يتناول تحقيقنا الصحفي هذا ظاهرة انتشار الصالونات الأدبية الخليجية ودورها في دعم الحراك الثقافي، والنهوض بالوعي المجتمعي العام، فقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الصالونات الأدبية في عموم منطقة الخليج العربي، على نطاق لافت لدى الأوساط الأدبية والثقافية الأهلية بدعم وتشجيع ورعاية كريمة من الجهات الرسمية في دول الخليج كافة، فأصبحنا نرى وجود هذه الصالونات الأدبية بمسمياتها المختلفة، ديوانيات، ملتقيات، منتديات، صالونات، ومراكز إلى ما هنالك من المسميات. ------- الدكتورة أمل بنت مطلق الحربي: الصالونات الثقافية شكل من أشكال النشاط الثقافي، فهي تؤدي دوراً كبيراً في التنوير الفكري الشاعر البحريني سيد أحمد العلوي: كيانات ثقافية أضاءت المشهد الثقافي والأدبي ولم تكن نبوءة أدونيس بقدوم ثورة شعرية من الخليج محض نبوءة فارغة. الشاعر والكاتب رفيق رضوان الرضي: تحتفظ الذاكرة العربية الثقافية بذكرى عن صالون مي زيادة الذي كان قبلة مثقفي وأدباء وشعراء مصر وضيوفها. الكاتب أمير بوخمسين: الصالونات الأدبية تعد جزءًا هامًا من المشهد الثقافي في الخليج، حيث تلعب دورًا مهمًا في دعم الحراك الثقافي وتعزيز الأدب والفنون في المجتمع. الدكتور سامي الشّيخ : الثقافة في جوهرها بما تنطوي عليه من صنوف الأدب والمعرفة في ميادين الفكر كافة، أمارة على وعي المجتمع المتقدم ونمائه، وهي سمة حضارية للمجتمع. الدكتور عبدالله بن عيسى البطيان: الصالونات الأدبية أو ما يترادف معها من مجالس ومنتديات أو المقاهي في الخليج والتي ساهمت بشكل أو بآخر للحراك الثقافي. الاستاذة هناء سليم: للصالونات الأدبية دور كبير في المجتمع تهدف الى نشر الوعي الثقافي والحراك الأدبي. الاستاذة إباء مصطفى الخطيب: الإبداع بشكل عام والأدبي على وجه الخصوص يحتاج إلى حاضنة داعمة وفاعلة تتيح له فرصة التبلور ----- ترعى هذه الصالونات النشاط الأدبي للكتاب والشعراء والمبدعين في أجناس الأدب كافة، من القصة القصيرة، الرواية، الشعر، والمقالة، والمسرحية، والأدب المحكي وغيره من فنون الأدب وأجناسه. ففي المملكة العربية السعودية على سبيل الذكر لا الحصر تنتشر الصالونات الأدبية في أرجاء واسعة من المملكة منها: سبتية حمد الجاسر - في الرياض، وخميسية الموكلي - في جازان، وخميسية النعمي - أيضاً في جازان، وصالون راشد المبارك - بالرياض، وصالون باشراحيل - في مكة المكرمة، ومنتدى القحطاني - في جدة، وصالون عبد المقصود خوجة/ اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجة. اثنينية أبو ملحة الثقافية أبها. منتدى سليمان الأفنس الشراري الأدبي بطبرجل. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة نذكر بعض الصالونات: كصالون الملتقى الأدبي، الذي أسّسته أسماء المطوع في عام 1999 بجهود شخصية دافعها حب الثقافة والأدب، ولقد أُدرج هذا الصالون في لائحة «اليونسكو»، مكتسباً الصفة الرسمية، ما يعد نجاحاً باهراً، و«صالون الأدب الروسي» الذي أسسه أخيراً الكاتبان مروان البلوشي ومحمد حسن المرزوقي، ومقهى نادي الكتاب للسيدات الإماراتيات، «الصالون الأدبي المتجول»، الذي من عبقريات القائمين عليه أنهم جعلوه فضاء متحركاً لا تحده الأمكنة، فله بكل شهر محطة يعلن عنها ليجتمع هناك نخبة من الأدباء وعشاق الثقافة مناقشين كتاباً أو تجربة ما. وفي دولة قطر نادي الجسرة الثقافي وملتقى المؤلفين القطريين وفي الكويت صالون ثريا النسائي.. وملتقى ريان الثقافي النسائي،” صالون فضفضة” وغيرها. وفي سلطنة عمان زهاء خمس صالونات أدبية، منها صالون مجان وصالون فاطمة العلياني الأدبيين.. وفي مملكة البحرين يوجد أكثر من عشرين جمعية أدبية وثقافية.. عن هذه الظاهرة المنتشرة للصالونات الأدبية الخليجية ودورها في دعم الحراك الثقافي العام في دول الخليج العربي، نتوقف عند بعض آراء المفكرين والأدباء والمثقفين العرب لإلقاء مزيد من الضوء عليها. قالت الدكتورة- أمل بنت مطلق الحربي: الصالونات الثقافية شكل من أشكال النشاط الثقافي، فهي تؤدي دوراً كبيراً في التنوير الفكري، وتعد مصدر إشعاع ثقافي وعلمي وأدبي من خلال إبداء الرأي والنقد البناء، وقد وجدت هذه الصالونات بأشكال مختلفة منذ فجر التاريخ والحضارات القديمة، ويعد سوق عكاظ عند العرب شكلاً من أشكال الصالونات الثقافية ذات الامتداد العريق في حضارة الجزيرة العربية. وهي تمثل نوافذ مشرقة تغرس وتكرّس أسساً هامة في الحوار والتلاقح بين الأفكار، إضافة إلى الاحتفاء بالرموز الثقافية والفكرية والاجتماعية وتوثيق حياتهم ومسيرتهم والاستفادة من تجربتهم تظهر الحاجة ماسة إلى الكثير من هذه الصالونات لنزيح حالة الجمود الفكري وغمامة الركود الثقافي، فإحياء هذه الثقافة الأدبية عمل تنويري جليل وبوابة واسعة لنمو، ووسيلة الارتقاء بأدب الحوار الذي يقوم على احترام الآخر، والنقد الموضوعي بين المثقفين الذين هم طليعة الأمة في النهضة الثقافية بشكل عام، والأدبية بشكل خاص. وقال الشاعر البحريني سيد أحمد العلوي: كيانات ثقافية أضاءت المشهد الثقافي والأدبي ولم تكن نبوءة أدونيس بقدوم ثورة شعرية من الخليج محض نبوءة فارغة، فالمشهد الثقافي والشعري آخذٌ في التنامي خصوصا مع انتشار الصالونات الأدبية الرسمية منها والأهلية، وهذا مؤشر على حالة المثاقفة التي يمر بها الخليج من أقصاه إلى أقصاه. لأن الانفتاح الحضري وتجسير المسافات بين البلدان ساهم في انتشار الفنون والآداب وعزز الحراك الثقافي والأدبي في المنطقة، فأصبحت هذه الصالونات أشبه بمنصات إثرائية تتناول في حلقاتها ولقاءاتها النقاشات النقدية والتجارب الأدبية مما يشكل فضاءً ثقافياً منفتحاً على الآخر المختلف، وإنما تنمو الأمم بالتشارك والتثاقف والاندماج. ثم إن هذه الكيانات الأدبية قدمت للجمهور كثيرا من المبدعين من الكتاب والشعراء ممن وقفوا على مسارح دولية يمثلون الخليج في مهرجانات ومسابقات مهمة. فمن هذه الصالونات الأهلية في البحرين يطالعنا في كل مرة “ملتقى قافية الثقافي” بكوكبة من الشعراء الذين يتداولون في جلساتهم مختلف قضايا الشأن الثقافي والأدبي، مروراً “بملتقى الإبداع الأدبي” الذي أخذ على عاتقه صقل المواهب المبدعة في جلساته ولقاءاته. في الضفة الأخرى وفي المنطقة الشرقية بالتحديد، بزغت ملتقيات أدبية فاعلة ساهمت بشكل مؤثر في رسم المشهد الثقافي وتعزيز الروابط الأدبية بين الجمهور من جهة، والشعراء والكتاب من جهة أخرى، منها “منتدى الكوثر الأدبي” و”صالون صهيل الكلام” و “ منتدى الثلاثاء” و “جمعية ابن المقرب للتنمية الأدبية” و “ملتقى تمائم الأدبي” و “ الينابيع الهجرية” و “خيمة المتنبي” ومثلها كثير في الكويت وعمان والإمارات وقطر. كل هذا الحراك خلق بيئة حاضنة للنتاج الأدبي والذي بدوره ساهم في رفع الذائقة الفنية والأدبية والثقافية في مجتمعات الخليج. وقال الشاعر والكاتب - رفيق رضوان الرضي: تحتفظ الذاكرة العربية الثقافية الحديثة بذكرى حية عن صالون الثلاثاء - صالون مي - الذي أدارته الأديبة مي زيادة وكان قبلة مثقفي وأدباء وشعراء مصر ومن حلوا ضيوفاً على أرض الكنانة، ولا شك أن الحراك الثقافي في الخليج تأثر إيجاباً بالنهضة الثقافية في مصر ولبنان، ومع النهضة الشاملة التي شهدتها دول الخليج منذ سبعينيات القرن الماضي، شهد المشهد الأدبي والثقافي حراك كبير أتاح الفرصة أمام تعزيز الثقافة المحلية بشكل خاص والعربية بشكل عام. وتعود نشأة الصالونات الأدبية في الذاكرة العربية إلى المساجلات التي شهدتها الأسواق العربية قديماً وأشهرها تلك في سوق عكاظ ودومة الجندل وغيرها، ثم ما شهدته مجالس الخلفاء في الدولة الأموية، وبعدها مجالس الخلفاء العباسيين ولعل أشهرها مجلس الخليفة هارون الرشيد. وقد أسهم ديوان سيف الدولة الحمداني والمساجلات التي شهدها وكان الشاعر أبو الطيب المتنبي جزءًا منها، في تخليد ذكرى سيف الدولة أولاً وحفظ انتصاراته وتدوينها في الذاكرة العربية. ويظل صالون ولادة بنت المستكفي في الأندلس شاهداً على الدور الكبير الذي قامت به الصالونات الأدبية في فتح باب المنافسة أمام المثقفين والشعراء وتوثيق قصائدهم، وقبلها ظهور عدد من الأسماء التي ما كان لها أن تحظى بهذا الاهتمام الكبير لولا ما توفر لها من ظروف ساهمت وساعدت في تعزيز ورقي ذائقتها الأدبية. لهذا كان ومازال للصالونات الأدبية دور كبير في رسم المشهد الثقافي، بما يتناسب والظروف التي هيأها الاستقرار السياسي والظروف الاقتصادية التي تساعد على إذكاء وتعزيز الإسهام الثقافي. ومع أدراك أهمية الثقافة في تعزيز القيم المجتمعية، وتقوية الروابط الاجتماعية، كان للنهضة الكبيرة التي شهدتها دول الخليج الأثر الكبير في بعث وأحياء الثقافة العربية بشكل عام والشعر بشكل خاص، فعادت المجالس الأدبية في المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج لتسهم في فتح المجال أمام الأدباء والمثقفين لتبادل الخبرات والتجارب الأدبية، والاطلاع على الجديد من الأعمال، إضافة إلى تعزيز الحوار لغة حضارية قادرة على إزالة الفوارق وتذليل العقبات، ما نتج عنه نهضة وحراك ثقافي غير المشهد بشكل عام، حيث تصدرت الصالونات والمجالس الأدبية في دول الخليج وأصبحت قبلة المثقفين والأدباء العرب، بعد أن كانت القاهرة وبيروت وعدن مراكز إشعاع ثقافي في النصف الأول من القرن العشرين. كما أن الانفتاح الكبير الذي شهدته دول الخليج في العقود الأخيرة، أسهم في موجة نزوح إليها، حيث استقطبت الكفاءات من المثقفين والمفكرين والأدباء ممن يحرصون على حضور هذه الصالونات والمشاركة في أنشطتها المختلفة، ما ساهم ويسهم في تعزيز روح التآزر العربي، وإحياء الروح القومية العربية التي تعتز بهويتها العربية، وتعمل على الحفاظ عليها أمام المتغيرات التي تسعى إلى التقليل من شأنها. وقال الدكتور سامي الشّيخ محمّد أستاذ الأخلاق والحضارة واللاهوت وعلم اجتماع المستقبل: الثقافة في جوهرها بما تنطوي عليه من صنوف الأدب والمعرفة في ميادين الفكر كافة، أمارة على وعي المجتمع المتقدم ونمائه، وهي سمة حضارية للمجتمع يقاس بها درجة وعيه وكياسته وتهذيبه الاجتماعي والأخلاقي، وتعكس مستوى التقدم والتطور المادي والروحي فيه. فالمجتمع المثقف هو المجتمع الذي تزدهر فيه الآداب والفنون والمعارف، على نطاق واسع في صفوفه، فيكون الشاعر والأديب والفيلسوف والمسرحي، والإعلامي، والمفكر ثمرة طبيعية لثقافة مجتمعه وإسهامه في تعزيزها. وفي هذا السياق تشكل الصالونات الأدبية الثقافية الخليجية ظاهرة واسعة الانتشار في دول الخليج العربي اليوم بمسميات مختلفة، كالديوانيات والملتقيات والمراكز والمنتديات الثقافية والأدبية، بالتزامن مع النهوض المعرفي والثقافي وتطور مستوى الوعي الاجتماعي الثقافي العام في دول الخليج العربي، الذي كان للوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، والتربوية والتعليمية، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة دور هام في انتشار تلك الصالونات الأدبية الثقافية في عموم دول الخليج العربي، فضلا عن الرعاية الكريمة التي تحظى المؤسسات الثقافية بها من جانب الجهات الرسمية المختصّة في هذه الدول. إن انتشار ظاهرة الصالونات الأدبية والثقافية الخليجية على نطاق واسع آخذ في الازدياد يوما إثر آخر، وله أثر إيجابي فاعل في تعميق الوعي الثقافي الاجتماعي العام لدى أفراد المجتمع الخليجي، وتعزيز الحراك الثقافي الآخذ في التبلور والازدهار المجتمعي، مما يسهم في تعزيز النهضة الاقتصادية والعمرانية والإعلامية والعلمية والاجتماعية والثقافية في المجتمعات الخليجية بوجه عام، ويضفي على ثقافة المجتمع طابعا مدنيا متقدما يجمع بين الأصالة والمعاصرة. إن انتشار ظاهرة الصالونات الأدبية والثقافية الخليجية من شأنه إحداث نقلة نوعية في الوعي المجتمعي باتجاه وعي الذات والواقع على نحو عصري فاعل ومثمر، وكلما ازدهر الفعل الثقافي لدى المجتمع كلما كان للمجتمع دورا فاعلا في إنتاج وعي وثقافة حضارية تعبر عن هويته الثقافية الوطنية التي ينتمي إليها. والسؤال الأكثر أهمية في انتشار الصالونات الأدبية والثقافية الخليجية، هو هل يعد انتشارها علامة إيجابية ومؤشرا عمليا على مستوى تقدم الوعي الأدبي والثقافي للمجتمع الخليجي، أم أنه على النقيض من ذلك؟ لا شك بأن انتشار ظاهرة الصالونات الأدبية والثقافية في المجتمعات الخليجية اليوم، يعزز الانتماء للهوية الوطنية والقومية الثقافية لدى هذه المجتمعات، وتحفيز العقول على التفكير السليم والإبداع الفكري بأجناسه المختلفة. تجسيدا لمقولة أن المجتمع المثقف الواعي خير من المجتمع غير المثقف والجاهل. فليكن شعار تلك الصالونات الآخذة في الازدياد والتبلور، ذلك الشعار الذي أطلقه زعيم الثورة الثقافية في الصين ماو تسي تونغ: دع مئة زهرة تتفتح ومئة مدرسة فكرية تتبارى والتعايش طويل الأمد والرقابة المتبادلة. وقال الدكتور - عبدالله بن عيسى البطيان: الصالونات الأدبية أو ما يترادف معها من مجالس ومنتديات أو المقاهي في الخليج والتي ساهمت بشكل أو بآخر للحراك الثقافي الممتد من التنوع الجغرافيا في منطقة حوض الخليج أو العمق الاستراتيجي في الجزيرة العربية. تنظم الجلسات واللقاءات والدوريات مع الكُتاب والمثقفين والقراء وكذلك المهتمين ليشكلوا حلقة وصل معرفية وتبادل ثقافي متنوع بتنوع الاهتمام للتراث الإنساني عبر الثقافة غير المادية. وبما أن هذه الحركة ذاتية نشأت عن طريق الأفراد وشجع عليها الإسهام المرن فهي تسهم في خدمة الحركة الثقافية، وتعزز العلاقات بين الشباب والشيوخ عبر اللقاءات بينهم والتفاعلات الثقافية، كما إنها تسلط الضوء إعلاميًا على من يطل من خلالها على شريحة الحاضرين والمتفاعلين عندما يُكتب عنها في الصحف والمجلات. ولأن الأهداف التي دعت لتأسيس هذا النمط تتشارك مع النسيج المجتمعي يمكن أن نستعرض أو نقف على بعض من تلك الأهداف منها: تقديم المعرفة في مجالات مختلفة من العلوم والآداب والاجتماع والسياسة والاقتصاد. فتح المجال للشباب البارز في فروع المعرفة لتبادل المزيد منها إلى جانب اكتساب الخبرات والمعارف الجديدة تقريب وجهات النظر وتدريب النفس على حسن الاستماع للآخرين. تكريم المبدعين من العلماء والمفكرين والشعراء والأدباء وغيرهم، ونشر بعض إصداراتهم. التعريف بأعلام العلم والثقافة والفكر وتوضيح إسهامهم في نهضة البلاد. تسليط الضوء على النهضة الوطنية علميًا وفكريًا وثقافيًا وحضاريًا. تدعيم العلاقة بين المثقفين والشباب من خلال اللقاءات في الصالونات. تعزيز ثقافة الحوار في التقارب الفكري بين الأجيال. استعراض القضايا الاجتماعية المعاصرة في محاولة لإيجاد حلول لها. التأكيد على تأصيل الثقافة الوطنية المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه. الحضور والمشاركة الفاعلة في المناسبات الوطنية. كما تعد متنفساً للمبدعين، وقناة من قنوات الأمن الثقافي الوطني الذي يخلق الولاء والانتماء وينشر الإيجابية بين الأفراد وينمي مواهبهم ويخلق أماناً نفسياً ومجتمعياً. ولأن الأحساء بلاد منشأ وموطن استيطان بشري بها تفرعت الكثير من هذه المنافذ الإبداعية لتكون نواة تغذي الوطن وتشكل راية بشرية إبداعية تعد إحدى القوى الناعمة في تعزيز الحراك الثقافي في أوساط المجتمع ويقينا مجموعة النورس الثقافية ومنها نادي النورس أحد تلك النوى الوطنية. وقالت الاستاذة - هناء سليم: أهمية الصالونات الثقافية والأدبية حقيقة دورها كبير جداً في المجتمع هدفها نشر الوعي الثقافي والحراك الأدبي، وذلك بالمشاركة في الفعاليات والمناشط التي تعنى بالثقافة والفنون والأدب من خلال الورش التدريبية والندوات والمحاضرات والتغلب على طرق التحديات في نشر الوعي الثقافي وهنا دور الصالونات الأدبية الثقافية في تعزيز الحراك الثقافي بالمشاركة مع المؤسسات الثقافية، وأيضا مع التعليم بإقامة الدورات والندوات الثقافية وصقل المواهب لاكتساب خبرة من هذه المناشط. أيضا الصالونات الثقافية لها دور كبير في ملتقيات الكتاب والأدباء وعمل إصدارات جماعية نتاج الورش التدريبية، وأيضا التعاون الثقافي خارج البلد مثل المشاركة في الأمسيات الشعرية وورش كتابة القصة وحضور المهرجانات والمعارض الدولية للكتاب. وقال الكاتب - أمير بوخمسين: الصالونات الأدبية تعد جزءًا هامًا من المشهد الثقافي في الخليج، حيث تلعب دورًا مهمًا في دعم الحراك الثقافي وتعزيز الأدب والفنون في المجتمع. وتعتبر نقطة اجتماع للكتاب والشعراء والمثقفين والمهتمين بالثقافة، إذ يتم فيها مناقشة الأعمال الأدبية والفنية وتبادل الأفكار والتجارب. الأدوار التي تقوم بها الصالونات الأدبية في دعم الحراك الثقافي في الخليج: • تبادل المعرفة والثقافة: منبر لتبادل الأفكار والمعرفة في مجال الأدب والثقافة. يتم فيها مناقشة الكتب والقصص والمؤلفين المحليين والعالميين، مما يساهم في زيادة الوعي الثقافي وتوسيع آفاق القراء. • تعزيز التواصل الثقافي: المساهمة في تعزيز التفاعل والتواصل بين الكتاب والقراء والمثقفين. مما يتيح فرصة للنقاش وتبادل الآراء والتجارب، ويعزز الاحترام المتبادل والتفاهم الثقافي. • تشجيع الإبداع والكتابة: ساهمت الصالونات الأدبية في تشجيع الكثير من الكتاب والشعراء لعرض أعمالهم الأدبية والحصول على ردود فعل وتعليقات بناءة من الجمهور. ويتم تشجيع الكتاب الموهوبين وتقديم الدعم والمشورة لتطوير مواهبهم. • تعزيز الانفتاح الثقافي: تساعد الصالونات الأدبية في تعزيز الانفتاح الثقافي والتعايش المشترك بين الثقافات المختلفة. ويشارك الكتاب والمثقفون من خلفيات متنوعة في هذه الصالونات، مما يساهم في تعزيز التفاهم والتعايش السلمي. • تنظيم الفعاليات الثقافية: تنظيم مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية مثل القراءات الشعرية والمحاضرات والندوات وورش العمل. حيث تلعب هذه الفعاليات دورًا هامًا في تعزيز الثقافة والتعليم وتوفير فرص التعلم المستمر. الصالونات الأدبية تلعب دورًا حيويًا في دعم الحراك الثقافي في الخليج، وتعزز التفاعل الثقافي وتوفر منصة للكتاب والشعراء والمثقفين للتعبير عن أفكارهم وتبادلها مع الجمهور. كما تساهم في تشجيع الإبداع وتعزيز الوعي الثقافي وتواصل الأجيال المختلفة. ومع تطور وتوسع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، أصبحت الصالونات الأدبية أكثر وصولًا وتأثيرًا. حيث يمكن تنظيمها عبر الإنترنت لتمكين المشاركة والمناقشة عبر الحدود الجغرافية. ويمكن أيضًا استخدام الشبكات الاجتماعية والمنصات الرقمية لنشر الأعمال الأدبية والتواصل مع جمهور أوسع. تعتبر الصالونات الأدبية في الخليج مساحات حيوية للتعبير الثقافي وتشجيع الإبداع، وتعزز التفاعل الثقافي وتساهم في بناء مجتمع ثقافي متنوع ومترابط. وبفضل دورها المهم أصبحت عنصرًا أساسيًا في تعزيز الحراك الثقافي وتطوير الأدب والفنون في المنطقة. نتطلع لذلك اليوم الذي نرى فيه مثل هذه الصالونات الثقافية قد تحولّت إلى عمل مؤسسي وليس بجهود شخصية، وتقوم بالدور المنوط بها كما ينبغي للتأثير في الحراك الثقافي التي يمر بها المجتمع الخليجي، وتكاتف الجهود لكي تكون تلك الصالونات متميزة من حيث المحتوى. حيث كان لها دور كبير في الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية، وفي تعزيز حالة الاحترام للآخر في الحديث وفي الأفكار، وترسيخ ثقافة الحوار. وقالت الاستاذة - إباء مصطفى الخطيب” الإبداع بشكل عام والأدبي على وجه الخصوص يحتاج إلى حاضنة داعمة وفاعلة تتيح له فرصة التبلور جوهرًا وظاهرًا من حيث صقل الموهبة وفتح الطرق أمامها حتى تتعمق فكريا وثقافيا من جهة ومن حيث إظهارها ونشرها وتشجيعها من جهة أخرى وطالما كان هناك جهود فردية أو مؤسساتية التفتت للأمر وتبنته بل وحملته على عاتقها فكانت الصالونات الأدبية نموذجا لهذا الاحتضان والدعم ولعل ازدهارها وانتشارها في دول الخليج يرد إلى حالة الاستقرار والازدهار في البلدان والذي من شأنه أن ينعكس على الوضع الثقافي والابداعي بتشجيع المبادرات الفردية وتهيئة الظروف المواتية لنجاحها وطرح مبادرات من الحكومات تدعمها وتأخذ بيدها نحو هدف مبشر بمستقبل واعد للمبدعين والمؤثرين والبلدان ومن الملاحظ في الوسط الأدبي العربي تظافر الجهود في هذا المجال في الصالونات الأدبية في الخليج حتى امتد أثرها وتجاوز المستوى المحلي إلى مستوى عربي يدعم ويحتفي بالمبدعين العرب والذي نأمل أن يدعم بشكل أكبر فيسهل دخول الأدباء العرب واندماجهم بالحركة الثقافية الشاعر. مثلا تكتمل هالة إبداعه بوجود المتلقي الواعي والمحب للشعر وفي الصالونات تتوفر العلاقة الصحيحة بين المتلقي والمبدع ليس هذا فحسب إنها تعطي فرصة جدية ورسمية للمبدعين الشباب حتى تتلاقى مواهبهم مع المخضرمين وتتفاعل تفاعلا منتجا ومؤثرا في الطرفين. أود الاشارة الى أن هذه المبادرات موجودة بتسميات متنوعة في بلدان عدة وهدفها واحد أن يكون هناك مكان واقعي ومعنوي يتيح للمبدع أن ينهض بإبداعه ويطوره ويتفاعل به مع الآخرين.. لكنه في أبهى حالاته وأكثرها دعما ضمن الصالونات الأدبية الخليجية. وقال الكاتب والشاعر عبدالعزيز الحسن: مع انطلاق جودة الحياة وقيادة التحول ورؤية الوطن تعيش نهضة شاملة في المشهد الثقافي دول الخليج العربي ودعمها في الحراك الثقافي كبير جدًا، بدأت الصالونات الأدبية والثقافية والحراك الثقافي المحلي الدولي، ووصلنا لمصاف الدول الكبرى في التطور والتنمية الثقافية الشاملة، انتشرت على مستوى دول الخليج المجالس والديوانيات الثقافية والوطنية ولم الشمل طوال العام وبعضها يستقطب كبار المحاضرين والمتحدثين من جميع دول الخليج وبحضور مثقفي دول الخليج، بدأت تنزل جداول لأنشطة هذه الصالونات والمجالس والديوانيات، يتعاون أصحاب الكافيهات مع الوكلاء الثقافيين ومراكز ونوادي الابتكار من أحياء لقاءات ومحاضرات وتكريمات في صالات الكافيهات. وقالت الأستاذة - أميرة بنت جاسم النادر: لا زال الأدب ينمو ويترعرع في ربوع المملكة العربية السعودية والخليج العربي فهو يسير على خطى من سبقه في الدول العربية التي نالت حظها الأوفر من الانفتاح ومشاركة الآخرين أفكارهم عن طريق البعثات الخارجية أو التعليم الداخلي وتشجيع الأفكار في حين كانت المملكة العربية السعودية متمسكة بعاد ات وتقاليد تحجب بعض الأفكار التي كان بود الكتاب أن يتناولوها وبعض المواضيع التي التي يهتم في نشرها في حين امتلأ الأدب العربي قديما بالمواضيع المختلفة كالغزل والرثاء وحرية المرأة وحجابها وخروجها للعمل والاختلاط والسفر فلذلك قلما نجد من جذر هذه المسألة على الملأ، فوجدت عددا من الكتاب مؤرخين وشواعر بشكل فردي يتحدثون عن عاطفة أو تجربة شخصية أو اجتماعية هنا وهناك أبيات أو قصيدة إثر تجارب شخصية فردية ما بين حب وفراق وفخر واعتزاز، لكن الحراك الأدبي الثقافي ظل مستمرا دون توقف أو انقطاع إلى أن ظهر بشكل ملموس على شكل أندية أدبية في كل محافظة من محافظات المملكة تقيم الأمسيات. وتناقش الدواوين وتلتقي بالشعراء والشواعر ومن ثم بدأت الصالونات الأدبية بالانتشار حيث ساهمت الجهات المختصة من ناحية الأدب والثقافة بإيجاد أمسيات أدبية على هامش معرض الكتاب الدولي في أثناء إقامته في العاصمة الرياض وغيرها من مدن المملكة في الدمام وجدة وغيرها ومن أشهر الصالونات التي تعتني بالثقافة وأهمية اللقاءات الأدبية التي تتيح الأدباء تبادل الآراء والاستماع إلى نتاج هم الأدبي في شتى المواضيع فهناك على سبيل المثال عددا لا حصرا صالون ضاد الثقافي في جدة والرياض وصالون أفق تحت مظلة مكتبة الملك عبدالعزيز الذي يناقش تحت مظلته كثيرا من الروايات كمناقشة ( تعدد الأصوات في الرواية السعودية ) ومنه صالون رفقة الثقافي إذ يعتبر مساحة ثقافية اجتماعية حرة تتيح فرصا للتعبير والتفكير كما ويرعى صالون السدرة الأدبي ويشرف على برودكاست متنوع مثل برودكاست (الحب الأول) وهو مسجل على اليوتيوب وها هو صالون أدب يحدثكم عن شعر الحماسة والمعارك والملاحم الخالدة وشعرائها والقصائد والقصص الأقرب إلى قلوبكم عن المجد، وأدب ارتقاء. وهناك صالون سارة الخزيم في محافظة الخرج فهو عبارة عن مزرعة واسعة متنوعة الأشجار جميلة المنظر فيها تغذية بصرية جميلة حيث أخذت الأستاذة د سارة الخزيم الاعتناء والاقتناء بالكتب هذه الظاهرة تسير بشكل صحيح كما هو دور المكتبات العامة فحقوق المؤلف من أولويات الدولة فالأمير فيصل بن سلمان يؤكد أهمية ملف حقوق المؤلف باعتباره على رأس أولويات الدولة، مبيناً انعكاساته المعرفية والاقتصادية كما بين أهمية المكتبة في المساهمة في تطوير التشريعات وتحقيق التكامل المؤسسي بالتعاون مع الهيئة السعودية للملكية الفكرية والهيئة العامة لتنظيم الإعلام. وهكذا نجد سير الحراك الثقافي بخطى سريعة ومتوازنة. وقالت الدكتورة سهام العبودي: منذ البدء تطلَّع الإنسان إلى تشكيل حضوره في فضاءات قادرة على استيعاب أفكاره وتصوُّراته، وإلى تحقيق نوع من المخالطة النافعة المُخصِبة المثمرة؛ وفاءً للرغبة في الاكتساب والتجويد والنفع والانتفاع. جاءت (المجالس) و(الصالونات) الأدبيَّة شكلاً مُستجيبًا لحاجة روحيَّة وعقليَّة، وهي الفضاءات الحرَّة المنشغلة بالعقل، الذاهبة ما استطاعت بها المسافات نحو بغيتها: التنوير والبناء، وإشباع الشغف. ترنُّ في الذاكرة سجالات وحوارات قديمة في مجالس لم تتخذ اسم (الصالون)؛ لكنَّها حقَّقت مقصده، في كلِّ حديث يرفع العقل رتبةً، ويمنح الذائقة ما تستطعمه بلذَّة ومسرَّة. إنَّها إذن هذه الرغبة في الترقِّي، في الحضور بكلِّ ما اكتنزه العقل من أفكار وخبرات، في تدوير النفع، وموازاة العمل الرسميِّ المؤسسيِّ موازاة رفد واستكمال ومعاونة. ما تثمر عنه الصالونات الثقافيَّة أو الأدبيَّة من حراك – غير رسميٍّ – هو جزء من المشهد، ومادة ثمينة من التاريخ الثقافيِّ للبلاد، وهي انعكاسٌ صافٍ لتطوُّر الثقافة واتجاهاتها ومشكلاتها. والأدوار التي يضطلع بها مؤسِّسوها والقائمون عليها هي أدوارٌ مؤثِّرة، وفي التاريخ الأدبيِّ العربيِّ والمحلِّي إشارات كثيرة إلى تحوُّلات وسجالات وحوارات حاسمة قادت التغيير بوجه ما. وهنا في المملكة العربيَّة السعوديَّة وفي دول الخليج عامةً شهد تاريخ الثقافة حضورًا ظاهر القيمة والأثر للصالونات الثقافيَّة؛ إذ قادت الرغبة الخالصة أعلام الثقافة والفكر إلى تكوين عوالم خاصَّة أكثر مرونة وانفتاحًا. ولا جدال في أنَّ العصر يقترح – بميِّزاته – أشكالًا جديدة للظواهر؛ فتحقُّق الالتقاء (أثيريًّا) عبر نوافذ التقنية هو شكلٌ من أشكال حضور (الصالونات)، ففيها تتحقَّق الفكرة الرئيسة: التقاء الأفكار، وتعالق الرؤى، ومساحة الحوار الحرَّة. إنَّ (الفكرة) هي سيِّدة أمرها، ومنها تنبعث أذرع التحقُّق والمثول، وأتصوَّر – دومًا – أنَّ أيَّ فضاء يسمح بالالتقاء الفكريِّ هو مجلسٌ معتبر ومؤثِّر. وقالت الأستاذة - رباب النمر: الصالون الأدبي أو ما يسمى بالندوة أو نادي القراءة هي مجلس ثقافي أدبي معرفي غالبًا ما يضم النخب من الكتاب والأدباء والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي، يلتقون في نقطة زمنية متكررة أسبوعيًا أو شهريًا، وهدفها الرئيس هو التشجيع على القراءة لإنشاء جيلٍ قارئ واعٍ معتاد على التلقي المعرفي، يحمل في طبقات تكوينه الثقافي طبقات معرفية متراكمة ليكون شخصًا ناضجًا في سلسلة الحضارة الإنسانية. لم تكن الصالونات ظاهرة مستحدثة، بل استوردها مثقفو الخليج العربي من بلاد مصر والشام التي سبقتهم حضاريًا، فكان صالون مي زيادة، وصالون عباس محمود العقاد، وصالون طه حسين. بدأت الصالونات الأدبية والثقافية في الخليج العربي رجالية، وسرعان ما تأسست بعدها الصالونات النسائية وصالونات الأطفال، والأسماء كثيرة ومتنوعة مثل صالون بحر الثقافة للشيخة روضة بنت محمد، وصالون أسماء المطوع، ونادي الجليس لطالب الرفاعي، والثلوثية للدكتور محمد المشوح، وسبتية حمد الجاسر الثقافي، وصالون سارة الخزيم، ومنتدى الثلاثاء لجعفر الشايب، واثنينية النعيم، وديوانية العُمري لماجد العُمري وغيرها الكثير وغالبًا ما يؤسس الصالون شخص مهتم بالأدب والثقافة وممارس له، وله تجربة ثقافية أو إدارية في بيئة محبة للثقافة تستقطب النخب لمناقشة كتاب وإقامة الندوات والحوارات، حيث قامت تلك الصالونات على جهود فردية وبمجهودات ذاتية لتشكيل الثقافة في الخليج شكلت نوعًا من أنواع العمل التطوعي لتعزيز الحراك الثقافي ودعمه. والصالون الثقافي يقوم بدور اجتماعي متمثل في اللقاءات التي تحرك الآخرين من المهتمين للانضمام، وتخلق جوًا من التعارف لدى طبقات الكتاب والمثقفين لبعضهم البعض، كما تقوم بدور تسويقي وإعلاني للكتاب وتعريف المشهد الثقافي عليهم. وتقدم الصالونات فعاليات ثقافية أخرى مثل إقامة المهرجانات كمهرجان القراءة الذي أقامه نادي حروف بالكويت عدة أيام واستضاف خلاله العديد من الكتاب والقراء واستقطب قراء جدداً من شريحة الشباب من الممكن أن يضيفوا ألواناً أخرى لتطوير الصالونات مثل تصميم الملصقات والبنرات وبث إعلانات الصالون في وسائل التواصل الاجتماعي، وتصميم مواقع لتلك الصالونات مما يجعل الصالون مواكبا لمتطلبات العصر. ويقوم الصالون بعمل مسابقات أدبية ويقدم جوائز للفائزين وهذا يشجع الشباب على خوض التجارب الأدبية والإبداعية. وقد قدمت بعض الصالونات ورش عمل للقراء في كيفية القراءة الصحيحة والتلقي المثمر. ومن الملفت للنظر أنه بدأت بالظهور صالونات أدبية للأطفال تشجعهم على الجلوس في مجموعات ومناقشة كتاب لتنمية مهارات الاستماع والحوار والحديث، وهذا يسهم مسقبلاً في إنتاج شخصيات واعية مؤسسة معرفيًا ومعتادة على القراءة وهي السلوك الحضاري القادر على صناعة البشر. وقال - عمار سعيد فاضل عضو الجمعية العمانية للكتاب والأدباء: لقد حظي الحراك الثقافي في السلطنة منذ بزوغ فجر النهضة المباركة باهتمام سامٍ من لدن القيادة الرشيدة من خلال الاهتمام بتطوير استراتيجيات التعليم والتعلم ودعم المواهب في شتى المجالات، وتعد الصالونات الثقافية إحدى اشكال المشاركة الشعبية الفاعلة من خلال مشاركة الصالونات الثقافية في العديد من الورش واللقاءات المتعلقة باستراتيجيات السياسة العامة وتجلى الاهتمام بتفعيل وتنظيم عمل الصالونات الثقافية في القرار الذي أصدره مولاي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه عندما كان وزير التراث والثقافة بإصدار اللائحة التنظيمية للمبادرات الثقافية بهدف استقطاب المبدعين والمشتغلين في مجالات الثقافة والآداب والفنون من داخل السلطنة وخارجها، عبر مختلف الفعاليات والأنشطة التي تنفذها المبادرات وتعريف أفراد المجتمع بمفردات الثقافة، وتشجيعهم على متابعة وحضور الفعاليات التي تنفذها المبادرات في هذا المجال، وصولا للمساهمة الفعالة والإيجابية في إثراء الجوانب الثقافية في المجتمع، حيث تساهم أنشطة الصالونات الثقافية في تعزيز قيم المواطنة الصالحة والتشجيع على القراءة والبحث وتنمية وتطوير المواهب وخلق جيل من الكتاب والأدباء المنتجين الذي يساهمون في رفع رصيد السلطنة من الإنتاج الأدبي ورفع علمها خفاقا في منصات التتويج الثقافية على المستوى الإقليمي والدولي وترويج الإرث الثقافي والترويج السياحي من خلال سياحة المؤتمرات والسياحة الثقافية كما تساهم المبادرات الثقافية وتحظى الصالونات الثقافية بدعم ومتابعة وإشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب وعلى رأسها سمو سيدي ذو يزن بن هيثم الموقر حفظه الله. حيث يتجلى هذا الاهتمام الكريم من خلال توفير الإطار التشريعي المرن لعمل المبادرات الثقافية اللقاءات الدورية المبادرات الثقافية (المصطلح الرسمي الصالونات الثقافية) والذي يجمع الصالونات الثقافية مع كافة المسؤولين المختصين في تحسين وتطوير ودعم أعمالهم والمساهمة في دعم نشاط الصالونات ماديا ولوجستيا من خلال فتح أبواب كافة مرافق الوزارة والمجمعات والمراكز التابعة لها مجانا وإشراك الصالونات الثقافية بشتى الأحداث الثقافية في السلطنة وتقدم الوزارة بقيادة سمو سيدي ذي يزن بن هيثم رعاه الله عدداً من الجوائز والتكريمات الداعمة للصالونات المجيدة لدعم وتكريم الأفراد القائمين على هذه المبادرات التي تساهم بشكل فاعل في إثراء الحراك الثقافي في السلطنة. وقالت المستشارة الثقافية - ساجدة حميد الموسوي: قبل الحديث عن أهمية الصالونات الأدبية في (الخليج العربي) -هكذا نسميه- لابد من إلقاء نظرة على الواقع في هذا المجتمع ومن كل النواحي لأنها مترابطة جداً .. نحن الآن في مشتبك القنا بين ثقافة عربية تحاول أن تثبت حضورها وهويتها وبين موجات العولمة الصاخبة التي غزت الإعلام الورقي والرقمي والفضائي. لذا فإن الالتفات إلى أهمية الصالونات الأدبية باعتبارها خيمات محلية تساهم في إنعاش الحياة الأدبية والثقافية وتنشيط اللغة العربية بعيداً عن سموم العولمة وإغراءاتها هو في وقته ومحله المناسب. فالصالون الأدبي باختلاف أنماطه هو خيمة تجمع المثقفين والأدباء مع جمهور يتطلع للمعرفة والاستفادة وإرواء شغفه الأدبي أو الفني، وقد يشارك في التعبير عن آرائه وأفكاره، وبذلك تتحقق أكثر من فائدة، الأولى استفادة ومتعة الجمهور مما يطرحه الأديب، والثاني استفادة هؤلاء من آراء الجمهور وما يدور بخلدهم فيتعرفون على المستوى الثقافي والاجتماعي للجمهور. كما إن تشجيع الجمهور وتفاعله مما يسمعه ويراه حري أن يسعد الأديب المبدع ويرفع من معنوياته، فيما يستفيد الأديب الأقل إبداعاً من ردود فعل الجمهور وأحياناً ملاحظاته. إن اللقاءات المباشرة التي تعقدها الصالونات الأدبية تعزز حالة التواصل بين الأدباء من شتى صنوف الأدب وتغري وسائل الإعلام أن تقترب من هذا العالم المتوهج بالنشاط والمعرفة لتعكس صورته وبذلك يصل صوت الأديب ونتاجه إلى الجمهور الأوسع من خلال وسائل الإعلام المختلفة. يتميز نشاط الصالونات الأدبية بالدفء الإنساني والحميمية، وحتى لو اختلفت وجهات النظر واحتدم الشجار على قضية أدبية أو فنية سرعان ما يرتفع شعار (الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية). للصالونات الأدبية دورٌ واضح في اكتشاف المواهب الجديدة وإعطاء الشباب فرصة لعرض نتاجهم الإبداعي أياً كان في الشعر أو القصة. وبالمجمل فإن هذه الصالونات على اختلاف مسمياتها تساهم في تعزيز الحراك الثقافي والمجتمعي وتسحب الأديب المشارك من عزلته في البيت، كما تساهم في خدمة قضايا المجتمع حين تردم الهوة بين النخب الثقافية والأدبية والشريحة الواسعة من أبناء المجتمع ولا يسعني إلاّ أن أثني على النشاط الملحوظ للصالونات الأدبية في عموم دول الخليج العربي سواء أكانت نقابية أو تحت رعاية حكومية أو خاصة، وكلها تدار بجهود رفيعة المستوى ويبقى الهدف السامي لها هو خدمة الأدب واللغة العربية والثقافة والجمهور المتلقي وصولاً لخدمة أهداف المجتمع والحد من تيهور العولمة وسلبياتها خصوصاً على الأجيال الصاعدة. وقالت الاستاذة الشاعرة - تهاني بنت حسن الصبيح: ليس المهم لديّ وجود صالونات أدبية من ناحية العدد أو كمّ الموضوعات أو عدد الحضور المهم هو نوع الطرح الذي تثري به هذه الصالونات المتلقي وتشبع حاجاته النهمة للاستزادة الثقافية والمعرفية المهم هو كمّ الإبداع الذي يدهشنا ويجبرنا على التصفيق من خلال قصيدة شاعر لم نتوقع يوماً منه أن يكتب مثل هذا الكلام لتصبح هذه الصالونات عتبة أولى ينطلق منها أديب أو تُكتب خلالها رواية أو تنبع على ضفتها قصيدة منسابة عذوبة وجمالاً. أما كثافة عدد الصالونات أو اكتظاظ بعضها بالجماهير وإن كان دلالة على حراك ثقافي ومعرفي إلا أننا بأمس الحاجة فيه إلى غربلة الموضوعات وانتقاء الأكثر جودة والأكثر تأثيراً.