أخصائي المختبر الذي أصبح مندوبا دائما للمملكة في اليونسكو:
د.زياد الدريس: اليوم العالمي للغة العربية صناعة سعودية صرفة.. ويغيظني تنازل بعض مؤسساتنا الثقافية عن هذا الحق!
بين الكتابة والعمل الثقافي والدبلوماسية، امتدت مسيرة الدكتور زياد الدريس لأكثر من أربعة عقود، تميزت بالتنوع والثراء. انطلق من صفحات مجلة اليمامة ككاتب شاب، ثم قاد مجلة المعرفة نحو تحول نوعي في المشهد الثقافي السعودي، قبل أن يمثل المملكة في أروقة اليونسكو لعشر سنوات (2006-2016)، حيث حقق إنجازات بارزة، مثل إقرار اليوم العالمي للغة العربية وتسجيل المواقع السعودية في قائمة التراث العالمي. هذا الحوار يأتي ضمن ملف نقدمه تكريمًا للدكتور زياد الدريس، يُنشر في توقيت خاص: شهر ديسمبر، الشهر الذي تمر فيه المناسبة التي كان الدريس يقف خلفها: اليوم العالمي للغة العربية. وإذا كان البعض يقول بأن ديسمبر هو شهر الوقوع في الحب، فإنه أيضًا شهر زياد الدريس واللغة العربية. في هذا الحوار، يكشف الدريس عن محطات شكلت شخصيته الثقافية، من المنزل الذي جمع بين قيم والده الإمام والشاعر عبدالله بن إدريس، إلى اكتشاف الذات والعمل الثقافي في باريس. كما يتحدث عن شغفه بسوسيولوجيا الثقافة، وكيف انتقل من المختبرات العلمية إلى العمل الدبلوماسي. يُبرز الحوار تأملات الدريس في واقع اللغة العربية، أفراحها وأحزانها، ويستعرض فلسفته حول الكتابة، حيث اختار أن يُكثف طاقته الإبداعية في النثر بدلًا من الشعر. كما يجيب بعمق وسخرية عن أسئلة حول قضايا الكتابة الساخرة، تحديات مجلات الآداب والفنون، وتجربته في مركز عبدالله بن إدريس الثقافي. ختامًا، يعيدنا الدكتور زياد الدريس إلى التأمل في سؤال جوهري: ما الذي ذهب وما الذي بقي؟ ليتركنا أمام إجابة مفتوحة، تعكس مسيرة حافلة بالعطاء. مجلة المعرفة واليونسكو صنعتا زيادا آخر *بالنظر إلى مسيرتك المتنوعة التي انطلقت من الكتابة في مجلة اليمامة، مرورًا برئاسة تحرير مجلة المعرفة، ثم انتقالك إلى مجالات الدبلوماسية والسياسة والثقافة، ما أبرز المحطات التي أسهمت في تشكيل شخصيتك الثقافية؟ وكيف تقيّم رحلتك الثقافية بعد أكثر من أربعين عامًا من العمل والإنجازات في مختلف المجالات؟ - في تشكيل شخصيتي “الثقافية” تحديداً، سأقول بأن عملي في مجلة المعرفة لعشر سنوات ثم في منظمة اليونسكو لعشر سنوات أخرى هما المحطتان الأبرز في قطار تلك الرحلة. فزياد قبل مجلة المعرفة غير زياد بعدها، وزياد قبل اليونسكو ليس هو زياد الذي بعدها. أقول هذا غير غافلٍ بالطبع عن أن بعض مقالاتي التي كتبتها خلال الـ ٤٤ سنة الماضية تكاد تشكل إحداها محطة بذاتها، مثل مقالة (أردت السلام على النبي ولم أرفض السلام على الأمير)، ومقالة (السلفية.. هل هذا وقتها؟!) وغيرهما اثنتان أو ثلاث. الشاعر..الإمام..رئيس التحرير *عشت في منزلٍ الوالدُ فيه هو الشاعر والإمام ورئيس التحرير عبد الله بن إدريس، وتنقلت في طفولتك وشبابك بين عدة عواصم عربية وعالمية، كيف أثرت اجواء المنزل والتنقل المبكر في تشكيل هويتك الفكرية والثقافية؟ - تحدثت كثيراً عن هذا الأمر، وأجبت كثيرا عن مثل هذا السؤال، ولا أملّ من الحديث عن والدي (عبدالله بن إدريس) يرحمه الله، وأثره عليّ وفضله الكبير في مسيرتي، لكن أخشى أن يملّ القراء من ترديد السؤال والإجابة نفسها، ومن تكرار تذكّري أفضال أبي، ولا ألومهم فهم يرون أن كل ابن يشعر بهذا الامتنان تجاه أبيه، وأطمع منهم بالمثل أن لا يلومونني فأنا أشعر أن أبي يختلف عن سائر الآباء! في الحقيقة لم يكن أبي مجرد شاعر رقيق وقيمي صارم في آن، أو مجرد إمام مسجد ومنفتح ومستنير في آن، أو رئيس تحرير لصحيفة إسلامية تتمرد على العباءة التقليدية لتلك الصحافة. كان أبي كل أولئك وأكثر، ولذا جعلت عنوان كتابي الصغير عنه بعد وفاته يرحمه الله هو: (أولئك أبي). من العلوم الى الثقافة *بين حصولك على بكالوريوس العلوم في كلية العلوم ونيلك درجة الدكتوراه في سوسيولوجيا الثقافة، يظهر شغف عميق تجاه القضايا الثقافية. كيف يمكنك أن تسرد لنا قصة هذا الشغف الذي قاد أخصائي المختبر إلى أن يصبح مندوبًا دائمًا للمملكة لدى اليونسكو؟ وما الذي دفعك إلى الانتقال من المجال العلمي إلى العمل الثقافي والدبلوماسي؟ - بالفعل، تخرجت في تخصصي العلمي وعملت في المجال نفسه، بالتزامن مع ممارستي لهوايتي الكتابية منذ سنين الدراسة. لم يخطر في بالي أبداً منذ تخرجي وأثناء عملي في وزارة الصحة إكمال دراساتي العليا في تخصصي العلمي. لكن بعد أن “انحرفتْ” بوصلتي المهنية من العلوم إلى الثقافة، ومن الهواية إلى المهنة، بعد بدء عملي في مجلة المعرفة، رأيت أنني في حاجة إلى بناء قاعدة تحصيلية في المجال المهني الجديد تتجاوز مجرد القراءات الحرة، لإيماني القديم بأن الثقافة ليست مجرد قراءات حرة، بل هي عمل منهجي يرتكز على قواعد لعبة صلبة. من هنا نبعت فكرة إكمال الدراسات العليا لتكون ذخيرة معرفية جديدة لي في المجال المهني الجديد. وقد ظن بعض أصدقائي أني نادم على السنين التي أضعتها في دراسة التخصص العلمي، وهذا غير صحيح أبداً فأنا ما زلت إلى اليوم أنهل في عملي الثقافي من منهلين متضافرين: العلمي (التطبيقي) من دراستي الأولى حيث الصرامة العقلانية، والأدبي (الإنساني) من دراستي الثانية حيث الرحابة الوجدانية. أما سؤالك: “ما الذي دفعني إلى الانتقال….”، فإني لا أدري هل ينبغي أن يكون السؤال: (ما) الذي دفعني، أم (من) الذي دفعني؟! اليونسكو..سنوات الدهشة والاكتشاف *أدرك أن تجربتك في منظمة اليونسكو لا يمكن الإحاطة بها بشكل كامل، فقد نجحت خلال تلك الفترة في جعل اليونسكو موضوعًا يوميًا في الصحافة المحلية، وأسهمت في إقرار اليوم العالمي للغة العربية، وتسجيل المواقع والتراث السعودي في قائمة التراث العالمي. بعد مرور كل هذه السنوات على قيادتك للوفد السعودي في اليونسكو، كيف تصف تلك التجربة؟ وما أبرز التحديات التي واجهتها خلال عملك على تعزيز الحضور الثقافي السعودي على الساحة الدولية؟ - وصفت لك تجربتي في منظمة اليونسكو في ثنايا إجابتي عن السؤال الأول. وإن شئت تفصيلاً أكثر فقد كانت عشر سنوات مليئة بالدهشة والاكتشاف، اكتشفت: زياد وباريس واليونسكو، زياد آخر غير الذي كنت أعرفه، وباريس مختلفة عن التي كنت أزورها سائحاً، ويونسكو أعمق وأعقد من تلك التي أقرأ أخبارها في الصحف. أما أبرز التحديات فهو أن لا أعود من باريس وكأنني كنت سائحاً فيها طوال 10 سنوات، وأظنني نجحت في ذلك. ولدت ثلاث مرات! *بوصفك من يقف خلف إقرار احتفالية اليوم العالمي للغة العربية، أود أن أتعرف على مشاعرك الشخصية في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام عند الاحتفال بهذا اليوم؟ وهل يبعث واقعنا اللغوي الحالي فيك مشاعر الحزن، أم ترى فيه ما يدعو للتفاؤل والبهجة؟ - كتبت مرةً بأني الوحيد في هذا العالم الذي لديه ثلاثة تواريخ (عيد ميلاد): تاريخ عيد ميلادي الرسمي 28 نوفمبر (لأنه يتوافق مع تاريخ 1/ 7/ 1382هـ)، وتاريخ عيـــد ميـــلادي الحقـيـقـي 29 ديسمبر (3/ 8/ 1382هـ، وجدته موثقاً في قصاصة بخط أبي، لكن وجدته للأسف بعدما أُدخلت في زمرة مواليد واحد سبعة!)، وعيد ميلادي الوجداني 18 ديسمبر (حيث يحتفل العالم كله باليوم العالمي للغة العربية)، فأشعر بأن كل “الحروف” التي تُكتب ذلك اليوم هي “شموع” لميلادي الجديد! أما واقعنا اللغوي فيدعو للحزن وللفرح معاً، الحزن بسبب زهد بعض الشباب العرب في استعمال لغتهم، والفرح بسبب الإقبال الكبير من غير العرب على تعلّم اللغة العربية، أليست مفارقة تدعو للعجب واختلاط المشاعر؟! لكني سأعود قليلاً لحديث (اليوم العالمي للغة العربية)، لأقول شيئاً مهماً هو أن هذه الاحتفالية التي باتت عالمية الآن هي إنجاز سعودي محض، ساهم في وضع إرهاصاته في العام 2006م ثم في تأسيسه في أكتوبر 2012م: اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية وعبر مبادرة وتحرك من لدن المندوب الدائم للسعودية لدى اليونسكو حينذاك. ويغيظني كثيرًا التنازل أو التهاون من بعض مؤسساتنا الثقافية عن هذا الحق الوطني/العروبي/ العالمي، بعدم تكريس أن هذه المبادرة العالمية التي تحين كل عام هي صناعة سعودية صرفة. أنا لا أتكلم عن مجد شخصي، بل مجد وطني ينبغي التمسك والاعتزاز به. احياء المطبوعات الميتة *لدى وزارة الثقافة مشروع لإعادة إحياء مجلات الآداب والفنون. استنادا إلى تجربتك في إعادة إحياء مجلة المعرفة، كيف تنظر إلى هذا المشروع؟ ما هي برأيك أبرز الإيجابيات والتحديات التي قد تواجه مثل هذه المشاريع؟ وكيف يمكن تعزيز دورها في دعم المشهد الثقافي والإعلامي؟ - ظروف إعادة إحياء مجلة المعرفة عام 1417هـ/1997م تختلف جذرياً عن الظروف الآن. ففي خلال ثلاثين سنة مضت، جرت تحولات ثقافية واقتصادية وتقنية تهدد المطبوعات الحية الآن بالموت، فكيف بإحياء المطبوعات الميتة؟! قد يكون نجاح المشروع رهناً بطريقة الإحياء ونوعيته، أنا لا أعرف تفاصيل عن المشروع لكني متأكد بأن وزارة الثقافة لن تقدم على مثل هذه المجازفة إلا بعد أن درستها ملياً وحددت لإحياء تلك المطبوعات طريقة الإنعاش والعيش بعد ذلك. (ترجمة مليار كلمة) *بصفتك أمين عام مركز عبد الله بن إدريس الثقافي، والذي أطلق العديد من البرامج والمبادرات المهمة، من بينها مبادرة “مليار كلمة”، ما هي تطلعاتك للمركز في ظل الحراك الثقافي المتسارع الذي تشهده المملكة حاليًا؟ وما الأهداف التي تأمل تحقيقها من خلال هذه المبادرات لتعزيز المشهد الثقافي المحلي والدولي؟ - مركز عبدالله بن إدريس مركز حضاري يعمل على تكريس الهوية الوطنية والعربية والإسلامية، من خلال تعزيز القيم الحميدة ومكافحة القيم الشاذة. كانت مؤسسة عبدالله بن إدريس الخيرية هي الأم التي ولدت “مركز عبدالله بن إدريس الثقافي” ليصبح هو الواجهة أمام المجتمع، والحاضنة للمبادرات والمشاريع. ثم أنشئ وقف عبدالله بن إدريس الثقافي ليكون الحبل السري الخيّر الذي يغذي المركز ومشاريعه. وتعمل هذه الأذرع الثلاثة: المؤسسة والمركز والوقف، من خلال نطاقات أربعة هي: الوطني والعربي والإسلامي والإنساني، لخدمة الجيل الراهن والقادم وتعزيز قيمه وثوابته التي أكدت رؤيتنا الوطنية 2030 على أهمية حمايتها وترسيخها. هذا المركز يتشرف باسم “عبدالله بن إدريس”، لكنه في أهدافه ونطاق عمله واسع ورحب، فهو ليس مركزاً شخصياً بل مركز ثقافي عام وشامل. وإذ لم يعد القلق من اندثار القيم الإنسانية/ الفطرية محصوراً بالعربي أو المسلم، بل هو قلق يعم العالم، مهدداً الأسر، ومستفرداً بأفرادها المعزولين؛ مزعزعاً إيمانهم بالله وبالأبوين وبالمجتمع وبالوطن الحاضن لهم. فقد جعلنا رسائلنا الأساسية هي: تعزيز القيم الإيمانيّة لمواجهة شبح الإلحاد أو التطرف. وتعزيز قيمة الوطن والأمن الاجتماعي لمواجهة نزعات التمرد أو الإرهاب. وتعزيز الهوية واللغة العربية لنواجه مدّ الاغتراب. وتعزيز قيمة الأسرة لمواجهة شبهات الشذوذ أو التحلل الأسري. ومبادرة (ترجمة مليار كلمة) هي الآن واحدة من أهم مشاريع المركز، حيث تهدف إلى تعزيز المحتوى العربي عبر ترجمة كتب ودراسات ومقالات بعدد كلمات (مليار كلمة). وهو ينمو بتسارع ملفت ومبشر، بإشراف ومتابعة أمين عام مؤسسة عبدالله بن إدريس الخيرية م.سامي الحصين. زياد الدريس.. الشاعر! *زياد الدريس، الشاعر، أين هو من قائمة إصداراتك؟ يبدو أنه الأجدر بأن يكون صاحب الإصدار الأول! هل يمكن أن تحدثنا عن الجانب الشعري في شخصيتك، ولماذا لم يظهر في أعمالك المنشورة حتى الآن؟ - لست ميّالاً إلى صنف المبدع المتعدد، الذي يكتب المقالة والقصة والرواية والشعر، بنوعيه الفصيح والعامي، وقد يغنّي إذا لزم الأمر! أميل إلى تكريس الطاقة الإبداعية في مجال واحد أو مجالين على الأكثر، فيصبح النتاج فاخراً مستداماً، عوض أن يكون شعراً بنصف الجودة ومقالة بنصف الجودة ورواية بنصف الجودة. ولأني مؤمن بهذه الفلسفة، التي قد تكون خاطئة، فقد عمدت إلى تحويل الطاقة الشعرية الكامنة فيني إلى طاقة نثرية متحركة. لا أقصد بهذا أن مقالاتي ذات أسلوب شاعري، ولكني اخترت أن أبذل جهدي كي أرتقي بمقالاتي من درجة “الكتابة الصحفية” إلى ما هو أرفع قليلاً. وما أسمعه من بعض القراء/الأصدقاء أحياناً يجعلني أشعر بأن قراري كان صائباً. هذا لا يعني سيطرتي الكاملة على مخارج الكلمات التي قد تتحول أحياناً إلى شعر أو قصة، رغماً عني. الكاتب الساخر والكاتب المسخرة! *أنت تُعد من أبرز الكتّاب الساخرين، لكننا لم نعد نرى الكثير من كتاباتك في هذا المجال مؤخرًا. ما سبب ابتعادك عن هذا النوع من الكتابة الذي يكاد فرسانه يغيبون عن الساحة؟ وما هي نصيحتك للكتّاب الشباب الذين يسعون للتميز في مجال الكتابة الساخرة؟ - هناك نوعان من الكتابة الساخرة: الكتابة الساخرة لذاتها، والكتابة المعجونة بالسخرية. - لم أكن يوماً من فناني الصنف الأول (كمحمود السعدني ومشعل السديري وجعفر عباس)، ولكني كنت أمارس الصنف الثاني أحيانًا. وقد اكتشفت حين بدأت العمل في اليونسكو أن مزج السخرية في مقالاتي لم يعد ميسوراً مثلما كنت أفعل في الرياض. احترت هل السبب تغيّر المدينة أم تغير المجتمع المحيط أم تغير نطاق العمل ونوعيته أم تغير مجالات الكتابة؟! وقد تفاقمت حيرتي وألحّت علي الأسئلة أكثر فأكثر حين تركت العمل في اليونسكو وعدت من باريس إلى الرياض فوجدت بأن نَفَس السخرية بدأ يعود قليلاً إلى مقالاتي. حدث ذاك الانحسار وهذا الرجوع تلقائياً من دون أن أقرر التجهم أو الانشكاح. وما زلت أبحث عن السبب! أما نصيحتي للكتّاب الشباب الذين (يسعون) للتميز في مجال الكتابة الساخرة، فهي أن لا يسعوا إلى ذلك. فالكتابة الساخرة الحقيقية هي التي تسعى إليك، أما إذا سعيت إليها فستتحول من كاتب ساخر إلى كاتب مسخرة. عمل واحد قد يغني *أخيرا، بعد هذه الرحلة الطويلة والممتدة حتى الآن، ما الذي ذهب وما الذي بقي؟ - ذهب الكثير وبقي القليل.. وربما ذهب القليل وبقي الكثير! فالعبرة ليست بالكم، فقد تخلّدك قصيدة واحدة أو رواية واحدة أو مبادرة واحدة تغنيك عن دواوين شعر وروايات وأعمال عديدة تذهب هباء.