المثقفون: الورق لا يزال حاضرًا.. والمعارض تُعيد وهج القراءة..

معرض المدينة المنورة للكتاب 2025 ينطلق نهاية يوليو ويحتفي بالقرّاء والمبدعين.

يترقّب عشاق القراءة والكتاب الورقي انطلاق فعاليات معرض المدينة المنورة للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة خلال الفترة من 29 يوليو وحتى 4 أغسطس، وفق ما أُعلن عبر حساب الهيئة على منصة (إكس)، في أجواء ثقافية تهدف إلى تعزيز حضور الكتاب في المشهد المجتمعي، وترسيخ مكانة المدينة كمنارة علم ومعرفة. ويأتي هذا المعرض امتدادًا لحراك ثقافي متواصل تشهده المملكة ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، والتي تولي اهتمامًا خاصًا بصناعة النشر وتوسيع دائرة القراءة والمعرفة. وكانت اللجنة المنظمة قد أعلنت فتح باب التسجيل لدور النشر الراغبة في المشاركة، مؤكدة أن الحدث يمثل فرصة سانحة لعرض أحدث الإصدارات، وبناء جسور تواصل مع جمهور واسع من مختلف مناطق المملكة وخارجها. كما سيشهد المعرض برنامجًا ثقافيًا حافلًا يتضمن جلسات حوارية ولقاءات فكرية مع نخبة من الكتّاب والمبدعين، إلى جانب مساحات مخصصة للأطفال تهدف إلى غرس حب القراءة منذ الصغر. وفي ظل تصاعد النشر الرقمي وتغير أنماط القراءة، استطلعت مجلة «اليمامة» آراء عدد من المثقفين حول التحولات التي طرأت على علاقتهم بالكتاب الورقي، والدور الذي تلعبه معارض الكتب في تعزيز ثقافة القراءة لدى الأجيال الجديدة، وما الذي يُميّز معرض المدينة المنورة للكتاب عن غيره من الفعاليات المشابهة. وترى الشاعرة هند النزاري في حديثها لـ «اليمامة» أن العلاقة مع الكتاب الورقي قد تغيّرت بالفعل، وتقول: «حدث معي ما حدث مع الجميع، الكتاب الرقمي أسهل، والحصول عليه أسرع، والتنوع المتاح له يجعل المقارنة ليست لصالح الورقي. وجدت نفسي أقرأ على شاشة الجهاز، وهو أمر لم أكن أتوقعه فيما مضى». وعن أهمية المعارض، تضيف: لها دور كبير وفاعل، خاصة مع الفعاليات المصاحبة التي تجعل الأمر أكثر تشويقًا للصغار والكبار»، متمنية النجاح للمعرض الذي شاركت فيه سابقًا مرتين واحتفظت بتجربة جميلة. أما الشاعر مروان المزيني، فيُشير إلى أن التغيّر في العلاقة مع الكتاب الورقي «تغيّر طفيف وهذا أمر طبيعي»، لكنه يؤكد أن «الكتاب الورقي لا يزال يحتفظ بمكانته العاطفية بين يدي القارئ». وحول دور المعارض، يوضح المزيني: تحاول معارض الكتاب بكل ما أوتيت من قوة زرع رغبة القراءة في الجيل الجديد رغم التحديات التقنية، وخصوصًا الألعاب الإلكترونية. لم تعد المعارض مجرد مكان للكتب، بل باتت تضم ألعابًا للأطفال، ومراكز ترفيه، ومقاهي، إضافة إلى دعمها للمؤلف السعودي». ويختتم حديثه بالتأكيد على خصوصية معرض المدينة المنورة قائلًا: «المدينة منبع كبير للثقافة، وإقامة المعرض فيها تختلف عن غيرها من المدن، إذ تمتزج الزيارة بالروحانية من خلال المسجد النبوي والمواقع النبوية، إلى جانب لقاء مثقفي المدينة والتعرّف على عاداتهم وثقافاتهم».