منيرة الغدير : نحو رسم المسار العالمي للنصوص العربية..
كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات يستضيف هدى بركات ومارلين بوث.

استضاف كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، لقاءً افتراضيًّا جمع بين الروائية هدى بركات والمترجمة المعروفة البروفيسور مارلين بوث ، تحت عنوان: «الكتابة والترجمة: هدى بركات ومارلين بوث وعالمية الرواية العربية». وقد لقت هذه الفعالية إقبالًا ملحوظًا إذ حضرها أكثر من ٨٠ من المهتمين بموضوعات ترجمة الثقافات. افتتح رئيس الكرسي، د. منيرة الغدير، الجلسةَ مؤكدة أن النقاش يلامس جوهر رسالة الكرسي في ترجمة الثقافات ونقلها إلى جمهور عالمي. وأشارت إلى أن الأجناس الأدبية والمؤلفين والناشرين يُسهمون في رسم المسار العالمي للنصوص العربية. إلا أن فئة «الأدب العالمي» غالبًا ما تُركز على التموضع الاستراتيجي في السوق والدعاية التي تُخلق من خلال الترجمة. بينما شددت مديرة الحوار جود الذكير على أن الترجمة ليست مجرد نقل لغوي، بل تمتلك القدرة على إعادة تشكيل معنى «الأدب العالمي». استهلت الروائية هدى بركات حديثها بالتأمل في تحديات الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، مثنيةً على قدرة المترجمة مارلين بوث على التقاط دقائق اللغة العربية وروحها المتفرّدة. وأوضحت أن ترجمة أعمالها إلى لغات جديدة تمثل دائمًا فرصة للقاء عوالم وثقافات مختلفة، مؤكدة رغبتها في أن تُقاس رواياتها بمقاييس عالمية لا أن تُحصر في حدود الجمهور الإقليمي. وأشارت بركات إلى أن بعض الترجمات السابقة لإحدى رواياتها لم تُنصف النص العربي وأخلّت بمعانيه، بينما النجاح الحقيقي في الترجمة، في رأيها، يكمن في لقاء روح المترجم مع روح اللغة الأصلية. من جانبها، اتفقت مارلين بوث على أن لكل من الكاتب والمترجم مجالًا خاصًّا من الإبداع، لكن عليهما أن يلتقيا في منتصف الطريق ليصلا إلى صوت الرواية. وتحدثت عن العملية الحميمية للترجمة بما تتطلبه من تفاعل متواصل بين المترجمين والكتّاب والناشرين والمحررين، مبرزةً قرارها الإبقاء على العديد من الكلمات العربية في ترجماتها حفاظًا على إيقاع النص وعمقه. ولفتت إلى المسؤولية الضخمة والإشكالية التي تتحملها الترجمة إلى الإنجليزية؛ إذ تصبح في كثير من الأحيان المنطلق لترجمات أخرى بدلًا من النص العربي الأصلي. وفي ختام اللقاء، شددت كل من هدى بركات ومارلين بوث على ضرورة العمل من أجل استعادة الاعتبار للأدب العربي، وتمكينه من أن يكون حاضرًا بجدارة في فضاء الأدب العالمي.