تنظم الهيئة الملكية لمحافظة العلا «مهرجان العلا للتمور» والذي يطل على أهل العلا وخارجها من مزارعين ومحبين للتمور على مرحلتين: الأول مخصصة «لمزاد العلا للتمور» من 8 سبتمبر الى 28 أكتوبر، بينما المرحلة الثانية: تضم فعاليات تتيح للعائلات والزوار لقاء المزارعين والأسر المنتجة من 23 أكتوبر إلى 11 نوفمبر 2023، ويمتد لمدة 10 عطلات نهاية الأسبوع الجمعة والسبت، تحت شعار «ذوق فخرنا». وتحتضن محافظة العلا مزارع نخيل تقدر مساحتها بـ 10 آلاف هكتار، مشتملةً على 2,3 مليون نخلة من بين 34,554,602 نخلة تشكل إجمالي عدد النخيل في أنحاء المملكة، وتنتج مزارعها سنويًا نحو 90 ألف طن من التمور، بواقع 1,541,769 طناً، إجمالي الإنتاج المحلي للتمور في المملكة، وفقًا للمركز الوطني للنخيل والتمور، مما يخلق سوقًا سنويةً ذات أبعاد محلية وإقليمية ودولية. وتنفرد محافظة العلا بزراعة مجموعة من أنواع التمور مثل: المبروم والبرني، والحلوة والمجدول، ومن بين هذه الأنواع ينفرد تمر البرني، ويمثل 80% من تمور العلا، إذ من المحتمل العثور على 3 أنواع من تمور البرني على النخلة ذاتها كالمبروم، والمشروك، والعادي. واليمامة في تقريرها التالي تستعرض أميز ما أشتمل على “مهرجان العلا للتمور” الذي حظي بالتميز عن نسخه الثلاثة الماضية، وبرزت من خلاله الأفكار المبتكرة التي تصب من قالب واحد هو التمور. آلية تسويقية متطورة تعدد منافذ البيع يُتيح فرصاً أكبر في عرض التمور وبيعها، ويُتيح كذلك خيارات مكانية وزمانية، تمكن المزارعين من عرض التمور في مكانين بدلاً من مكان واحد، وطيلة فترة زمنية تقارب نحو شهرين ونصف الشهر، حيث يتيح المهرجان آليتين تسويقيتين للتمور، الأولى مزاد التمور من 8 سبتمبر إلى 28 أكتوبر، والثانية السوق من 13 أكتوبر إلى 11 نوفمبر. ولا تقتصر مزايا المهرجان على ما سبق، فوفقاً للهيئة الملكية لمحافظة العلا؛ فإن المهرجان قد ساهم في توفير منصة مهمة لتبادل التجارب والخبرات، عبر دعم المزارعين في تطوير التقنيات الزراعية ورفع جودة التمور، مما يساهم في تنافسية تمور العلا في الأسواق المحلية والعالمية، واللافت في طابع كل تلك المزايا أنها مزايا تنموية تهدف إلى إنماء قطاع التمور في محافظة العلا والمملكة، اتساقاً مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في استثمار المقومات والموارد الطبيعية المهمة، التي تزخر بها المملكة في تنويع مصادر دخلها المحلي وزيادته. انطلاق أول منصة للأسواق الموسمية أطلق المركز الوطني للنخيل والتمور وللمرة الأولى في المملكة العربية السعودية، منصة الأسواق الموسمية، حيث أوضح مدير المشروع في المركز الوطني للنخيل والتمور سليمان الخريجي أنه “بالشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا ودعم من وزارة البيئة والمياه والزراعة، انطلقت منصة الأسواق الموسمية، سعيًا إلى توثيق جميع العمليات البيعية وضبط التعاقد بين الاطراف ورفع موثوقية التعامل مع المزارعين والوسطاء والمشترين وتسهيل عمليات تبادل التمور”. وأضاف “يكمن دور منصة الأسواق الموسمية في ضبط وتنظيم التداولات المالية، وإدارة عمليات تداول التمور إلكترونيًا، بما يسهم في رفع مستوى الشفافية بين الأطراف ذات العلاقة، وتعزيزاً لدور التقنية في خلق بيئة نشيطة وجذابة لتحقيق الجودة والكفاءة في الأسواق”. وكانت الهيئة الملكية لمحافظة العلا قد وفرت نظاماً للتتبع الإلكتروني للتمور الواردة إلى المزاد من خلال خاصية QR code؛ التي تمكن المشترين من معرفة مصدر التمور، وتقنيات الزراعة المستخدمة، والاطلاع على تاريخها ومميزاتها وشهادة “علامة التمور السعودية” عبر قراءة (الباركود) الملصق على عبوات التمر باستخدام هواتفهم المحمولة، لضمان مراقبة الجودة والشفافية، ووفرت كافة التسهيلات اللازمة للمزارعين للمشاركة في مهرجان تمور العلا من خلال العديد من الخدمات التقنية واللوجستية. ابتكارات وظفها أبناء العلا لتسويق العلامة التجارية للتمور وظف العديد من أبناء العلا المنتجات والموارد الطبيعية مستمدة من التمور واستغلالها في التسويق للعلامة التجارية للعلا في مهرجان التمور 2023. فابتكر المزارع موسى عبدالله “مخلل البرحي” من رطب البرحي الذي تشتهر به العلا، حيث يشير إلى أنه جرت العادة على مخللات متعارف عليها من الليمون، إلا أن منتج التمر لم يأخذ نصيبه ضمن تلك المنتجات، “فعملنا على ابتكار منتج من أبرز وأشهر منتج للمحافظة المتمثل في التمور”. وأوضح: “نقوم بقطف بلح البرحي في موسمه ليتم تنظيفه من الشوائب والغبار واختيار الحبات الجيدة كبيرة الحجم وتقطيعها على شكل شرائح، لتوضع بعد ذلك في مياه ساخنة لفترة معينة قبل أن يوضع معها زيت الزيتون الطبيعي مع حبة البركة، لتترك بعد ذلك ما يقارب 15 يوماً ثم تعبئتها”. أما أبرار القايدي - صاحبة مشروع إنتاج للفلافل والبهارات - فقدمت منتجًا مختلفًا ممزوجًا بالفلفل مع التمر، مبينة أن كل أنواع الفلفل مالحة “ومن هنا نشأت فكرة إنتاج فلفل ذي طعم مختلف “فلم أجد بعد عدة تجارب على منتجات وموارد طبيعية من العلا سوى التمر”. وبدأت القايدي مشروعها في عمل الفلافل والبهارات منذ 5 سنوات مستمدة مكوناتها من موارد العلا، إلا أن منتجها بالتمر أكثر الأنواع مبيعًا من بين 7 أنواع تقوم بإنتاجها، رغم أنه تم العمل عليه قبل 3 أشهر فقط، مشيرة إلى أنه يتكون من “البرحي” مع الفلفل والبهارات والليمون والثوم. وأثنت القايدي على دعم الهيئة لأبناء العلا وتلبية رغباتهم والسماع منهم لكل مقترحاتهم وأفكارهم، مبينةً: “أعمل حالياً على تطوير منتجاتي والاستفادة من الدعم المقدم لي في إنشاء مصنع خاص بها لإنتاج المزيد من الأنواع المبتكرة من منتجات العلا”. سيدة تحوّل نوى التمر إلى كحل طبيعي سخرت السيدة هيلة إبراهيم العنزي جهودها منذ 15 عامًا في تحويل نوى التمر إلى كحل للعينين، مستعرضة متاعب وتكاليف ذلك التحويل قبل تأسيس الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ثم التسهيلات والدعم الكبير الذي لقيته بعد التأسيس. وتشير العنزي إلى أنها عملت عبر هذه السنوات على العديد من منتجات التمور كـ “الشنة” ودبس ومعجون التمر، إلى جانب إنتاج الكحل الطبيعي وبيع التمور، متناولةً تفاصيل طريقة تصنيع الكحل من نوى التمر، التي تستمر قرابة الشهر؛ حيث أشارت “بعد تجميع نوى التمر يتم غسله جيداً ووضعه في الماء لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك يُوضع في كمية مناسبة من زيت الزيتون لمدة أسبوع على أن يتم تجفيفه بعد ذلك”. وأضافت “بعد عملية التجفيف يتم إجراء التحميص على نار هادئة حتى يصبح لونه مائلاً للسواد، على أن يتم طحنه وتصفيته باستخدام قماش رقيق (الشاش)، وصولًاً إلى تعبئته في عبوات تمهيداً لتسويقه وبيعه”. وبينت العنزي أن المنتج المبتكر يشهد إقبالاً كبيراً وطلباً متزايداً من شتى مناطق المملكة، ويتم شحنه لهم، كونه مفيداً للعينين، ومفيدًا كذلك في إطالة الرموش، مؤكدة أن الهيئة اختصرت معاناة سنوات طويلة للأسر المنتجة من التكاليف عبر دعمها بالمواقع المجانية في المهرجانات، وإمدادهم بالأدوات والعلب لتصنيع وتسويق منتجاتهم، فضلًا عن ورش العمل والتدريب. ابتكار مرطب للبشرة من نواة التمور وجدت باسمة الحربي في نواة التمور ما يمكن اغتنامه وتوظيفه، فكان أن استخلصت منها زيوتًا تضفي على البشرة النظارة - وبحسب ما أفادت- تعتمد في تصنيع منتجاتها أيضًا على مواد خام طبيعية من أرض العلا تحديدًا. قالت: “بعد تجميع نواة التمور - بغض النظر عن نوعه - يكون عصره في معاصر خاصة، واستخلاص ما تجود به النواة من الزيت، ومن ثم يكون استخراج المنتج منه إما بدمجه بزيت أخر كزيت المورنقا، أو الاكتفاء بزيت النواة فقط، وهذا يعود لنوع المنتج”. وبينت الحربي: “عند استخلاص الزيت من النواة، تؤخذ للتحميص، فالتجفيف، ومن ثم الطحن، واستخدامه بعد ذلك للبشرة “ منبهة أن كل منتج يفُحص بعناية “بحيث نعرف الكمية الكافية من الزيت، ومعرفة خصائصه في حالة دمجه مع زيت المونقا، أو دمجه مع مكون آخر مثل حليب الإبل أو لبان الذكر أو البقدونس، وكل هذا يجري في معمل أسسته بدعمٍ من الهيئة الملكية لمحافظة العلا التي بدورها وفرت التدريب والعمل والتسويق”. تملك باسمة الحربي علامة تجارية لمنتجات طبيعية من المحافظة ذاتها، وتنسب الفضل إلى الهيئة الملكية لمحافظة العلا “ التي أتاحت فرص العمل لبنات ونساء العلا، وجعلهن من ذوي الأسر المنتجة التي تستثمر الموارد الطبيعية بالمحافظة في تأمين مصدر دخل لهن “ ذاكرة أنها شاركت في مهرجان العلا للتمور منذ موسمه الأول، وما زالت تطمح ألا تفوتها المواسم القادمة نظير ما يشهده كل موسم من تطور. وأفادت الحربي بأنها تلقت العديد من الطلبات الشخصية على منتجاتها من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا ولبنان، مما يؤكد على عدم اقتصار المنتج على الجانب المحلي، فيما كشفت عن نيتها العمل خلال العامين القادمين في إنتاج ماكياج من زيت نوى التمر، معتبرة التمر قيمة مضافة وإرثًا حضاريًا وخيرا يستوجب الاغتنام والشكر. منتجات طبيعية على صور مواقع العلا الأثرية السيدة عبير محمد صانعة منتجات طبيعية، حدث أن مكنتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا من الالتحاق بدورة لتصنيع منتجات طبيعية قبل ثلاثة أعوام، ومن ثم تهيئة الموقع وبالمجان وتوفير الأدوات والمعدات لعرض منتجاتها في مختلف المهرجانات المقامة بالمحافظة. وحتى هذه اللحظة استطاعت عبير محمد أن تصنيع ما يقارب 15 منتجاً من زيت نوى التمر، تتمثل في الصوابين والكريمات للجسم والوجه، فضلاً عن محاكاة بعض منتجات الصابون للمواقع التراثية مثل جبل الفيل والفريد. وأفادت بأن هناك إقبال كبير على المنتجات “وذلك لمعرفة الزوار بفوائد التمر وما يحتوي عليه من فيتامينات للبشرة والجسم من ترطيب وتفتيح، وإزالة آثار البقع والشوائب الجلدية، فيما وفرت الهيئة متجراً إلكترونياً لي لبيع منتجاتها من خلاله”. رفع كفاءة مزارعي التمور حملت الهيئة الملكية لمحافظة العلا على عاتقها اهتمامًا دائمًا برفع كفاءة مزارعي التمور في العلا وخارجها، ـ فكان أن نظمت ورش عمل عدة تعريفية وتثقيفية، سعيًا إلى تسويق محلي وعالمي. وتطرق ممثل علامات التمور السعودية في المركز الوطني للنخيل والتمور محمد الفايز في ورشة العمل التي أقيمت بسوق المهرجان في العزيزية إلى تعريف ماهية علامات التمور وأهدافها ومزاياها، ذكر متطلبات الحصول على العلامة، مع تسليط الضوء على خصائصها، ومعاييرها والفائدة التي يجنيها المزارع حال الحصول عليها. وبيّن الفايز أن علامات التمور السعودية هي علامة موثقة لمنتجات آمنة “حيث تمنح للجهات المختصة بزراعة وتسويق التمور بعد تطبيق المتطلبات الفنية والقياسية، ونخص بالذكر سلامة الغذاء التي تتوافق مع الاشتراطات الأسواق العالمية”. وأوضح أن الهدف من علامات التمور السعودي يكمن في إيصال المزارع الى الأسواق المحلية والعالمية، وأن تحظى منتوجاته من التمور بعلامات الجودة، وتحمل مواصفات ومقاييس عالية، وذات هوية موحدة ابتغاء تسويق آمن. وتتضمن علامات التمور السعودية مزايا عدة، أشار إليها الفايز في قوله :”زيادة الفرص التسويقية في الأسواق المحلية والعالمية، وضمان مستوى عالي من الجودة، مع خلق هوية موحدة وذات جودة عالية لصادرات التمور السعودية”. وقدم خبير النخيل بمشروع المزارع النموذجية والتدريب والإرشاد الزراعي، المهندس شريف حسين خليل ورشة عمل تسهم في تعزيز تنافسية تمور العلا محلياً وإقليمياً، وتهدف إلى تعريف المزارعين بالعمليات البستانية التي يجب إجراؤها بعد حصاد النخيل. وتناولت الورشة عددًا من الموضوعات أبرزها مقدمة عن النخلة وأهميتها الاقتصادية، والظروف البيئية المناسبة لها، والعمليات البستانية التي يجب توفرها للتحضير للموسم القادم والتي تتم بعد الحصاد، بالإضافة إلى تقديم معلومات توعوية عن النخيل، وتبادل للتجارب الزراعية.