«الازدهار».. مفردة من المعجم السعودي.

في سياق إيمانها بأهمية الاقتصاد كمحرك حتى للسياسة العالمية، تستضيف المملكة العربية السعودية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بنهاية أكتوبر القادم. المؤتمر الذي يُعقد في ظل ظروف جيوسياسية معقدة تمر بها المنطقة سيضم مئات المتحدثين ورجال الأعمال والمهتمين بالاستثمار، وسيناقش العقبات التي تكتنف مجالات الاستثمار تحت شعار «مفتاح الازدهار». حين نقرأ عنوان المؤتمر «مفتاح الازدهار» نلمح الهاجس نفسه لدى القيادة السعودية التي باتت تحارب على عدة جبهات من أجل إحلال السلام والاستقرار والأمن، وهي العناصر الأساسية لقيام أي عملية «ازدهار» حقيقية. لقد باتت «عقيدة التنمية والازدهار» إن صح التوصيف إحدى أهم الركائز التي تحرك دوافع القيادة في المملكة وأحد هواجسها كذلك. تدرك المملكة أن المنطقة لاتزال عبارة عن بركان ثائر منذ عقود طويلة، وفي ذات الوقت تعمل بالتوازي مع البلدان في المنطقة لإحلال السلام من أجل تحقيق الازدهار الذي سيعود عليها بالنفع. صحيح أن المؤتمر سيكون في الرياض، وسيكون معنياً بالاستثمار في المملكة، ولكنه أيضاً ملتقى عالمي ستتم فيه صياغة كثير من المفاهيم ومناقشة الكثير من القضايا، وكل ذلك بالطبع سيعود على المنطقة والعالم. باتت منظومة الاستثمار في المملكة أحد وجوه الحقبة السعودية الجديدة، والتي انعكست على أدائها السياسي الخارجي. في الشهر الماضي سافر أكثر من 150 مستثمراً سعودياً برفقة معالي وزير الاستثمار إلى سوريا لخلق فضاء استثماري جديد انعكس على واقع سوريا نفسها سريعاً؛ حيث انهالت الاستثمارات مباشرة من الخليج وتركيا وبعض البلدان من حول العالم، فقط بمجرد مبادرة المملكة عملياً في خطوة مفاجئة كهذه. وهو ذات السياق الذي تؤمن به المملكة، سياق خلق بيئة استثمارية ناجحة ومستدامة بهدف خلق اقتصاد مزدهر يحقق الأمن والاستقرار والسلام والوئام. لقد كانت كلمة الازدهار مفردة من المعجم السعودي ولكنها أخذت بعدها العربي حين وضعتها المملكة أس التعاون مع العالم العربي.