خلال محاضرته عن (المبادئ الراسخة في تأسيس الدولة السعودية)..
د. خليفة المسعود : لا مقارنة بين تأسيس دولتنا بأي بلد آخر .

واصل نادي جازان الأدبي احتفاءه وفعالياته بمناسبة يوم التأسيس حيث أقام النادي مساء أمس الأول (الخميس) محاضرة قيمة قدمها الأستاذ الدكتور خليفة عبدالرحمن المسعود أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القصيم ومستشار سمو أمير منطقة القصيم صاحب السمو الأمير فيصل بن مشعل بن سعود المحاضرة حملت عنوان ( المبادئ الراسخة في تأسيس الدولة السعودية ) وسبق المحاضرة جلسة حوارية أدارتها خلود النبهان عن دور الأسرة في تكريس الوطنية لدى الأطفال مع الأديب الشاعر محمد علي النعمي ، الذي أكد أن المراحل المبكرة للطفولة ، أهم مرحلة في حياة الطفل وتشكل الخطوط العريضة لشخصية الطفل ، في المقابل تناول الأستاذ الدكتور خليفة المسعود أهم الملامح التي قام عليها تأسيس الدولة السعودية عبر مراحلها المختلفة ، الجلسة الحوارية أدارها الأستاذ الدكتور علي بن حسين الصميلي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة جازان الذي رحب بالضيف وبالحضور مبرزاً سيرته العلمية والعملية الحافلة في مجال التاريخ وغيرها من المعارف ، وأشار الدكتور الصميلي إلى ما قام به قادة الدولة السعودية عبر مراحلها الثلاث ، وقال نوجه تحية الاكبار والولاء لمن وضع بذرة هذه الدولة وما قام به من جهود عظيمة الإمام محمد بن سعود وكذلك الإمام عبدالعزيز والإمام سعود الكبير اللذان أتما المسيرة وكذلك الإمام عبدالله بن سعود ، الذي ضحى بشبابه وملكه حماية لشعبه ومدينته وصاحب السيف الأجرب ، الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية وابنه البطل فيصل بن تركي الرجل الحديدي لأسرة آل سعود المباركة والإمام عبدالرحمن الفيصل الرجل العظيم آخر أئمة الدولة السعودية الثانية الذي آثر المحافظة على ما تبقى من أبناء الأسرة السعودية ليعود من جديد ثم التحية للمؤسس العظيم البطل الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل وملوكنا الأبطال الكرام رحمهم الله وصولاً الى ملك العزم والحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولى عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الحفيد الذي يذكرنا بالأحفاد الذين وصلت الحضارة العربية والإسلامية في عهدهم الى قمة مجدها. وأضاف نحتفل هذه الليلة بهذا الوطن العظيم (وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق) ليستهل الدكتور على الصميلي حواره مع الدكتور خليفة المسعود بسؤاله عن ماذا يعني يوم التأسيس ؟ وما الذي ينبغي لنا القيام به حيال هذا اليوم ؟ فأجاب الدكتور المسعود بداية بشكر إدارة النادي معبراً عن سعادته بوجوده في جازان التي تعد مصدراً للعلم والثقافة والأدب مشيرا إلى أن هذه المناسبة الغالية عزيزة على كل سعودي مشيداً ببرنامج النادي الحافل والمتنوع لهذه الفعالية الكبيرة منوهاً بمكانة جازان التاريخية والحضارية وتاريخها المديد حيث كانت رافداً من روافد القوة والمنعة للحكم السعودي عبر مراحله خاصة وأنها تعيش اليوم عهداً زاهياً بقيادة أميرها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر وسمو نائبه وتحظى بعمل نوعي من قبل أبنائها للرفع من مستواها وعن التأسيس قال هو حدث محل فخر كل سعودي وعندما نتذكر التأسيس فإننا نتذكر مناسبة غالية على قلوبنا هذه الذكرى تعني بناء وطن يحتضن الجميع وينهي عقوداً من الاضطراب الأمني والمشاحنات والجوع والفقر وكل ما كان يعيشه المجتمع قبل قيام الدولة السعودية الأولى، وقال الدكتور خليفة لا أقارن تأسيس المملكة العربية السعودية ومن قبل تأسيس السعودية الأولى ببلد آخر ، لسبب واضح وهو أن البلاد السعودية ، هي قارة وليس بلداً صغيراً وتأسيس بلد كهذا يحتاج جهود رجال وتضحيات مع الإحترام لكل بلد أسس وتعب أهله في تأسيسه وأضاف أن الاقتداء بيوم التأسيس يجب ان يكون خطوة مهمة جداً لتتويج فكرة التأسيس التي تبنتها القيادة الرشيدة بتحديد يوم التأسيس وهو يعني بناء أول وحدة سياسية في وسط الجزيرة العربية منذ عهد صدر الإسلام ثم تحدث الدكتور خليفة عن المبادئ الثابتة لهذه الدولة عبر مراحلها الثلاث وصنف الأبعاد التي قامت عليها الدولة كقيم ومبادئ الى ثلاثة محاور وهي البعد الشرعي والبعد التاريخي والبعد الاجتماعي وتحت هذه المحاور تندرج فروع كثيرة وفي خطوط عريضة حيث قامت في الدرعية وقامت على أساس التمسك بالدين وجمع الكلمة والممارسات الدينية السليمة والتمسك بالقيم وفي المجمل فان الدولة قامت على كيان سياسي في داخله مقومات كثيرة جداً على رأسها القوة الدينية ثم تناول الدكتور خليفة المسعود سيرة مؤسس الدولة السعودية الأولى الأمام محمد بن سعود وممارساته وعاداته و ومنها أنه كان يختلي بنفسه للعبادة وكان يزور الأسر ويخطب لشباب الدرعية ويتكفل بمهورهم ومعروف بالكرم مستشهداً ببعض مواقفه وكلها تنصب في الجانب الشرعي للدولة زاد منها عندما دعا الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليأتي إليه في الدرعية كما تناول الجانب التاريخي مؤكداً أننا نستطيع أن نقرأه في سيرة بني حنيفة التي تنتمي اليها أسرة آل سعود الذين خرجوا من الحجاز وأقاموا في اليمامة ونستخلص أن العمق التاريخي ممتد من القرون الأولى وحتى انشاء الدرعية في منتصف القرن التاسع الهجري ثم تطرق الى البعد الاجتماعي وهو قرب الأسرة الحاكمة من المجتمع. والولاء الذي تجسد في المجتمع لهذه الأسرة. انطلق منذ قيام الدولة السعودية الأولى وأكدته أحداث ومواقف القبائل للحملات المعادية للدولة ثم عرج الدكتور خليفة على المواقف السعودية من بعض القضايا ومنها القضية الفلسطينية ومنذ زمن وحتى قبل قيام إسرائيل 1946 وموقف الملك عبدالعزيز ورسائله مع الرئيس الأمريكي (روزفلت) تؤكد أنه كان حازماً كما كانت المملكة من الدول المبادرة في حرب مصر سنة 56 و 67 ضد إسرائيل وحرب 73 وواصل الدكتور خليفة بن عبدالرحمن المسعود الحديث عن المواقف السعودية سواءً في البوسنة والهرسك أو في كشمير وخط السياسة الثابت الذي تسير عليه البلاد وهي اليوم تمسك بالقرار السياسي ليس في المنطقة بل على مستوى العالم وتستقبل الرئيسين الأمريكي والروسي لإعادة العلاقات وكذلك مواقفها في ترتيب البيت العربي في لبنان وسوريا وقريباً ان شاء الله البيت العراقي واليمني وحفلت المحاضرة بعدة مداخلات ختم بعدها رئيس نادي جازان الأدبي الأستاذ حسن الصلهبي اللقاء بشكر المحاضر على هذه المحاضرة القيمة التي طوفت بالحضور في التاريخ السعودي العظيم وشكر مدير الجلسة على ادارته الناجحة وتم تكريمهما وتكريم المشاركين في أمسيات التأسيس