
أقام نادي أصدقاء السرد بالأحساء أمسية قصصية لمجموعة من مبدعات شرق الوطن ليؤكد من خلالها حضور ومشاركة وإسهام المرأة في المنطقة الشرقية بالحراك الأدبي وإثراء المشهد من خلال الإصدارات، وتمثيلهن للأدب داخل وخارج الوطن وبما يمتلكونه من تجارب متنوعة ومتعددة في الكتابة القصصية والرواية والفن التشكيلي والشعر شارك في الأمسية كل من الأديبات أمينة الحسن وطاهرة آل سيف ورجاء البوعلي وأدار الأمسية القاص هاني الحجي وأقيمت في مكتب الشايب للاستشارات الهندسية بدأ مدير الأمسية بكلمة عن مراحل القصة في السعودية ذكر فيها " أن القصة القصيرة ذاكرة المجتمع، وفنً يؤرخ ثقافته، ومرآة تعكس قِيمه وأحلامه وأساطيره وثراءه الفكري والمادي، وتُعد الثمانينات العصر الذهبي لكتابة القصص القصيرة في السعودية؛ لوجود عدد من التغيرات أبرزها زيادة الإنتاج، وتنوع التجارب، وظهور الإصدارات النقدية للقصص. وارتبط ظهور القصص القصيرة في المملكة بالتحول الاجتماعي والحضاري، بعد أن بدأ الوعي الفني ينضج وينمي موارد الأدباء، بدؤوا يبدعون في كتابة قصص قصيرة تتحدث عن البيئة وتتفاعل مع المجتمع". ثم بدأت الجولات لقراءة القصص من المشاركين وتلتها أسئلة مدير الأمسية والحضور حيث أبرز ماجاء في إجاباتهن على الأسئلة تحدثت القاصة أمينة الحسن عن تجربتها الأدبية التي تنوعت بين كتابة القصة و الترجمة الأدبية والأدب المسرحي. وخصت بالذكر مجموعتيها الأخيرة ( أربعة أبواب ) وهي مجموعة قيد الطبع، عبارة عن متسلسلة قصصية تتناول أسطورة مقبرة، وحظيت المجموعة بدعم هيئة الأدب حيث ستنشر بنسختين عربية و إنجليزية وكذلك نسخة صوتية وقد صنفتها من القصص الشعبية السعودية. : وبسؤالها من الذي أتى أولا الرواية أم القصة ؟ ذكرت "حسب اطلاعي فإن المراجع الأوروبية تشير بأن القصة تاريخيا هي الأسبق في الظهور بداية من القرن الرابع عشر وانتشرت بشكلها الشفهي، ثم تطورت إلى ما يعرف بفن القصة القصيرة بدءا من القرن السابع عشر وما بعده ، و برأيي أن القصة هي الأسبق في الظهور ثم جاءت الرواية لاحقا ." وفي رد لها على سؤال عن تحويل النصوص القصصية إلى سيناريو ذكرت لابد أن هذا التحويل يؤثر في نقل القصة، حيث تتحول القصة من نص إلى صورة، وهذا بالطبع يخضع لعمل السيناريست أو المخرج حيث يعيد انتاج القصة حسب رؤيته . أمينة الحسن وذكرت القاصة رجاء البوعلي "كانت هذه الليلة دافئة تمامًا كعيون الأحساء بمياهها الجوفية العريقة و محفوفة بالأمان النبيل حين يحدها النخيل الأصيل، فعلى موعد السُراد يتجدد اللقاء بنخبة السرد الأحسائي المُعتق في مساء يحتفون فيه بالمرأة كاتبةً وساردةً ومُترجمة تحمل في جعبتها القصص والحكايات، شيء قادمٌ من إرث الأرض والإنسان، وشيء مُتصل بالأمكنة ومحفور على الصخور والآثار، وآخر متصارع بالقضايا والأفكار، كلها تجري في نهر السرد القصصي احتفاءً بالنص الإنساني والتجربة الأدبية والدور الثقافي الفاعل. كان لي شرف تلبية الدعوة من صُناع السرد الأحسائي بعراقتهم وأصالتهم ونبلهم وتسامحهم الجميل. ولعلها فرصة لأشكر أرضي الأم “الأحساء “ وأبناؤها الأوفياء لاحتفائهم بتجربتي في سلمٍ من السنوات المتتابعة، فمع كل عمل أتمه وأعلن عنه تصلني أول تهنئة ودعوة من أهالي الأحساء، يذكرونني بلون دمي ويهيجون رائحة النخيل الواحدة في رئاتنا، فالأرض هي الأم والأبناء يأخذون جيناتهم من تلك الطين. أشكر أصدقاء_السرد الأدباء والأديبات فردًا فردًا، وأخص القائمين على هذا المساء المميز الراقي وأتمنى لهذا الصرح العريق دوام التقدم والتألق في سماء الثقافة من أجل الثقافة. وأشكر إدارة مكتب الشايب للاستشارات الهندسية على رعايتهم الكريمة لهذه الأمسية في مساحة رائقة وجميلة ولائقة تؤلف بين هندسة المكان وهندسة النص ودور الإنسان في البناء. وحول السؤال ما الذي أتى من الآخر القصة أم الرواية ذكرت القاصة طاهرة آل سيف "أن القصة كونها وحدة صغيرة فهي قابلة لأن تكون مكوِّن للرواية، حيث أن الرواية الحديثة أصبحت تختلف في سرديتها وحبكتها وتناميها عن الرواية الكلاسيكية، تكاد تكون فصولها وحدات قصصية قصيرة منفصلة، وتضيف "أتذكر في هذا أفونسو كروش الرسام تحت المجلى وبريد الليل لهدى بركات، وهمهمة المحار لصباح فارسي، كانت روايات تحمل فصولاً قابلة أن تكون قصص بذاتها، والأمر يكاد يختلف عليه الباحثون فيما لو أردنا معرفة ما الذي ورد علينا كفن من الفنون الأدبية القصة أولاً أو الرواية فيما نعلم أن السرد بأشكاله الفنية قد بدأ من أوروبا والغرب، وإن كانت العرب تعرف الحكايات والنوادر والقصص في شكلها التراثي الديني والشعبوي." وحول عدم منبرية القصة أشارت الكاتبة إلى تجربة (بيت السرد بالدمام) في مسرحة القصة القصيرة في مهرجانها، كان حديثي عن قصة أنا البطل للكاتب حسن الشيخ حيث تمت مسرحتها بتكثيف الذروة وعرض الفكرة الأساس من القصة، بكتابة أستاذ عيد الناصر وإخراج علي عيد الناصر وتمثيل الفنان منتظر آل خليف، في رؤية تخرج القصة من أسوار الورق والأسطر حيث تم في دورة مهرجان القصة السادس أيضاً عمل معرض تشكيلي للوحات تجسد أو ترمز لقصص . وبسؤالها عن تجربتها في أمسية شتاء جازان، وأمسية حكاية كتاب التي أقامها نادي جازان الأدبي، أشارت إلى تسليط نادي جازان على كتاب رسائل متأخرة، باهتمام جاد بلون القصة القصيرة وكتابها من الأقلام الجديدة، كان حواراً أداره معي باقتدار الشاعر أيمن عبد الحق حول تحديات القصة المعاصرة، رحلة الكتابة والنشر فنياتها وأدواتها مواضيعها وما تناقش.