تعتبر أفلام الكرتون من الطرق التي تساعد الأطفال على التحدث باللغة العربية الفصحى، وتساعد كذلك على تنمية الخيال من خلال الحكايات، مما يحفز على الإبداع، وتعتبر افلام الكرتون التي تقدم باللغة العربية الفصحى لها تأثير على سلوك الطفل حيث تكسبه بعض المهارات، والمعارف، وتساعده على اكتساب مفردات جديدة قد يفتقدها في المحيط الأسري. ويتجلى الجانب الإيجابي في كون الدوبلاج لأفلام الكرتون قد اعتمد على اللغة العربية الفصحى، فنرى بعض الأطفال ينادي بعضهم بعضاً قائلاً مثلا: (يا محمد أقبل.. أمي إنني جائع..) وغيرها.. مما يعكس الدور الكبير لأفلام الكرتون في تعزيز اللغة العربية، ونشر الثقافة اللغوية الصحيحة. وترسيخها لدى الأطفال. وتعود صناعة أفلام الكرتون إلى العقد الثالث من القرن العشرين تقريباً، عندما بدأت شركات قديمة ترسم بطريقة أولية ومجهدة، وأخذت تنشر وتروّج شخصيات عبْر أحداث درامية، كشخصية (باباي) التي يزيد عمرها على سبعين سنة، وشخصية (توم وجيري) التي ولدت عام1946وعمرها الآن أكثر من ستين سنة. وغيرها من أفلام الكرتون التي رسخت اللغة العربية في الطفل. عبدالله صايل: عالم ساحر للطفل فقد تحدثت “ اليمامة “ عن ذلك مع عدد من المهتمين ،لذلك بين عبدالله صايل فنان كاريكاتير و رسوم متحركة ومعد ومنفذ لعدد من أفلام الكرتون حول المعايير التي يتخذها في أفلام الكرتون بشأن الطفل فقال :” إن المعايير الفنية لتنفيذ فيلم أو مسلسل رسوم متحركة، سواء كان موجها للطفل أو الأسرة، يراعي أموراً كثيرة، ومن بينها ميزانية الإنتاج، فبعض تصاميم الشخصيات وتصاميم الخلفيات قد تتطلب الإنتاج بتقنية الأبعاد الثلاثية ،وهذه التقنية أعلى في تكاليفها من التحريك بالتقنيات ثنائية الأبعاد، وهنا يكون لميزانية الإنتاج الفني دور محوري في هذا الجانب، أيضا عدد الشخصيات التي تلعب دور البطولة في العمل إلى جانب الشخصيات المساندة، والفئة العمرية المستهدفة، إن كان الفيلم أو المسلسل موجها لفئة عمرية محددة من الأطفال، وغير ذلك من العوامل الهامة التي نضعها في الحسبان خلال مراحل ما قبل الإنتاج الفعلي. وأشار بأن الأطفال يتأثرون بأفلام الكرتون والشخصيات التي فيها، فهي تعتبر عالم ساحر للطفل، بما فيها من رسوم كارتونية تشدّه بصريا وعاطفيا، من ألوان وأصوات وموسيقى، ويرتبط الطفل ارتباطا وثيقا بالشخصيات الكارتونية المفضلة لديه ويتأثر بها، بل وتعتبر الرسوم المتحركة ضمن المؤثرات الجميلة في التشكيل الوجداني للإنسان المعاصر، ومنها يعي الطفل ويدرك مفاهيم عظيمة كفعل الخير، وتقديم المساعدة، والابتعاد عن أذى الغير. وغير ذلك من القيم المهمة في تشكيل الإنسان السويّ الذي يشكّل عنصر بناء إيجابي لأي مجتمع. أفكار أفلام الكرتون مأخوذة من قصص عالمية مضيفا بان استخدام اللغة العربية الفصحى تكون عادة بسبب الحاجة لتنفيذ “الدوبلاج” وتوجيه الأعمال للوطن العربي بوجه عام، وهذا مناسب لأفلام ومسلسلات الكارتون المأخوذة عن قصص أو روايات عالمية، أو أن يكون السيناريو مكتوبا بالفصحى، لأن العمل الكارتوني موجه للطفل العربي لتعزيز جوانب ثقافية أو انتمائية، لذلك الطفل يتلقى اللغة العربية منها، أما في حال استهداف جمهور محلّي، فلا بأس من استخدام العامية لضمان الوصول لقطاع أكبر وتحقيق أمور معينه يتطلع لها المنتجون. وأضاف عبد الله صايل بأنني فخور بما قدمت من أعمال كرتونية لاقت نجاحا كبيرا مثل (بيني وبينك) و (أبو حديجان) و (بطران) و (عنداس) و (الخال وأم العيال) وغيرها من الأفلام الكارتونية القصيرة التي تشرفت بالمشاركة من خلالها في بعض المهرجانات الفنية المتخصصة. وبين بأنني حاليا أعمل على الإعداد لفيلم كارتوني يتناول حياة الاحتراف الرياضي في هذا العصر الذهبي، كما أعمل على مسلسل كارتوني يتناول قصص نجاح حقيقية حدثت بيننا، وأتمنى أن تكلل مساعينا جميعا بالنجاح في هذه المشاريع الطموحة، وأن تجد القبول المنشود لدى الأسرة السعودية والعربية بوجه عام. سكينة جميل : سلاح ذو حدين وكان للجانب التربوي حول أفلام الكرتون رأي في ذلك حيث قالت سكينة جميل الوحيدي مشرفة التطوير والتدريب بأن أفلام الكرتون تعتبر وسيلة تربوية ناجحة في التعليم والتربية وتنمية الشخصية، إلا أنها سلاح ذو حدين فإما أن تكون ذات تأثير إيجابي تساعد على تحسين الصحة النفسية للطفل أو أن تكون ذات تأثير سلبي يهدم صحته النفسية ويخرج للمجتمع بشخصية ذات سلوكيات ومشكلات نفسية كبيرة، لذا وجب على الأسرة والمربين متابعة أطفالهم أثناء المشاهدة، بل وانتقاء ما يشاهدونه عبر أجهزتهم الإلكترونية أو المنصات أو القنوات التي تعرض هذه الأفلام وخصوصا إذا كانت هذه الأفلام جاذبة لهم بألوانها وحركاتها وما تتضمنه من مؤثرات بصرية وسمعية تبهرهم وتأخذهم إلى عالم الخيال. وأضافت بأن الأثر الإيجابي لأفلام الكرتون أنها تكسب الأطفال بعض المهارات والمعارف التي تساهم في تكوين شخصيته وتقوّي التواصل الاجتماعي وأواصر المحبة والعلاقات فيما بينهم وبين الكبار أو بين الأطفال أنفسهم. وتعلمهم آداب الحوار وآداب الحديث، بل وآداب تناول الطعام وتغرس القيم والأخلاقيات الإسلامية وتنمي مهاراتهم اللغوية وتكسبهم رصيدا لغويا ثريا – “نتحدث عن تلك التي تكون باللغة العربية الفصحى”- أو تلك التي تتحدث بلغات أجنبية فهي تعتبر عاملا مساعدا للتدريب على اللغات المختلفة في تكوين حصيلة لغوية كبيرة. وأشارت سكينة بأنه من خلال عملي مع الأطفال أرى بأن أفلام الكرتون التي تستخدم اللغة العربية الفصحى في عرضها تؤثر بدرجة كبيرة جدا على تحسين اللغة والنطق الصحيح للحروف، بل وامتلاك حصيلة لغوية هائلة من المفردات والجمل وتحسين صياغة القصة وإعادتها على المسامع مرة أخرى. وأشارت بانه لابد ألا ننسى دور الأسرة فلها دور كبير في متابعة المحتوى وتصحيح ما يشاهده أطفالهم وانتقاء ما يناسب وما لا يناسب.. كما أن إدارة وقتهم تعود على الأسرة فبإمكانهم الترتيب والتنظيم والتنويع في أنشطة الطفل حتى لا يعتادوا على المكوث طويلا ويكون الأثر إيجابيا لا سلبيا. وأكدت سكينة بأن عند مشاهدة الطفل لأفلام الكرتون لابد التأكد من الفيلم بأن تكون اللغة مميزة وأن يتميز الفيلم الكرتوني بالهدوء والمشاعر الجيدة والتعاطف والعلاقات الصحية وتعلم الرجوع عن الخطأ والالتزام بالسلوكيات والعادات النبيلة والقيم والأخلاقيات العالية. والانتباه من بعض الأفلام التي تأتي فيها بعض من فقرات العنف والمكائد والصراخ والعادات السلبية والشتائم لأن الطفل في طور نمو وتأصيل للأمور الجيدة والنطق للغة العربية السليمة. وبينت بأن الطلاب في مرحلة رياض الأطفال في أوقات الانتظار والفراغ بالمدارس نجعلهم يشاهدون بعض المقاطع التي تتناسب مع الهدف المراد تحقيقه إن وجد، ويتم مناقشته مع المعلمات وغالبا ما نعتمد على التأليف أو مسرح الدمى للعرض وبعض الفيديوهات الإيجابية المنتقاة فقط، ولا نسمح بترك الأطفال أمام الشاشة عند الانتظار بعد نهاية الدوام، ونجد تفاعلا حقيقيا من الأطفال ويتعلم الكثير في هذه اللحظات. هديل زيدات: المحتوى وتأثيره على اللغة وقالت الدكتورة هديل زيدات الأخصائية النفسية ومديرة قسم الصحة النفسية بمعارف منارات الرياض بأن الأطفال يولدون صفحة بيضاء ونقية، ويبدؤون بملئها نتيجة لمشاهدتهم ومراقبتهم لما حولهم. ويتمتع الأطفال في هذه المرحلة العمرية الصغيرة بقدرات عالية على الانتباه والتركيز، مما يساعدهم على اكتساب خبرات وسلوكيات تُخزن في أدمغتهم. مضيفة بأن من أهم مصادر التعلم في هذه المرحلة تلك الشاشة الصغيرة المليئة بالخيال والإثارة، والتي تجذب الانتباه وتصبح مصدرًا مهمًا جدًا لاكتساب الخبرات لدى أطفالنا. لذا، يجب استغلال هذا المصدر وتوجيهه ليكون لنا عونًا لا عبئًا. وأكدت الدكتورة هديل بأنه على الرغم من سلبيات هذا الجهاز (التلفاز)، إلا أننا لا نستطيع حرمان أطفالنا منه، لأننا نتعامل مع جيل التكنولوجيا. ومن لا يصل منهم إليها يُعتبر *أُميّ* في هذا العصر. لذلك، دعونا نركز على إيجابيات هذه الشاشة، التي يمكننا التحكم بها وبما يشاهده أطفالنا، واختيار المحتوى بعناية وفقًا لمقاييسنا الدينية والاجتماعية والنفسية، مع مراعاة مراحل الطفولة المختلفة. ولأن معظم الدراسات العلمية أثبتت تأثير هذه الشاشة على القيم الدينية والاجتماعية والنفسية، فإنه يجب أن تكون هناك مراقبة دقيقة لمقدار التأثير الذي تتركه، مع التدخل والتوجيه الصحيح، ودراسة الوقت الذي يتعرض فيه الطفل لهذه الشاشة. وبحسب الدراسات، يجب ألا يتعدى وقت المشاهدة ساعتين يوميًا، موزعتين على مدار اليوم. وأشارت الدكتورة هديل بأنه ومن خلال خبرتي في عيادتي النفسية، كنت أوجه الأهالي لاستخدام هذه الشاشة وبرامجها لمحاولة زرع بعض القيم التي يحتاجها أطفالنا للتعامل مع الآخرين. فلا أحد منا ينسى أفلام الكرتون القديمة، مثل *سالي* أو *كابتن ماجد*، التي عززت فينا العاطفة، والإحساس بالآخر، والتحدي للوصول إلى الأهداف. لذلك، لا ضرر من توجيه الطفل لمشاهدة إحدى هذه الأفلام لتعزيز قيمة معينة حسب حالته. ومن ناحية أخرى، قد يكون للمحتوى تأثير على اللغة المستخدمة في هذه البرامج. لذا، نجد بعض الأطفال يستخدمون اللغة العربية الفصحى، بينما يستخدم آخرون لغة مختلفة عن لغتهم الأم نتيجة للتأثر. وكما ذكرنا سابقًا، لا بد من مراقبة المحتوى وكميّة التأثر به، لتوجيه الأطفال بالشكل الصحيح. سلمى بو خمسين لديها مقومات تتفوق في تأثيرها على القصص المكتوبة وقالت لـ “ اليمامة” سلمى بو خمسين الكاتبة والقاصة ولديها قصص للأطفال بأنني عند كتابه قصص للأطفال أراعي عدد من المعايير وأنتبه لها وأركز عليها، وهو تحديد عمر الفئة المستهدفة سواء طفولة مبكرة أو متوسطة أو متأخرة، ثم يتم اختيار اللغة المناسبة والموضوع أو الرسالة المناسبة، ومن المهم عدم إهمال الجانب الترفيهي والتشويقي في النص لضمان انجذاب الطفل ووصول الرسالة له. كما لابد أن ننتبه إلى الطفل بانه مثل الإسفنجة فكل ما يراه أو يسمعه سيشكل معارفه ونظرته للحياة، وشخصيات الكرتون لها تأثير كبير بحكم حب الأطفال للإعادة والتكرار فتتسرب قناعات الشخصيات وتصرفاتها لقناعات الطفل ولغته وتصرفاته. وأكدت سلمى بأن هناك عدد كبير من الأطفال أصبحوا يتحدثون اللغة العربية الفصحى بسبب ما يرونه من أفلام الكرتون وكما ذكرت سابقًا بأن هناك جزء كبير من معارف الطفل يتم استقائها مما يراه على الشاشة وهذا يشمل اللغات المكتسبة والمفردات بل وحتى اللهجات وبالطبع أفلام الكرتون بما لديها من مقومات جذب تتفوق في تأثيرها على القصص ولذلك يجب الحرص على اختيار أفلام الكرتون ذات اللغة السليمة والأفكار الهادفة والغنية بالمعارف ومن الكتب والقصص التي نشرتها هي قصة أطفال (جمانة التي كبرت بما يكفي) وكتبت العديد من النصوص المسرحية لمسرح الطفل وكنت ألاحظ تأثر الأطفال بهذه القصص والمسرحيات وباللغة التي تحتويها .