عسير تتضوّع شِعرًا.
في عام الشعر العربي, يأتي هذا الملتقى الشعري في عسير الشاعرة, بمثابة محطة شاهقة يأوي الشعر إلى ذُراها, لينادم النجوم ليلًا, ويتفسّح مع الغمام نهارًا, فعسير بالنسبة للسيّد الشعر محطة استراحة متخيّلة أو قوامها الخيال, عقب تطوافه البديع في ربوع مملكتنا الزاخرة بعبق الشعر, والتي هي مهد أُوْلَيَاتِه الضاربة في القِدَم, ومسرح بيده وأوابده, ومستراح وحشه وراحلته, ودمن أطلاله التي سلفت بذاكرة من بكاء, وأسواقه التي تبارى فيها فحوله, من قبل الإسلام وإلى اليوم. حين تتضافر جهود كل من: هيئة تطوير منطقة عسير, ونادي أبها الأدبي, ووزارة الثقافة, من أجل إنجاح ملتقى شعريٍّ يليق بعسير, ويليق بمملكة الشعر, فيقينًا سيكون الشعر على موعد مع ملتقى استثنائيّ, يزيد من هذا اليقين ويرسّخه, وجود تلك الأسماء الكبيرة من المبدعين والمبدعات؛ شواعر عسير وشعرائها, كيف لا وهم من سيتوهّجون فيه حضورًا وشعرًا ونثرًا وموسيقى, وهم من سينهضون بكافة مناشطه, وهم من سيحتفون بضيوف عسير وضيوف الشعر؛ ضيوف الملتقى وضيوفهم, في رحاب عسيرهم وعسيرنا, الظافرة الغالية. وعلى مدى أيام الملتقى الثلاثة من 26 إلى 28 نوفمبر, سيشهد مسرح نادي أبها الأدبي, وقاعة عسير بفندق قصر أبها عددًا من الأمسيات الشعريّة, تتخللها عروض موسيقيّة “ عزف منفرد”, إضافة إلى العرض المسرحي الذي سيقام مساء اليوم الأول على مسرح النادي الأدبي, للمسرحية الشعرية ( البرزخيّون), من تأليف عبد الرحمن أحمد عسيري وإخراج متعب آل ثواب. إضافة إلى ندوة حول ملامح الحركة الشعرية في عسير, بمشاركة د. أحمد التيهاني, د. لينة عسيري, د. منصور القرني, ويديرها د. عادل عسيري, وذلك صباح ثالث أيام الملتقى.. وفي مساء هذا اليوم الثالث والأخير, سيختم الملتقى أعماله بإعلان الفائزين بجوائز مسابقة (عسير بالكلمات), ثم تكريم المشاركين في الملتقى. فإذًا نحن والشعر على موعدٍ مع نخبة من مبدعي ومبدعات عسير, كل عسير, من حدود الدرب والشقيق وبيش ( منطقة جازان) في الجنوب الغربي, إلى حدود اليمن في الجنوب الشرقي, و( منطقة نجران) في الشرق, ومن حدود وادي الدواسر ( منطقة الرياض) في الشمال, إلى رنية والقنفذة وساحل البحر الأحمر ( منطقة مكة المكرمة), إلى ( منطقة الباحة) في الغرب. ولك أن تتخيّل نخبة من شعراء وشاعرات منطقة بهذا الحجم, إضافة إلى أبها وخميس مشيط, فيها على سبيل المثال بيشة والنماص, ورجال ألمع ومحايل عسير, وبلقرن والبرك وتنومة وسراة عبيدة وظهران الجنوب. منطقة تتسم بكل هذا التنوّع الجغرافي والبيئي, والثراء في طبيعتها الساحرة, قطعًا سينعكس على مخيلة إنسانها وابن بيئتها, خاصة الشعراء منهم. أخيرًا, باسم الشعر في عامه العالمي, وباسم كل الشعراء, نقول شكرًا لمنطقة عسير, ولكل الجهات المشاركة في الملتقى, ولكافة أبناء وبنات عسير العاملين فيه.