بكين تحتضن معرض «العلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية»..

أكثر من 235 قطعة من المنحوتات والفخاريات والنقوش، منها 50 قطعة تُعرض للمرة الأولى.

بعد نجاح نسخته الأولى التي أُقِيمَت في العاصمة الفرنسية باريس خلال العام 2.19، افتتحت الهيئة الملكية لمحافظة العلا قبل أيام معرض “العلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية”، في العاصمة الصينية بكين، وذلك بهدف مشاركة إرث العلا مع العالم، وفتح قنوات التواصل الثقافي وإثراء تاريخ الإرث الإنساني، وذلك في إطار التوجهات الوطنية ورؤية المملكة 2030، وقد حضر حفل الافتتاح الرسمي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الصين، عبدالرحمن الحربي، وممثل الهيئة الملكية لمحافظة العلا رئيس قطاع التواصل والعلاقات العامة عبدالرحمن الطريري، وعدد من المسؤولين والشخصيات الثقافية من المملكة والصين، وسفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين لدى الصين. واحة العجائب يُقَام معرض “العلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية” في قاعة المعارض بمبنى الجناح الغربي لبوابة الميريديان بمتحف القصر الإمبراطوري، المسمى بـ “المدينة المحرمة” المصنّفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، يضمّ المعرض معالم بارزة وجوانب فريدة من تاريخ العلا الغني، حيث يحتوي على عدد من الأجنحة والمعروضات والقطع الأثرية والتراثية التي تحويها المواقع التاريخية في العلا، ومن أبرز ما يضمّه المعرض: تماثيل دادان التي كانت موطنًا للمملكتين الدادانية واللحيانية، وأعمالًا للمصور يان أرثر بيرتراند تجسّد جمال الطبيعة في العلا وغناها الثقافي، وعدد من الأفلام عن المقابر المنحوتة في الجبال الحجرية، وبعض المستكشفات الأثرية البرونزية من الموقع الذي كان يمثّل المدينة الجنوبية الرئيسية للمملكة النبطية، كما أنه أول موقع مسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو في المملكة، واللافت في هذه النسخة من المعرض أنه يضمّ أكثر من 235 قطعة من المنحوتات والفخاريات والنقوش، منها 50 قطعة تُعرض للمرة الأولى. يُذكر أن المعرض المُقَام بالشراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا والوكالة الفرنسية لتطوير العلا، قد نجح في تنفيذ نسخته الأولى في معهد العالم العربي في باريس، خلال الفترة من أكتوبر 2019 إلى مارس 2020، فيما يستمر في فتح أبواب نسخته الحالية في بكين أمام الزوّار حتى 22 مارس المقبل، ويصطحب المعرض زواره في رحلة زمنية مدتها 7 آلاف سنة عبر التاريخ، من خلال 4 محطات رئيسية، من دادان إلى الحجر ثم مدينة القرح الأثرية وصولًا في النهاية إلى البلدة القديمة في العلا، كما يوضح المعرض كيف غيّر البشر البيئة المعيشية القاسية في العلا وتمكنوا من تحقيق جنة للحياة البشرية، تعاون وثيق في أعقاب حفل الافتتاح؛ قال عبدالرحمن الطريري، ممثل الهيئة الملكية لمحافظة العلا رئيس قطاع التواصل والعلاقات العامة، إن “العلا كنز ثقافي متألق في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وتظهر النتائج الأثرية أن المنطقة كانت ذات أهمية تاريخية في مركز طريق التوابل التجاري، واليوم يعد تطوير العلا أيضًا جزءًا مهمًا من رؤية 2030 للمملكة، ويسعدنا القدوم إلى بكين لإظهار التاريخ والثقافة الطويلة التي تحتويها هذه الواحة المعجزة للجمهور الصيني، فهذا سيساعد على زيادة سمعة العلا الدولية، وترسيخ صورتها الإقليمية بتراث تاريخي وثقافي غني، ويساهم أيضًا في الترويج للبحوث الأثرية بين الصين والسعودية، لوضع الأساس للتبادلات في مجالات مثل الثقافة والسياحة والفن”. من جهته؛ قال لو وي، نائب الرئيس التنفيذي لمتحف القصر الإمبراطوري، في كلمته، إن “الصين والسعودية تقعان في طرفي شرق وغرب قارة آسيا، تاريخيًا كان الترويج والعلاقات المشتركة لشعوب شرق آسيا وغرب آسيا هو الذي أنشأ طريق الحرير الذي ربط العديد من البلدان والمناطق في آسيا وأفريقيا وأوروبا، وبالتالي عزز التبادلات الثقافية عبر منطقة واسعة، والهدف طويل المدى لمتحف القصر هو استخدام الآثار الثقافية لعرض التاريخ والثقافة القديمة وتعزيز التفاهم المتبادل بين الحضارات المختلفة، ولا شك أن إقامة المعرض الحالي ستعزز التبادلات الثقافية والتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية”، فيما قال السيد جاو شيمينغ، المستشار الأول للسفارة الفرنسية في الصين: “إن اختيار المدينة المحرمة لاستضافة هذا المعرض يدل على رغبتنا في مشاركة التراث الثقافي الرائع للعلا مع جمهور العالم”. في مقدمة كتالوج المعرض، نطالع كلمة لصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة ومحافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، جاء فيها: “إقامة معرض (العلا: واحة شبه الجزيرة العربية المعجزة) في جمهورية الصين الشعبية هو انعكاس للتعاون الوثيق بين بلدينا الصديقين، بالإضافة إلى ذلك يثبت المعرض بشكل عميق أننا نتقاسم الإيمان بالثقافة ودورها المهم، ونأمل أن يتمكن زوار المعرض من الانطلاق في رحلة سحرية عبر الزمن في العلا، الكنز الثقافي في المملكة العربية السعودية”. تتمتع العلاقات الودية بين المملكة العربية السعودية والصين بتاريخ طويل، بالنسبة للصينيين فإن العلا تقع عند تقاطع طريق الحرير القديم وطريق التوابل، ويعرفونها باسم “الحفرية الحية التي تسجل التاريخ”، وتأتي إقامة معرض “العلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية” في إطار التزام متحف القصر الإمبراطوري بتعزيز التبادل الحضاري والتعلم المتبادل بين الحضارات الصينية والأجنبية، فالمعرض يوفر للجمهور الصيني فرصة للحصول على فهم وثيق للمملكة العربية السعودية والاطلاع على تاريخها الطويل، حيث تلتقي في المعرض ثقافتان مختلفتان للغاية في بلدين يتألقان بشكل مشرق، مما يضع أساسًا متينًا لمزيد من التعاون بين الصين والمملكة العربية السعودية في المجال الثقافي، كما أن المعرض يأتي في أعقاب ما تم الإعلان عنه في سبتمبر 2023، حيث تم إدراج السعودية رسميًا في قائمة وجهات السفر الجماعية الصادرة للمواطنين الصينيين، مما وفر فرصة أكثر سهولة للمواطنين الصينيين للسفر إلى السعودية وأرسى فرصًا سانحة لمزيد من السياح الصينيين لزيارة العلا وغيرها من مناطق المملكة.