“النقد الإيجابي”

النقد، كما جاء في تعريفه اصطلاحاً، هو: “تعبير عن موقف كلي متكامل في النظرة إلى الفن عامة، أو إلى الشعر خاصة، يبدأ بالتذوق؛ أي: القدرة على التمييز، ويمتد إلى التفسير والتعليل والتحليل والتقييم، وهي خطوات لا تُغني إحداها عن الأخرى، متدرجة على هذا النسق، لتتخذ الموقف نهجاً واضحاً مؤصلاً على قواعد جزئية أو عامة، ومدعوماً بقوة الملكة بعد قوة التمييز.” النقد ليس مقتصراً على الفن والأدب فحسب، بل يشمل مجالات متعددة مثل: النقد السياسي، الاجتماعي، والذاتي. وتختلف أهداف النقد باختلاف النفوس والنوايا. فمنه ما هو “بناء” يهدف إلى الرقي والإصلاح، ومنه ما هو “هدام” يسعى إلى الخذلان والتثبيط. ركائز النقد الأساسية من أبرز ركائز النقد الأساسية الوضوح، وهو ما أحرص عليه شخصياً في طرح الرأي والنقد، حيث أسمي الأشياء بمسمياتها، وأعبر عن مشاعري وأفكاري بأدب. لكن هذا الأسلوب قد لا يُفهم كما ينبغي أحياناً، مما تسبب لي بخسارة بعض الأقرباء والأصدقاء. ومع ذلك، أؤمن بأن الوضوح مهم جداً، خاصة في النقد المتزن لأي قضية. لذلك، أدعو إلى تعزيز ثقافة الوضوح في النقد ونشرها على نطاق أوسع. النقد الرمزي مقابل الواضح النقد الرمزي قد يُفسر من البعض على أنه عجز عن المكاشفة، بسبب غياب الدليل الواضح. بينما النقد الواضح يعكس الجرأة والثقة، وهو قابل للتراجع عند وجود أدلة أقوى أو رؤى أصوب، لأنه مبني على قناعة وليس على مبدأ ثابت يصعب تغييره. إذا كانت القضية وطنية أو مجتمعية مطروحة للنقاش، ولها سلبيات واضحة، فما المانع من الإشارة إليها بوضوح وشفافية؟ مع تقديم حلول واقعية ومقترحة. بهذه الطريقة، يدرك القارئ أن النقد بناء ويصب في المصلحة العامة. كما يدرك المسؤول أن الخطأ الذي كان يمارس بخفية قد انكشف، ولم يعد من المقبول التغاضي عنه. الإعلام الإيجابي ودوره الإعلام الإيجابي في كل دول العالم هو خادم للوطن والمواطن على حد سواء. دوره يكمن في طرح القضايا بشفافية، دون مواربة أو تمييع. النقد الواضح والهادف يعزز الثقة بين المجتمع والمسؤول، ويدفع باتجاه الإصلاح بدلاً من التهرب أو تأجيل الحلول. تلويحة: اكتب بصدق، لا تخشَ فيه إلا الله وهو الرقيب على قلمك.