مكتبة الملك فهد الوطنية..
تنظّم جلسة حوارية حول “الكتابات العربية القديمة في الجزيرة العربية”.
قدم أستاذ التاريخ المؤرخ الدكتور سليمان الذييب ورشة عمل حول “ الكتابة العربية القديمة في الجزيرة العربية “ التي أقيمت ضمن الجلسة الحوارية الخامسه “ لحديث المكتبة “ التي تنظمه مكتبة الملك فهد الوطنية وقدم المحاضر محاور عدة من أبرزها نشأة الكتابة في العالم، و الكتابات القديمة والمتنوعة في الجزيرة العربية في فترة ما قبل الخط العربي مثل: “الكتابة الثمودية”، و “اللحيانية”، و “الصفائية”، و “الآرامية”، و “النبطية”، و “المسند الجنوبي”. وتناول المحاضر أصل اللغة منذ ما قبل العصر الحاضر لم يخرج من نظريتين وهما: “النظرية اللاهوتية”، ومفادها أن اللغة هي إلهام هبط على الإنسان؛ حيث علّم النطق وأسماء الأشياء، والنظرية الفلسفية التي ترى أن اللغة استحدثت بارتجال الألفاظ، و لاحقًا ظهرت نظريتان دفعتا البعض إلى نفي النظريتين السابقتين وهما: “النظرية البيولوجية”، التي افترضت أن اللغة انحدرت شيئًا فشيئًا من تطور الحركات والأصوات التعبيرية الناجمة عن انفعالات الحيوان والإنسان، و “النظرية الأنثروبولوجية”، التي تشير إلى وجود علاقة بين المصدر الصوتي وبين معناه. مشيراً إلى مراحل تطور الكتابة بدءًا بمرحلة الرسوم، ثم مرحلة الكتابة برموز المعاني والأصوات ومخصصات المعاني والأرقام، تأتي بعدها مرحلة الكتابة المقطعية، ثم مرحلة الكتابة شبه المقطعية، بعدها الكتابة الأبجدية، ومرحلة الكتابة شبه الأبجدية وتمثلهما كتابتان: “الإخمينية الفارسية”، و “المروية السودانية”. وعرّج الذييب على ذكر أبرز النقوش التي تنتشر بشكل واسع في بلادنا ومنها “النقوش الثمودية”، ذاكرًا أنها من أقدم الخطوط في الجزيرة العربية، ولا علاقة لها بقوم ثمود الوارد ذكرهم في القرآن الكريم، وإنما سميت بذلك؛ استنادًا إلى كثرة ورود لفظة (هـ ث م د) فيها. يذكر ان حديث المكتبة Library Talks”، تهدف إلى التواصل مع روّادها والمستفيدين من خدماتها والمجتمع العلمي والثقافي من خلال مشاركة المعرفة والأفكار والابتكار والتجارب لشخصيات بارزة على المستويين الوطني والعالمي في مختلف مجالات المعرفة الإنسانية، حيث تعد المبادرة حلقة وصل بين النُّخب والمجتمع من خلال سلسلة جلساتٍ شهرية ستحوّل المكتبة إلى مركزٍ فاعلٍ للتعلُّم والابتكار والإثراء المعرفي، ومنصة لتعزيز التعلم المستمر من خلال استقطاب خبراء وقادة الفكر والمؤثرين محلياً وعالمياً.