صالون سارة الخزيم الثقافي..

رصد صالونات الخليج النسائية والرحلات إلى الجزيرة العربية.

سررت بالهدية القيمة التي تسلمتها من الأستاذة التربوية سارة بنت عبدالله الخزيم صاحبة الصالون الثقافي النسائي بالخرج، والذي تأسس وبدأ نشاطه بتاريخ 29/3/1434هـ بهدف الارتقاء بالمرأة السعودية فكرياً وثقافياً، ورسالته تقديم التراث العربي أدبياً وثقافياً واجتماعياً ليسهم في النهوض بالمرأة في محافظة الخرج لتواكب رؤية المملكة العربية السعودية 2030، واستثمار وقت فراغها فيما يعود عليها وعلى الجيل الذي تربيه بالنفع والفائدة. سمعت بالأستاذة سارة وصالونها الثقافي منذ بداية نشاطه، وسبق أن دعتني لحضور إحدى الفعاليات ولكن الظروف الصحية حالت دون ذلك. وقبل سنوات حضرت محاضرة للدكتور حمد الدريهم بالخرج وكانت إحدى الحاضرات، بل والمشاركات بالتعليقات، وبعد فترة قابلتها بملتقى قراءة النص بنادي جدة الثقافي الأدبي وأهدتني كتابها الضخم المجلد (إطلالة على بعض الصالونات الثقافية النسائية في الخليج.. صالون سارة أنموذجاً) وقد فرحت به واستفدت منه، والذي قدم له الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري – رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض سابقاً، وأستاذ الأدب العربي بجامعة الإمام، والمذيع والمقدم للبرامج الثقافية، والذي قال عن صالون سارة الثقافي: «.. وهذا الصالون الثقافي النسائي تحديداً كنت أحد شهود تأسيسه وأحد المتفائلين بمستقبله والداعمين له إذ كنت وقت تأسيسه عام 1434هـ 2013م رئيساً لمجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض.. لذلك كنت من أشد المتحمسين لولادة صالون سارة الثقافي الذي تولت التخطيط له وتأسيسه ودعمه وتنظيم فعالياته إحدى الأخوات التربويات المؤهلات، وهي الأستاذة الفاضلة سارة بنت عبدالله الخزيم التي لم تر أن تنفرد بالعمل دون إشراك العاملين والعاملات في الحقل الثقافي في منطقة الرياض، فكان أن تواصلت مع النادي الأدبي بالرياض وطلبت المشورة والدعم، وهو ما كان إذ استبشر الزملاء في مجلس الإدارة بولادة هذا الصالون، ليكون رديفاً للجنة الثقافية بمحافظة الخرج..» ص8. والكتاب يتكون من 775 صفحة من القطع الكبير، يمهد للتعريف بمصطلح الصالون ثم يستعرض أولويات الصالونات الأدبية الإسلامية، ثم ظهور الصالونات بمفهومها الحديث في الدول العربية، يأتي بعدها استعراض سريع للصالونات الأدبية بالخليج، المملكة بدءاً بصالون سارة الخثلان بالمنطقة الشرقية عام 1996م باسم (صالون الأربعاء الثقافي، يأتي بعدها الملتقى الثقافي بجدة، فصالون سلطانة السديري بالرياض، فأحدية المنتدى النسائي الثقافي بمكة المكرمة، فصالون مريم الجهني الثقافي في المدينة المنورة، ثم صالون رواق بكة النسائي بمكة المكرمة، فمنتدى الأحساء النسائي، فمنتدى تواصل الثقافي النسائي بالقطيف، ثم صالون البدرية الثقافي بجازان، ومعاً لنقرأ بجدة، ومدينيات بالمدينة المنورة، فصالون السهام الثقافي، وآخرها (هن سعوديات) بالرياض عام 2019م. يأتي بعد المملكة سلطنة عمان، وذكرت أول صالون بدأ عام 2010 صالون فاطمة العلياني الأدبي، بمحافظة البريمي، تأتي مجموعة الفراشات للقراءة، ثم بيت القراءة الثقافي للنساء، فصالون مداد الثقافي، ومجلس إشراقات ثقافية بمحافظة ظفار عام 2020م. وفي دولة الكويت يأتي النشاط النسائي ضمن الديوانيات ومنها ديوانية فضيلة الدعي، وديوانية منى الشافعي، وتجمع الشيخة شعاع سالم الصباح، فملتقى نجلاء النقي الثقافي، فصالون عواطف الزين الثقافي، فملتقى الثريا الثقافي النسائي، فنادي نور الفكر، فنادى هيباتيا للفعاليات والأنشطة الثقافية. وفي الامارات العربية ذكرت مجلس شمّا محمد للفكر والمعرفة الذي تأسس عام 1997م يأتي بعدها قطر فتذكر ملتقى فتيات الذخيرة، ومركز عيد النسائي، ونادي الجسرة الثقافي، ومكتبة مركز أدب الطفل، ومركز ابداع الفتاة، ومركز فتيات الوكرة. وفي البحرين ملتقى البحرين الثقافي الاجتماعي، وجمعية أوال النسائية، وجمعية نهضة فتاة البحرين. ص47. وخصصت الفصل الأول للحديث عن صالونها، بعد أن كتبت للنادي الأدبي بالرياض بتاريخ 11/5/1434هـ تشعرهم بافتتاح المنتدى الأدبي النسائي بمدينة الخرج، والذي سيقام دورياً يوم الأحد الأول من كل شهر باسم أحدية سارة الخزيم، طالبة دعم النادي فجاء رد النادي لها بتاريخ 20/5/1434هـ مباركاً هذه الخطوة. وبدأ نشاط الملتقى يوم الأحد 3/5/1434هـ بتكريم وتأبين ابن المحافظة الشاعر عبدالعزيز العتي الذي توفي في 22/7/1433هـ. وفي الجلسة الثالثة يوم الأحد 27/5/1434هـ تم تكريم وتأبين الشاعر عبدالعزيز الرويس المتوفى في 3/5/1434هـ وهكذا استمر الملتقى مواصلاً نشاطه، وفي نهاية الكتاب نقرأ في الفصل الرابع بعض ما قيل عنه في الصحافة وشهادات كل من: الأساتذة عبدالعزيز السبيل، وحمد القاضي، وخيرية السقاف، وروضة الحاج، وصالح المحمود، وعبدالعزيز البابطين، وعبدالعزيز العيد، وهيا السمهري، وفالح بن طفلة، وكمال العمراني، (مع حفظ الألقاب) وغيرهم، وبقصائد تشيد وتحتفي بالصالون.. وصلني من الأستاذة سارة – أم سيف- مجموعة من مطبوعات الصالون سأستعرضها لكم باحثاً فيها عن سيرتها ولكني لم أجد لها ما يمكن إضافته سوى ما ورد في كتابها (أفياء المشتل) من عام 85 – إلى عام 1400هـ وهذا يذكرني بالمشتل بالخرج وعصره الذهبي إذ كان شباب وشيوخ الرياض يشدون إليه الرحال أيام الخميس من كل أسبوع، وكنت أحدهم مع أصدقاء من أبناء الخرج وبالذات من أبناء الدلم من عام 1385هـ وقت بناء مقر نادي الطليعة الرياضي حيث ينتظرنا أبناء المدينة بقيادة الراحل سعد بن عبدالرحمن الدريهم – رحمه الله- ونساعدهم في بناء مقر النادي بالطين واللبن، ومن صباح الجمعة نتجه للمشتل لننعم بجوه الجميل بين أشجاره والسباحة في المسبح الشهير وطبخ الغداء ومشاركة البعض بلعب الورق والاستماع لابن الخرج سعد اليحيى (شادي الرياض) وهو يغني ويعزف على العود، ونعود مساءاً إلى الرياض. بدأت بأصل تسمية الخرج، وقالت إن عائلتها كانت تسكن حي العقم جوار مبنى إمارة السيح وكانت تفرح مع مثيلاتها وهي توزع اللبن والزبدة على الجيران وينتظرون جارتهم أم عمر عندما تعود من القصيم لتوزع عليهم الكليجا، وأم محمد القادمة من الحوطة لتوزع الترنج. وكان والدها مرشداً زراعياً، وعندما بلغت السادسة من عمرها أصبحت تنام ثلاث ليال لدى جدتها تزامناً مع فطام اختها الصغرى. وكان جدها يحفظها قصار السور من القرآن الكريم واستمرت تروي العادات المتبعة عند الفطام والبشارة والعقيقة. وبدأ والدها بالتجارة بشراء السيارات المستعملة وبيعها، وكان من عادة النساء الجلوس على عتبة الباب الخارجي، وتذكر التلفزيون ودخوله المنزل وهي في السادسة من عمرها بالصف الأول الابتدائي، وقد تعجبوا من هذا الاختراع العجيب، وقد حضرت إحدى قريباتها وما أن شاهدت المذيع يقرأ الأخبار حتى أسدلت خمارها على وجهها ورفضت كشفه إلا بعد أن اختفى المذيع. وهذا يذكرني بما حصل مع والدتي عام 1373هـ عندما أخذها والدي لمنزل شريفة السويد والدة حصة الأحمد السديري والدة الملوك، عندما قال المذيع الذي ينقل خطبة الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلا أن غطت وجهها. واستمرت تستعرض تطور الحياة بالخرج والتعليم وتعلم الطهي، وأول مرة تلبس العباءة في الصف الرابع تقليداً لمن يكبرها. وعن الأعياد وذكرياته، والحج، والطفرة، ووصف تفصيلي للمشتل وعيون الخرج وما قيل فيها من الشعر، ومن عادات الزواج، وتبدأ محطتها الدراسية الثانية المتوسطة وتدريسهم من قبل مدرسين فاقدي البصر والتسابق لغرفة المعلمين لمساعدة المعلم الكفيف للوصول للصف وذلك بالإمساك بطرف العصا. والمحطة الثالثة معهد إعداد المعلمات الثانوية، ثم بدايتها مع التدريس، وفي الختام تؤدي فريضة الحج عام 1399هـ وهذا هو التاريخ الوحيد في الكتاب لمراحل حياتها السعيدة إن شاء الله. الكتاب الثالث (نبض في قلب مي.. حزن وطرب في أشعار نساء العرب) 2023م. والرابع (الأديب الشاعر الأستاذ خالد بن محمد الخنين في عيون أحدية سارة الخزيم) 2020م. والخامس (ليلة وفاء وتكريم لصالون سارة الثقافي) والسادس (المسجد مكانة وعمارة) 2014م. السابع (محافظة الخرج.. التاريخ والجغرافيا). والثامن (محافظة الخرج.. الأرض والإنسان) 2019. والثامن (للسعداء فقط) 1435هـ. والتاسع من مؤلفاتها هو (موسوعة الرحلات إلى شبه الجزيرة العربية.. منذ ظهور الإسلام حتى العصر الحديث) مرتبة على القرون جمع واعداد سارة بنت عبدالله الخزيم. من اثني عشر جزءاً. الجزء الأول 501 صفحات، ط، 2024م دار كنوز المعرفة بالأردن. يبدأ من ابن الفقيه الهمذاني. ت 209هـ 903م، وينتهي بالمسالك والممالك للبكري، ت 487هـ 1094م والجزء الأخير الثاني عشر 522 صفحة، يبدأ من رحلة تاكيشي سوزوكي ت 1987م، وينتهي بالطريق إلى السلام رحلة انجيلا ميلو (الحاجة ليزا عبدالله) على قيد الحياة. يليها قائمة المصادر والمراجع. وكل هذه الكتب من تأليف وإعداد الأستاذة سارة. أما الموسوعة الأخيرة فقد بذل في تنسيقها جهد كبير وبورق صقيل وجلد فاخر، وقد تصفحته وسأتفرغ لقراءته إن شاء الله. وكان قد أهداني الأستاذ أحمد محمد محمود من قبل سنوات مجموعته الاثني عشر جزءاً وهي (جمهرة الرحلات.. رحلات الحج) الجزء الأول 435 صفحة، ط1، 2009م وقد قرأت منه وتصفحت البقية وأعجبتني. وبعد اطلاعي على هدية أم سيف سألتها إذ لم أجد اسم هذه الجمهرة مع مراجع ومصادر موسوعتها. فقالت إن الجمهرة خاصة بالحج، أما الموسوعة فشاملة أنحاء الجزيرة العربية.. لا يسعني إلا أن أشكر الأستاذة سارة على هديتها القيمة، وأجد أن جهدها الفردي يوازي جهد مؤسسة ثقافية.