الدرعان والعلاقات المتشابكة

بين الدرعان والكلمة علاقة حميمية قديمة وثيقه. هذه العلاقة السردية الرائعة قل ان نجدها بين قاص وكلمة. أخلص القاص عبد الرحمن الدرعان لهذه العلاقة الحميمية وأخلصت له، فأضحى من بين أبرز الساردين على الساحة الثقافية المحلية. فلم ينخرط الدرعان كغيره من كتاب السرد الآخرين في مغامرات وتجارب كتابية أخرى . نعم كتب الدرعان غير القصة ولكن بشكل محسوب ودقيق. بينما انتقل العديد من كتاب السرد إلى ساحة الشعر. وانتقل شعراء كبار إلى عالم الرواية. بل وانخرط بعض الاكاديميين إلى كتابة القصة والرواية. وذهب صحفيون إلى فن السرد تارة، والكتابة التاريخية تارة أخرى، في تذبذب واضح. بينما بقى الأستاذ عبد الرحمن وفيا لفن السرد. علاقة أخرى ينسجها الدرعان ببراعة وذكاء، علاقتة مع الوسط الثقافي . فتعددت علاقاته ، و تشابكت صداقاته مع مختلف الطيف الثقافي . هذه العلاقات الثقافية، عمقت تجربة السرد المحلية من جهة ، و زادت من انتشار تجربة الدرعان لمساحة قرائية أوسع من جهة أخرى . العلاقات المتشابكة والمعقدة في تجربة القاص الدرعان، ننظر إليها بكثير من الإعجاب والدهشة ، ونرى ان ما حققه الدرعان لم تستطع الكثرة من الساردين المحليين تحقيقه . علاقات القاص الدرعان لم تترسخ اليوم في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، فأضحت العلاقات المتشابكة ظاهرة كونية ، بل استطيع الجزم ان الدرعان رسخ هذه المعادلة - معادلة العلاقات المتشابكة- منذ زمن بعيد ، حين كانت مجموعاته القصصية ، ورسائله الورقية بخطه الجميل تصل إلى معظم المهتمين بالشأن الثقافي من قراء و صحفيين وقاصين ونقاد. بل وتصل مكالماته - قبل اتصالات الجوال السهلة - إلى الكثير من الأصدقاء والكتاب . ومن نافلة القول إن مجموعات الدرعان و اتصالاته تصلني كغيري من القاصين والصحفيين . وفي آطار تلك العلاقات المتشابكة كتبت عن تجربة الدرعان السردية أكثر من مرة. كتبت عنه في جريدة (الرياض) و جريدة (اليوم) وغيرهما، ونشرت ما كتبته سابقا في كتابنا (هوية القصة المحلية) ولكن هل كتب الدرعان عن تجربة حسن الشيخ القصصية ؟ لا أدري. ربما هي العلاقات المتشابكة التي نسجها الدرعان بحرفية عالية . ___ * حسن الشيخ أساتذ جامعي. وكاتب وروائي وصحفي من الأحساء. له العديد من الإصدارات القصصية و الروائية . ومن أبرز رواياته ( الفوارس ) و ( الكوت ) أشهر الأحياء في مدينة الهفوف.