مؤتمر الفلسفة يوجد مساحة حوار لمناقشة مستجدات علم الفلسفة..

الأستاذة غادة غوث: الجمعية وقعت في المؤتمر اتفاقية انضمامها للاتحاد الدولي للجمعيات الفلسفية.

اختتمت هيئة الأدب والنشر والترجمة مؤتمر الفلسفة السعودي السنوي الثالث المقام بمكتبة الملك فهد الوطنية في مدينة الرياض، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام من السابع حتى التاسع من شهر ديسمبر الجاري، وسعى المؤتمر لترسيخ أسس الفلسفة وأساليبها التمكينية وأدواتها بين المملكة والعالم. وأقيمت محاضرات وحلقات نقاشية وحوارات فكرية تثري الفكر الفلسفي، وورش عمل شاملة تتناول موضوعات المؤتمر الذي يهتم بتعزيز الفكر الفلسفي لدى الأجيال الناشئة، لتزويدهم بالمهارات والمعارف في المجالات الفلسفية. ويهدف المؤتمر لإيجاد مساحة حوار سنوية لمناقشة مستجدات علم الفلسفة وتطبيقاته الحديثة، وموجه لجميع الفئات المجتمعية لبناء جسور التعاون بين جميع المؤسسات الناشطة في مجال الفلسفة من مختلف دول العالم. ودفع عجلة البحث العلمي والأكاديمي في مجال الفلسفة. مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2023 كان حول موضوع القيم العابرة للثقافات والتحديات الأخلاقية في العصر التواصلي. واستهدف فحص ومناقشة العلاقة المتبادلة بين القيم العابرة للثقافات والقضايا الأخلاقية المرتبطة بها في ظل العالم التواصلي بشروطه الجديدة. وكان حول الإطار الفلسفي للقيم العابرة للثقافات: الآثار النظرية والمنهجية والعملية. والفحص الفلسفي للقيم العابرة للثقافات: المقاربات الكلاسيكية والمعاصرة. والأخلاق العابرة للثقافات في السياق التاريخي: الأخلاق المعيارية والأخلاق الميتافيزيقية والأخلاق التطبيقية. والعدالة والتشريع في عالم متعدد الثقافات: الحقوق والأخلاق والآخر. وفلسفة الهوية: الذات والآخرية والبناء الثقافي. والنسبية الأخلاقية في مواجهة المعايير العالمية: التقييم النقدي والمقارنة بين الثقافات. وفلسفة الدين والأخلاق، وجهات نظر عبر ثقافية حول الدين والأخلاق. والأخلاق والمسؤولية في عصر تكنولوجيا التواصل، تساؤلات فلسفية حول الواقع الافتراضي، والتقنيات الناشئة. والجماليات العابرة للثقافات: الفن، والابتكار، والخيال. والوعي التاريخي في عصر العبور الثقافي. وأخلاقيات الحياة الطيبة ومستقبل الإنسانية: الأخلاق، والتكنولوجيا، وما بعد الإنسانية. وازدان المؤتمر بحضور شركاء الهم الفلسفي بالمملكة الذين قدموا مشاركات متنوعة وكان لناء لقاء مع بعضهم. فعن مشاركة جمعية الفلسفة وأعضائها في مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة للعام ٢٠٢٣م تحدثت الأستاذة غادة غوث المدير التنفيذي للجمعية إلى اليمامة قائلة: أولاً الجمعية وقعت اتفاقية انضمامها للاتحاد الدولي للجمعيات الفلسفية والذي سيفتح مجالاً واسعاً للإسهام الفلسفي السعودي بأن يكون حاضراً في المحافل الدولية. وعن مشاركة الجمعية في المؤتمر أشارت الأستاذة غادة إلى أن الجمعية قدمت ندوة حوارية بعنوان “سؤال الأخلاق والإنسان المعاصر” والتي قدمها عضو الجمعية أ. جعفر الأنصاري، وضيفها د. حسام نايل وأدار الجلسة عضو الجمعية الأستاذ محمد العمودي. وكان هناك اهتمام بجانب الأطفال، قدمنا ورشتين: الأولى “لقراءة قصص الأطفال “ تستهدف عمر ست سنوات وما فوق، قدمها عضو الجمعية محمد الرويلي. وورشة لأيام متتالية لتنمية مهارات التفكير الفلسفي عند الأطفال، قدمها عضو الجمعية الدكتور عماد الزهراني. أما البوث أو ركن الجمعية بالمؤتمر قام فيه الأعضاء بالتعريف بالجمعية ونشاطاتها، وتوزيع دليل عنها، واستعراض بعض أنشطتها المنبرية بالعرض على شاشة تلفزيونية في الركن، كما أن الركن عرض مؤلفات الجمعية خاصة مطبوعات دار فلسفة للنشر والتوزيع التابعة للجمعية وأول إصداراتها كتاب الدكتور شايع مفاهيم ونظريات (قاموس فلسفي). ومجلة مقابسات الفلسفية بجميع إصداراتها وكتاب قراءات فلسفية في الفكر السعودي وهو سلسلة محاضرات قدمتها مجموعة من المؤلفين. أيضا قامت الجمعية بالتعريف ببرنامج التدريب الفلسفي المكثف والذي هو مبادرة من هيئة الأدب والنشر والترجمة يهدف لتطوير مهارة الكتابة الفلسفية عند المهتمين، وسيقام في شهر يناير وفتح باب التسجيل، وبدأنا باستقبال الطلبات لفرزها وترشيح عشرين مشاركاً لورشة تحضيرية يختار منهم ثمانية لدخول برنامج التدريب المكثف والذي ينتهي بنشر كتاباتهم الفلسفية. سارت للفنون شاركت بركن مميز يقع مقابل المسرح الرئيسي، وبسؤال القائمين على الجناح عن مشاركتهم في مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة قالوا: قدمت سارت وهي منصة ثقافية مهتمة بنشر الثقافة الفنيّة والجماليات في مشاركتها الأولى في مؤتمر الفلسفة جناحًا خاصًا تضمّن تجربة معرفية فريدة تعرض التقاطعات بين مجاليّ الفلسفة والفن وذلك من خلال إقامة معرض فنيّ عرض عددًا من اللوحات الكلاسيكية والحديثة التي تعرض أحد الفلاسفة البارزين أو تقدّم إحدى الثيمات أو الأفكار الفلسفية، ويحلل المعرض العلاقة المتبادلة بين المجالين معرفيّا وجماليًّا وأثر كل منهما على الآخر. كما وزّعت إصدارًا معرفيًّا يتضمن نبذة عن أهم نظريات الفلاسفة في الفن، ويحلل بعض المسائل والقضايا الفنيّة المعاصرة، والجماليّات العابرة للثقافات، وأثر الفن على الفِكر الإنساني وتطوره. وبجوار أركان شركاء هيئة الأدب والنشر والترجمة الذين تمنح لهم المساحة لعرض نشاطهم الفلسفي هذا العام احتل الاتحاد الدولي للجمعيات الفلسفية ومقره في مدينة روما ركنا بالجناح يعرف بالاتحاد ويوجه الدعوات للاطلاع على أنشطته. ضمن الفعاليات المنبرية قدمت الدكتورة ملاك الجهني ورقة بعنوان: “حنة آرنت وسؤال العبور الثقافي” كان مما ذكرته فيها كما تفضلت د. ملاك لليمامة: “تعنى هذه الورقة بمسألة العبور الثقافي في أعمال الفيلسوفة حنة آرنت. وسؤالها المحوري: هل تتوفر في كتابات هذه الفيلسوفة الحادة في فكرها وخصوصيتها-كما يصفها جيروم كوهن- عناصر يسعها التمكين للعبور الثقافي؟ وللإجابة على هذا السؤال فلا بد من تنصيب حنة آرنت في السياق الفلسفي لعصرها، والتصنيف الفلسفي بوجه عام، ومن ثم تتبع والتقاط العناصر المذكورة ومدى إمكان تحقيقها للعبور الثقافي من الناحية النظرية، ثم فحص الآراء للتحقق من خلوها من عناصر، أو رؤى معيقة للعبور الثقافي من خلال النظر في أعمال أرنت ومواقفها السياسية، ومدى الاتساق النظري والواقعي بين الناحيتين. ويمكن تقسيم الورقة إلى شقين -جزئين- يعنى الشق الأول منها بالعناصر الممكنة للعبور الثقافي في أعمال أرنت(الإمكانات)، في حين يعنى الشق الثاني منها بالفحص والتدقيق في تفعيل هذه العناصر -إن وجدت، ومدى اتساقها مع آراء الفيلسوفة، ومواقفها السياسية(الإشكالات). وتعتمد هذه المساءلة من الناحية الفلسفية بالأساس على عمل الفيلسوفة النمساوية صوفي لويدولت حول ظاهرية -فينومينولوجيا- التعددية عند حنة أرنت، كما تعتمد المساءلة في الجانب التطبيقي على أعمال آرنت نفسها.” المؤتمر شهد حضورا نخبويا لافتا، من المهتمين بالفلسفة في المملكة وخارجها، وتحول المكان لخلية نحل والحضور يتنقلون بين الفعاليات والورش التي تزامنت وتنوعت بشكل رائع، وكلمة شكر مستحقة للمستضيف مكتبة الملك فهد، وللمضيف وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة الذين حولوا المستحيل لممكن. وشكر خاص للطفلة الصغيرة عمرا “ضي” والكبيرة روحا التي شرفتني بلوحة موقعة باسمها من إنتاجها في ورشة الأطفال في المؤتمر محققة عبور الكرم كقيمة طفولية.