نظرات في كتاب.. تاريخ الطاقة والحضارة. لمؤلفه التشيكي فاكلاف سميل

يُعد كتاب “تاريخ الطاقة والحضارة” وهو من تأليف العالم والمحلل والمفكر والسياسي الكندي التشيكي فاكلاف سميل وترجمة الدكتور محمد زياد كبة (أستاذ بكلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) إسهام كبير في استعراض تاريخ الطاقة بصورها المتعددة وأشكالها المختلفة وأثرها في الحضارة الإنسانية منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا. في هذا الكتاب يستعرض المؤلف مراحل انتقال الإنسان القديم من الحياة الرعوية إلى الحياة الزراعية، لاسيما زراعة الحبوب والبقوليات والمحاصيل التي أسهمت فيما بعد في انتقاله إلى حياة أكثر دعة وأمنًا واستقرارًا. ويتتبع هذا الكتاب المسار التاريخي الذي سلكته الحضارات المختلفة في تاريخها الطويل والدور الحيوي الذي لعبته الطاقة أثناء تطورها عبر القرون المتعاقبة فيعزو ذلك التطور إلى سعي الإنسان الحثيث نحو البحث عن مصادر الطاقة التي تعينه على الحياة والسيطرة على سلاسلها على اختلاف أنواعها ومواردها، ويذكر المرلف أن الطاقة هي السبب المباشر في التقدم الإنساني والتطور الحضاري لكونها ذات ارتباط متين وصلة وثيقة بشؤون بني البشر كافة وبمناحي الحياة قاطبة. كما يشرح المؤلف أيضًا دور الطاقة في تطوير الزراعة واستصلاح الأراضي في مناطق مختلفة من العالم، ودورها في نمو وتطور الصناعة في أوروبا وأمريكا ومعظم بقاع العالم. كما يروي المؤلف كذلك قصة الطاقة بدءًا من تسخير قوة الحيوانات العضلية وانتهاء بالطاقة الكهربائية والمتجددة والنووية. ومن هذه المنطلقات لتحولات الطاقة أضحت صناعة الطاقة الشغل الشاغل للعالم بأسره لدورها وأثرها في الحضارة الإنسانية. ، بيد إن التحولات السريعة والتطورات الكثيفة والتقنيات المستجدة في عالم الطاقة دفعت بالمؤلف لأن يعيد تأليف الكتاب عام 2017 مرة أخرى بحلة جديدة وبعنوان جديد مع إضافات موسعة وشاملة شملت العديد من النصوص التي بلغت 60% وكذلك الصور التي بلغت حوالي 40% من الأصل. والكتاب بلا شك يتيج مجالا واسعًا لمن يبحث في شؤون الطاقة ومجالاتها ومصادرها وتطبيقاتها وسبل تطويرها واستغلالها والاستفادة منها، لذا يعتبر هذا الكتاب مرجعًا معرفيا غنيًا ومصدرًا معلوماتيا ثريًا للدارسين والباحثين والمثقفين والمطلعين ولكل ذوي الاهتمام بشؤون الطاقة ومصادرها وتحولاتها وتطبيقاتها. في كتابه ذهب المؤلف بعيدًا لشرح كيف كانت الابتكارات في قدرة البشر على تحويل الطاقة إلى حرارة وضوء وحركة قوة دافعة وراء تقدمنا الصناعي والاقتصادي على مدى أزمنة القرون السالفة. والطاقة هي بمثابة العملة العالمية الوحيدة الضرورية لإنجاز أيِّ شيء. ويتراوح تحويل الطاقة على الأرض من قوى تشكيل الأرض من الصفائح التكتونية إلى الآثار التراكمية للتآكل لقطرات المطر. تعتمد الحياة على الأرض على التحويل الضوئي للطاقة الشمسية إلى كتلة حيوية نباتية. لقد أصبح البشر يعتمدون على العديد من تدفقات الطاقة – بدءًا من الوقود الأحفوري إلى توليد الكهرباء الكهرضوئية – لوجودهم المتحضر. في هذا التاريخ الضخم، يقدم فاتسلاف سميل وصفًا شاملاً لكيفية تشكيل الطاقة للمجتمع، من مجتمعات البحث عن الطعام قبل الزراعة إلى الحضارة التي يحركها الوقود الأحفوري اليوم. والإنسان هو المخلوق الوحيد الذي خصه ربه تبارك وتعالى من بين جميع المخلوقات من أن يتمكن بشكل منهجي من تسخير ملكاته الذهنية وقواه العقلية وطاقاته الجسدية خارج جسده وباستخدام قوة عقله ومجموعة متنوعة من أبسط الأدوات إلى محركات الاحتراق الداخلي والمفاعلات النووية. ولقد أثر الانتقال التاريخي إلى الوقود الأحفوري على كل شيء كالزراعة والصناعة والنقل والأسلحة والاتصالات والاقتصاد والتحضر ونوعية الحياة والمعيشة والبيئة. شرع المؤلف في فصول كتابه السبعة في تعريف ماهية الطاقة كضرورة من ضرويات الحياة ليس بالنسبة للإنسان فحسب بل ولكافة الكائنات الحيَّـة، ولقد تحدث المؤلف عن الطاقة مستعرضًا أحداثها في التاريخ القديم والعصور المنصرمة، ثم أتى على ذكر وجه من وجوه الطاقة في شكل الزراعة والمحاصيل الزراعية حيث تم استخدام أساليب الطاقة البدائية في الاستزراع وجني المحاصل واستخدام طاقة الحيوان العضلية لجلب المياه من الآبار وللحرث والجر والرَّيْ وتدوير طواحين فصل الحبوب عن الشعير. لذا فإن هذا الكتاب يعد إسهامًا كبيرًا في استعراض تاريخ الطاقة بأشكالها وصورها كافة وأثرها في التأثير على الحضارة الإنسانية منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا. وفي عرض هذا الكتاب يحكي المؤلف قصة انتقال الإنسان القديم من الحياة الرعوية إلى الحياة الزراعية، لاسيما زراعة الحبوب والبقوليات التي أسهمت فيما بعد في انتقاله إلى حياة الدعة والأمن والاستقرار. ويتتبع المؤلف المسار التاريخي الذي سلكته الحضارات في تاريخها الطويل والدور الحيوي الذي لعبته الطاقة خلال تطورها وتحولها عبر القرون فيعزو ذلك التطور إلى عمل الإنسان الدؤوب وسعيه الحثيث نحو السيطرة على مخازن الطاقة وسلاسلها على اختلاف أنواعها، ويقول عرضه ومناقشته أن الطاقة هي السبب المباشر في التقدم الاجتماعي والتطور الحضاري لارتباطها الوثيق وعلاقتها المتينة بشؤون بني البشر كافة. ويشرح المؤلف أيضًا دور الطاقة في تطوير الزراعة واستصلاح الأراضي في مناطق مختلفة من العالم، ودورها في تطور الصناعة في أوروبا وأمريكا. ويروي المؤلف قصة الطاقة بدءًا من تسخير قوة الحيوانات العضلية وانتهاء بالطاقة النووية. إنه لكتاب ثري بالمعلومات لا غنى عنه لكل المثقفين التوّاقين إلى المعرفة في زمن أصبحت فيه الطاقة هي الشغل الشاغل للعالم بأسره. لذا يمكن استخلاص الفوائد التالية من هذا المُؤَلَّف: • فهم تطورات استخدامات الطاقة: يقدم الكتاب نظرة فاحصة وشاملة على تاريخ استخدام الطاقة منذ العصور القديمة وحتى وقتنا الحاضر بحيث يستوعب القارئ كيف تغيرت وسائل استخدام الطاقة وأساليبها على مر الزمن وكيف تأثرت الحضارات بذلك، ولعل هذا مما يعزز فهمنا للتقنيات المتتالية السابقة منها والمستجدة ويساعد في توجيه الابتكارات المستقبلية في مجالات الطاقة المتعددة. • التأثيرات البيئية والاقتصادية: يسلط الكتاب الضوء على التأثيرات البيئية والاقتصادية لاستخدام مختلف مصادر الطاقة على مر العصور مما يمكن القارئ ويساعده في فهم واستيعاب تأثيرات استخدامات الطاقة على التغيرات المناخية والاقتصادية ويعزز الوعي بأهمية الطاقة المستدامة والنظيفة التي نرنو لها ونتطلع إليها في وقتنا الحاضر. • الابتكار التقني: من خلال دراسة تاريخ الطاقة، يمكن للقارئ والمهتم أن يلتقط الأفكار والابتكارات التقنية التي ظهرت في عصور مضت بحيث يمكن استغلال هذه الأفكار كمصدر إلهام للتطورات التقنية المستقبلية في مجالات استخدامات الطاقة. • الدروس الاجتماعية والمعاني الثقافية: الكتاب يبين ويفسر العلاقة بين الطاقة والحضارة والارتباط بينهما من منظور اجتماعي وعلمي وتقني وثقافي مما يعزز الفهم ويقرِّب الإدراك لكيفية تأثير الطاقة على الهياكل الاجتماعية والبنى الثقافية للحضارات وتطور المجتمعات على مر الزمن. • البحث والدراسات المستقبلية: الكتاب يمكن أن يكون مصدرًا قيمًا للباحثين والدارسين المهتمين بمجالات الطاقة وتاريخ تطورها عبر التاريخ كما يمكن استخدام المعلومات والمراجع التي يحتويها هذا الكتاب كنقطة انطلاق لإجراء المزيد من البحوث والدراسات المستقبلية في هذا المجال. ومن الجدير بالذكر أن نلاحظ أن الفوائد العلمية والمعرفية للكتاب قد تختلف من شخص لآخر، حيث يعتمد ذلك على اهتمامات القارئ والباحث والمطلع ومجال دراسته أو بحثه أو اهتمامه. وهذا الكتاب يعتبر مرجعًا ثريًا وبيئة خصبة ومجالا واسعًا لشريحة عريضة من المثقفين والمطلعين والمؤلفين الباحثين عن التزود بالمعرفة عن الطاقة منذ نشأتها وتطورها مع التاريخ ومواكبة مراحلها مع حياة الإنسان البدائية حيث الاعتماد على الحيوان في التنقل والجر وحمل الأثقال واستخراج المياه وحتى عصرنا الحاضر وما طرأ واستجد في عالم الطاقة من تغيرات وتطورات مذهلة جعلت حياة الإنسان أكثر رخاءً وراحة وأمنا وسهولة. وفي مضمار حداثة هذا الكتاب باللغة التي استهدفها (اللغة العربية) فهو يذهب عميقًا وبشكل موسع لشرح كيف كانت ححالابتكارات في قدرة البشر على تحويل الطاقة إلى حرارة وضوء وحركة قوة دافعة وراء تقدمنا العلمي والثقافي والاقتصادي والتقني. لذا يمكن أن يكون كتاب “تاريخ الطاقة والحضارة” مفيدًا لمجموعة واسعة من القراء والمهتمين بموضوعات التاريخ والطاقة والحضارة. لذا يمكن ذكر الفئات المستفيدة من هذا الكتاب ومنها فئة الطلاب والباحثين الذين يدرسون التاريخ والعلوم الاجتماعية حيث يقدم الكتاب معلومات وافية وشاملة حول تأثير الطاقة على تطور الحضارات على مر العصور، كذلك الفئة من المثقفين الباحثين عن كيفية تطور الحضارات البشرية على مر الزمن وكيف يرتبط ذلك التطور بتوفر واستخدام مصادر الطاقة، فسيكون الكتاب مثيرًا للاهتمام بالنسبة لتلك الفئة حيث يمكنهم الاستفادة من المعلومات التاريخية الموجودة في تضاعيف الكتاب والتعرف على دور الطاقة في تشكيل الحضارات وامتدادها وتوسعها. كذلك يمكن لتلك الفئة المهتمة بالتحول إلى مصادر طاقة نظيفة وأكثر استدامة أن يجدوا في ثنايا هذا الكتاب فهمًا عميقًا وإحاطة واسعة لكيفية استخدام الحضارات التاريخية للطاقة وتأثير ذلك على بيئاتهم وتنمياتهم. وبالنسبة للباحثين في مجال السياسة والاقتصاد فيمكن أن يتيح الكتاب لهم نظرة شاملة حول تأثير الطاقة على النظم السياسية والاقتصادية على مر العصور وتبادلها في شبكات الربط الكهربائي بين الدول المتجاورة، كما يسلط الضوء على كيفية تطور استخدام مصادر الطاقة وكيف تؤثر هذه التطورات على هياكل الحكم والاقتصاد والتجارة المتبادلة بين الشعوب والأمم. كما أنه بالنسبة للقادة وصناع القرار في مجالات مثل الطاقة والسياسة والاقتصاد يمكنهم الاستفادة من فهم أعمق لتأثير الطاقة على الحضارات والمجتمعات، كما يوفر الكتاب رؤية تاريخية وثاقبة تساعدهم على اتخاذ قرارات مستدامة ومستقبلية. إن ترجمة مثل هذا الكتاب للغة العربية يُـعـدُّ فهمًا للحضارات وتسهيلاً للتواصل والتبادل المعرفي كما ويضيف - بلا شك - أبعادًا شتى للثقافة العربية تتجلى في الكلمات والمصطلحات والمفاهيم العلمية التي يتم تعريبها والنصوص التي يتم ترجمتها وكل هذه الجوانب يكون لها بلا شك انعكاس على ثراء اللغة العربية وتوسعها وانتشارها وتبوئها المكانة السامية اللائقة بها. ومن حيث مواءمة هذا الكتاب للثقافة المنقول إليها فبلا شك أن هذا النقل سيكون بمثابة وسيلة لنشر الفهم والمعرفة للغة العربية حول موضوع الحضارة والطاقة، كما أن ترجمة مثل هذه الكتب يتيح جسرًا لإيصال المعلومات للأشخاص الذين لا يجيدون اللغة الأصلية للكتاب الأمر الذي يساعد في تعزيز الوعي ودعم المعرفة بأهمية الطاقة وتأثيرها على التطور المجتمعي والرقي الحضاري. كما أن الترجمة تسهم في تعزيز الحوار والتفاهم والتواصل بين الثقافات المختلفة. كذلك يمثل هذا الكتاب أداة قيِّمة في مجال البحث والتعليم بحيث يمكن للباحثين من المهتمين والمتخصصين وطلاب الدراسات العليا في مختلف التخصصات الاستفادة من هذا المصدر الثري لفهم تطور الحضارات وأهمية الطاقة في العمليات الحضارية والتقدم التقني، هذا بالإضافة إلى مواءمة الكتاب للثقافة المنقول إليها من جانب الوعي البيئي إذ سيساهم في زيادة الوعي البيئي والمحافظة على البيئة واستدامتها حيث يتناول الكتاب تأثير الطاقة على البيئة والتحديات التي تواجهها الحضارات في استخدام الموارد الطبيعية ومن خلال ترجمته ونقله للغة العربية سيتأتّى نشر هذا الوعي بشكل أوسع وتشجيع اتخاذ إجراءات ذات فعالية وجدوى سللحفاظ على البيئة واستدامة الموارد الطبيعية ومقدراتها التراثية والجمالية. إن الترجمة الجيدة للكتب - وبخاصة العلمية منها أو شبه العلمية - تلعب دورًا مهمًا ومحوريًا في تعزيز الفهم وتدعيم التواصل بين الثقافات المختلفة. عند ترجمة كتاب إلى لغة أخرى، يجب أن يكون المترجم حاذقًا واعيًا متمرسًا قادرًا على الاحتفاظ بروح النص الأصلي ونقل المفاهيم والأفكار بأمانة علمية وبدقة وفهم ووضوح لا لبس فيه ولا غموض. وفيما يتعلق بكتاب “تاريخ الطاقة والحضارة”، تبرز التحديات في ترجمته في تعقيد المفاهيم العلمية المتناولة والمصطلحات الفنية المستخدمة في المجال ذاته. وبما أن المترجم الذي تصدى لترجمة هذا الكتاب ذو خلفية قوية ومراس عميق في مجال الترجمة فقد أبدى جهدًا بارزًا ظهر جليا في الحرفية المتناهية للغتين: اللغة الأصلية للكتاب (الإنجليزية) واللغة المترجم إليها (العربية). ومن الجدير بالذكر أن كتاب “تاريخ الطاقة والحضارة” صدر في عام 1994 ثم أعيد إصدره بإضافات موسعة وثرية وحديثة مواكبة أهم التطورات العلمية المستحدثة والتقنيات الفنية المستجدة، ولذا استفادت اللغة العربية فائدة عظمى من تعريب وترجمة الكثير من المصطلحات العلمية والمفاهيم التقنية التي لم تشملها من قبل. في الغالب تُعد ترجمة الكتب عملية صعبة وشاقة ومهمة مرهقة ومعقدة، حيث تكون التحديات في ترجمته تعتمد على مدى تعقيد المفاهيم المتناولة والمصطلحات الفنية المستخدمة في مجاله وطبيعة طرحه، ولذا لا يقوم بها ويتصدى لها إلا شغوف بها وبارع فيها ومجيد لها. والترجمة الجيدة للكتب تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التفاهم والتواصل والحوار بين الثقافات المختلفة. وعند ترجمة كتاب ما إلى لغة أخرى، يجب أن يكون المترجم قادرًا على الاحتفاظ بروح النص الأصلي متمسكا بحيثياته ونقلها بكل أمانة وشفافية ودقة ووضوح مما يعكس رضا القراء العرب وقدرتهم على فهم المفاهيم المطروحة بوضوح ودقة. كما يمكن الإشارة إلى الإضافات التي تم إجراؤها على الكتاب منذ صدور الطبعة الأولى عام 1994 وحتى صدور الطبعة الثانية الأحدث عام 2017، إذ يُعد هذا الكتاب معجمًا شاملاً لتاريخ الطاقة وتأثيرها على التطور الحضاري على مر العصور، وقد تضمنت النسخة المحدثة منه مجموعة من التطورات الجديدة والأبحاث الحديثة في مجال الطاقة وتأثيرها على الحضارة، حيث تطورت مجالات الطاقة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وتم تطوير واستخدام تقنيات جديدة واستغلال مصادر طاقة متجددة بشكل متزايد. ولقد تم تضمين بعض هذه التطورات في الإصدار المحدث من الكتاب، نذكر منها ما يلي: الطاقة المتجددة: تزايد اهتمام العالم بالطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الهيدروكينية، وقد تم تضمين إضافات حول تقدم التقنية في هذه المجالات وتأثيرها على الحضارة. الطاقة النووية: تم تحديث الكتاب بحيث شمل التطورات الحديثة في مجال الطاقة النووية وتقنية المفاعلات النووية. الشبكات الذكية والطاقات الذكية: تم إضافة تطورات التقنية لتمكين الشبكات الذكية ونظم إدارة الطاقة الذكية ومعلومات حول هذه التقنيات المستجدة وتأثيرها على الحضارة واستدامة الطاقة. تقنيةلتخزين الطاقة: تم إضافة وتضمين تقنيات جديدة مبتكرة لتخزين الطاقة، مثل تخزين البطاريات وتقنية تخزين الهيدروجين وبيان تأثيرها على استدامة الطاقة. الاستدامة البيئية: شمل الكتاب موضوعات عن التحديات البيئية المتعلقة باستخدام الطاقة وتأثيرها على المناخ والبيئة والجهود العالمية المبذولة لتحقيق الاستدامة البيئية في قطاع الطاقة. كما يحتوي هذا الكتاب المترجم على ما يربو على 400 مرجعًا من كتب وأبحاث ودراسات وتقارير مرتبة ترتيًا أبجديًا، كذلك يشمل أكثر من 450 مصطلحًا مُعرَّبًا مرتبة ترتيبًا أبجديا، كما حفل الكتاب بكم زاخر من المصطلحات الفنية والمفاهيم العلمية. وهنا لا بد من الإشارة والتنويه إلى أن اللغة العربية معروفة بكثرة اشتقاقات كلماتها وتعدد مفرداتها التي تؤدي لمعنى واحد، لذا فقد يختلف تعريب بعض تلك المصطلحات والمفاهيم من بلد عربي لبلد عربي آخر. وضوح الأفكار في ترجمة كتاب “تاريخ الطاقة والحضارة” يشير إلى مراس المترجم وقدرتة على نقل المفاهيم والأفكار الواردة في الكتاب بأسلوب مرن وسلس وإيصالها بشكل واضح وسليم، لذا راعى المترجم أن تكون الترجمة دقيقة ومفهومة لكافة القراء الذين يقرؤون الكتاب بلغة مختلفة عن لغة الأصل، كذلك تتضح دقة التعبير وجودته وترابط الأفكاروانتظامها في مجمل فصول الكتاب مما يعني القدرة على الاحتفاظ بتسلسل وترابط الأفكار والمعلومات في ترجمة النص الأصلي. كما يتضح في الترجمة تدفق الأفكار والعلاقات المنطقية بينها بدقة مما يعتبر عوامل حساسة في نقل المعنى والمفهوم الأصلي للكتاب إلى اللغة المستهدفة وضمان استيعاب القراء للمعلومات المقدمة بشكل صحيح وهذا بالطبع يتيح للقارئ العربي متابعة وفهم التطورات والمفاهيم المتقدمة الواردة في الكتاب المترجم. وفي سياق الحديث عن أعمال الترجمة بين اللغات نود التأكيد أنه لا يحبذ استخدام الترجمة الحرفية بشكل حصري، وقد يكون ذلك عملاً ممجوجًا وغير مقبول أو مجدٍ أو فعّال. وفي حقيقة الأمر لا ينبري ولا يتصدى عادة للترجمة - وبخاصة الكتب - إلا من هو ضليع في اللغتين معٌا متمكن منهما محيط بمتطلباتهما السياقية والإنشائية والبلاغية والصياغية واللغوية والنحوية، سيما وأن اللغة العربية تنفرد عن غيرها من اللغات الأخرى بسياقات نحوية عميقة وبدلالات لغوية واسعة على المترجم إليها أن يكون متخصصًا فيها حاذقًا بها ممارسًا لها، ذلك لأن الترجمة الحرفية تركز على النقل الحرفي للكلمات والعبارات دون مراعاة للسياق والنسق والثقافة والتعابير اللغوية والمعايير الجمالية الخاصة بكل لغة على حده. إذن، على المترجم أن يسعى إلى نقل المعنى الشامل والمفهوم بدلاً من النقل الحرفي للكلمات والجُمَل. مما سبق نجد أن المترجم لهذا الكتاب الذي لدينا طبق مهارته في الترجمة وضلوعه فيها إذ يبدو من خلال سيرته الذاتية أنه نال عددًا من الجوائز في مجال الترجمة، كما أنه يعمل أستاذا في كلية اللغات والترجمة بإحدى الجامعات. لذا كانت الترجمة ذات مستوى مرموق من حيث النقل الأمين والسبك الجيد والصياغة القويمة. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. * جامعة الملك سعود