‏قصيدة (حنظلة)

أرح لمعناك لا فيض ولا جسد يمدّ في لغتي حلماً فتنعقد ولا جداول في عيني فتنهرني على الضفاف بهمس البحر تنفرد ولا صحاري الأنا جائت تجاوبني هذا السؤال الذي في القلب يتقدّ كم أرصد الولهَ المخبوءَ في رأدي وأستزيد الصدى لو يعلم الرّصد أكوّر النبض في روحي لأوردةٍ تشاغبُ الذات حيث الوقت تفتئد وأمهر الوجد بالأوهام أختمه ولا مسافة لا خطو فأتّحد يا حارس اللغة المسكون أوّله بآخر الومضِ كم ظلٍ له تلدُ وعين شاردةٍ أجني حقيقتها تكاد يرسو على أطرافها الزبدُ “كالخيل والليل” حرّاسٌ لمطمحها فهل عسيتَ عن التاريخ تبتعد أرحْ لمعناك لا تفضحْ نهايتنا الضئيلة البوح ..قد يحتجّ معتقد واستأمن الماء واستعصم بقدرته إن السماء مريانا التي تفد يا أول الفرقاء هذا البرد منتصفٌ بيني وبينك فاقدد خبز من حصدوا واطعمْ عصافيرك صاعاً من شتات منى صاعاً سنابله بالجوع ترتعد هاك اشتعلني فلا سوءٌ يجردنا عن غيبهِ الآن لا جمرٌ ولا برَدُ هاك ارتدي من هواي الجمّ أجمله وباركِ الجرحَ عطراً يستحي الأمد قم نحمل العمرَ دولاباً يغربلنا على الطريق فلا “سيارة” أجد وقمْ نجلّي لظهر الغيب قصته ما أعظم الغيب أن ينأي ونجتهد وكم فرغنا على أقواس بهجتنا وأنت أنت بك الأصفاد تضطهد تجلو البغاة حكايات مسهدة وكنت أنت المرايا كلّما اضطردوا فدع بقاياك حيث الورد يؤثمه هذا الضجيج إذا ما عطره جحدوا أرح لمعناك إن الحقل أصغره شوك وأقدره ما جُدّه وئدوا وكيفما رُتّبتْ أنفالُ قصّتنا وصار إنساننا يطوى له الكمد فلا تعره قليلا..جُلّ حكمته كأسود الليل حزنَ الليل يحتشد خذ معبر الفجر وانأى في غوايته إن السماء بطعم الصبح تنفرد وافتح ذراعيك من حبٍ ومن شغفٍ للمتعبين قصيداً كيفما حمدوا فاليوم ما اجتهدت في العمر أوسمة إلا ازدراها رعافٌ كان يُزدرد أرحْ لمعناك ..عبّأْ من حقائبنا إن المدينة لا خبز ولا جَلَدُ