دشنت فروعها الإلكترونية بالمولات.. وواصلت دورها الريادي:

جمعية البر بجدة.. خدمات وبرامج ومشاريع خيرية بلغة عصرية

تعد جمعية البر بجدة إحدى الجمعيات الرائدة في مجال العمل الخيري بالمملكة، حيث تأسست في 25 ذي الحجة عام 1402هـ، وهي جمعية خيرية ذات شخصية اعتبارية تشمل خدماتها محافظة جدة وما حولها من القرى، ورئيسها الفخري صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة، وتعمل تحت إشراف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ومسجلة برقم 62. وكان مؤسسو الجمعية هم: صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله)، وسعادة الشيخ محمد بن عبود العمودي، وسعادة الأستاذ أحمد بن عمر مسعود (رحمه الله)، وسعادة الاستاذ مازن محمد باحارث، وسعادة المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي، ومعالي المستشار الشيخ أحمد بن عبدالعزيز الحمدان، وسعادة الأستاذ شاهر بن عبدالرؤوف بترجي. تنص رسالة الجمعية على أن تكون قدوة وواجهة مشرقة لبلد الحرمين الشريفين في القطاع الخيري، وممارسة النشاط الخيري والإنساني في أوسع أطره، لرفع الاكتفاء الذاتي للجهات المستفيدة من أيتام وأسر ومرضى، لضمان حقهم في المجتمع والبيئة المحيطة. أما الرؤية فهي أن تكون رائدة في العمل الخيري المستدام على المستويين المحلي والعالمي. وحددت جمعية البر بجدة أهدافها في: التحول من جمعية تعتمد على التبرعات إلى جمعية تحقق الاكتفاء الذاتي وتحقق التنمية المستدامة، وتقديم خدمات متنوعة ومتميزة للأيتام والأسر المحتاجة، وتشجيع العلاقات التكاملية بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والجهات الخيرية لتوجيه مسئوليتها الاجتماعية لأعمال البر الخيرية، ونقل الأيتام والأسر المحتاجة من مرحلة الاحتياج إلى مرحلة الاكتفاء، وبناء منظومة تواصل مع الجمعيات الخيرية والإنسانية المحلية والعالمية لتبادل الخبرات والمعلومات، وتشجيع التطوع في دعم أنشطة الجمعية المجتمعية. خدمات عديدة ومتنوعة تقدمها الجمعية تقدم الجمعية العديد من الخدمات لفئات متنوعة من المستفيدين، وتهدف بذلك إلى تغطية رغبات المحسنين واحتياج المستحقين، ومن أبرز تلك البرامج: - دور الضيافة: تؤوي الجمعية أبناء وفتيات الأيتام ذوي الظروف الخاصة، وتبذل جُلَّ اهتمامها معهم على أنهم أمانة يجب المحافظة عليها، ودرء أيّ خطر قد يحيط بهم. ولهذا فإن الإيواء أحد الأنشطة الرئيسية للجمعية حيث إنها تؤوي عدد 227 يتيمًا ويتيمة في دور الضيافة التابعة لها وهي: • دار الزهراء: وتحتضن (52) يتيمًا ويتيمة من حديثي الولادة وحتى سنّ التاسعة للأولاد، أو حتى سنّ الزواج بالنسبة للفتيات. • دار السيد عبدالله عباس شربتلي لرعاية الأيتـام: يوجد بها (29) ابنًا يتلقـون كامل الرعاية والاهتمام حتى سنّ الثامنة عشر. • شقق رجال المستقبل: يتم إسكـان الشـبـاب من سـنّ الثـامـنـة عشر حتـى سـنّ الخـامسة والعشرين في شقق تحت إشراف الجمعية ويبلغ عددهم حاليًا (146) شابًا. - كفالة الأيتام: يتم دراسة وضع اليتيم اجتماعيًا من قبل باحثات متخصصات بقسم البحوث، ومن ثم يأتي دور منسقة الكفالات بإعداد بطاقة تسويقية لليتيم عن طريق منسقة علاقات متبرعين، وبعد ذلك يودع مبلغ الكفالة في الحساب البنكي لليتيم، حيث بلغ عدد الأيتام الذين تكفلهم الجمعية الآن (1487) يتيمًا ويتيمة. - كفالة الأسر: برنامج كفالة أُسرة هو اليد الحانية والظلّ الظليل في حياة الأسر المحتاجة، وهو من البرامج الهامة في الجمعية، لما للأسرة من أهمية في بناء المجتمع ككل. وتتولّى الجمعية دراسة حالة الأسر، وتحديد درجة استحقاقها للمساعدة، وذلك بإجراء دراسات عن طريق البحث المكتبي والميداني للأسر المرشحة للمساعدة من خلال قسم المساعدات، حيث بلغ عدد الأسر التي تكفلها الجمعية الآن (539) أسرة تمدهم بالمساعدات العينية والنقدية. - الرعاية الصحية: يعتبر من البرامج الرائدة التي تنفذها الجمعية، حيث يتكون النشاط الصحي في الجمعية من ثلاث برامج، وهي: أولًا: مراكز غسيل الكلى، حيث دفعت الزيادة في أعداد المصابين بمرض الفشل الكلوي من المحتاجين، الجمعية إلى خدمتهم ومساعدتهم صحيًا واجتماعيًا ونفسيًا، ومن هذا المنطلق تم إنشاء مراكز غسيل الكلى لجمعية البر بجدة وهي: مركز عبدالكريم بكر الطبي، ومركز هشام عطار للغسيل الكلوي، حيث تحتوي هذه المراكز على (67) كرسي غسيل كلى، وتقدم المراكز أكثر من 40 ألف جلسة غسيل كلى، وتخدم ما يقارب (290) مريضًا. ثانيًا: المجمع الطبي العام، حيث يقدم خدمات صحية شاملة للمرضى المكفولين من الأيتام والأرامل مجانًا، وعموم الفقـراء وذوي الدخـل المحدود بتعرفة رمزية، وتشمل هـذه العيادات كافة التخصّصات والخدمات الطبية وتزويدها بالأجهزة الحديثة اللازمـة، بالإضافة إلى توفير مختبر مجهز تجهيزًا كاملًا بالمعدات الطبية الحديثة، وقد تم استقطاب عدد من الأطباء على قدر عال من الخبرة. والتخصصات التي يقدمها المجمع الطبي (عيادة الباطنية - عيادة الأسنان والفم واللثة - عيادة العظام - عيادة المخ والأعصاب - عيادة الأطفال - عيادة العيون - عيادة الأنف والأذن والحنجرة - عيادة النساء والولادة). ثالثًا: علاج فقير، حيث أقامت الجمعية هذا البرنامج من أجل علاج الفقراء من الأسر والأيتام المكفولين في الجمعية، والذين لا يستطيعون تأمين علاجهم من خلال المجمع الطبي الخيري، وذلك لرفع الحاجة والعوز عن هذه الفئة الغالية على قلوبنا، امتثالًا لقوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) سورة المائدة: (2). وللجمعية أيضًا العديد من المشاريع الدائمة والموسمية، منها: - إفطار صائم: في إطار سعي الجمعية المستمر لتحسين خدماتها تجاه الأسر الفقيرة والأيتام والمكفولين، رأت أن استفادة الأسر من المواد الغذائية لإعداد الإفطار في رمضان في بيوتهم أفضل من الوجبة الجاهزة، وذلك بعد استطلاع آراء تلك الأسر ومعرفة احتياجاتهم ورغباتهم. - سقيا صائم: سقيا الماء من خير أنواع الإحسان والبر وأعظم القربات عند الله تعالى، خصوصًا في أفضـل الأشهر شهر رمضـان المبـارك، وتوفر الجمعية التبرع لهذا البرنامج لمشاركة الأجر مع المتبرعين. - كسوة العيد: استطاعت جمعية البر بجدة من خلال برنامج (كسوة العيد) غرس السعادة في نفوس الفقراء والمحتاجين، وخاصة الأطفال الأيتام، ليشاركوا الأغنياء فرحتهم بعيد الفطر المبارك. - زكاة الفطر: أولـت الجمعية كل الاهتمام لاستقـبال الزكـاة وتـوزيعها على الأسـر الفقيرة والمحتاجـة في محافظة جـدة والقـرى المجـاورة لها وفي وقتها الشـرعي. - سقيا الحاج: في شهر ذي الحجة ومع توافد ضيوف الرحمن تتيح الجمعية لأهل الخير باب من أبواب الخير وهو (سقيا الحاج) والذي يقوم على توزيع الماء على الحجاج، تماشيًا مع أحكام ديننا الحنيف وما حث عليه من تكافل وتعاضد بين أبناء المجتمع الإسلامي الواحد. - الأضاحي: تقوم الجمعية بتقديم هذه الخدمة لأهالي وسكان جدة في شهر الحج فقط. - صدقة اللحم: من أجل جـودة العمل في هـذا المشـروع وضمان إيصـال صدقة اللحـم إلى محتاجيـها، قامت الجمـعـية بالتعـاقد مع متعـهّد لتنفيذ مشـروع صدقة اللحـم ليتـولّى عملية الذبح، وتسليمها للجمعية؛ لكي تتولى توزيعها على المحتاجين من الأسر والأيتام على مدار العام. - تفريج كربة: ضمت جمعية البـر بجـدة برنامـج تفريـج كربة من ضمن برامجها لما له أهمية في خدمة الأسر والأفراد الأكثر احتياجًا في المجتمع، والذين يتعرضون لظروف قاهرة، ويتطلعون لمساعدة إخوانهم وأخواتهم في ظروفهم المفاجئة والعاجلة سعيًا لسد هذا الباب وقضاء حاجتهم. - الزكوات والصدقات: تقدم الجمعية هذه الخدمة تسهيلًا للجميع على إخراج زكاتهم وتقديم صدقاتهم مع ضمان وصولها للمستحقين كما نصت شريعتنا السمحة، كما تقدم أيضًا خدمة كفارة اليمين وهي إطعام عشرة مساكين. - الأوقاف والصدقة الجارية: يعتبر الوقف الخيري من أفضل الأعمـال المستحبة إلى الخالـق عز وجل وهـي من أفضل القـربات حيث تدخل في إطار الصدقة الجارية التي يستمر خيرها للإنسان حتى بعد مماته. - مستودع البر: استكمالًا لمنشآت الجمعية التي لها دور مباشر في مساعدة المحتاجين، تم إنشاء مستودع البر الذي يستقبل التبرّعات العينية من المحسنين والمتبرعين والمصانع المحلية والشركات المنتجة للمواد الغذائية والاستهلاكية وأدوات النظافة والعناية الشخصية والأثاث ونحوها. ويتم إعادة فرزها وتعبئتها وصرفها للمحتاجين حسب بيانات الأسر المحتاجة التي يصدرها قسم المساعدات في الجمعية. إنجازات وأرقام كبيرة للجمعية خلال ما يربو على 40 عامًا من العمل الخيري، حققت جمعية البر بجدة العديد من الإنجازات التي توضحها لغة الإحصاءات والأرقام، حيث آوت الجمعية في دور الضيافة والرعاية الاجتماعية ما يزيد عن 1000 يتيم ويتيمة، فيما بلغ عدد الأيتام الذين كفلتهم أكثر من 12450 يتيمًا ويتيمة. أما الأسر التي كفلتها الجمعية فبلغ عددها 34200 أسرة، في حين بلغ عدد جلسات غسيل الكلى المقدمة أكثر من 530 ألف جلسة، وبلغ عدد المستفيدين من المركز الطبي أكثر من مليون و270 ألف مراجع، أما المستفيدين من مستودع البر فعددهم مليون و100 ألف مستفيد. ونشطت الجمعية خلال جائحة كورونا أيضًا، حيث بلغ عدد الأسر المستفيدة من المساعدات لمجابهة الجائحة أكثر من 19500 أسرة، فيما بلغ عدد السلال الغذائية الموزعة خلال الجائحة 24579 سلة غذائية، وبلغ عدد الأسر المستفيدة من المساعدات في كارثة سيول جدة 2559 أسرة. وللجمعية حضور لافت في مختلف الأحداث والفعاليات، وفي مقدمتها اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، ويوم اليتيم العربي، واليوم العالمي للمعلم، واليوم العالمي للبيئة، واليوم العالمي للتبرع بالدم، كما تنظم سنويًا ماراثون جدة تحت إشراف وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لألعاب القوى، بمشاركة العديد من العدائين من داخل وخارج المملكة. مشروع مقصد جدة عمل مجلس الإدارة على تحقيق الاستدامة المالية من خلال تأمين مصادر دخل متعددة للجمعية عبر الشراكات مع مختلف القطاعات والاستثمار بالأوقاف، وقد برز خلال هذه الفترة مشروع الجمعية التجاري (مقصد جدة) لاستثمار مقر الجمعية الكائن عند تقاطع شارعي البترجي والعطاس لتأمين مصادر دخل للجمعية. وأسندت الجمعية مسؤولية إدارة محفظة الأصول العقارية العائدة ملكيتها للجمعية، إلى شركة “مفاز” العربية؛ بهدف تعزيز قيمتها الاقتصادية ورفع عوائدها التشغيلية؛ للمساهمة في تحقيق الاستدامة للجمعية والاستمرار في تنفيذ رسالتها الخيرية. ومن هذا المنطلق، استهلت شركة “مفاز” العربية أعمالها التطويرية بإدارة وتطوير موقع إدارة الجمعية، الذي تبلغ مساحته 12.500 متر مربع، وتحويله إلى مشروع تجاري متعدد الاستخدام تحت مسمى “مقـصـد جـدة”، الذي يُعد مركزًا يجمع بين التسوق والترفيه. وبدأت شركة “مفاز” العربية خطوات الدراسة وتنفيذ المشروع عبر الاستعانة بأفضل بيوت التصاميم العمرانية ومكاتب الاستشارات المحلية. وحسب الرؤية لمشروع “مقصد جدة”؛ فإنه سوف يتم تشييده كنسيج عمراني متكامل يجمع ما بين التسوق والترفيه. وعن فكرة المشروع تَحَدث الدكتور سهيل قاضي، رئيس مجلس إدارة الجمعية قائلًا: “تعد جمعية البر من أقدم الجمعيات المختصة في المجال الخيري في المملكة العربية السعودية، ولا يخفى على أحد أنها كحال جميع أوجه العمل الخيري، تعتمد في عملها على التبرعات، ومنذ فترة طويلة ونحن ندرس العديد من الخيارات التي نستطيع من خلالها القيام بمبادرة أو مشروع يحقق عائدًا ماليًّا مستدامًا للجمعية، يغطي جزءًا كبيرًا من حاجة الجمعية المالية لمواصلة مسيرتها والمحافظة على ريادتها في الأعمال الخيرية والمجتمعية؛ وهو ما تؤكده رؤية المملكة 2030 بالاهتمام بالموارد المستدامة”. وتابع: “من هذا المنطلق جاءت فكرة إنشاء مشروع “مقصد جدة”، الذي تتمثل فكرته في تصميم وتطوير مشروع مركز تجاري على الأرض العائدة ملكيتها لجمعية البر بمحافظة جدة وبطريقة فريدة، لتشكيل معلم عمراني جذاب ومقصد لسكان مدينة جدة وزائريها”. وأضاف “قاضي”: نعمل جنبًا إلى جنب مع شركة مفاز العربية على تخطيط المشروع ومتابعة تنفيذه، والعمل على إظهاره بأفضل صورة ممكنة؛ ليصبح إضافة جماليةً جديدة لعروس البحر الأحمر، وتحقيق الهدف الأساسي منه كمورد استثماري مهم من موارد استدامة الجمعية”. تشجير المشاعر المقدسة بدأت الفرق التطوعية التابعة لجمعية البر بجدة في شهر أبريل الماضي، تنفيذ المرحلة الأولى من مبادرة تشجير المشاعر المقدسة، بالتنسيق مع شركة (كدانة) التابعة للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وبمشاركة جامعة أم القرى، ومراكز الأحياء ممثلة بفريق (نغرسها) التطوعي وعدد من الفرق التطوعية. وقد تم خلال المبادرة، التي يتم تنفيذها للمرة الأولى، غرسُ 1000 شتلة، كمرحلة أولى من عدة مراحل سيتم تنفيذها وفق جدول زمني بهدف تشجير المشاعر. تهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي البيئي والمشاركة المجتمعية وتحفيز المجتمع المحلي على المبادرة لتقديم الخدمات المجتمعية ذات الأثر المستدام، بالإضافة إلى المساهمة في الإصحاح البيئي والحفاظ على الصحة العامة وتعزيز جودة الحياة. وقال الأستاذ محمد سعيد أبو ملحة عضو مجلس إدارة جمعية البر بجدة، رئيس نادي البر التطوعي، أمين عام وقف الوالدين: “هذه المبادرة تبرز دور القطاع غير الربحي في خدمة المجتمع، وتحقيق الاستدامة البيئية، كما تجسد الحرص على دعم العمل التطوعي بما يتواكب مع مستهدفات الرؤية التنموية 2030”، مضيفًا أن هذه المبادرة تأتي تفاعلًا مع مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها سمو ولي العهد بهدف الحفاظ على البيئة وتنمية الغطاء النباتي ومكافحة أزمة المناخ والتصحر. واقترح أبو ملحة أن يتم التنسيق مع الجهات المعنية للتوسع في تخضير المشاعر المقدسة، من خلال مبادرة يتم فيها تخصيص شتلة لكل حاج ومعتمر ليقوموا بغرسها في المشاعر المقدسة.