جنايةٌ في حقِّ الربيع ..!

من ثقَّبَ الناي ؟! من أسماهُ ، واقترَحَا أنْ يصبحَ الحزنُ من أبنائِهِ الفُصَحَا ؟! من قال: «يا عودُ كُنْ فَظًّا بـ أضلعِهم» وكنتَ من قبلِ «كُن» في كُنهِكَ الفرَحَا تُمِيلُ للرقصِ خصرًا كلَّما نَفَسٌ من شرفةِ الفجرِ فضَّ الليلَ واطَّرَحَا تقولُ للوردِ: ها فيروزُ قد قَدِمَتْ تُعيدُ ما عنكَ في ليلِ الدُّجى نَزَحَا تُيَمِّمُ الشدوَ من شطرِ البكاءِ إلى ما موسَقَ اللهُ للفلاحِ كلَّ ضُحَى كيف استدلَّتْ غرابيبٌ إليكَ إلى أنْ بِنْتَ من جَـنَّـةٍ، والمــاءُ عنْكَ نَحَا ؟! كيف استحال اخضرارٌ كنتَ تُقرِؤهُ وِرْدَ السلامِ..! خريفًا بـ الأسى سفَحَا واصفرَّ حتى تهاوتْ منهُ أُغنيةٌ كانت على الصُّبحِ .. تتلو ما المساءُ مَحَا من آيةِ النورِ.. حتى راح يُنشِدُها من عينِ يعقوبَ؛ ليلٌ للضياءِ لَحَا ؟! يا لـ اغترابِكَ.. يا المنفيُّ عن وطنٍ أديمُهُ الغضُّ؛ لولا أنتَ ما نَضَحَا ويا لـ جُرحِكَ.. مُذ أُنشِأتَ خارطةً لـ خيبةٍ لم تجدْ إلَّاكَ مُقترَحَا وأنتَ بـ الأمسِ من راقصْتَها طربًا وصارتِ اليوم تتلوكَ الذي جَرَحَا ثُقِّبتَ سبعًا عجافًا ليسَ في فَمِها سبعٌ تشفُّ عن الأحلامِ ما رشَحَا فـ كلَّما رامَ بكَّاؤون سكْرَتَهُم دُعيتَ فيهم إمامًا ينخبُ القَدَحَا وكلَّما سَنْبَلَتْ كفُّ الحياةِ فَمًا أدرتَ من صوتِك المبحوحِ فيهِ رَحَى بُعدًا لمن شَطَّ عنك الماءَ واقترفتْ يداهُ يا نايُ ذنبَ الحزنِ واجترَحَا وقَدَّ ثوبَ اخضرارٍ كُنتَ تلبِسُهُ حتى عَرى البؤسَ من جنبيكَ وافتضَحَا