تسلمت شاكراً هدية المجلة العربية ، الكتاب رقم 322 (خالد الفرج.. شاعر الملك عبدالعزيز في الخليج) للأستاذ عدنان السيد محمد العوامي، الصادر عام 1446هـ، والمهدى (اليك، والى أوطان تنازعتك.. اهدى هذا الجهد المتواضع) عدنان. صدر بـ341 صفحة متضمناً سبعة أقسام، بعد المقدمة يأتي القسم الأول: تنازع البلدان فيه. القسم الثاني: في الوسط الأدبي في القطيف. القسم الثالث: شعره الذي لم ينشر. القسم الرابع: أدواره ونشاطاته العلمية. القسم الخامس: التجديد في النثر الأدبي. القسم السادس: خالد الفرج بأقلام المعجبين. القسم السابع: ملحق بالصور والوثائق. يقول المؤلف في تقديمه (بين ضفتي الكتاب). «... مهما أطلنا البحث والنبش فلن نجد غير خالد الفرج يصدق عليه عنوان شاعر الملك عبدالعزيز..» يقصد في الخليج العربي بعد أن ذكر شاعره في نجد ابن عثيمين، وشاعره بالحجاز الغزاوي.. وقال:».. ولن نجد ملكاً أو أميراً نظم الفرج في مدحه أكثر من الملك عبدالعزيز... فلا أحد غيره من معاصريه يستحق هذا الوسام..» ص16. قرأته باستمتاع وتابعت المؤلف وهو يستخلص المفردات وينتقي العبارات، ويختار ما لم ينشر من قبل في كتاب، وإن كان اعتماده على ما ورد في الدوريات التي صدرت منتصف القرن العشرين وأصبح من الصعب العثور عليها مثل: مجلة البعثة التي كانت تصدر من البعثة الطلابية الكويتية بالقاهرة من بداية عام 1947م حتى نهاية عام 1954م شهر أغسطس. ومجلة صوت البحرين لعام 1373هـ وغيرها من دوريات ما زالت تصدر في المملكة. ولعلنا نكتفي بتتبع إشارات المؤلف إلى مراجعة في مجلة البعثة، والتي نشرت قصائد للفرج لم يضمها ديوانه بجزئيه الأول والثاني والذي قدم له وحققه خالد سعود الزيد، ط2، 1989م الكويت، وبعض المقالات الأخرى، إضافة لما كتبه عبدالله الطائي بمجلة صوت البحرين عددي عام 1373هـ. عدت لمجلة البعثة في سنتها الثامنة، العدد الثاني لشهر فبراير 1954م ففيها لقاء مطول مع خالد الفرج بثلاث صفحات (127-129) أجري معه قبيل وفاته – كما يتضح – ولم يشر إلى اسم من قابله فلعله مدير تحريرها العام: عبدالله زكريا الأنصاري. الذي حملني للإشارة إلى المقابلة – والتي لم يشر لها بالكتاب - هو استنكار المؤلف – أبي أحمد – أن يكون عمل لدى تاجر بالهند، وكذا عدم عمله بالإذاعة السعودية رغم أنه كما يتضح أنه أقام بجدة لفترة طويلة قد تصل للسنتين من أجل المشاركة في إعداد الكتاب الذهبي بمناسبة مرور 50 عاماً على دخول الملك عبدالعزيز الرياض. ذكرت سعدية مفرح بمقال لها بمجلة العربي لشهر فبراير 2012م قولها:».. بالإضافة إلى تكليفه بالإشراف على الإذاعة السعودية وإعداد بعض برامجها الثقافية..» ص251. وقال عبدالله الشباط في كتابه (أدباء وأديبات من الخليج العربي)، «.. حيث غادر البحرين - 1345هـ - عائداً إلى الكويت ومنها إلى المملكة العربية السعودية حيث أسند إليه الإشراف على الإذاعة السعودية، وفي عام 1354هـ أسندت إليه إدارة بلدية القطيف..» ص227. وقال حمد الجاسر وهو يرثيه بعيد وفاته بمجلة اليمامة يناير 1955م «.. ثم بعد أن بلغ مبلغ الرجال انتقل إلى (بمبي) في الهند واشتغل كاتباً لدى أحد التجار العرب فيها... وفي عام 1370هـ وقد أقام في الحجاز ما يقرب السنتين بأهله ثم عاد إلى الدمام وأسس فيها مطبعة دعاها (المطبعة السعودية)..» ص161-162. وقال السيد علي العوامي بمقاله بجريدة الرياض ليوم الخميس 5/6/1417هـ 17/10/1996م، «... وفي عام 1369هـ عزمت الدولة السعودية على إصدار كتاب ذهبي عن المملكة العربية السعودية بمناسبة مرور خمسين عاماً على فتح الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) الرياض... فاستدعى خالد الفرج من القطيف، فذهب إلى جدة، وأقام فيها لينظم إلى لجنة الكتاب الذهبي... وقد أقام خالد سنوات في جدة...» ص207. لعلي أكتفي بالإشارات المقتضبة للإجابة عن تساؤلات أخي العزيز وإنكاره لعدم عمله لدى أحد التجار العرب بالهند. كما أشار إليه الجاسر. ولعل في هذه المقابلة التي أجرتها معه (البعثة) ما يدلنا على شيء من ذلك. إذا علمنا أن رجل الأعمال عبدالله المحمد الفوزان معتمد الملك عبدالعزيز بالهند وهو الذي أشار إليه الفرج في هذه المقابلة التي نشرتها البعثة في عددها الثاني فبراير 1954م وقدمت للمقابلة بقولها:» وجهت البعثة إلى شاعر الخليج الأستاذ خالد بن محمد الفرج عدة أسئلة تتعلق بترجمة حياته، فأجاب مشكوراً، ونحن ننشرها على صفحات البعثة، شاكرين الأستاذ على تفضله بالإجابة، خدمة للتاريخ الأدبي..». بعد أن استعرض حياته وبداياته مع التعليم وانتقاله من الكويت للهند وبدايته مع الشعر. قال إجابة لسؤال: كيف بدأت نظم الشعر؟ ما هي أول قطعة لي؟ وما هي أعز قصيدة علي؟. «نظمت الشعر وأنا طفل لم أتجاوز السابعة أو الثامنة ولكنه كان شعراً سخيفاً حقاً إلا أنه مضبوط الوزن، وبعد العشر من العمر صرت أنظم الأشعار وأعرضها على الشيخ يوسف بن عيسى فيضحك على ما فيها من لحن وألفاظ فجة ولكنه كان يشجعني. وأول قصيدة موزونة نظمتها في الرابعة عشرة بعثت بها إلى الحاج عبدالله المحمد الفوزان في بومباي الهند (مد الله في عمره) جعلتها وسيلة ليتوسط لي بالسفر إلى بيروت للدراسة التي حالت ظروف الحرب الأولى دونها...» ص127-128. والمعلوم أن عبدالله الفوزان (1278-1379هـ،1861-1960م) شيخ تجار الهند من العرب وهو معتمد الملك عبدالعزيز ووكيله هناك قبل أن تسمى المملكة العربية السعودية وقبل دخول الملك عبدالعزيز الحجاز والمعلوم أن كثيراً من أبناء نجد يعملون لديه أذكر منهم على سبيل المثال أول وزير للمالية عبدالله السليمان الحمدان، وأول وزير للبترول عبدالله بن حمود الطريقي، وأول صحفي نجدي يصدر جريدة الرياض ببغداد عام 1910م وهو سليمان الصالح الدخيل.. وغيرهم. ولعل الفرج عمل لديه. ولكون المقابلة كانت معه مباشرة نشرت في مجلة البعثة فبراير 1954م قبيل وفاته فيجدر بي أن أختار ما يتعلق بآثاره المطبوعة والمخطوطة.. فكان جوابه: •«ج (أحسن القصص) وهي منظومة شعرية سباعية في سيرة جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود لها تفسير يؤلف تاريخاً مختصراً لحياته قال عنه جلالته إنه أصح ما كتب عنه وهو أعلم بأحواله. والسبب أنه لم يكتب عن تاريخ نجد أحد أبنائها من قبل. طبع بمصر سنة 1349هـ. •(علاج الأمية في تبسيط الحروف العربية) فيه نظريات واقتراحات في هذا الموضوع طبع بدمشق. •والمخطوط كتاب (الخبر والعيان في تاريخ نجد وجيرانها) وهو تاريخ مفصل اعتمدت في تأليفه على سماع الخبر وعلى العيان والمشاهدة عن كثب وهو يحتوي على تاريخ نجد مطولاً وعلى خلاصة تاريخ البلاد المجاورة لنجد كعمان وقطر والبحرين والكويت والزبير.. وعسير وهو ثلاثة أقسام 1ـ السياسي. 2ـ الجغرافي ويبحث عن البلاد والمواضع المشهورة والمياه. 3ـ القبائل والحمايل (العائلات) والرجال. بدأت في تأليفه يعد أحسن القصص مباشرة سنة 1349هـ وحررته عدة مرات وهو جاهز للطبع ولم يؤجل طبعه إلا الحرص على تأكد الصحة وذلك لا يتأتى إلا بسياحة طويلة في بلدان نجد وقراها وتصحيح ما في التاريخ من أخطاء أو أوهام حتى يكون أقرب إلى الصحة، أما الكمال فهو لله. •كتاب (رجال الخليج) فيه كثير من التراجم لرجال الخليج الذين لهم أعمال بارزة كأحمد بن رزق وشخصيات من آل خليفة ورحمة بن جابر وابن ثاني ومبارك الصباح.. ومن الشعراء ابن لعبون وعبدالله الفرج. ثم ديوان شعر لا يزال غير مرتب وفيه الغث والسمين وقد تحول دون طبعه لظروف لأن أكثره من الشعر السياسي وقد يسوء بعض الناس نشره.. كما أن فيه بابا مهما هو المداعبات الإخوانية المشهورة. وفيها شيء من الهمز واللمز قد يجرح عواطف بعض الإخوان الذين داعبناهم، وحذف هذين النوعين يجعله جسماً بلا روح. لهذا لا بد من الانتظار..» ص128-129. لعلي اكتفي بما اخترته من تلك المقابلة المهمة فلعلها تفيد الباحث للاستزادة (فيكفي من القلادة ما أحاط بالعنق). أكرر شكري لأستاذنا العوامي على جهوده المذكورة والمشكورة في تحقيقه وتدقيقه وتمحيصه ونشر ما يبرز نشاط ودور روادنا الأوائل. وأكرر الشكر للمجلة العربية ورئيس تحريرها الأستاذ محمد السيف وما تقدمه للقراء فليتها تواصل العمل على نشر بواكير المطبوعات الثقافية العربية السعودية التي لم يعاد نشرها ولعلني أذكر مثالاً واحداً وهو (توحيد المملكة العربية السعودية) لمحمد المانع والذي ترجمه الدكتور عبدالله العثيمين عام 1401هـ.