غدير حافظ في معرضها « شتات»..

لوحات بين الحقيقة والخيال.

أقامت الفنانة غدير حافظ معرضها السابع الذي حمل عنوان (شتات.. بين الحقيقة والخيال) وذلك في صالة (داما آرت) بجدة، حيث استمر المعرض لمدة ستة أيام، وحقق إقبالًا لافتًا من الفنانين والنقاد ومتذوقي الفن. وأكدت الفنانة غدير حافظ عند افتتاحها لمعرضها، أن المعرض حمل رسالة تعبر عن أحلام كل إنسان من خلال اللوحات، وقالت: “إن الهدف من المعرض هو بحث الإنسان عن أحلامه من خلال كل عمل موجود في المعرض، ولله الحمد الحضور جميل، وسعيدة جدًا بحضور أصدقائي ومتذوقي الفن، وأنا لي فترة لم أقم معارض في جدة، ولله الحمد نجحت في ذلك بعد انقطاع طويل دام تقريبًا 5 أو 6 سنوات”. من جهته، قال الفنان نبيل نجدي: “سعيد جدًا بزيارتي لهذا المعرض وكنت أقرأ كل اللوحات وأتأمل فيها فهي تحكي قصة حياة الفنانة، وأتمنى لكل فنان أو ناقد أن يحضر للمعرض ويقرأ هذه الأعمال الجميلة”. وقال الفنان هشام بنجابي: “المعرض مفعم بالأعمال الفنية، وفيها إحساس عالٍ جدًا، كما أن فيها حالات اجتماعية إنسانية وتضادات كثيرة، وفيها الحب والوفاء والبساطة والتلقائية والعفوية، وأعتز جدًا بأعمال الفنانة غدير التي هي عبارة عن انعكاس لواقع المجتمع”. من جانبه، عبر الشاعر الدكتور صالح الشادي عن رأيه في المعرض بقوله: “اعتدنا على التجريد وعلى السريالية لكن أعمال هذا المعرض تميزت ببعدها السيكولوجي، ففيها الانفعالات الإنسانية، وفيها السلوك والحالات المختلفة مثل التوتر والغضب والرضا والمشاعر والوجه الآخر للإنسان، وأعتقد أن هناك رسالة جميلة جدًا تحملها هذه اللوحات، وبصراحة المعرض مختلف عما كنت أشاهده، وهذه المعارض تحقق الرسالة التي مفادها أن الفن في خدمة الإنسان”. وقال الإعلامي عبدالله بن زنان: “الفنانة غدير حافظ غنية عن التعريف على المستوى العربي والعالمي فهي محكمة في 28 دولة، وممثلة للوطن في الكثير من المعارض والفنون، والحقيقة أنه بين الحقيقة والخيال وجدنا غيمة من الإبداع، تساقط منها لوحات جميلة وثرية جدًا، وكل لوحة تمثل قصيدة، وكل قصيدة يقرأها المتلقي بطريقته”. وقال الإعلامي عبدالله ينبعاوي: “أنا سعيد بحضور هذا المعرض الجميل الرائع الذي يحمل لوحات وأعمالًا فنية رائعة، وأود أن أشكر الفنانة غدير حافظ على المسيرة الفنية الرائعة وتميزها الدائم في معارضها ولوحاتها، وأتمنى لها المزيد من النجاح الفني”. من جهتها، قالت الدكتورة مها عبدالحليم رضوي: “في الحقيقة أبارك للفنانة غدير على هذا المعرض الذي شدني فيه عدد كبير من الملامح لوجوه مختلفة الأعراق والألوان والجنسيات، وشعرت أن كل لوحة تجمع أكثر من إحساس، من أهداف وأحلام وكل لوحة لها أوجه متعددة، وتدل على أشياء بعضها متماثلة ومتضاربة، ومن الرائع جدًا المزج بين هذه المشاعر، فملامح الوجه أكثر ما يعبر عما في داخل الإنسان”. جوهرجي: أطلقت العنان لخيالها وخيالنا عبرت د. سيرين جوهرجي عن إعجابها الكبير بمعرض الفنانة غدير حافظ، وقالت: “المعرض في الحقيقة كان رائعًا، وما شدني أن الفنانة أطلقت العنان لخيالها، وتركت لكل متلقي أن يطلق خياله في كل لوحة، ويتلقى اللوحة بالطريقة التي يود هو أن يستمتع بها، فكل لوحة لوحدها حكاية، وكل لوحة تحكي قصة بالطريقة التي تحب أن تراها وأن تعيشها، بصراحة كانت جدًا حساسة وبديعة ففيها خيال رائع. وفكرة المعرض رائعة وأحببت إحساس الفنانة غدير وإبداعها وألوانها وخيالها، فكل لوحة تتحدث لوحدها بمجموعة مشاعر مختلطة ومتنوعة، وعندما دخلت المعرض كأنني دخلت (أليس في بلاد العجائب)”. أما الأستاذ محمد خوجة وهو متخصص في مجال المياه ومتذوق للفن التشكيلي، فقال: “أنا سعيد بدعوة الفنانة العالمية غدير حافظ لي لحضور هذا المعرض الجميل المحتوي على كمية من الإبداع الداخلي والإحساس الذي يشعر به المرء في كل صورة، وبالنسبة لي استمتعت بمجموعة كبيرة من اللوحات ووقفت أتأمل فيها لفترة طويلة، وهناك بعض اللوحات التي حملت مشاعر داخلية متنوعة بين الحزن والفرح”. السبيعي: لمست انتصار غدير على من سبب لها معاناة وقالت الأستاذة مها السبيعي، وهي دارسة في علم النفس ومتذوقة للفن: “حقيقة المعرض يتيح لكل من يشاهد اللوحات أن يبحر بخياله ويفسر كل لوحة بحسب ما يراه وما يكتنزه من أحاسيس ومشاعر، فكأنك تقرأ كتابًا وأنت تتجول في جنبات المعرض وتتأمل لوحاته”، وعن شعورها كدارسة علم نفس عندما تشاهد وتتأمل بعض اللوحات قالت: “يعتمد ذلك على من يشاهد هذه اللوحات فهناك إنسان حسي وإنسان سمعي وآخر بصري، فهذا يفرق في تفسير اللوحة، وهناك نقطة أخرى أن الفنانة تجعلك تخوض تحديًا لمعرفة ما كانت تحس به من مشاعر وأحاسيس عند رسمها لكل لوحة، وحقيقة أنا وقفت مع الفنانة غدير وشرحت لها ما فهمته من بعض لوحاتها وما كانت تعتريها من أحاسيس وقتها، فأشادت بفهمي وتحليلي النفسي لتلك اللوحات، وحقيقة الألوان وطريقة الرسم والخطوط تفضح الفنان وتشرح لك ما كان يمر به من مشاعر مهما حاول عدم إظهارها، وتوضح الرسالة التي يود إيصالها من خلال اللوحة”. وعبر المهندس سامي صديق حافظ، وهو متخصص في الاستشارات الهندسية والتصميم المعماري، ومتابع للفن ومن هواة الرسم، عن المعرض بقوله: “المعرض جميل ولم يخيب ظن الجميع في الفنانة العالمية غدير التي تعتمد على خيالها ومشاعرها وتعبيرها الخاص في كل لوحة، وهي تخلط بين الوجوه وتعابير الوجوه، وبعض اللوحات فيها إبداع خيالي، وفي الأعمال الفنية أميل شخصيًا للواقعي دائمًا وأيضًا البورتريه، لكن بعض الأعمال تشدك وتجعلك تبحر في خيالك، وأعجبني كثيرًا دمج الألوان. وفي بعض اللوحات حاولت الفنانة من وجهة نظري أن تشرح فيها معاناة بعض الأشخاص من خلال رسم الوجوه والبورتريهات والعيون، لتوضح أنهم كتومين ولا يودون الإفصاح عن مشاعرهم رغم صعوبة الحياة”. المغربي: الفنانة غدير تواقة للتجارب وتتطور باستمرار وأوضح الفنان التشكيلي عبدالرحمن المغربي، الحاصل على شهادة الماجستير في النقد والتذوق الفني، التطور الملحوظ في أعمال الفنانة غدير حافظ، وقال: “هذا هو المعرض السابع للفنانة غدير، وهناك تطور واضح على مستوى اللون، لكن المواضيع هي ذاتها التي ركزت عليها في المعارض الأخيرة، وأنا صديق لها ومتابع لمسيرتها الفنية وهي تمتاز بحبها للتطور والارتقاء وخوض تجارب جديدة، وما لفت نظري أن اللون تطور وأصبح أكثر زهاء وبهجة، ورغم أن المواضيع إنسانية وفيها نوع من المعاناة، لكنها نجحت في إيجاد توازن بين الموضوع والكتلة وبين الفكرة نفسها، ما أعطى جمالًا للوحات من ناحية الألوان المبهجة والكتل والمساحات، وأتوقع أنها إذا استمرت في مثل هذه الأعمال فستخرج بإبداعات ولوحات أجمل بكثير، وما يعجبني فيها أنها تحب خوض التجارب وتتطور باستمرار وتفاجئك بالجديد في كل معرض لها”. وعن وجود اختلاف بين هذا المعرض والمعارض السابقة لها يقول: “لم يكن هناك اختلاف في المواضيع، فهي تركز دائمًا على المواضيع الإنسانية والبورتريه والعناق والحوار الإنساني بين شخصين وأكثر، لكن التغيير الذي لمسته في هذا المعرض كان في اللون والنضج في التعبير عنه واستخدامه بجرأة أكبر، وكذلك على مستوى الخطوط ووضوحها حيث تجد كل لوحة واضحة المعالم، وهذا نتج بطبيعة الحال عن الاختزال وممارستها المستمرة وحياتها اليومية التي تعيشها في المعهد وتدريبها للعديد من الفنانين والفنانات، ومشاهدتها للعديد من الأعمال والتصاقها بالأطفال، وهذا كله يؤثر على الفنان وخياله وإبداعه، لدرجة أننا وجدنا أعمالًا طفولية تعتمد على التغيير في النسب وليس على الواقع المرئي المشاهد، وهذا طبيعي من خلال احتكاكها بالأطفال بشكل يومي تقريبًا، وهي مرحلة وتجربة جديدة تخوضها الفنانة غدير، وهناك معانٍ جميلة لاحظتها فالفنان يظل طفلًا بداخله ويعكس ما بداخله ويعبر عن ذلك من خلال أعماله من حيث المرح والانطلاق والحرية، وهذا ما لاحظته بشكل كبير، ويعتبر عدم الالتزام بالواقع والنسب المادية من المعايير الجميلة الحديثة في الفن”. من جهتها، قالت الأستاذة سارة العباس، مديرة التسويق في عيادات دنتاليا لطب الأسنان والمتذوقة للفن: “بصراحة أول مرة أدخل معرض وأجد فيه الألوان جاذبة بشكل يفوق الخيال، وحقيقة الفنان يعرض لوحاته ويسكب فيها مشاعره وأحاسيسه، والمتذوق للفن تجده يفسرها بما يراه وحسب خياله، وأكثر ما لفتني العيون، وفي أغلب الصور الألوان مختلفة وجاذبة، وسعدت كثيرًا بهذا المعرض الذي يقدم مواضيع واقعية لكن بأسلوب فني جميل جدًا، ولا بد أن أستفسر من الفنانة عن بعض اللوحات، كما لفتني أيضًا اهتمامها بالعائلة، ففي أغلب اللوحات تجد الرجل والمرأة والطفل، وهناك أيضًا لوحات عن الصداقات والزوجين والترابط بينهما، وعن شقاوة الأطفال، والفنانة أظهرت شخصيتها وملامحها في لوحاتها، مثل حبها للتطلع والطموح والتطور”. وتقول الأستاذة فدوى أحمد عبيد (إعلامية ومستشارة تطوير ذاتي): “يشرفني أن أكون في معرض الفنانة غدير، فهناك أبعاد نفسية كثيرة في لوحاتها تخص العلاقات الأسرية والعلاقات بين الذكر والأنثى، وحقيقة الألوان جميلة جدًا وقوية، وكل لوحة تخطفك وتأخذك إلى عوالم جميلة من الخيال والإبداع، وتتعمق في معانيها وأحاسيسها بسرعة”. وعن سر الوصول السريع للمتلقي لكل ما تقدمه اللوحات والأعمال من معانٍ وتعبيرات، تقول: “حقيقة تمازج الألوان بديع ففيها الصارخ وفيها الهادئ الدافئ، وكلها تجذبك لأن الفنانة غدير جريئة في ألوانها، والموضوعات الأساسية للمعرض في تصوري هي الإنسان بحالاته المختلفة، من حزن وفرح وانتصار وانكسار، وهناك حالات حب أيضًا مثل الزوج والزوجة والأسرة والأصدقاء ومجموعات عائلية، وأيضًا التكنيك والريشة ومزج الألوان، فالفنانة غدير لها طابعها الخاص وفلسفتها الخاصة التي تميزها عن غيرها”. غدير حافظ: هدفي نقل المتلقي من الواقع لعالم الخيال حرص العديد من زوار المعرض على الالتقاء بعروس المعرض الفنانة غدير حافظ وسؤالها عن بعض الأعمال، ورغم الإرهاق الكبير إلا أنها خصت (اليمامة) بلقاء أوضحت فيه الرسالة التي أرادت إيصالها، فقالت: “الهدف من هذا المعرض هو حوار المتلقي بين اللوحات وخيالاته، وكيف يرى نفسه من خلال اللوحات، هل هو متفائل أم متشائم، أم حزين أم منطلق ولديه أمل، والهدف أن أبحث عن نفسي في الخيال لا في الواقع، فمثلًا في الواقع قد ترى نفسك صامتًا وقويًا لكن في الخيال أنت ضعيف ولست متسلطًا أو متجبرًا، فقد يلبس البعض أقنعة، وهذا ما لمسته من خلال عملي وتجاربي، ما يجعلني مضطرة لإزالة تلك الأقنعة لكي أعيش بتفاؤل وحب وانطلاق في الحياة، وهذا هو الهدف من معرض شتات، أن أجد نفسي في خيالاتي، وما هو الشيء الذي أتمناه، ولماذا دائمًا نحلم بأن نعيش كـ (سوبرمان) نتنقل بين الحقيقة والخيال، والهدف أن أنقل المتلقي لعالم الخيال، وهو شيء يسعدني دومًا فأنا لا أخاف من المجهول لأنه بيد الله”. وعن فلسفتها في مسمى المعرض، تقول: “الحقيقة أنني عشت في مراحل كثيرة وأنا أرسم هذا المعرض، وكنت في حالة شتات، انتقل إلى خيالي حتى أخرج بالفكرة، ودائمًا الإنسان يصاب بنوع من الشتات قبل أن يحلم”. وتضيف: “الإنسان بالنسبة لي هو رجل وامرأة، حواء وآدم، فحرصت في لوحاتي على وجود الشخصين فالرجل هو أب وأخ وزوج وابن، وكذلك المرأة ركن هام من أركان المجتمع، وأغلب اللوحات تركز على البورتريه والعيون، لأنها توصل معاني الفرح والحزن والألم بشكل مباشر، وبصراحة لم أقصد الرجل بعينه أو المرأة بعينها في لوحاتي، بل كنت أقصد الملامح التي تعبر عنهما، فمثلًا الخوف يمكن أن أعبر عنه بالرجل الذي يقف خلف المرأة، وهنا لا أقصد الرجل بذاته بل ما يعبر عنه ويحمله من معانٍ، فاللوحات تأخذها من نظرة فلسفية تُعمِل فيها خيالك وتحلل ما فيها من مشاعر”. وعن اللوحات التي اتسمت باتساع العيون وانغلاق الفم تقول: “أنا دائمًا تواصلي مع المتلقي من خلال عيون الأشخاص في اللوحات فهي مرآة للروح، والمكان الذي من خلاله توصل منه معلوماتك ومن خلالها يقرأ المتلقي ما تريد أن تعبر عنه”. وعن الجرأة في استخدام الألوان في هذا المعرض، قالت: “هذا أمر طبيعي بعد تراكم الخبرات والتجارب والثقافة والممارسة خلال 25 عامًا، لأن الفنان ينتقل من مرحلة لأخرى، وهذا المعرض أحدث انتقالية من أسلوب لأسلوب آخر، فالمعرض السابق كان يتحدث عن دواخل الإنسان أما هذا المعرض فيتحدث عن خيالاته، لذلك تجد العديد من الأعمال فيها نوع من الفانتازيا”. وعن الأعمال التي عرضتها قالت: “كلها أعمال جديدة لكن هناك بعض اللوحات التي شكلت نهاية مجموعة إنسان فهي تحمل نفس الطابع، وهناك أعمال أخرى تميل للفانتازيا”. وعن التمازج اللوني في بعض لوحات المعرض والتداخل فيما بينها، قالت: “هذا يعود لأن المعرض تم إنجازه خلال 5 أعوام، فمن الطبيعي أن يكون هناك تمازج واختلاف في طبيعة بعض اللوحات، على حسب الحالة المزاجية، كما أن هناك مثلًا ثلاثة بورتريهات قد تراها للوهلة الأولى متشابهة لكن في الحقيقة لكل منها فكرته وواقعه وتعابيره الخاصة، وكلما تغير التفسير للعمل من خلال المتلقي كلما دل ذلك على نجاح الفنان في خلق حالة من الخيال والتصور الشخصي لهذه اللوحة أو تلك”.