الشعراء

مِن لثغةٍ بفمِ اللُّغاتِ تحدَّروا وتخيّروا شكّلَ الكَلامِ وثرثروا مُذ راودوا الأفكارَ قبلَ صُعودِها لم يُمسِكوا إلا التي تتبخّرُ في السّيرَةِ الأُولى يُقالُ بأنَّهُم قَفزوا مِنَ الفردوسِ ثُمَّ تصحّروا في السّيرَةِ الأُخرى، يُقالُ: بأنَّهُم قمحٌ، يسيلُ معَ الحُقولِ وزعترُ المُستَحيلُ يَقولُ: كانوا هاجساً بينَ السُّطورِ ولحظَةً لا تُذكَرُ لم يَقلَقُوا للحزنِ لكنْ فلسفوا للدَّمعِ أنَّ وجوهَهُم تتعطَّرُ لا يُتقنونَ العزفَ لكن كلّما عَزَفوا، رواقيٌّ يصبُّ ويسكرُ ولَهم طفولَتُهُم فلونُ خيالِهِم مهمّا تعرّيهِ المواسِمُ أخضَرُ مُتشبّثونَ بِها كأنَّ أصابِعاً في القلبِ للبيتِ القَديمِ تؤشِّرُ ومرابطونَ عَلى البَساطَةِ كُلَّما طَرأوا عَلى بالِ الزُّقاقِ تَبعثروا المنشئونَ مِنَ الفراغِ حَبيبةً وَلْهى بدونِ حَبيبِها لا تَسهَرُ والهاربونَ إلى القصيدَةِ، فالقَصيدَةُ إمبراطورٌ يثورُ وقيصَرُ في جُبَّةِ الحلّاجِ مرّوا فكرَةً صوفيّةً، وعَلى الصّليبِ تكسَّروا لم يحفظوا لأبي العلاءِ رسالةَ الغُفرانِ قالوا: عينُهُ لا تُبصِرُ وتبادلوا بجهنَّمَ الضَّحِكاتِ حتَّى أدركوا أنَّ الجَحيمَ مسعَّرُ قالوا: نتوبُ عنِ القَصائدِ والنِّساءِ ويعرِفونَ بأنَّهُمْ لن يقدِروا يا ربُّ تَعرِفُنا برغمِ ذُنوبِنا يا ربُّ تَعرِفُ أنّنا لا نصبِرُ خُذنا إلى مُدِنٍ بِها شعرٌ ودندنَةُ الرُّعاةِ وعندليبٌ أسمَرُ خُذنا إلى مُدُنٍ بِها ليلٌ وفلسفةٌ وأحلامٌ تَطيرُ وأنهُرُ نحنُ اليتامى الطّيبونَ، نَعيشُ موسيقى ونَهرمُ نوتَةً ونُعَمِّرُ ونَموتُ لكنْ لا نموتُ لأنَّنا صوتُ الإلهِ يُعيدُنا ويُكرِّرُ