
على الرغم من كثرة المقاهي التاريخية التي حفرت بصماتها في الذاكرة الثقافية لمدينة القاهرة؛ إلاَّ أنّ مقهى (ريش) يظل عمدةَ المقاهي، وحامل البوصلة الثقافية، والترمومتر الفكري لأجيال عديدة ... حتى إنّ بعض الصحفيين يتوجهون إليه من أجل الْتقاط بعض الأخبار التي لم تنشرها الصحف! وبعضهم يذهب لمقابلة أحد الأدباء من أجل الفوز بحوار معه! قبل أن تصل إلى موقع مقهى (ريش) تشتمّ عبق التاريخ، وعلى أبوابه المشرعة تشعر برهبةٍ كبيرة، كأنك تولف إلى أحد المتاحف القديمة، وتشعر –أيضاً- أنك رجعت إلى الوراء مائة عام أوْ يزيد، وانفصلتَ عن صخب العالَم وضجيجه! بلْ يراودك إحساس بأنك ستقابل أمل دنقل، أوْ يوسف إدريس، أوْ نجيب محفوظ، أوْ غيرهم من أدباء الزمن الجميل!! ينقسم المقهى من الداخل إلى قسميْن: الأول يواجهك عند دخولك وهو قسمٌ أشبه بالمستطيل يضم طاولاتٍ على نمط مقاهي باريس غُطّيت بملاياتٍ حمر مزركشة أغلب روّادها من الأجانب، حولها كراسي خشبيّة عتيقة نُقش على مسندها اسم المقهى، ولا يكاد تخلو طاولة منها من كتابٍ أدبيّ ومشروباتٍ متنوّعة، يتوسّط المكان الطاولة التي يجلس عليها صاحب المقهى، ثم تنتقل إلى قسمٍ داخليّ هو عبارة عن طاولةٍ طويلة غطيت بملايةٍ حمراء مشابهة عليها اسم وشعار إحدى الشركات المتخصصة في المشروبات، ويحيط بالطاولة ذات الكراسي الخشبيّة العتيقة، والمكان مصمّم بحيث يبدو كصالون ثقافي، تعلوه صورةٌ كبيرة لنجيب محفوظ في إشارةٍ إلى المكان الذي كان يعقد فيه ندوته الأسبوعيّة منتصف الستينات. وممّا يشدّ انتباهك بقوة عند دخولك المقهى، تلك الصوَر النادرة التي عُلّقت على امتداد جدرانه كوفاء لعددٍ من روّاده من الفنانين والكتّاب والأدباء، أمثال: طه حسين، يحي حقي، يوسف إدريس، محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، روز اليوسف، نجيب الريحاني، مأمون الشناوي، نجيب سرور، أحمد فؤاد نجم، أنور وجدي، نجيب محفوظ وغيرهم ممّن شكّل المقهى جزءاً من تاريخهم ... ومن هنا نُدرك أنّ (ريش) ليس مجرد مقهى، لكنه جزء من تاريخ القاهرة، وسيَر مثقفين وفنانين ومبدعين، وشاهد أصيل على تطورها الثقافي والفكري! تناوب البائعين والمشترين لم يتمتّع مقهى “ريش” بوجود مستقر منذ إنشائه عام 1908م، فقد مرّ بتغيّرات كثيرة في إداراته، وانتقلت ملكيّته بين أشخاص عديدة، بدءاً بالمجَري “برنارد ستينبرغ” من 1908– 1913م، ثمّ الفرنسي “هنري بيير ريسينيه” من 1914 – 1916م، ثمّ اليوناني “مشيل بوليتيس” من 1916 - 1932، ثمّ يوناني آخَر هو “واسيلي مانولاكيس” من 1932 - 1942، ثمّ الإنجليزي “جورج واسيلي” من 1942 – 1960م، وأخيراً المالك المصري “عبد الملاك ميخائيل”، وهو أول مصري يدير المقهى، ولاتزال عائلته تديره حتى الآن، وقد تغيّر المقهى بتغيُّر مُلاّكه، وكان الوضع العام مهدّداً في كل هذه المراحل بافتقار استقراره وهويته أوْ شكله الخاص، فقد مرّ بتعديلات عديدة؛ من مقهى، إلى مقهى وبار، ثمّ إلى مقهى و”تياترو”، ثمّ إلى مقهى ومطعم، ثمّ مطعم وبار، واستقرّ في النهاية على مقهى ومطعم، وظلّ البار مجرد مشهد أثري مثل البيانو والصوَر التي تدلّ على ما كان عليه المكان في السابق. حكايـــة إغلاق المقهى لقد شهد “المقهى” تغيراً جذرياً في نوعية رواده بعد أن تمّ إغلاقه في الفترة التي امتدت من فبراير1990- مارس 2000م للترميم، إضافة إلى حل بعض المشكلات الخاصة بالترخيص، ومع خشية أصحاب المكان من حدوث أزمات قد تؤدي إلى إلغاء رخصته أو تساعد الراغبين في الحصول عليه؛ أصبحوا ينتخبون من يدخل إليهم، ممّا صنع فجوة بين الرواد والمكان التاريخي. بعد 10 سنوات تقريباً، أُعيد افتتاح المقهى، بعد إلغاء المساحة الخارجية، وترميم الجزء السفلي، وتحوّله إلى مقهى ومطعم، وأصبح مقتصراً على الرواد القدامى، يعقدون فيه أسبوعياً حلقات دراسية وندوات مصغّرة، تلك السنوات العشر كانت فارقة في لحظات التحول الجديد، ظهرت خلالها أجيال أخرى من الكُتّاب وظهر صنّاع سينما وموسيقى جدد، وكان لابدّ لهم من البحث عن أماكن بديلة، ممّا جعل سلسلة التواصل التاريخي بين رواد مقهى ريش تنقطع. لكن هل وجدت أصلا هذه السلسلة؟ وكيف كانت ملامحها؟ وما الذي أضافه المقهى لها؟ لقد قسّم الأدباءُ المراحلَ التي مرَّ بها المقهى إلى ثلاث مراحل متزامنة: سياسية ثمّ فنية ثمّ ثقافية، لكن بعض الأحداث الكبرى التي كان المقهى شاهداً عليها طغت على الجوانب الأخرى له، ويمكن من خلالها جميعا قراءة تاريخ مصر السياسي والفنّي والثقافي. التاريخ السياسي لمقهى ريش عندما تعرضت القاهرةُ لزلزال 1992م؛ ظهرت شروخ في مبنى المقهى، ومن ثمّ تحتّم ترميمه، وأثناء عملية الترميم اكتُشفَ “قبــو” يؤدي إلى غرفة سريّة عُثر فيها على ماكينة طباعة يدوية قديمة يعود تاريخها إلى عام 1898م -لا تزال موجودة في المقهى حتى الآن- قيل: إنّ هذه الغرفة كانت المقر السري لبعض خلايا ثورة 1919م، وما يُرجّح هذا الرأي أنّ “القبو” الذي تمّ اكتشافه كان له باب سرّي دوار يصعب رؤيته؛ لأنه كان محملاً بأرفف لإخفائه، واكتشفوا خلفه سُلّماً يؤدي إلى ممر صغير يصل إلى بئر مصعد العمارة، وهو الباب الخاص بخروج الثوّار من باب العمارة الأساسي الموجود في شارع هدى شعراوي، دون ملاحظة أحد! ويبدو أنَّ بدروم المقهى قد تحول في تلك الفترة إلى ملاذ آمن للثوّار هرباً من جنود الاحتلال البريطاني. فاكتشاف القبو السري ولغز المطبعة عزّزا الكثير من التكهنّات حول طبيعة الدور الذي لعبه المقهى في خدمة ثورة 1919م، ومنها ما يقال عن كون أصحابه أنفسهم بدأوا في استخدام هذه المطبعة منذ الاحتلال الإنجليزي لمصر، وأنَّ منظمة “اليد السوداء” المسؤولة عن الجناح المسلّح لثورة 19 كانت أيضاً تلتقي فيه. وبعيداً عن التكهّنات، فقد انطلقتْ من مقهى ريش بالفعل أكبر حركات الجهاز السرّي لثورة 1919 بقيادة “عبد الرحمن فهمي”، وكانت وظيفة هذا الجهاز المحافظة على استمرار اشتعال فتيل الثورة، و”تحقيق رغبات الأمة”، ونفّذت شعبةُ الاغتيالات بالفعل محاولة اغتيال “يوسف باشا وهبة”، رئيس وزراء مصر وقتها أثناء مروره بشارع سليمان باشا (طلعت حرب حاليا)، ونفّذها “عريان يوسف” الذي كان ينتظره في حديقة “مقهى ريش”. وبعد عدة عقود على هذه الحادثة، دعا صاحب المقهى مجدي عبد الملاك -ابن مالك المقهى المصري- حفيديْ كل من رئيس الوزراء (يوسف وهبه باشا، وعريان يوسف) وجمعهما مع عدد من المثقفين من مرتادي المقهى، والتقطوا الصوَر التذكارية أمامه. وعلى الرغم من فشل محاولة الاغتيال؛ لكن بقيَت رمزيّتها، كما بقيَ مقهى ريش عالقاً في الأذهان وفي أوراق المحاكم كنافذة مُشرعة على رياح الثورة، كما بقيَت أعين الأجهزة الأمنية في الوقت نفسه مُسلّطة على المكان أيضاً لعقود بعدها، ورغم ذلك كان المقهى أيضاً أحد المقرات المهمة لاجتماع مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952م، ويقال: إنه كان مقراً لتجمّع لاجئين سياسيين عرب في العقد السادس من القرن العشرين وغيرهم من الوافدين للدراسة والزيارة، والكثير من صنّاع الأحداث في العالم العربي؟ فبعض الروايات تؤكد أنّ “بورقيبة” كان من بين المتردّدين على المقهى، وكذلك “ياسر عرفات”، والنُميري، وقحطان الشعبي -الذي أصبح أول رئيس لجمهورية اليمن الشعبية- وعبد الفتاح إسماعيل -الذي أصبح رابع رئيس لها عام 1978- وأيضاً قائد الثورة اليمنية عبدالله السلاّل، ومن المقهى انطلقت مسيرة الأدباء احتجاجاً على اغتيال الروائي الفلسطيني غسان كنفاني. هذا؛ وقد تزايد الدور السياسي للمقهى بعد نكسة 67، إذْ استطاع أن يلعب أدواراً مهمة وبأشكال عدة، وأن يكون القاعدة التي تنطلق منها الحركات الوطنية للمثقفين في مصر والعالم العربي، ليكون بعدها شاهداً على ميلاد جيل الستينيات الأدبي. وفي فترة السبعينيات، خرجت من المقهى أعنف المظاهرات ضد اتفاقيّـة “كامب ديفيد”! وفي الثمانينيات، تراجع دور المقهى كثيراً ليُعبّر عن حالة الركود التي أصابت كل شيء، وبعد فرض قانون الطوارئ عام 1981م تعرّض لمنافسة قوية من مقاهي عديدة أُسّست بطريقة حديثة في المنطقة، وشهد المقهى آنذاك تغيّراً جذرياً في هُوية رواده، ففي “الصباح الباكر” يلتقى فيه المحامون والقضاة لتبادل آخر أخبار القضايا، ثمّ يتوافد عليه السماسرة الذين اتخذوه مقراً لهم لقربه من مأمورية الشهر العقاري، وكذلك مندوبو شركات السفر والسياحة، وفي وقت “الظهيرة” يتوافد الموظفون العائدون من أعمالهم، وفى “المساء” كان نقطة التقاء الشباب. ومع اندلاع الشرارة الأولى لثورة 25 يناير 2011م، حاول المقهى استعادة بعض من ألَقه القديم، ففتح أبوابه للجميع محاكياً تاريخه السابق الذى كان فيه فضاءً للحرية، وقد عقد المثقفون اجتماعات مهمة فيه، ونظّموا وقفات احتجاجية وبيانات تمت كتابتها بالكامل داخل جدرانه. التاريــخ الفنّـي للمقهى قبل اليوناني “ميشيل بوليتس” اكتفى أصحاب “ريش” بدوره كمقهى فقط، لكن قصته مع الفن بدأت عندما قام “بوليتس” بشراء المقهى من صاحبه الفرنسي هنري ريسينييه عام 1916، فبوليتس كان مُحباً للآداب والفنون، بلْ وصاحب خبرة في إدارة النشاط الفنّي بحكم إدارته لمسرح الحمراء بالأزبكية، فقرّر إدخال توسّعات على المقهى ليُدخلَ الموسيقى، فصار يمتد من مكانه الحالي حتى ميدان سليمان باشا (طلعت حرب) بحديقة واسعة ضمّت “تياترو” وكُشكاً للموسيقى، ومن هنا بدأ النشاط الفنّي لمقهى ريش فعليا، وكانت هناك فرقة تعزف الموسيقى الكلاسيكية والعسكرية كل يوم، واستمرت حتى عام 1919، هذا الانجاز تحقّق بعد صراع طويل مع بيروقراطية الاحتلال الإنجليزي وقتها، إلى ان تمكّن “بوليتس” في نهاية المطاف من الحصول على الترخيص عام 1923 بإضافة التياترو إلى نشاط المقهى. ومنذ ذلك الحين، أصبح لـ”ريش” بُعد ثقافي وفنّي ملحوظ، فتحول من مقهى أرستقراطي غربي، إلى مكان حميم يتجمع فيه أبناء الطبقة الارستقراطية والفنّانون والمثقفون الأجانب، ليصبح ملتقى فنياً ذائع الصيت يحفل بالعروض المصرية والأجنبية، حيث كانت الفرق تعزف الأعمال الموسيقية الكلاسيكية الشهيرة، ثمّ تدفقت الفرق الشعبية وحقّقت نجاحاً كبيرا، وتناوب على مسرح مقهى “ريش” الفنانون المصريون ومشاهير الطرب، ومنهم: صالح عبد الحى، وعلي عبد الباري، ومحمد السبع، وأحمد إدريس، ثمّ منيرة المهديّة، كما مثّلت فيه “روزا اليوسف” مع المخرج عزيز عيد، وشهد بدايات ظهور “أم كلثوم” حينَ أحيَت حفلاً في المقهى عام 1923، وكان ثمن التذاكر 15 قرشا، بعدما سبقها أستاذها الشيخ أبو العلا محمد. وقد أُطلقت من “مقهى ريش” أول نقابة للموسيقيين -خلال فترة الأربعينات- وذلك بعد أن احتشد عدد كبير ممّن يعملون في مجال الموسيقى والغناء داخل المقهى من أجل ايجاد طريقة لحلّ مشكلاتهم المهنية المتفاقمة، وكان على رأس المجتمعين: أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، الذين اتفقوا على إنشاء أول نقابة للموسيقيين في مصر، وانتخبت أم كلثوم كأول نقيب لها. التاريخ الثقافــي للمقهى بعد بيع مسرح مقهى “ريش” وتغيّر أصحابه من بعد ميشيل بولتيس، تحول تدريجياً من مكان ينتج الفن ويعرضه كمشارك في الثقافة التي تؤمن بالتعددية والتجاور وتمازج الفنون، إلى مقهى يرتاده المثقفون والمهتمون بالشأن العام، فتراجع من ناحية وازدهر من ناحية أخرى ثقافية وسياسية ساعدت على استمرار سلسلة التواصل ثبات لحظته مع تلك اللحظة الماضية، كما أنه فتح أبوابه في الوقت نفسه للجماعات الثقافية والندوات والمجلات. لقد صار المقهى أبرز المقاهي التي شكّلت ذاكرة كثير من المبدعين والكُتّاب والمفكرين الذين تردّدوا عليه، ليناقشوا همومهم الفكرية والوطنية والإبداعية، فدارات مناقشات متنوعة بين مقاعده، ورُويت حكايات وهبها المقهى لهم، وكما حفر ذكرياتهم حفروا هُم بكتاباتهم ووجودهم تاريخ المقهى، فلم تعد تنفصل حكايته عن حكايات روّاده في كل مرحلة من مراحله. فالمقهى شاهد على بداية قامات أسّست لرؤى أدبية ساعدت على القفز بالثقافة المصرية والعربية إلى مساحات بعيدة، تجذّرت في الوعى الجمعي، فكان شاهداً على انطلاق أدباء وشعراء كبار من مختلف الأجيال؛ مثل: أمل دنقل، نجيب سرور، عبد الرحمن الأبنودي، يحيى الطاهر عبدالله، إبراهيم أصلان، وغيرهم، وكانت مجالس نجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم، ومن قبلهم يحيى حقي أحد الشواهد الأساسية على الدور الثقافي الكبير الذي لعبه المقهى، وعلى طاولاته أُلّفت القصص والروايات والمسرحيات، وخرجت منه المجلات الثقافية، وكُتبت عليه وعنه الأشعار منها: “التحالف” لأحمد فؤاد نجم، وقصيدته الساخرة التي يقول فيها: “يعيش المفكّر في قهوة ريش.. محفلط مزفلط كتير الكلام ..عديم الممارسة عدو الزحام”! وكذلك “بروتوكلات حكماء ريش” لنجيب سرور، التي صدّرها بقوله: “نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش/ قرَّرنا ما هو آت: البروتوكول الأول: لا تقرأ شيئا/ كن حمّال حطب/ واحمل طن كتب/ واشرب/ وانتظر الفرسان”. كما ازدحم المقهى بمشاهير الأدباء والشعراء العرب والأفارقة، مثل: محمد الفيتوري، وعبد الوهّاب البيّاتي، ومعين بسيسو، والطيّب صالح، وغيرهم. وعلى الرغم من تزاحم الأجيال على المقهى؛ لكن “جيل الستينيّات” على وجه الخصوص كان له حضوره الخاص، بلْ هم الذين صنعوا حضوره اللافت، هذا الجيل الذي أفرز أسماء جديدة في القصة والشّعر والموسيقى والسينما، خاصة بعد نكسة حزيران 67. لكن كل شيء اختلف الآن –كما يقول الدكتور/ نبيل عبد الفتاح- فهذا المقهى مكتنز بالتواريخ والشخصيات والأفكار، لكنه يبدو الآن غريباً وسط الأمكنة الأخرى، وجه الغرابة يميل في اكتنازه التاريخي والثقافي، وسط أصوات بلا نضال، وأماكن للبيع والشراء تضج بالصخب، أصوات تتبادل مع بعض الأصوات الرديئة بين الأجيال الجديدة الشابة، بها بعض المؤيدين وتيار كامل من عديمي المواهب، يوزّعون الصخب والأكاذيب في ذلك المكان !! * مصر