عبر سفرائها بالأحساء..

جمعية أدب تحتفي بيوم القصة العالمي.

أقامت جمعية أدب عبر سفرائها بالأحساء بمناسبة يوم القصة العالمي أمسية قصصية شارك فيها مجموعة من القاصين قرأ فيها المشاركون نماذج من كتاباتهم السردية، وأكدوا على أهمية الاحتفاء بيوم القصة العالمي الذي يحتفي بفن يعتبر من أنضج الفنون الأدبية وله تاريخ الإبداعي الطويل. نرحب بكم حضورَنا الكريم في هذا المساء ونحن نقتطف ثمار أعوام طويلة من السرد في اليوم العالمي للقصة وفي هذا المكان المبارك دار نورة الموسى للثقافة والفنون بمدينة المبرز بدعوة كريمة من جمعية الأدب المهنية عبر سفرائها في الأحساء ممثلة في الرئيس الدكتور والشاعر عبدالله الخضير وبحضور عضوي الجمعية د. بشاير محمد والأديب كاظم الخليفة . نستضيف في هذا المساء القاص والإعلامي/ هاني الحجي والكاتبة /غادة البشر والكاتبة / العنود البكر وألقى في مقدمته معزوفة نثرية “الحكاياتُ التي تعبرُ  الجدرانَ  تستطيع أن تخطَّ ذاكرةً ، وترسم نخلةً . الحكاياتُ التي تكادُ أن تتعثرَ في فمِ الأبوابِ الموصدة ، تستطيع أن تملأَ غرفَ البيتِ بالأغنيات . الحكاياتُ التي ترتجفُ عند أولِ عبور للحدود تستطيع أن تقتحمَ  رصاصاتِ الجُند . فالقصةُ .. مسافةٌ قريبة من الألم .. من البوح ، تشهق مثل حبةِ قمحٍ مبللةٍ بمطر المكان ، تشهق مثل هُدبِ طفلٍ يسافر إلى أقصى الحب . القصة شظايا انكسار تبعثرت على الأرض فالتقطها الحمامُ وكانت الحقيقةُ . القصة انشطارُ اللهفة في شارع مزدحم بالأصوات ، حينما يختلطُ الليلُ بحكايات الأطفال أثناء النوم .” وتابع “القصة في يومها العالمي زجاجةُ نبيذِ يمسكها عاشقٌ يُحصي أحلامه البعيدة . هنا في الرابع عشر من فبراير تتجسد القصةُ مثل فتاةٍ تحمل على رأسها  رغيفَ السرد لتوصله إلى فلاحٍ هاربِ من الفوضى ..إلى أمكنةِ تعزلُ زواياها عن الركام .. عن الخطايا .. عن رصاصات الشعر ، عن قطار الليل الموحش ، عن إيماءة الصحف لتستقرَ هنا في هذه الدار مشرقةً على النخيل ومطلةً على ليالي القيصرية . هنا في الرابع عشر من فبراير أخرجنا الشخوصَ من الخزائنَ العتيقة ، ونثرنا الأحداثَ المعجونةَ بالأحلام تتجول قمصانا على حبالِ المارة . هنا في هذا اليوم يدقُ منبهُ العالَم معلنا انطفاء الفنون كلها واشتعال سيجارة السرد .فالسرديون ليسوا شاحبين ، بل حكاياتهم التي ترتجف على ألسنتهم كما يرتجف الليل من موج بارد ، تلك الحكايات هي التي ترسم على شخوصهم ذلك الشحوب ، ذلك التوهان ..” وتابع “السرديون يقفون في وجه العاصفة ، ويتصدون للغبار ، للغزاة ، للأحصنة التي تجر عربةَ الوقت ويعلنون يومهم  جوازا  للعبور .. العبور إلى بذرة المساءِ الأولى .حينما يتخذون الليلَ حنينًا لما يكتبون ، حينما يتخذون الألم مقترحًا لسنابل الزمن ، حينما يتخذون النوافذَ إطلالة مبسوطةً على الصمت ، أو ربما على الموسيقى الشاردة من الضباب . بعدها بدأت الجولة الثانية بالقاص هاني الحجي وقال “الأمسية في الأحساء تعادل عشرات الأمسيات في أي مكان فإن كانت الرياض الأم التي احتضنتني من شبابي إلى كهولتبي فالأحساء هي  الأم التي ولدتني من رحمها وعشت فيها أجمل سنوات دراستي وطفولتي )  وأضاف “أتيت محملا برائحة الخزامى وعاشقا في يدي حفنة من تراب نجد ... وفي داخلي نخلة أحسائية تضج بالحنين ..  أحمل تحية إليكم ممزوجة بلذة  تمور الأحساء و بعذوبة مائها ... أتيت أحمل مغزلا لانسج حكاية الوطن وكلمات عشق ولدت في نجد لتتنفس بين أفياء نخيلات هجر .. لأعزف من عذوبة ألحان الرياض نشيدا على قيثارة من سعف النخيل . و أغني جمال الصحراء  بمواويل غواص و حكاية فلاح  .أتيت أحمل نصف قلبي لنصفه الآخر لينبض أغنية للوطن .  فالسلام عليكم من قلب الوطن إلى شرقه .. ومن شماله إلى جنوبه .” شكرا لجمعية أدب ممثلة في سفرائها بالأحساء  على هذه الاستضافة ذكرت الأديبة والإعلامية غادة البشر في جولتها “ أن يوم القصة العالمي يوم هام لنا جميعا كأدباء وكتاب ومثقفين ففيه تقدير وإعلاء لقيمة الأدب في حياتنا، وفيه احتفاء بالأعمال النثرية والسردية، وتخصيص يوم عالمي للقصة هو فرصة للتركيز على القصة القصيرة ومحو غربتها بين الأجناس الأدبية وإعادتها للواجهة كوننا نعيش بعصر الرواية.  وأضافت “ أطمح أن يكون الاحتفاء بالقصة القصيرة احتفاء بكتابها الأوائل لاسيما في بلدي الحبيب مثل عبد العزيز مشري، عبد الله الجفري، بهية بوسبيت.، وأن تُقرأ وتُناقش أعمال قصصية لكتاب عالميين كتبوا القصة القصيرة من أمثال أنطوان تشيخوف بحيث تكون هذه المناقشة لمجموعة من المهتمين بالقصة القصيرة من مختلف الأجيال. ،وأن تُطبع بعض الأعمال القصصية المهمة التي لا تتوفر منها طبعات في وقتنا الحالي ،و أن نعمل على غرار المسلسل الكرتوني حكايات عالمية مسلسل كرتوني أسمه حكايات عربية يضم أبرز القصص القصيرة العربية. الأديبة العنود البكر عبرت عن شعورها بالسعادة للاحتفاء بيوم القصة العالمي، هذا اليوم الذي يسلط الضوء على أحد أقدم وأجمل أشكال التعبير الإنساني، القصة -كما وصفته- وأضافت “القصة ليست مجرد كلمات تُسرد أو أحداث تُحكى، بل هي نافذة نطل منها على عوالم مختلفة، نعيش من خلالها حيوات لم نعشها، ونحلق في خيال بلا حدود. هي الجسر الذي يربط بين الماضي والحاضر، بين الثقافات والشعوب، وبين القلب والعقل”. وتتابع “منذ أن اجتمع البشر حول النار في الليالي الباردة ليروي أحدهم قصة، وحتى يومنا هذا حيث تزدهر الروايات على الورق والشاشات، ظلت القصة قادرة على التأثير، على التغيير، على زرع بذور الإلهام في العقول والقلوب. فلنحتفل اليوم بقدرة القصة على الإلهام، على تحريك المشاعر، وعلى إبقاء الأحلام حية. ولنشجع كل صاحب قلم على أن يروي حكايته، لأن كل قصة تستحق أن تُروى، وكل صوت يستحق أن يُسمع.” وختمت بقولها كما يقول الناقد محمد مندور”إنه من رحم الرواية تولد القصة” وبعد جولتين اختتم وفي نهاية الأمسية سلم عضوي الجمعية د. بشاير محمد و أ. كاظم الخليفة دروع التكريم للمشاركين في الأمسية