بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية ، نظّم مركز حمد الجاسر الثقافي محاضرةً بعنوان (أثر التقنية في حياة الإنسان ولغته)، قدمها الأستاذ الدكتور أبو أوس إبراهيم الشمسان، وأدارها الدكتور عبدالله بن سـنكر، ضحى السبت، ١٣ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - الموافق ١٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٤م . وافتتح الدكتور الشمسان حديثه بتعريف التقنية وارتباطها بالإنسان، منذ البدايات الأولى، وتطور التقنية مع اكتشاف الصخور والنار، وكيف بدأ الإنسان باختراع أدواتٍ تساعده في حياته اليومية ، كأدوات الطبخ والزراعة. وأوضح أن التقنية تُعين الإنسان في جوانب وتُضعفه في جوانب أخرى ؛ مستدلًا بعددٍ من الشواهد والتطبيقات التي سردها، وذكر كيف كانت صحة الإنسان قبل اكتشاف وسائل النقل، لكنها أضعفت جسده من جانب ، وخدمته في جوانب أخرى، وأضاف : أنا وأنتم من جيلِ عاصرنا الماضي وثورات التقنية القوية، ونحن الآن ندرك الفرق ونلمس نعمة التقنية الحديثة ؛ لكن التقنية لا تخلو من سلبيات إذا لم نُحسن استعمالها. وأشار ، كذلك ، إلى أن الجوال – مثلًا - نعمةٌ من جهة وله آثاره السلبية أيضًا، كما عرّج على البدايات الأولى لتأليف الكتب وإعداد البحوث بخط اليد، وكيف فقدَ الجيلُ الجديد هذه المهارة ، فأصبح يواجه صعوبة في الكتابة مع توفر وسائل البحث والاعتماد الكبير على التقنية ، إلى درجة عدم حمْل الطالب القلمَ، حتى أثناء الامتحانات أحيانا، مشيرًا إلى أن هذا مؤشر خطير على مستقبل الطلاب من ناحية، ولكن من ناحية أخرى فإن التقنية أفادت في تسهيل الوصول إلى الكتب والمصاحف والمراجع؛ حيث أصبحت منتشرة على مستوى العالم ، وهذا وفر كثيرًا من الجهد وعناء البحث. وذكر أن التقنية أتاحت سهولة النشر للجميع، فنشأت الأخطاء، وانتشرت الضلالات والأكاذيب، كما أنها أسهمت في تطوير الأسلحة بشكلٍ مرعب. وحذر المحاضر من فقدان المهارات لدى الجيل الجديد ؛ بسبب اعتماده على التقنية، منوهًا إلى أنّ العلاج يكون بالعودة إلى التعليم ، والنظر إليه نظرًا مختلفًا عما تعوّدناه ؛ حيث راكمت التقنية المعلومات وأثرت سلبًا بعشوائيتها ؛ إذ يتصفح الطلاب وسائل التقنية، فيتوهون في تنوع المعلومات واختلاف مجالاتها، مؤكدًا ضرورة تدخل الأسرة والمدرسة في معالجة هذه السلبيات. كما نبّه المحاضر إلى خطورة مشاركة الأهل في حلّ واجبات أبنائهم، مؤكدًا أهمية تعليم الطالب المهارات وتدريبه عليها ، بأن يكون في المدرسة قسم للتعليم وآخر للتدريب ؛ بحيث يرجع الطالب لبيته للحياة ولا يُشغل أهله بالتدريب . وحذّر من التساهل في الامتحانات، إذ أنتجت معدلاتٍ قياسيةً غير حقيقية نتيجة لهذا التهاون، مشيرًا إلى أنها أثرت سلبًا في مستويات الطلاب والمعلمين، مستشهدًا بمواقف حدثت، واضطرّ بسببها المعلمون للبحث عن مناهج متدنيةٍ ، تتوافق مع مستويات الطلاب. وفي الختام فُتح المجال للمداخلات والأسئلة التي أثرت المحاضرة ، وقام المحاضر بالرد عليها.