هو عبدالرحمن بن إبراهيم بن علي المنيف، ولد في عمان عاصمة الأردن عام 1352هـ- 1933م فقد غادر والده إبراهيم مع إحدى قوافل العقيلات بلدة «قصيباء» بعيون الجواء بمنطقة القصيم وسط نجد حوالي عام 1300هـ. توفى والده وهو في الخامسة من عمره فعاش مع والدته نورة بنت سليمان الجمعان وشقيقتيه خديجة وحصة، فأدخل كتاب الشيخ حافظ في أول جبل عمان، انتقل بعدها لكتاب الشيخ سليم في وسط السوق في الجهة الغربية من الجامع الحسيني، قبل بعدها في المدرسة العبدلية الابتدائية الحكومية ثم المدرسة الثانوية. بدأ القراءة مما يصل للأردن من صحف مصرية ولبنانية إلى مجلة المنهل إلى المنهل الصغير إلى روايات الجيب التي كانت الخبز اليومي للكثيرين وكانت من جملة أسباب رواجها أنها يمكن أن تستبدل لقاء فارق بسيط.. كانت جدته لأمه كثيرة التردد عليهم من بغداد وكان لها تأثير كبير عليه. وجاءت القضية الفلسطينية، بكل ثقلها وتعقيداتها، لكي تلقي بهذا الثقل بشكل أساسي في الأردن، وتقوم الحرب العالمية الثانية، وفي مارس 1941م تقوم ثورة رشيد عالي الكيلاني في بغداد. في نهاية صيف 1952م أنهى دراسته الثانوية فانتقل إلى بغداد ليلتحق بالجامعة- إذ لم توجد وقتها جامعة في الأردن- والتحق بكلية الحقوق حتى عام 1955م وخاض غمار النشاط السياسي خلال مرحلة هامة من تاريخ العراق.. وبعد توقيع حلف بغداد طرد منيف من العراق مع عدد كبير من الطلاب العرب عام 1955م فواصل دراسته الجامعية في القاهرة. سافر عام 1958م إلى يوغسلافيا، حيث تابع الدراسة في جامعة بلغراد، أنهى دراسته عام 1961 وحاز دكتوراه في العلوم الاقتصادية، وفي اختصاص: اقتصاديات النفط/ الأسعار والأسواق. مارس النشاط السياسي الحزبي متفرغاً لحزب البعث في بيروت بعض الوقت، ثم أنهى علاقته السياسية التنظيمية عام 1962م بعد مؤتمر حمص. عاد إلى سورية عام 1964م وبقي حتى عام 1973م يعمل موظفاً في وزارة النفط، وأخيراً في تسويق النفط. بعد عام 1973م، غادر إلى لبنان حيث عمل بمجلة البلاغ مدة سنتين ومنها إلى العراق حيث قضى سبع سنوات عمل فيها رئيساً لتحرير مجلة النفط والتنمية. كان لانقطاع عبدالرحمن منيف عن العمل السياسي الأثر الأكبر في مراجعته نفسه طويلاً، فهو كما يقول: منذ سنة 1950م حتى 1965م كنت مستغرقاً تماماً في السياسية والعمل السياسي، ولكنني رأيت أن هذا كله خدعة كبيرة، كان الواحد منا يتصور أن المؤسسة السياسية يمكن أن تكون أمينة في قناعاتها ومقولاتها السياسية. ومن خلال التجربة رأينا أن هناك فارقاً كبيراً بين الأفكار التي كان يؤمن بها ويدعو لها، والممارسات الفعلية التي كانت، وما أمكن الوصول إلى نوع من الصيغة أو التعايش للبقاء ضمن تلك المؤسسة، وصار هنالك حاجز بيننا وبين الاستمرار، وبدأ البحث عن أشكال جديدة لمواجهة العالم ومحاولة تغييره، سواء أكان ذلك في العمل السياسي أو العمل الفني، ومن هنا كان الاقتراب من أداة أخرى من أدوات التعبير والتغيير هي الرواية كانت هذه نقطة التحول عند عبدالرحمن منيف، فقد أخذ يبحث عن صيغ تعبير أخرى عن أفكاره وطموحاته، وتولدت لديه القناعة بالأدب عامة، وبالرواية خاصة. فأخذ على نفسه من خلال أعماله الأدبية فضح المؤسسات والرموز التي ساهمت وما تزال تساهم في انحطاط الأفكار والقيم وفي جعل الهزيمة حالة دائمة لا يمكن تجاوزها.. ولهذا نجده يقول في عالم بلا خرائط لم أعد أثق بالمؤسسات والرموز التي تملأ الدنيا ضجيجاً.. إن هذه المؤسسات ورموزها قد أفلست ويجب أن تتوارى، أن تبتعد خجلاً، وأن تحاول التكفير عن أخطائها وما ألحقته بالناس من أذى. غادر بغداد بعد نشوب حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران متشائماً بأن هذه الحرب ستجر الويلات على العرب ولن يجني ثمارها سوى العدو.. وهكذا فقد غادر بغداد إلى باريس عام 1981م وتفرغ للعمل الأدبي والرواية بشكل خاص. تزوج من السيدة سعاد قوادري من سوريا ورزق منها بابنين هما ياسر وهاني وبنتين هن عزة وليلى. عاد إلى دمشق عام 1986م حيث أقام بها حتى وفاته مساء الجمعة 2/12/1424هـ، 23 يناير 2004م. إثر نوبة قلبية، وبعد صراع مع المرض، إذ كان يشكو من قصور كلوي مزمن. عبدالرحمن منيف.. والرواية: يعتبر النقاد أن منيفاً من الروائيين الذين جاؤوا إلى الرواية من باب السياسة، فهو مقتدر في الرواية على صوغ أفكار (أيديولوجية) تحررية خارجة عن الأطر التقليدية، ومتناغمة مع المتغيرات الجديدة في الوطن العربي، محولاً تلك الأفكار إلى صيغ جمالية بالغة القوة والتأثير. واستطاع بكتاباته عن الحرية والكرامة والتحضر أن يعلي شأن الإباء، ,الثبات على المبدأ، والوفاء، ويقدس حقوق الإنسان، وينافح عنها، ويقدر قيمة الكلمة، ومعنى الكتابة، لذا كانت أبرز إنجازاته انتقاله بالرواية العربية إلى أفق جديد متحرراً من سطوة الرواد، بانفتاحه على الحركة السياسية القومية، وبطرحه الأمل بالحرية وحقوق الانسان. لقد آمن بأن الفن الروائي أكثر رحابة من أي فن من فنون القول الأخرى للتعبير عن الواقع المعاش، والكشف عن معاناة الناس من الفقر والطغيان والواقع السياسي التسلطي (الديكتاتوري) والفاسد. المؤلفات: عند رئاسته لتحرير مجلة النفط والتنمية بالعراق (1975- 1981م) ألف في الاقتصاد والسياسة. مبدأ المشاركة وتأميم البترول العربي- ط1، دار العودة، بيروت: أغسطس 1973م. البترول العربي، مشاركة أو التأميم، بيروت: 1975م. تأميم البترول العربي، بغداد 1976م. نشر في مجلة الآداب عام 1976م ثلاث قصص قصيرة جداً: 1- عندما ابتعدت الباخرة.. كثيراً. 2- عالمان.. إلى عمانوئيل لبيب. 3- عملة مزيفة. أعماله الروائية حسب تاريخ صدورها أول مرة. 1- الأشجار واغتيال مرزوق (بيروت) 1973م. 2- قصة حب مجوسية (بيروت) 1974م. 3- شرق المتوسط (بيروت) 1975م. 4- حين تركنا الجسر (بيروت) 1976م. 5- النهايات (بيروت) 1977م. 6- سباق المسافات الطويلة (بيروت) 1979م. 7- عالم بلا خرائط، بالاشتراك مع جبرا إبراهيم جبرا (بيروت) 1982م. 8- مدن الملح – خماسية: أ- التيه.. (بيروت) 1984م. ب0 الأخدود ... (بيروت) 1985م. ج- تقاسيم الليل والنهار (بيروت) 1989م. د- المنبت (بيروت) 1989م. هـ- بادية الظلمات (بيروت) 1989م. 9- الآن.. هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى (بيروت) 1991م. 10- سيرة مدينة.. عمان في الاربعينات (بيروت) 1994م. 11- أرض السواد.. ثلاثية (بيروت) 1999م. كما صدر له أعماله غير روائية: 1- الكاتب والمنفى، هموم وآفاق الرواية العربية، سلسلة الكتاب الجديد (بيروت) 1992م. 2- الديمقراطية أولاً.. الديمقراطية دائماً (بيروت) 1992م. 3- عروة الزمان الباهي (الدار البيضاء) 1997م. 4- بين الثقافة والسياسة (الدار البيضاء) 1998م. 5- لوعة الغياب (الدار البيضاء) 1998م. 6- مروان قصاب باشي: رحلة الحياة والفن. (بيروت) 1999م. 7- جبر: موسيقى الألوان (دمشق) 2000م. 8- ذاكرة للمستقبل (الدار البيضاء) 2001م. 9- رحلة ضوء (الدار البيضاء) 2001م. 10- العراق. هوامش من التاريخ والمقاومة (الدار البيضاء) 2003م. ترجم الكثير من رواياته إلى اللغات المختلفة، كما نال عدداً من الجوائز الأدبية ومنها: 1- جائزة سلطان العويس الثقافية، حقل القصة والرواية لعام 1991م. 2- جائزة القاهرة للابداع الروائي الأول لعام 1998م. 3- جائزة تيسير سبول الدولية (مجلة اليمامة ع 1220 الأربعاء 5/3/1413م). 4- سميت جائزة القاهرة للإبداع الروائي الثالث بالقاهرة لعام 2005م باسمه. منيف في آثار الدارسين: ألف عنه الكثير من الكتب ونشرت الدراسات والبحوث في مختلف الدوريات العربية والأجنبية ونذكر من تلك الكتب: 1- شاكر النابلسي/ مدار الصحراء: دراسة في أدب عبد الرحمن منيف..، ط1. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1991م. 2- صالح إبراهيم/ أزمة التطور الحضاري في روايات عبدالرحمن منيف، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه اللبنانية في اللغة وآدابها، بيروت، 2004م. 3- صبحي الطعان/ عبدالرحمن منيف الروائي.. تنظير وإنجاز.. ط1. دمشق: دار كنعان للدراسات والنشر، 1995م. 4- عبدالحميد المحادين/ التقنيات السردية في روايات عبدالرحمن منيف.. ط1. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت، 1999م. 5- نجوى الرياحي القسنطيني/ الأبطال وملحمة الانهيار في روايات منيف، تونس، 2001م. 6- حوار مع الروائي الدكتور عبدالرحمن منيف.. أدار الحوار الشاعر الروائي إبراهيم نصر الله.. المحاوران: إبراهيم السعافين ومحمد شاهين.. حوار الشهر 9.. منتدى عبدالحميد شومان الثقافي 24 حزيران 1998م الأردن – عما، 1998م. وتجدر الإشارة أن هناك ثبتاً وراقياً (ببليوجرافياً) بعنوان (عبدالرحمن منيف: حصر ببليوجرافي بآثاره وما كتب عنه) لمحمد بن عبد الرزاق القشعمي، مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، مج10، ع2، رجب – ذو الحجة 1725هـ/ سبتمبر 2004م- فبراير 2005م، ص293-311. مصادر ترجمته: - جريدة الجزيرة- المجلة الثقافية (ملحق أسبوعي)، ع 52، س2،8/2/1425هـ. - الدائرة للإعلام/ معجم الكتاب والمؤلفين في المملكة العربية السعودية.ط1. 1413هـ/ 1993م. الرقم 687، ص142. - صبحي الطعان/ عبدالرحمن منيف الروائي.. تنظير وإنجاز. ط1. دمشق كنعان للدراسات والنشر، 1995م. - علي جواد الطاهر، معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية. ط2. الرياض: دار اليمامة، 1418هـ/ 1997م. ج2. ص749-750. - كنعان الفهد، سيرة فذة بثلاثة أبعاد متشابكة: عبدالرحمن منيف، جريدة الأسبوع الادبي، ع 948 بتاريخ 12/3/2005م. - محمد القشعمي. ترحال الطائر النبيل. بمناسبة بلوغ عبدالرحمن منيف السبعين من عمره. ط2. بيروت: دار الكنوز الأدبية، 2004م.