات الأسبوع للاطّلاع على مكوّناته المتنوعة، وما يقدّمه من تجربة ثقافية متكاملة. واشتمل الأسبوع الثقافي السعودي على برامج متعددة ركّزت على مبادرة «عام الحرف اليدوية 2025» بوصفها محورًا رئيسيًا يعكس عمق الهوية السعودية، وعروضًا حية، وتجارب تفاعلية، ومشاركات نوعية لعددٍ من الهيئات الثقافية السعودية، إلى جانب تنظيم احتفالية بمناسبة مرور 70 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة واليابان. وشكّل المعرض نافذة ثقافية تواصلت من خلالها المملكة مع المجتمع الياباني والدولي، مُعرِّفةً بإرثها الحضاري، وثرائها الإبداعي. وشهد برنامج الأسبوع الثقافي مشاركة هيئة التراث، والمعهد الملكي للفنون التقليدية (ورث)، ومركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي، ودارة الملك عبد العزيز، وشركة حرف السعودية، التي تقدم طيفًا متنوعًا من الأنشطة التفاعلية، والعروض الحيّة. ونظمت هيئة التراث معرضًا لنماذج من الحرف التقليدية السعودية، بالتعاون مع شركة حرف السعودية، إلى جانب أداء مشترك لتجارب نسج سعف النخل، وحرفة السدو، وتشكيل الأواني الطينية بين حرفيين من البلدين، فيما أقيم مجلس تراثي سعودي يجسّد كرم الضيافة من خلال تقديم القهوة السعودية والتمر مصحوب بعرض موسيقي مشترك. وقدمت (ورث) مجموعةً من المنتجات، التي تدمج بين الفنون الحِرفية السعودية واليابانية بمشاركة طلابها، في تجارب حية تتيح للزوار خوض تجربة العمل الحِرفي بأنفسهم، متضمنةً نماذج من الحِرف التقليدية في البلدين، مثل زخرفة الكيمونو الياباني، وحياكة البشت على يد حرفي سعودي متخصص، بينما استعرض مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي عروضًا فنية مباشرة تجمع بين خطاط سعودي وآخر ياباني، مستخدِمَين ورقًا مصنوعًا يدويًا من سعف النخل، إلى جانب عرض مرئي وثّق مراحل صناعة الورق، مبرزًا أنشطة المركز، فيما عرضت دارة الملك عبد العزيز محتوىً فوتوغرافيًا يوثّق العلاقات السعودية - اليابانية عبر العقود السبعة الماضية. كما قدم جناح المملكة العربية السعودية إستوديوهين ثقافيين مخصّصين لعرض أعمالٍ فنية سعودية معاصرة تخاطب الجمهور الياباني، وذلك ضمن جهوده لتعزيز الحوار الثقافي في إكسبو 2025 أوساكا. وتُستخدم هذه المساحات التفاعلية مراكز نابضة بالحياة لتنظيم الورش والمعارض والإستوديوهات الحية، التي تهدف إلى تسليط الضوء على تنوع الثقافة والفنون والموسيقى السعودية. ومنذ افتتاح الجناح في 13 أبريل الماضي، استضافت إستوديوهات الموسيقى والفنون البصرية أكثر من 115 فعالية شملت معارضَ، وعروضًا حية، وأمسيات فنية متميزة، استعرضت من خلالها مواهب فنانين سعوديين عبّروا عن التراث والثقافة السعودية وقدموها للجمهور العالمي. ويشتمل برنامج الجناح السعودي على التعريف بالمشاريع السعودية الكُبرى، مثل: مشروع «نيوم» العملاق الذي يُعرَف على مستوى العالم بإعادة تصوُّره للحياة الحضرية عبر تطوير نماذجَ جديدةٍ للعيش المستدام، إلى جانب احتضانه لخليج العقبة، وأوكساچون، وتروجينا، و(ذا لاين) المدينة الممتدة طولًا على مساحة 170 كيلومترًا من جبال نيوم. وتعلو المدينة 500 مترٍ فوق سطح البحر، ولا تحتوي على أي طرق أو سيارات ولا تتسبب بأي انبعاثات. وتتسع لتسعة ملايين نسمة، ويتم تشغيلها بالكامل اعتمادًا على الطاقة المتجددة، كما سيتم تخصيص 95% من مساحة أراضيها للتضاريس الطبيعية. إكسبو 2030 الرياض ينظّم حفل استقبال في أوساكا نظّمت شركة إكسبو 2030 الرياض، بالتعاون مع سفارة المملكة العربية السعودية في اليابان، حفل استقبال إكسبو 2030 الرياض في مدينة أوساكا اليابانية يوم 17 يوليو الجاري، بحضور ما يزيد على (200) من كبار الشخصيات، من بينهم سفراء ومفوضون عامون في إكسبو 2025 أوساكا، إلى جانب نخبة من الشخصيات البارزة من مختلف أنحاء العالم. وشهد الحفل حوارات ركزت على شعار إكسبو 2030 الرياض: «رؤية للمستقبل» وموضوعاته الفرعية الثلاثة: «تقنيات مبتكرة» و»حلول مستدامة» و»مجتمعات مزدهرة». وشكّل الحفل منصة مثالية لتبادل الأفكار بشأن التحديات العالمية المشتركة واستكشاف أفضل السبل لتعزيز التفاعل والمشاركة، وتسليط الضوء على جاهزية المملكة لتنظيم نسخة استثنائية من المعرض العالمي. وكانت المملكة العربية السعودية قد فازت عام 2023 بتنظيم معرض إكسبو 2030 الذي سيقام في الرياض، نتيجةً مباشرةً لرؤية وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله- ، وتتويجًا لتحقيق المستهدفات التنموية والاقتصادية والمجتمعية ورؤية المملكة 2030 الملهمة، ويستعرض قصة التحول الوطني نحو مستقبل مزدهر ومستدام. ويُبرز الفوز باستضافة المعرض الدولي مكانة المملكة بوصفها نقطة التقاء العالم، ومركزًا عالميًا للمعرفة والتطور العلمي والتقني، ومحطة للإبداع والابتكار، وحاضنًا لأكبر الأحداث العالمية وأنجحها. ويعد فوز المملكة خطوة نحو التأكيد على دورها المهم في المشهد الإنساني المتفاعل مع كل ما يرسّخ الحوار والتواصل والاستقرار والنماء، ويرسم حاضر العالم ومستقبله. وتعتزم المملكة تقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي.